أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حين يصبح الأب أُما















المزيد.....

حين يصبح الأب أُما


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:37
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا طبعا ما بعرفش إذا في حدى قبلي صار (ماما) لولاده ونجح , أما أنا بالنسبة لي فقد فشلتُ جدا وبتقدير جيد جدا , إذا كان صندل البنت أتعبني جدا أشلحها وألبسها وبعدين أشلحها وألبسها , وعشرين مره بدها إتفوت على الحمام منهن أكثر من 15 مره على الكذب يعني (فشنك) إشي بجنن وبطير العقل من الراس .
أما بالنسبة للفستان هذا لحاله أكثر من 3 ساعات وأنا أقنعها إنه صغير عليها , وصاربدنا نعطيه لبنت الجيران ,أما بنطلون برديس تبع العيد الماضي فهذا أكثر من ساعتين وأنا أدور عليه على شان تلبسه , بعدين بس لقيته كانت غرفة نومها مع أخوانها عباره عن دمار شامل جراء عمليات التمشيط والبحث عن البنطلون المطلوب , هذا , لالا مش هذا ,لاهذا , لالا مش هذا , هذا عدى المسبات إللي أكلتها منهم : شو هاظا بابا ولا بعرف إشي ؟

وحين أرادت زوجتي أن تتركني في المنزل لوحدي ليوم واحد مع بقية الأطفال لم أكن منزعجا منها ولكنني إنزعجت ُ جدا حين فشلتُ في إدارة المنزل والأولاد فهذه على ما يبدو لي مهنة شاقة , ولو أن زوجتي أجبرتني في ذلك اليوم على حمل الصخور والرمال والأتربة لكان أهون جدا جدا عليّ من إدارة منزل من قبل رجل مثلي لا يعرف شيئا عن خدمة الأولاد ,ناهيك أيضا عن كثير من الإزعاجات التي المت بي وكنت فعلا يومها بحاجة لطبيب نفسي يكشفُ على صحتي النفسية وهل ما زلتُ مثلا بكامل قواي العقلية ؟
إبنتي الصغيرة لميس سألتني ألف مره عن (ماما) وهي تبلغُ من العمر سنتين وطبعا أنا لا أجيدُ الكذب على الأطفال ناهيكم أيضا عن صراحتي فقلت لها : ماما راحت باي باي .
عندها ملأت البيت بكاءا وعويلا وكأنها الآن قد ولدت , وطبعا صوتها الجوهري النادر وجوده لم يجعلني مصغيا للتلفاز ولا للروتانا طرب والتي ظننتُ أنني سأبقى مستمتعا بها بعد أن أعطي الأولاد كل واحد منهم 25 قرشا وهو مبلغ كبير جدا قياسا بما تمنحه لهم زوجتي ولكنني على عادتي رجل كريم مع الجميع :
- خذوا يا بابا روحو إتشبرقوا ..وإتشبرقوا يعني ترفهوا .
وأرادت الطفلة الصغيرة التي تبلغُ من العمر عامين أن تذهب معهم وجاءتني بصندلها لكي ألبسها إياه .
- حاضر يا بابا .
وبعد أن ألبستها إياه طلبت مني تغييره بالكندرة (القندرة) فقمت بخلع الصندل لها وألبستها الكندرة .
وذهبت معهم وحين عادوا طلبت مني أن أخلع لها الكندرة فخلعتها لها ..ولكنها عادت وأحضرت الصندل لتلبسهُ ,
-حاضر يا بابا , بس عن جد أنا تعبت جدا شو هذا أي صرت إملبسك الصندل والكندره أكثر من عشر مرات , وحين أحست بغضبي وزعلي منها عادت للبكاء ثانية فراضيتها ومسحتُ دمعتها وحملتها على ظهري وطفتُ بها أرجاء المنزل ..وحين تعبتُ وأردتُ الإستراحة , شاهدني علي وبرديس , وكأنهم لصين ينظران لي فتقدموا وطلبوا مني أن أحملهم على ظهري كما حملتُ لميس بنت السنتين من العمر , أما هُما فعلي 8 سنوات وبرديس 6سنوات ....وأخيرا إستسلمتُ لرغبة الجماهير العريضة وحملتهم على ظهري كما تحملني الحكومة الأردنية وطفت بعلي ثم رجعتُ به وحملتُ برديس ثم رجعتُ بها ..وعندها أحسستُ بالتعب الممل ..أي شو هذا شو هاي الحياة أنا جهاد العلاونه يركبوا عليّ أولاد صغار مثل هذول ؟
وبعد ذلك جاءت برديس تريدُ لفت زعتر (سندويشه ) فهرولت للثلاجة وأخرجتُ الخبز وأدخلته في المايكرويف, وأعطيتها السندويشه :
- أي شو هذا ؟
- سنوديشه يا بابا , إللي إنت طلبتيها .
- هاي سندويشه ؟
- آه يا باب سندويشه ..بعدين على كيف كيفك , بس لا تحكي لحدى .
- إي مش هيك ماما بتعمل السندويشه ..مش هيك شكلها .
- بعدين معاك كلكوا عندكوا نظره تحيزيه هاي هي السندويشه زي ما بتعملها ماما وزياده , ما بدكيش إياها حطيها ونقلعي , الله عُمرك إنشا الله ما أكلتي .
بعدين صارت تبكي وتعيط فحزنت عليها وعرضت عليها سندويشة سنيوره فوافقت وكانت النتيجة أدهى وأمر من السندويشة الأولى .
وأثناء الحديث معها ومجادلتها سمعتُ صوتا وكأنه صوت إنفجار .
- شو هذا الصوت ؟
- بابا علي إتهاوش هو وإبن الجيران وكسرولنا قزاز(زُجاجُ) غُرفة الضيوف الإفرنجية .
_ أحسن هاظا الناقصني ..وخرجت من البيت مسرعا أبحث عن علي وعلي طبعا بركض وبلعب مع أولاد الجيران :
- شو يا علي مع مين إتهاوشت ؟
- لا لالالا يا بابا هاظا أنا وزيد بنلعب , كيفنا هو برمي عليّ الفطبول وأنا برمي عليه الفطبول بعدين صرنا نرمي حجار على بعضنا أجا إنكسر القزاز بس مش بالعمدن .
ولك بعدين معك ما بقدرش أركض وراك تعال فوت جوى هسع بتيجي أُمك ..تعال أعملك سندويشه .
-ههههههههههههه سندويشه زي إلعملتها لبرديس ؟ بتقرف إكثير ومش طيبه زي إللي بتعملها ماما .
- أحسن إنفضحنا صرنا معيار بالحاره والله بُكره غير كل الحاره تدري عني .
- إسمع ولك لا إتسولفش لحدى , وأثناء الحديث معه سمعتُ صوتا عاليا :
- شو هاظا ؟
- بابا هاي برديس طلعت على طاولة الرخام بالمطبخ ووقعت إصحون القزاز ..., وطبعا ذهبت مسرعا وحين وصلتُ وجدت الزجاج يملأ (موكيت) المطبخ وعندها أردتُ من قهري وغلبي أن أبكي .
- إنت ولك مين قلك؟ تطلعي فوق الخزاين ؟
- بقيت بدي أطول صحن وأقشر بردغان( برتقال) .
- طيب إحكيلي أنا بطولك ...والله إلعظيم إني هلكت منكوا كلكوا بعدين معاكوا هو في حدى إمسلطكوا عليّ.
وطول النهار هكذا من غرفة إلى غرفة ومن شارع إلى شارع ومن المطبخ إلى الحمام وكأنني في حملة تفتيشات واسعة أو مناورة عسكرية .

فعلا مهنة أمي رضي الله عنها كانت ومازالت مهنة شاقة , فحتى الآن لا نستطيع الإستغناء عنها وأنا أبلغ من العمر 38 سنة حين لا أجدها أذهب إليها حتى لوكانت تبعد عني عدة كيلو مترات .
الأم مهنة شاقة فهي تدير المنزل وزوجتي في أثناء خدمتها مع الأولاد لم يُكسرُ لها لوح زجاج واحد ولم تُرفضُ لها سندويشة واحدة , هكذا هي الأم لها تأثير سحري على المكان وهي التي تقوم بضبطه , دونما تدخلات أجنبية أو غير ذلك .
طبعا هنالك أشياء كثيرة لم أذكرها منها أن الأولاد وأنامتواجد في (التواليت) أدخلوا كأسا مصنوعا من الستان إستيل (الحديد) إلى المايكرويف طبعا إحترق المايكرويف بالكامل , وخلعوا باب الثلاجة , وأغلقوا الباب على أصابع لميس , وكانت أصابعها بدهن يتفرمن(يتقطعن) لولا أن رجلها علقت بالباب من الأسفل .
كان يوما عصيبا يوم تركتني زوجتي , حتى أنني حين أردت شرب القهوة بحثتُ عنها أكثر من ساعة ولم أجدها فإضطررت ُ لشراء قهوة جديدة وحين عادت زوجتي وسألتها , كانت القهوة بجانبي في المكان الذي مددتُ إليه يدي أكثر من عشرين مرة .
على كل حال ذكرياته جميلة وسأظلُ أحتفظ بها للأبد ..وحين رأتني زوجتها بعد عودتها متعبا مُنهكَ القوى قالت :
_عشان تعرفوا قديش إحنا بنتعب .
- آه بعرف أنا الآن بعرف وكنت أعرف نظريا فقط لا غير أما أولادك (قرودك ) خلوني الآن أعرف نظريا وعمليا , بنتك لميس شلحتها الصندل والكندره أكثر من 20 مره ,وفوتتها على الحمان طبعا لا تسأليش كم مره , وبرديس كل أنواع السندويشات ما عجبهاش , وعلي الله يحفظه كسر قزاز الدار وكان مبسوط جدا وبضحك وهو بقول : (إحنا ياباب بنلعب لعب) .
- شو يا زلمه بلعبوا لعب كسروا القزاز وهموا بلعبوا , أي إنشا الله تلعب اللُعبه على إسنانهم , بعدين معك يا زلمه لا إنت للهده ولا للسده ولا لزلت الزمان , بتركك بالدار معاهم 10ساعات باجي ما بلاقيش إشي مطرحه , المكيت برى ..القزاز إمكسر ..المايكرويف محروق ..باب الدار مخلوع ..الزعتر والخبز في كل الدار منعوث ..البردغان شاربه السجاد والموكيت ..غرفة النوم مافيها أي شيء مطرحه ..شو هذا يا زلمه أي والله إنت وولاادك بدكوا سرلنكيه تخدمكم ليل ونهار ما بتلحق على طلباتكم .
- يا (مره) إنت شايفه ما خليت أي جهد من جهودي وتعبت جدا , بعدين هاي مش شغلتي , فعلا لو معاي فلوس غير أجيبلك خادمة ومُعينة ومُدبرة منزل .









#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو المثقفُ؟
- أسطورة العشائرالممتدة الأردنية
- نشرة جوية يقدمها لكم : جهاد العلاونه
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 1
- 2600طريقة عربية للقمع والكراهية
- هزالة المتعلمين العرب وغير المتعلمين
- إمبراطورية الأميين
- قال يسار عربي قال!!!
- الحضارة هي القتل3
- الحضارة هي القتل 1
- نهاية الحضارة الإسلامية
- لماذا يشتمونني؟
- لماذا يريدون إبادة جمهورية إسرائيل ؟
- من ينظمُ المظاهرات في العواصم العربية ؟
- لماذا يخرج المواطن العربي للمظاهرات ؟
- تساؤلات حول السيرة النبوية
- ما هي الموآمرة التي تحدث عنها جلالة الملك عبد الله الثاني ؟
- رسالة لمجلس القمة العربية
- الحرب تحل المشاكل التي لا يستطيع السلام أن يحلها
- مع من يقف الله اليوم ?....أو بصف من سيقاتل ؟


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - حين يصبح الأب أُما