أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميه عريشه - هل سنتغير طواعية أم ؟!!














المزيد.....

هل سنتغير طواعية أم ؟!!


سميه عريشه

الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للأسف هذه هي الحقيقة أبدا لا نتغير من تلقاء أنفسنا تلبية لاحتياجات إنسانيتنا أو احتياجات تطورنا على مستوي الوطن أو المواطن، ونعيش جميعا في شخصيات مخادعة ومخدوعة رغما عنا، وبرغبتنا نعيش كجلاد وكضحايا في ذات الوقت، فمن المعروف طبيا أن الاستمتاع بالتعذيب من الغير أو للغير كلاهما مرضي وممارسهما مريض وجب على المحيطين به المبادرة بإقناعه بالبدء في العلاج وإن راوغ أو رفض تحت أية مسميات فارغة فعليهم إجباره علي العلاج لأن حالة المرض تتطور وتستفحل ، وتدخل في دائرة الخطر لذاته ، ولذوات الآخرين ، وهذا هو - من وجهة نظري - التوصيف الدقيق لما حدث ويحدث ، فالمرض كما يصيب الفرد يصيب الجماعة ، بل يمكن أن يصيب شعباً كاملاً أو حتى شعوباً تجمعها ذات الظروف المولدة لتلك الحالات المرضية ، وتلك الظروف في حال الشعوب والمجتمعات هي (انعدام العدل والديمقراطية) يصبح الجميع مخدوعاً ومخادعاً وكاذباً على النفس ، وعلى الغير وباحثا دوما عن شماعات قديمة للمجد لزوم التباهي مثل أجدادنا وحضارة السبعة آلاف عام . وتأرجحنا بين تسمياتهم بأجدادنا الفراعنة العظماء ، أو الفراعنة الكفار ، طبقاً لمنظور بعض رجال الدين !!
لا أحد يجرؤ على قراءة الواقع كما هو ليس عن جهل ولكن عن خوف ومرض ، تربينا عليه رغم أنه يعذبنا وقراءته هي الخطوة الأولي في طريق تغييره ، ولكن لكي تتأتى لنا القدرة علي أن نبدأ في قراءة الواقع ، لابد من نبدأ مع أنفسنا ، نربيها على عدم الخوف من التغيير ولأن المهيمنين العرب مرتاحون لمرضنا ، وتذبذبنا ، وتناقضنا ، وجهلنا المفروض علينا والمختار منا -في ذات الوقت- لأنه حالنا ومرضنا هذا هو صمام الأمان لاستمرار ديكتاتوريتهم في سلبنا ،ونهبنا، وقهرنا، فأبدا لن يشرعون من تلقاء أنفسهم في فتح باب الخروج من الأزمة والبدء في العلاج الذي كما قلت في حال المجتمعات هو (العدل والديمقراطية) ، يخلقان فردا يحترم نفسه ويحترم الآخرين، وبالتالي مجتمع ينمو إنسانياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً لأنه- بذلك- يحقق احتياجات الفرد فيه ، وبالتالي سيحترم حقوق الشعوب في المجتمعات الأخرى ، سواء كانوا من نفس عرقهم ، أو مختلفون ، ويصبح عقل الفرد وعقل المجتمع قادراً علي الفهم والتفاهم ، والتطور، والتطوير، وهذا هو ما يسمي عالميا بحقوق الإنسان داخل المجتمع الواحد أو داخل العالم كله . وهي قيم سبقنا العالم المتحضر في تطبيقها ، بينما اكتفينا –نحن- بالتقوقع علي ذواتنا فاردين اشواكنا كالقنافذ لكل من يحاول أن يلفت نظرنا، أو يقول لنا/ ويبصرنا أننا تخلفنا كثيراً .. كثيراً . مما جعلنا حالة مرضية خطرة للفرد في داخل مجتمعاتنا ، وللإنسانية في المجتمعات الأخرى، حيث أفرزت تجربة عروبتنا -منذ أكثر من نصف قرن- معني في قيادة المجتمع ، قادتنا إلى فشل ذريع علي كل المستويات الإنسانية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولأن بعض إدارات تلك المجتمعات فضلت أن تدافع عن بقائها بنشر الخوف والتخلف والمرض الاجتماعي ،وسلحت نفسها بأسلحة خطيرة، لفرض بقاء الحال علي ما هو عليه، كما في حالة صدام فإنه وجب علي أولي الأمر في المجتمع الأقرب علي فرض العلاج بعدما تعذر إقناع المريض بضرورة البدء في العلاج .

ولأننا لم نتدرب حكاماً وشعوباً علي ترويض النفس علي التعلم من أخطائنا، واخطاء الغير وأيضا نجاحات الغير فإن حكامنا الفاشلين في إدارة المجتمع والإنسان حتى الآن ، لا يتوقفون لحظة عن أساليبهم العقيمة السابقة ، في الهاء الناس ، وتشتيت طاقاتهم بالانغماس في قضايا الإنسان في شعوبهم حتى أن الحكومات وجمعيات حقوق الإنسان تتحدث ليل نهار في غضب وحماس وهتاف عن حقوق الشعوب المجاورة ، ولا أحد يتحدث عن حقه وحق شعبه في ذات الحقوق ، وهي ذاتها القدرة والحيلة لدي المريض الذي يتعب والذي يتعذب في القدرة علي الهروب من مواجهة الأمر الواقع كشرط لبداية التغيير ذاتيا .. وهو ما سيعرض علينا من الخارج ما لم نفق جميعا ، ونبدأ في تغيير أنفسنا، بانتهاج الديمقراطية الحقيقية المتعارف عليها في العالم وليست الخارجة من مجالس تزييف المصطلحات والمفاهيم، ولن يجدي ولن يخدع العالم محاولات أو حتى استمرار ترديدنا لشعارات الديمقراطية بينما نطبق العكس . لن يجدي .



#سميه_عريشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن القومي المصري


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميه عريشه - هل سنتغير طواعية أم ؟!!