أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال احمد سعيد - العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات















المزيد.....

العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 09:07
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


حوالي خمسة عشر الف مرشح يتنافسون على 440 مقعدا لمجالس المحافظات في العراق ضمن انتخابات ستجري يوم السبت 31-1-2009 , هذا العدد الكبير من المرشحين يعكس حالة الصراع الدائر في البلاد حول القوة والنفوذ والمال , وهو بالتأكيد صراع على السلطة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان مجالس المحافظات هي سلطات تشريعيه وتنفيذية حسب القانون المطبق في الوقت الحاظر .
من المعروف تاريخيا ان الشعوب تنهض وتتقدم على ايدي رجال تختارهم يملكون الارادة والقدرة على الابداع , والامثلة كثيرة وقريبة فكيف نهض الشعب الروسي والالماني والايطالي والياباني , بعد كارثة الحرب العالمية الثانيه . ولاشك ان تلك الشعوب نهضت عن طريق قادة جرى انتخابهم ونجحوا في التعامل مع الواقع والسير الى الامام لضمان مستقبل لامع ورفاهية مؤكدة لشعوب سحقتها الحروب في حينه , هؤلاء القادة استلموا السلطة وقادوا شعوبهم بعد ان تم اختيارهم بأرادة حرة ووعي سياسي متميز .
العراق الان يعاني اوضاعا كارثية معقدة تحتاج الى سواعد مخلصة وعقول قادرة لايجاد الحلول لها , كل شي في البلاد بحاجة الى اعادة نظر والى اصلاح , الاقتصاد , الصناعه , الزراعه . الاعمار, التعليم , الصحة , الاسكان , الخدمات , وقد يدعي احد بأن الوضع في العراق اخذ في التحسن , وقد تكون هذه الدعوة صحيحة الا انها تبدو لاقيمة لها لو قيست بعامل الزمن المهدور منذ عملية التغيير في 9-4-2003 , فأن اغلب المشاكل القائمة لم تجد طريقها الى الحل منها ان مايقرب من خمس الشعب العراقي هاجر الى الخارج وعودتهم اصبحت امرا مشكوكا فيه . في المملكة الاردنيه كان مايقرب من 700 الف مهاجر عراقي وقد صرحت المملكة بأن هذا العدد هبط الى النصف وليس بعودة هؤلاء الى الوطن , انما لكونهم ذهبوا الى دول اخرى بعيدة مثل كندا والولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندة , وهذا يعني بالضبط ان لانيه لديهم في العودة الي الوطن بعد ان يستوطنو تلك البلاد وتنشأ لهم ولعوائلهم مصلحة للبقاء . الامر الذي يثير الدهشة ان نصف المهاجرين تركوا البلاد ايام حكم البعث السابق اما النصف الاخر فقد التحق بهم بعد تغيير النظام ,وهذا يعني ان العراق فشل في توفير الارض الصالحة للتمسك بأبناءه خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان المهاجرين هم في الاغلب من الاطباء والمهندسين وذوي الكفاءات , وبالنتيجة فأن المشكلة تفاقمت بدل من ان تجلد لها حلاً , وغاب عن خطط الحكومة القائمة مايؤشر عن وجود البرامج الفعالة لعودة العراقيين الى ارض الوطن .
الاحزاب الدينيه التي سيطرت على الحكم بعد التغيير لم تكن لديها اية خطط لاعادة تنظيم البيت العراقي انما على العكس, فقد انغمست في صراعات طائفية واهتمت بتشجيع الشعائر الدينيه المتخلفة التي تساهم في اشاعه الجهل بين المواطنين وفي تشويه صورة العراق والعراقيين في الخارج . لقد انصبت نشاطات بعض تلك الاحزاب على الترويج لافكار ومشاريع من شانها ان تفتت العراق , وهو امتداد للمحاصصة الطائفية التي نشكو منها والتي ستبقى مادامت تلك الاحزاب باقية في الحكم .
من اولويات النظام الديمقراطي تداول السلطة او التغيير فيها عن طريق صناديق الاقتراع وعبر ممارسة رقابيه على القائمين وتدقيق اعمالهم وانجازاتهم خلال فترة توليهم لمراكز المسؤولية . في العراق كانت تأديه مجالس المحافظات في اغلب المناطق غير مرضية بشكل عام وكانت مثار شكوى واعتراض من الغالبيه العظمى . وهي في الحقيقة لم تؤدي بواجباتها ولم تقدم ايه خدمات ذات جدوى لمواطنيها , والسبب ان تلك المجالس كانت وليدة عمليات المحاصصة الطائفية , وعمليات المحاصصة داخل الطائفة الواحدة وعلى اساس تقاسم الاحزاب للكعكة كي تعم الفائدة على جميع تلك الكتل .
العملية السابقة اثبتت فشلها والشعب العراقي يرفض التجديد لتلك المجالس وهو الان امام امتحان مهم ليثبت انه اهلا لاختيار الرجال القادرين على انجاز المهام الصعبه التي تنتظرهم .
المنافسة الحقيقية القائمة الان في انتخابات مجالس المحافظات بين مرشحي القوائم الدينيه الكبيرة والمرشحين العلمانين تجري عبر معركة غير متكافئة فالاحزاب الدينيه مسيطرة على العديد من مفاصل الدولة مثل الوزارات ومجالس المحافظات الحالية وغيرها كما انها تسيطر على وسائل الاعلام المتاحة مثل تلفزيون العراق شبه الرسمي , وتمتلك جميعها فضائيات مستقلة باسماء مختلفة فضلا عن الاذاعات المحلية . بعض الاحزاب الدينيه تعد الناخبين بالجنه ان هم انتخبو قوائمها , وقد رفعت لافتات تمثل احداث دينيه تاريخيه لها احترامها مثل واقعه الطف وهناك من يدعي انه من سلالة اولئك الرجال الذين قاتلوا من اجل اهداف سامية , كما ان هناك احزاب وزعت هدايا ونقود لقاء وعود من الناخبين بانتخابهم وذلك عن طريق اخذ القسم منهم على المصحف الشريف . ومع ذلك فان استطلاعات الرأي التي اجريت حتى الان رجحت فوز العلمانين في هذه الانتخابات وفي تلك الحال فأن العراق سوف يقبل على تحويل جذري في مسيرة العملية السياسية برمتها .
ان الضجة المثارة حول اداء اعضاء المجلس النيابي العراقي واعضاء مجالس المحافظات لابد ان تكون حافزا مهما لتغيير الوجوه وهي تشمل انتخاب اعضاء مجلس المحافظات وتنصرف بنفس الوقت على انتخابات المجلس النيابي التي ستجري نهاية هذاالعام . الفساد المالي و الاداري وشراء الذمم هو حديث الشارع العراقي والمواطن يعرف من هم الذين اشاعوا الفساد في كافة نواحي الحياة في البلاد .
ان اهم انتقاد يوجه الى اسلوب العملية الانتخابيه الحالية هي انها اعتمدت نفس طريقة القوائم المغلقة ولقد سميت بالقوائم المفتوحة وهو نوع من التغطية والتمويه على حقيقة وجود القوائم المغلقة , حيث يتم تضليل الناخب الذي يصعب عليه التمييز بين القائمة والمرشح وهو بذلك سيقاد للتصويت الى القائمة بكاملها على الارجح . ان المفارقة العجيبة التي حصلت هي ان تلجأ المفوضية المستقلة للانتخابات الى الغاء الترشيح الفردي وهو عنصر مهم في كل عملية انتخابية تجري في العالم لان المطلوب من الناخب اي يعطي صوته الى مرشح يعرفه ويختاره بحرية ووعي وليس الى قائمة قد يكون جاهلا بمحتوياتها على الاغلب .
ان انتخابات مجالس المحافظات تضع العراق امام امتحان جديد , والمهم هو كيف نقرر الانتقال الى الحكم المدني بدلا من الحكومات الدينيه . ان من يعتقد ان العراق قد وصل الى شاطيء الامان هو مخطيء , فالمخاطر مازالت تهدد كيان هذا البلد فالواقع الذي نعيشه الان يفترض العمل الجاد والمتواصل من اجل التغيير لصالح الوحدة الوطنيه محذرين من ان بقاء الاستقطاب الطائفي مازال ماثلا وهو يهدد امن البلاد وان احتمال نشوب النزاعات والصراعات الدمويه هنا وهناك مازال قائما . ان المليشيات مازالت موجودة وتعيش بيننا بعد ان تسللت الى اجهزة الدولة المختلفة بحماية ورعاية الاحزاب المواليه لها والمسيطرة على الحكم , ان الكوارث التي شهدها العراق من عام 1963 يجب ان تكون درسا للعراقيين كي يتعلمو كيف يختاروا ممثليهم في مجالس المحافظات وفي المجلس النيابي ليكونو من العناصر الكفوئة والمخلصة التي تعمل على اعادة هذا البلد الى وحدته ولحمته وتقف بحزم ضد مشاريع الاقلمه والتفتيت



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الفيدرالية
- بمناسبة جولة التراخيص النفطية الثانية
- العراق دولة المحاصصة الطائفية
- مهمة الصحفي الكلمة وليس الحذاء
- العلمانيه هي الحل (2)
- الحوار المتمدن الباب المفتوح امام الفكر الحر
- الديمقراطية الاميركية وديمقراطية العراق
- قراءة في الاتفاقية الامنيه بين العراق وامريكا
- نفط العراق وزحف السلحفاة
- العراق الديمقراطي ومحنة الاقليات
- العراق الديمقراطي الفيدرالي
- النزعة العدوانية في العراق
- مؤتمر الفيحاء وفيدرالية البصرة
- درس من باكستان
- البصرة اول الغيث
- كركوك .. العقدة و الحل
- العراق البلد اكثر تعاسة
- وقفة عند قانون انتخابات مجالس المحافظات
- الدولة الدينية والدولة المدنية ( 3 )
- المرأة والمادة 49 من الدستور


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - طلال احمد سعيد - العلمانيه والدين وانتخابات مجالس المحافظات