أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الإسلام والديمقراطية















المزيد.....

الإسلام والديمقراطية


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 781 - 2004 / 3 / 22 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمد برو
تعقيب : د.منذر خدام
مع التاريخ
تاريخ الإسلام شطران ، شطر راشد وشطر عضوض، والشطر الثاني يبدأ من معاوية بتوريثه الحكم ليزيد، والشطر الثاني ليس مصدراً للأحكام أو الإلزام. مع التذكير بان العهد الإسلامي اتصف بالسماحة التي أقرها الخصوم. فاليهود كان منهم وزراء في الأندلس وأطباء للخلفاء.
مع الأحكام الإسلامية
إن الفقه الإسلامي تفاعل دائم بين نصوص شرعية وواقع معاش وقد دعا القرآن للفقه عن طريق معايشة جوهر الأحداث (( فلولا نفر من كل فرقة منكم طائفة ليتفقهوا في الدين )) نزلت الآية في موقعة تبوك حيث اعتبر الذين خرجوا للقتال هم المتفقهون الذين يعاركون الحدث المتحرك.وإن إقفال باب الاجتهاد القرون الطوال جمد الفقه وجعله متخلفاً عن روح العصر. وإن تلافي جمود القرون الماضية في عقود قصيرة سيخلف إشكاليات التحديث الكبير الذي كان بمقدورنا تلافيه لو لزمنا النهج العمري الذي دأب على الاجتهاد دون خوف،فألغى عطاء المؤلفة قلوبهم ومنع توزيع سواد العراق واجتهد في الطلاق والميراث.وإن إتمام هذا المقصود (( تحديث الفقه )) يقتضي إعادة النظر في علم الأصول ومصطلح الحديث وإعادة دراسة السنة النبوية بتقسيم سلوك النبي لثلاثة أقسام : قسم إنساني بصفة محمد بشر، وقسم قيادي بصفة محمد قائد دولة، وقسم نبوي، بصفته رسول.القسمان الأول والثاني يخصانه وزمنه، أما القسم الثالث فهو المعني بالدراسة وفق:
1 -فهم المقاصد الشرعية
2-مراعاة الظرف الموضوعي والشرط التاريخي.
ففي فهم المقاصد منع عمر توزيع سواد العراق لتحقيق مقصد ثابت (( أن لا يصبح المال الكثير حكراً على شريحة معينة )) ، (( كي لا يكون دُولة بين الأغنياء منكم )). وأما مراعاة الظرف الموضوعي والشرط التاريخي مثاله: إباحة الرق في زمن كان الرق عرفاً دوليا سائداً في ذلك العصر، أما في زمننا هذا فلا يصح الاسترقاق في وجه من الوجوه. وعلى ضوء ما سبق لا يصح تجميد فهم القرآن فهو منبع نمتح منه في كل عصر ما يفي بحاجاتنا منسجماً مع مقاصده.

إشكالية الردة:
الردة ظاهرة لا يمكن تكرارها تاريخياً كونها حدثت في عهد كانت فيه القبائل تسلم بإسلام الزعيم وترتد بردته. وأما ردة الأفراد فنرده إلى القرآن (( لا إكراه في الدين )).
قتل المسلم بالكافر:
يقتل المسلم بأي فرد من أفراد المجتمع ،كافر ،ذمي، امرأة، طفل، كون(( النفس بالنفس )) ومن واجب الدولة تامين الحصانة التامة لجميع رعاياها على حد سواء.
المرأة والحجاب :
المرأة في الإسلام كيان فاعل لا يصح أن نقوقعه في حدود الحريم ولها أن تتسلم جميع المناصب عدا منصب رأس الدولة وقيادة الجيش، وقد تسلمت الشفاء خالة عمر بن الخطاب وتسلمت المرأة قضاء الحسبة (وزارة الرقابة التموينية ) مع الأخذ بخصوصية المرأة النفسية والفيزيائية. أما عن الحجاب فهو حكم طوعي تلتزمه المرأة المسلمة ولا يحجب على غيرها من النساء،وإن المجتمع المسلم يفرز أخلاقياته وأعرافه وتقاليده، بتلقائية بحتة لا قسر فيها،وإن الحشمة الاجتماعية منوطة بالرجل و المرأة على حد سواء (( قل للمؤمنين أن يغضوا من أبصارهم )) وقد كانت الإماء في صدر الإسلام يخرجن سافرات دون أن يحدثن ضرراً في الشارع المسلم.
مع الديمقراطية:
إن دولة الإسلام الأولى ( دولة النبي محمد ) قامت عن طريق الكلمة وحسب، وتوسعت عن طريق الدعوة والسيف. وقد ولد الإسلام كفكر في مناخ قمعي ( مكة ) وشاد دولته في مناخ ديمقراطي ( المدينة يثرب ) وإن التعددية السياسية ( مع الآخر ) لم تكن معروفة في واقع العرب فهي حدث مستجد نعده من المصالح المرسلة التي خولنا أن نجتهد لها وفق ما يلائم ظرفنا. مع العلم أن التاريخ الأول يومئ أن النبي لم يقمع الآخر المعادي في مجتمع المدينة ( ظاهرة المنافقين ) حيث كان على رأسهم أُبي بن أبي سلول الذي عاد بثلث الجيش يوم أحد وخاصم النبي في قتل بني قينقاع وتوعد النبي بإخراجه من المدينة بعد تبوك، وكان صاحب تيار سري يهدف إلى تقويض دعائم الدولة وأسس مسجد الضرار لغرض الجاسوسية، ومع هذا فقد اكتفى النبي بتعريته وفضحه وتحصين المجتمع من شروره.
الشورى والديمقراطية يتفقان في نفي التفرد والاستبداد، والشورى واجبة وملزمة.
-حرية الفكر تعني بالضرورة حرية نشره وإعلانه، ولا معنى لحرية فكر مع منع نشره.
- القمع يؤدي إلى نشوء الحركات الباطنية.
- دعا القرآن بصراحة لصراع فكري وتحدى قريشاً وسائر البشر، بآية وسورة من القرآن.
-إن صراع الفكر سلمياً وحده كفيل بظهور الفكرة الأقوم، وإن فشل أي كتلة وهي في سدة الحكم بآلية ديمقراطية دليل صراع على قصور البرنامج السياسي أو خلل في الكتلة.
- إن آلية الحكم مستقبلا ستكون تبادلية ولن ترون أي كتلة في سدة الحكم بسبب:
1-القصور في البرنامج وضعف التجربة.
2- عدم القدرة على تلافي ميراث التخلف دفعة واحدة.
3- المنافسة مع الآخر.
4- الضغوط الخارجية.
-وإن المناخ الديمقراطي يؤهل للبدء بعملية البناء الاجتماعي الذي سيفرز بناءه السياسي وإن الهدف المباشر والقريب هو التحلل من قيود الاستعمار ومواجهة التخلف وتلافي القصور التاريخي والشروع بعملية البناء التدريجي. من هنا لا نجد تعارضاً بين روح الإسلام وبين الطرح الديمقراطي كون الديمقراطية تشكل المناخ الصحي لبناء مجتمع مؤسس على وجود الفرد الحر الواعي الجاد بحماية حق الانتخاب والدفاع عن خياره والمصوت لهويته الإسلامية قبل مصلحته القريبة، وبذا تكون الدولة الهدف نتيجة طبيعية لهذا البناء. الجيش يجب أن يكون حياده تام ومقصور على أمن الحدود.


تعقيب : د. منذر خدام
في مداخلة السيد برو (( الإسلام والديمقراطية)) يقسم تاريخ الإسلام إلى شطرين : شطر راشد وشطر عضوض ويعتبر الشطر الثاني الذي يبدأ مع معاوية ((ليس مصدراً للأحكام أو الإلزام )) .
يركز السيد برو في مداخلته على أهمية الاجتهاد في تطوير الشريعة وجعلها تواكب التطورات في الحياة الواقعية.فحسب رأيه ، الفقه الإسلامي هو نتيجة ((تفاعل دائم بين نصوص شرعية وواقع معاش)) ، وإن ما نعانيه من تخلف وجمود في الوقت الراهن، يعود السبب فيه إلى إقفال باب الاجتهاد. السيد برو يطالب بإعادة النظر بعلم ((الأصول ومصطلح الحديث)) بحيث يتم النظر في سلوك النبي وتمييزه إلى ثلاثة أقسام ، هي في الواقع قسمان: قسم إنساني بصفة محمد بشراً، وقسم نبوي بصفة محمد رسولاً.وما هو إنساني في محمد فهو ذو طابع تاريخي، يحتمل الصواب والخطأ ويخصه وزمنه. وما هو فيه نبوي يحتاج حسب السيد برو إلى الدراسة على ضوء فهم المقاصد الشرعية ومراعاة الظرف الموضوعي والشرط التاريخي.
السيد برو يقدم اجتهادا جريئا جدا متأثرا على ما يبدو بالدكتور محمد شحرور، فهو عمليا قد أخضع الإسلام بشقيه القرآن والسنة إلى الظروف الموضوعية والشروط التاريخية وأعمل الاجتهاد به مقتديا بالخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، فلا يصح حسب رأيه تجميد فهم القرآن عند عصر معين.انطلاقا من ذلك فهو يعبر عن رؤية متسامحة جداً تجاه المرتد وتجاه المرأة ومن قضية الحجاب، ويعبر أيضا عن أفكار متقدمة تجاه الديمقراطية.فالشورى عند السيد برو كما هي عند السيد مويل ملزمة.
و يشدد السيد برو على حرية الفكر ونشره وعلى ضرورة تبادل السلطة ويوجه دعوة لجميع القوى الاجتماعية من أجل تجاوز ميراث التخلف والقصور التاريخي، فروح الإسلام لا تتعارض حسب رأيه مع الديمقراطية باعتبارها تشكل المناخ الصحي لبناء المجتمع على قاعدة وجود المواطن الفرد الحر والواعي، الذي يستطيع الدفاع عن خياره..الخ.
إن أراء السيد برو المتعلقة بالديمقراطية أو حقوق الإنسان تخرجه،كما أعتقد ، من نطاق المنظومة الفكرية الإسلامية كما أخرجت قبله السيد مويل،وإن البحث عن تأصيلها في الثقافة العربية الإسلامية هو نوع من الاجتهاد الذي يقول به بعض المفكرين الإسلاميين المتنورين بهدف تكييف الرؤى الإسلامية التراثية مع طابع العصر ومنطقه. ومثل هؤلاء موجودين في التنظيم العام للإخوان المسلمين في سورية الذي ينتمي إليه السيد برو .ومع تقديرنا لما جاء به السيد برو من أراء اجتهادية تنويرية فإننا نشك بالمنطق الإسلامي الذي يحكمها وبعمق التأصيل الفكري التراثي الإسلامي لها. المقدس الديني ينظر للأخر دائما نظرة تكفيرية منطلقا من فكره المتعالي الذي يدعي لنفسه حق امتلاك الحقيقة كاملة، فهل من إمكانية حقيقية لتطوره ولتجاوزه، أعتقد أن نعم. لكن الجواب الكامل هي في عهدة الأخوة في الحركات السياسية والفكرية الإسلامية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الطبقي في الظروف الراهنة
- الديمقراطية بالمعنى الإسلامي
- قراءة في الحدث- الزلزال العراقي
- الديمقراطية التي نريد
- الصراع الطبقي وأشكاله
- أزمة الديمقراطية في الوطن العربي
- البناء الاجتماعي ومفاهيمه الأساسية
- المادية التاريخية وسؤالها الأول
- الديمقراطية: معوقات كثيرة …وخيار لا بد منه
- المادية الجدلية وسؤالها الأول
- الديمقراطية بين الصيغة والتجسيد
- المنهج الماركسي واشتراطاته
- شي بحط العقل بالكف....
- منطق الفكر
- نقد الفكر مقدمة لنقد السياسة
- الديمقراطية وبيئتها المفهومية في الوعي السياسي العربي
- الديمقراطية والنخبة
- الديمقراطية والعلمانية والليبرالية
- الديمقراطية والمجتمع المدني
- عندما -تحاول- أمريكا التفكير بعقل -غير- إسرائيلي يظل مثقفونا ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الإسلام والديمقراطية