أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله تركماني - تركيا الصاعدة في الشرق الأوسط














المزيد.....

تركيا الصاعدة في الشرق الأوسط


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 08:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


شهدت السياسة الخارجية التركية تغيّرات عدة في التوجهات والتحركات، خاصة منذ وصول حزب " العدالة والتنمية " إلى الحكم في العام 2002، إذ باتت تعتمد على تعدد العلاقات وعدم حصرها في محور واحد، الأمر الذي حوّل تركيا إلى مركز مهم في رسم السياسات الإقليمية والدولية.
وفي هذا السياق، يبدو أنّ التحرك التركي تجاه غزة قد منحها فرصة التدخل المباشر على خط إقليمي ساخن، يحمل لها فرصة الدور الفاعل في الساحة الإقليمية، ويمكّنها من حل العديد من قضاياها العالقة مع العديد من اللاعبين المحليين والإقليميين، ويسهّل لها جمع المزيد من النقاط لصالح ديبلوماسيتها النشطة، من خلال: المشاركة التركية في أية قوات دولية، والمساهمة في إعادة إعمار غزة.
إذ يبدو أنّ مجموعة أمور درستها القيادة التركية بتأنٍ: أنّ ما حصل هو تحول كبير، باعتبار غزة نقطة الصدام والحسم، الأبرز، في نوعية الشرق الأوسط الذي سينشأ لاحقا. وباعتبار هذا التحول الكبير، الذي عكس جانبا منه العدوان الإسرائيلي على غزة، ودور " حماس "، في وجه من وجوهه، كذراع إيرانية في فلسطين وعلى الحدود المصرية، جعلت دول الغرب تصر على ضرورة مشاركة فعالة لتركيا، لاعتبارين على الأقل: أولهما، الوزن القابل للعب دور إقليمي حيوي، قد لا تتهيأ له تركيا مرة أخرى، وقد ينعكس سلبا عليها في حال بقائها محايدة ومتفرجة. وثانيهما، الوزن الذي قد يلعب دور " القابلة القانونية " لولادة سلام عربي – إسرائيلي في المستقبل المنظور.
لقد جاء تحرك رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان لاستعادة بعض الوهج في الدور التركي، كما أنّ التحرك التركي رسالة إلى الأوروبيين أنّ تركيا ضرورة لهم في الشرق الأوسط وأنّ أي استقرار في المنطقة، تنشده أوروبا، غير ممكن من دون مساعدة تركيا، القادرة على التواصل بسهولة مع إيران وسورية، وتنسيق بعض الملفات مع مصر والمملكة العربية السعودية.
وإذا كان من السابق لأوانه تحديد طبيعة وحجم التحرك التركي، الذي أصر أردوغان على أنه حلقة من تحرك شامل مدروس، يندرج في إطار العودة التدريجية المبرمجة والمدروسة من جانب الديبلوماسية التركية الجديدة إلى منطقة الشرق الأوسط. فإنه يبدو أنّ ثمة عزيمة على تحقيق اختراق في غزة، تحت تأثير عاملين: أولهما، استعادة صورة تركيا الإقليمية كقوة فاعلة ومؤثرة وعامل استقرار في الإقليم. وثانيهما، الوضع في غزة يحمل مخاطر عالية جدا على الاستقرار الإقليمي وتركيا في قلب هذا الاستقرار من أكثر من زاوية.
لقد برزت تركيا كواحدة من الدول التي اتخذت مواقف مميزة، على الصعيدين الرسمي والشعبي، من العدوان الإسرائيلي على غزة، ولا شك أنّ التاريخ سيحفظ لتركيا وقوفها إلى جانب أهالي غزة في تصديهم للعدوان الإسرائيلي. وقد توزع الموقف الرسمي التركي على خطين: أولهما، التصريحات التي حمّلت إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع، حيث انتقد رئيس الحكومة أردوغان الوحشية الإسرائيلية بأقسى العبارات، إذ قال: إن إسرائيل ستغرق في دموع أطفال غزة. وثانيهما، على الصعيد العملي تحركت تركيا منذ اللحظة الأولى لوقف العدوان وتحقيق وقف إطلاق النار وفتح المعابر إلى غزة وإرسال المساعدات الإنسانية. وقد قام أردوغان لهذه الغاية بجولة أولى على الدول العربية المعنية، مثل سورية والأردن ومصر والسعودية.
وعلى الصعيد الشعبي، كان الشعب التركي واحدا من أكثر الشعوب تحركا دفاعا عن غزة، فمنذ اليوم الأول للعدوان انتفضت تركيا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وتعددت التظاهرات في كل المدن ورفعت شعارات " الموت لإسرائيل "، بل شهدت اسطنبول واحدة من أضخم التظاهرات في تاريخها لدعم غزة في الرابع من يناير/ كانون الثاني الجاري وشارك فيها أكثر من مليون شخص.
إنّ رئيس الوزراء التركي استطاع، بشجاعة ونبل وقدرة سياسية غير مسبوقة، أن يتحدث من موقعه التاريخي كحفيد للعثمانيين " الذين تعاطفوا مع اليهود وفتحوا لهم أرضهم وأحضانهم عندما طُردوا واضُطهدوا ". وهذه المقاربة التاريخية الذكية كانت موجعة على نحو تدرك إسرائيل أهميته وخطورته على بعض المفاهيم التي باسمها تتجبر وتقتل الأطفال.
إنّ دور تركيا الصاعد في الشرق الأوسط، يهدف إلى ترشيد التفاعلات الإقليمية، وذلك لأسباب ثلاثة على الأقل: أولها، أنها تحتفظ بعلاقات قوية مع كل من طرفي الانقسام الفلسطيني، ومع كل من طرفي الحرب على قطاع غزة. وثانيها، علاقاتها الطيبة مع أطراف الانقسام في المنطقة من سورية وإيران على جانب إلى مصر والسعودية على الجانب الآخر. وثالثها، الذي يجعل دورها مؤكدا، يتعلق بسياستها العقلانية بوجه عام. ومن الطبيعي أن تشتد الحاجة إلى العقل حين يبدو الجنون سيد الموقف، سواء على صعيد العدوان الإسرائيلي الوحشي، أو على مستوى المدى الذي بلغه الانقسام العربي – العربي والعربي - الإقليمي، ما أدى إلى إعطاء أولوية لتصفية حسابات وتحقيق مصالح صغيرة في لحظة عصيبة.
ومن فضائل العقلانية التركية أنها تشمل القدرة على الحوار، في لحظة ظهر فيها الأثر الفادح لعجز معظم العرب عن إدارة حوار جاد وصريح، بدلا من المزايدات والمهاترات التي كشفت مدى قصور وعي صنّاع القرار بعمق أزمتهم البنيوية.
إنّ موقف القيادة التركية الحالية ليس تكتيكيا، ولا مرحليا، بل هو ناتج عن موقف مبدئي، منطلقه سياسة العودة إلى العمق التاريخي والحضاري والجغرافي لتركيا، والذي يفترض، وهذا ما حصل، إقامة أفضل العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي، على أساس التاريخ والحضارة المشتركة وحسن الجوار، والمصالح المشتركة، والسلام العادل في الإقليم.



#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يكفي الغضب العربي لنصرة أهل غزة ؟
- القوة - الذكية - للسياسة الخارجية الأمريكية
- محرقة غزة .. إلى أين ؟
- المخاطر المحيطة بعرب إسرائيل
- الحل الوسط في الصحراء الغربية
- هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟
- حسيب بن عمّار .. وداعا
- حقوق الإنسان .. تراث مشترك للإنسانية
- تحديات مغاربية
- حقوق الإنسان في عالم متغيّر
- كيفيات التعاطي المغاربي المجدي مع التحديات
- حقوق الإنسان في التشريعات العربية
- حوار الثقافات .. إلى أين ؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالله تركماني - تركيا الصاعدة في الشرق الأوسط