أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الصراع بين المشروع الاسلاموي الاخواني والمشروع الوطني















المزيد.....

الصراع بين المشروع الاسلاموي الاخواني والمشروع الوطني


ابراهيم علاء الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محاولة جماعة الاخوان المسلمين – فرع فلسطين، الاستيلاء على القرار الوطني المستقل والشرعية الفلسطينية، ورهن القرار الوطني لاجندات غير فلسطينية، ليست هي الاولى ولن تكون الاخيرة وما اعلان خالد مشعل عن سعي الاخوان وحلفائهم الصغار من بعض الذين يأتمروا باوامر المخابرات السورية عن سعيهم لتشكيل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني بديلا لمنظمة التحرير الفلسطينية، الا حلقة من حلقات التآمر على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وعلى اهداف واماني الفلسطينيين بالحرية والاستقلال واقامة الدولة الوطنية المستقلة.
وفي هذا السياق يستوجب توجيه الشكر للفصائل الوطنية - الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وحزب الشعب وجبهة النضال وجبهة التحرير والاتحاد الديمقراطي - وكافة القوى والمؤسسات والهيئات التي هبت للدفاع عن القرار الوطني المستقل، ورفض مخطط جماعة الاخوان ، الذي يحاول تدمير البيت الفلسطيني كله بعد ان دمر غزة، وألقى بشعبها في الجحيم ليسقط منهم الاف الشهداء والجرحى على مذبح تثبيت حركة حماس كبديل للقوى الوطنية الفلسطينية في قيادة الشعب الفلسطيني.
مع التأكيد بان الرفض بحد ذاته لا يكفي لافشال مخططات الاخوان – حماس - وحفائها من تنظيمات دمشق وطهران، ممن لا يربطهم بفلسطين أي رابط، ليس فقط على صعيد المقاومة المسلحة التي يتبجحون في التغني بها، بل حتى على الصعيد السياسي لا يوجد لهم وزنا يذكر، ويندر ان يكون لهم مؤيدون في اوساط الجماهير الفلسطينية.
فشيوخ الاخوان لا يربطهم بفلسطين الا كونها ارض وقف اسلامي يجب اخضاعها لسلطة الخليفة الوهمي المنتظر، فيما احمد جبريل كل همه الانتقام من حركة فتح، ويكتنز عقله بحقد دفين ضد القرار الوطني المستقل منذ البدايات، ودوره التآمري معروف في بيروت وطرابلس، اما المدعو رمضان شلح فهو معروف في اوساط الشعب الفلسطيني بانه ليس اكثر من مراسل للسفارة الايرانية بدمشق، ولا ضرورة للحديث عن تنظيم المخابرات السورية المسماة الصاعقة ومدرائها الموظفون في سلك المخابرات السورية، اما العجوز المتهالك فاروق قدومي ذو الانتماء البعثي، فعلى الرغم من كل ما اعطته فتح من ميزات ومميزات الا ان ولائه ظل لرفاقه القدامى في حزب البعث السوري.
ولذلك فهؤلاء مهما ادعوا ومهما حاولوا فلن يتمكنوا من اقناع الشعب الفلسطيني بانهم جزء منه او ينتمون اليه، ولا يحق لأي منهم ابدا الادعاء بانه يمثل الفلسطينيين.
واذا ما تجاوزنا الصغار من منظمات الكسور العشرية كما يصفها البعض، سوف نجد ان حركة الاخوان المسلمين – فرع فلسطين – والمسماة حركة حماس هي التي تواصل الحرب على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، وعلى الشرعية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية، وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية احد اهم انجازات الكفاح الطويل لشعبنا الفلسطيني.
نايف حواتمة
وهذه الحرب الجديدة التي اعلنها خالد مشعل من عاصمة قبيلة بني مرة في قطر وعلى بعد امتار قليلة من قاعدة العيديد وقاعدة السيلية الأمريكيتين على منظمة التحرير تأتي في سياق الحرب طويلة الامد بين المشروع الوطني الذي تقوده حركة فتح وبين المشروع الاسلاموي الاخواني الذي قادته جماعة الاخوان المسلمين منذ انطلاقة المشروع الوطني الفلسطيني في اواسط خمسينات القرن الماضي، وتابعت حركة حماس استكماله منذ اواسط ثمانينات القرن الماضي.
ولم يكن غريبا ان نسمع من بعض الفصائل انها فوجئت باعلان مشعل الحرب على منظمة التحرير، وانها كانت تتوقع "ان يلتقط مشعل اللحظة التاريخية بعد العدوان على غزة ويترك رهاناته الخاسرة، ويغادر مربع الفئوية والمصالح الضيقة، وان يتوجه فورا للحوار، ولانهاء الانقسام ، بدلا من الترويج للانفصال لن يكون استمراره الا خدمة لمصالح العدو الصهيوني وخيانة لدماء الشهداء والجرحى".
ان موقفا كهذا لبعض الفصائل الوطنية ينم عن خلل في الرؤية، وضعف في التحليل وفقدان للذاكرة التاريخية لمسيرة الصراع بين المشروع الوطني ومشروع جماعة الاخوان منذ الارهاصات الاولى للمشروع الوطني الفلسطيني المستقل بعد النكبة الاولى عام 48 بسنوات قليلة.
وفي هذا السياق يجدر التذكير ان الرفيق نايف حواتمة كان قد طالب في بعض مراحل الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة في نوفمبر من العام الماضي بان يتم التوقيع على الاتفاق الذي تقدمت به القيادة المصرية الى فصائل العمل الوطني قبل الدخول الى اجتماع القاهرة الذي افشلته حماس برفض المشاركة فيه .. ويحق لنا ان نتوجه باللوم الى الرفيق حواتمة والى الجبهة الديمقراطية التي لم تتمسك بذاك الموقف وهو اكثر المواقف السياسية صحة منذ عام 2000 . باعتباره موقفا يفترض انه انطلق من ادراك الرفاق في الجبهة الديمقراطية بان الجبهة الوطنية تقوم بين اطراف المشروع الوطني، ومن ادراكها بانه لا يمكن ان تقام وحدة وطنية او جبهة وطنية بين برنامجين سياسيين وأيديولجتين متناقضتين متناحرتين.
وها هي الاحداث تبرهن على ما ذكرناه قبل سنتين واكدناه مرارا بان الاخوان المسلمين لا يمكن لهم ان ينخرطوا في جبهة وطنية عريضة، و لم يكونوا يوما شركاء في العمل الوطني، لان عقيدتهم ترفض رفضا قاطعا البعد الوطني في العمل السياسي، بل ان عقيدتهم تعتبر الهدف الوطني المتمثل بالدولة الوطنية القومية هدفا غير شرعي، ويتعارض مع شرع الله وحكمه، ويتعارض مع الدولة الاسلامية المنشودة التي تعتبر الجماعة انها هي الهدف النهائي للجهاد في سبيل الله.
ولذا فان موقف حماس الذي اعلنه مشعل من عاصمة الدعم المالي والاعلامي بالعمل على انشاء مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني لم يكن مفاجئا، الا لمن تسيطر على رؤيتهم بعض الأوهام النرجسية التي غيبت عنهم الادراك العميق للاهداف الحقيقية لجماعة الاخوان المسلمين فرع فلسطين – حركة حماس.
عداء تاريخي
فالعداء الذي تقفه جماعة الاخوان المسلمين للمشروع الوطني الديمقراطي مفضوح ومكشوف في كل الساحات العربية من مصر الى موريتانيا الى اليمن، وكافة الدول الاخرى، وفي الساحة الفلسطينية على وجه الخصوص كانت له محطات بارزة وعلامات فارقة، سنحاول باختصار التعرض لبعضها.
فمن المعروف ان حركة فتح والتي تمثل يسار الوسط بدأت محاولاتها لتشكيل حركة وطنية فلسطينية مستقلة عن الانظمة العربية منذ عام 1950 أي بعد النبكبة بسنتين تقريبا. وتبلورت جهود المناضلين الاوائل عن تأسيس رابطة الطلبة الفلسطينيين في القاهرة.
وكان خليل الوزير ابو جهاد وهو احد ابرز النشطاء في بلورة حركة وطنية مستقلة مسؤولا عن الشباب في جماعة الاخوان المسلمين فرع غزة الابعة للجماعة الام في القاهرة. وتمكن ابو جهاد من تكوين الحلقة الاولى للكفاح المسلح لتشكل بدايات الكفاح المسلح الفلسطيني .
وفي عام 1954 اختلف الوزير ومجموعته ومن ابرزهم محمد الافرنجي وحمد العايدي وعبد الله صيام ونصر عبد الجليل مع الاخوان المسلمين حين رفع شعار "فلسطين اولا" مقابل شعار الجماعة "اسلمة المجتمع اولا"، مما دفع المجموعة للخروج من الاخوان، مما دفع شيوخها الى التشهير بها بالمساجد واتهامها بالكفر والعمالة، وتواصلت الحملة الاخوانية ضد الكفاح المسلح منذ انطلاقه وحتى سرقتها الشعار عام 87 وادعائها تبنيه زورا وبهتانا.
من هم اخوان فلسطين
بعد تأسيس جماعة الاخوان في مصر بزعامة حسن البنا بدأت بالتوسع في الجغرافيا المحيطة بمصر فكانت فلسطين من اهم الساحات التي توجهت لها الجماعة المصرية، وقد ذكر عبد الله او عزة احد القادة المؤسسين لجمعة الاخوان الفلسطينيين ان اول بعثة لجماعة الاخوان المصرية الى فلسطين تمت في سنة 1935، وقبلها زار وفد من الجماعة الاردن سنة 1934 كما ذكر عبد الرحمن خليفة المراقب العام السابق لاخوان الاردن، "وتم افتتاح أول فرع "إخواني" فلسطيني في القدس عام 1945، وتبعته فروع في مدن فلسطينية أخرى".
وبعد نكبة 48 وضم الضفة الغربية للاردن وغزة الى مصر، فقد اتحد اخوان الضفة مع اخوان الاردن فيما حافظ الاخوان بغزة على نوع من الاستقلالية تحت وصاية جماعة الاخوان المصرية، وتعرضوا كما تعرض الاخوان في مصر الى الملاحقة والمطاردة من الحكومة المصرية بعد الثورة، وقد سعى المستشار مأمون الهضيبي الذي صار مرشدا للاخوان فيما بعد، والذي كان يعمل قاضيا في قطاع غزة، الى مساعدة الاخوان الغزيين.
وسعت جماعة اخوان غزة الى تجنيد الاخوان الفلسطينيين المقيمون في الدول العربية بدلا من انضمامهم للجماعات في تلك الدول، وقد نشط اخوان غزة بهذا الدور خصوصا بعد ان ظهرت الارهاصات الاولى لحركة فتح في اواخر الخمسينات.
وبذلك فان جماعة الاخوان في فلسطين لم تكن مستقلة يوما في تاريخها بل كانت في غزة امتدادا للجماعة المصرية، وفي الاردن امتدادا للجماعة الاردنية.
ومع المد القومي الذي شهدته خمسينات وستينات القرن الماضي وحتى عام 1967 وهزيمة الجيوش العربية في حزيران ذاك العام كانت الجماعة في غزة وفي الضفة يقتصر نشاطها على الخدمات الاجتماعية أي ما يسمى بالمرحلة الاولى وفق منهج حسن البنا، ولم يكن لها أي دور او نشاط في العمل السياسي الوطني سواء المناهض للحكومة الاردنية، او ضد الاحتلال في الضفة، او ضد الاحتلال في قطاع غزة، بل تركز نشاطهما السياسي في المنطقتين على شن الحرب على كل ما يمت للحركة القومية بصلة، وسلطت نيرانها على الرئيس جمال عبد الناصر والحكومة المصرية بوجه عام، وضد القوى الوطنية الفلسطينية المستقلة مثل حركة فتح او الاحزاب ذات الانتماء القومي مثل حزب البعث، او الاحزاب الشيوعية.
ورغم بعض المحاولات لشد جماعة غزة لشعار "فلسطين اولا" والى الكفاح المسلح، الا ان قادة الاخوان تمسكوا بمنهجهم لأولوية المشروع الاجتماعي واسلمة المجتمع.
صراع الاخوان مع فتح
وقد انصبت جهود الجماعة طيلة الفترة منذ بدايات عام 1960 وحتى عام 1967 على محاولة تقليص نفوذ حركة فتح في القطاع ، ولكن المد القومي بزعامة عبد الناصر افشل مخططات الجماعة، بل انها اضطرت للانزواء والاختفاء خلف عمامة الائمة في المساجد تفاديا لضربات المخابرات المصرية.
وتمكن المشروع الوطني الفلسطيني ان ينتعش في قطاع غزة سواء حركة فتح او الاحزاب اليسارية والشيوعية، وكان المناخ العام السائد في مناخ وطني تقدمي بصورة عامة.
لكن الجماعة سرعان ما حاولت النهوض من جديد على انقاض هزيمة 67 وتبنت خطابا دينيا قائما على نوع من الشماتة والتشفي بالنظام الناصري وبهزيمة القومية العربية، ورفعت شعارات من ضمنها الاسلام هو الحل والحركة الاسلامية هي البديل. فحاولت ان تطل براسها من جديد، لكن تنامي دور الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة فتح بعد معركة الكرامة في غور الاردن عام 1968 افشل مخططات الجماعة، ولم تتمكن من النفاذ الى الجماهير الغزاوية، بل ان تنظيمات المقاومة كفتح والجبهة الشعبية والديمقراطية والحزب الشيوعي كانت لها السيطرة الجماهيرية المطلقة، واصبحت منظمة التحرير الفلسطينية هي الاطار الشامل الناظم لنضالات الشعب الفلسطيني.
لكن جماعة الاخوان لم توقف حربها ضد المشروع الوطني وممثليه من الفصائل الوطنية وضد ممثلة الشعب الفلسطيني منظمة التحرير الفلسطينية، فشنت ضدها معارك متعددة ومارست ضدها اقصى ما تستطيع من محاولات التشوية ، ورفضت كل المحاولات للتعاون مع المنظمة او الانضمام الى مؤسساتها وهيئاتها وكانت تحرص على الدوام على العمل الانفصالي المستقل.
شاهد من اهلها
ويكشف ابراهيم غوشة احد القادة المؤسسين لجماعة الاخوان في مذكراته انه" تم إنشاء التنظيم الفلسطيني للإخوان المسلمين في قطاع غزة سنة 1960، والذي شكل أساس التنظيم الذي بنيت عليه حركة حماس بعد عقود. وان اول حوار واحتكاك مع حركة فتح تم في صنعاء في الفترة 10- 12 / 8 / 1990، وان لقاء اخرا في الخرطوم تم بين الحركتين في أغسطس 1991، وكشف عن الاشتباكات المسلحة التي اندلعت بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة في يوليو 1992، ولقاء وفد حماس بياسر عرفات في تونس في أواخر سنة 1992، والحوار مع فتح في الخرطوم في أوائل سنة 1993، قبل انعقاد مؤتمر مدريد.
وتضمنت مذكرات غوشه تفاصيل عن المؤتمر الداخلي الذي عقده الإخوان المسلمون لبحث قضية فلسطين سنة 1983، والذي كرّس مفاهيم كانت مثار نقاش، فأكد على عدم وجود تعارض بين العمل لإنشاء الدولة الإسلامية، وبين الجهاد لتحرير فلسطين، وأنهما أمران يمكن أن يسيرا بالتوازي، ويكمل بعضهما بعضاً. وكشف عن تأسيس جهاز فلسطين بعد ذلك بنحو سنتين بقرار من التنظيم العالمي للإخوان، والذي بُنيت عليه حركة حماس.
كما كشف تفاصيل عن تفرغه للعمل في جهاز فلسطين سنة 1989، وإسناد مهمة تشكيل أول لجنة سياسية لحركة حماس في الخارج إليه، والتي تشكّلت في الكويت، ثم تحدث عن تعيينه ناطقاً رسمياً باسم حماس في أواخر سنة 1991.
وهكذا استمرت الحرب بين المشروع الوطني الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير لمدة عشرين سنة منذ عام 67 وحتى عام 1987، مارست الجماعة خلالها دورا تخريبيا ممنهجا ضد الثورة الفلسطينية، ولم يقتصر خطابها على توجيه اقصى عبارات النقد لفصائل المقاومة والكفاح المسلح، بل انها لم تحترم ارواح الشهداء ووصفته بالقتلى وبالجيف .
وعندما وجدت اسرائيل بجماعة الاخوان الطرف الذي يمكن من خلاله تقويض منظمة التحرير التي حازت على اعتراف العالم، وانتظم في صفوف مكوناتها من فصائل وطنية وفي مؤسساتها واطرها الشعبية معظم ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل (الضفة وغزة) وبلدان الشتات على امتداد العالم. وبالتعاون مع بعض الانظمة الاقليمية وبدعم من امتدادات الاخوان في الاردن ومصر، وبقرا من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين تأسست حركة حماس في سياق تدمير منظمة التحرير الفلسطينية أي تدمير الشخصية القومية التي بدأت تتبلور للشعب الفلسطيني، وتمدير ارهاصات تاسيس الدولة الفلسطينية الوطنية الديمقراطية المستقلة باعتبارها نقيضا للمشروع الاخواني الاسلاموي باقامة الدولة الاسلامية ..
تطور الصراع
ومنذ تأسيس حركة حماس اخذ الصراع بين المشروعين (الاسلاموي والوطني) اشكالا عنيفة خصوصا في قطاع غزة، حيث جرت العديد من الاشتباكات المسلحة، وقامت السلطة الوطنية بحملات اعتقالات واسعة في صفوف حماس في غزة، فيما قامت حماس بعشرات الاعتداءات المسلحة على رموز فتح والسلطة الوطنية ومقرات السلطة ولم نجو من اعتداءاتها مؤسسات الخدمات الصحية كالهلال الاحمر الفلسطيني والجامعات ومقرات الطلبة والمؤسسات الاهلية.
ورفضت المشاركة بالقيادة الوطنية الموحدة التي قادت انتفاضة الحجارة، ورفضت التنسيق معها، وكانت على الدوام تحرص على العمل الانقسامي المنفرد.
وبعد ابرام اتفاق اوسلو سرعان ما عادت بعد انكفاء محدود لتتواصل حربها ضد المشروع الوطني، فشنت ما يسمى بالعمليات "الاستشهادية" في مواجهة جهود الرئيس الشهيد ابو عمار لبناء الدولة المستقلة، وكان توقيت عملياتها مرتبط اشد الارتباط بتحركات ابو عمار السياسية، مما ادى الى تقويض جهود اقامة الدولة المستقلة وادى الى اعادة احتلال الضفة الغربية واقامة مئات الحواجز التي تقطع اوصال الضفة الغربية، وبمضاعفة عدد المستوطنات على ارض الضفة.
وجاء انقلابها الدموي في عام 2006 تتويجا لجهودها الطويلة في تقويض شرعية السلطة ومنظمة التحرير، وفي سياق الاستيلاء على حق التمثيل الفلسطيني.
كما جاءت الحرب الاخيرة على غزة في هذا السياق ايضا، فكان شعارات حماس وخطابات شيوخها القابعين في دمشق وامتداداتها الاخوانية في كل انحاء الوطن العربي تركزت على فتح معبر رفح باعتباره يحقق لها الاستقلالية والسيادة على امارة غزة الاسلامية كبديل للمشروع الوطني الفلسطيني.

لماذا استجداء الحوار
ومع ثقنا الكاملة بفشل وهزيمة مشروع التحالف الايراني السوري الاخواني، ومهما اغدقت عليه امارة قطر من اموال، الا اننا نرى بان اللحظة التاريخية تفرض على فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وفدا والتحرير والنضال وكافة القوى الوطنية الفلسطينية الى التوقف عن استجداء حركة حماس للحوار والانضمام للوحدة الوطنية ولمنظمة التحرير الفلسطينية.
لماذا هذا الاستجداء ..؟ فتاريخيا لم تكن حماس جزءا من الحركة الوطنية، ولم تكن جزء من منظمة التحرير، ولم تكن طرفا في الصراع الوطني مع العدو، ولم تكن طرفا في الكفاح لترسيخ الشخصية القومية والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، ولم تكن في أي يوم من الايام طرفا في المعارك الكبرى التي خاضها الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني.
فما الحاجة لها لتكون طرفا في وحدة وطنية، او جبهة وطنية، او شريكا في مؤسسات الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، او شريكا في سلطتنا الوطنية الفلسطينية..؟
لا بد من تعليق الجرس .. لا بد من كسر المخاوف .. لا بد من توفر الجرأة والمبادرة .. وان تنطلق الفصائل الوطنية الديمقراطية الى خطوات حقيقة ومباشرة وعلى الفور لبناء الوحدة الوطنية ، حتى تحافظ على المشروع الوطني للشعب الفلسطيني، وبدون هذه المبادرة سيظل المشروع الوطني أسيرا لمشروع حماس مشروع الامارة الاسلامية.
فهل يمكن للفصائل الوطنية ان تجعلنا نقول لخالد مشعل شكرا لانك كشفت عن حقيقة الاهداف القذرة لجماعة الاخوان المسلمين مما دفع فصائلنا الوطنية الى الاتحاد والتوحد في رحاب الوحدة الوطنية لتحقيق المشروع الوطني، والمتمثل باقامة الدولة الوطنية الفلسطينية الديمقراطية المستقلة..؟؟



#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا كانت ارادة الله فلماذا الاحتجاج ..؟؟؟
- جماعة الاخوان المصرية تواجه مأزقا .. ولن تنقذها حماس
- بعض كتاب اليسار الفلسطيني مصابون بالحول السياسي والفكري
- الخطاب الديني للاخوان المسلمين في خدمة اليهود
- كم انت رخيص ايها الفلسطيني في ديانة مشعل
- تظاهرات الاخوان -المسلمين- لنصرة حماس.. وليس دفاعا عن أهل غز ...
- اغتصبوها وقالوا صامدة ..!!
- ولا تلقوا بانفسكم الى التهلكة .. يجب محاكمة حماس
- اهم من اعادة اعمار غزة .. اعمار بعض العقول..
- زعماء الانتصارات الوهمية من صدام الى هنية
- هزيمة منكرة لدول الممانعة في الدوحة
- عنوان واحد فقط للشرعية الفلسطينية
- نحن نموت وغيرنا يرقص على اشلائنا بمظاهرات وخطب رنانة
- امبراطورية قطر الصوتية العظمى ومؤتمر القمة
- لهذه الاسباب نوجه نقدنا الحاد لحركة حماس
- وحشية تسيبي ليفني ..وثقافة القتل والموت
- خالد مشعل يعدكم بالنصر ويطمئنكم أهل غزة بخير
- في كل ركن من بلاد العرب هناك صدام حسين
- حماس ترفض قرار وقف اطلاق النار .. لماذا ..؟
- القوة تحدد الحق والعدالة .. والضعف يصنع الموت


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم علاء الدين - الصراع بين المشروع الاسلاموي الاخواني والمشروع الوطني