أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جاسم ألياس - في البيت الأبيض...، باراك أوباما أتى به تطور الوعي الجمعي في أميركا















المزيد.....



في البيت الأبيض...، باراك أوباما أتى به تطور الوعي الجمعي في أميركا


جاسم ألياس

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 08:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من1619 ولقرنين متواليين ، اقتلع تجار الرقيق في أوربا ستمائة ألف إنسان من أفريقيا ودفعوهم مغلولين وكأية بضاعة إلى سفن شحن نقلتهم إلى مخالب عبودية بشعة في الأرض التي سميت لاحقا بالولايات المتحدة الأميركية . وهكذا ولقرنين اختصرت حياتهم إلى مجرّد أداة إنتاج ، و دون اعتبار لكرامتهم ، وهو ما دأب عليه المستغلون عبر التاريخ ، في العالم القديم بصورة فاضحة وفي العالم المعاصر بصيغ ملطفة ، ولقرنين لم يكن أمام أولئك العبيد غير العمل الشاق من الرابعة صباحا إلى غروب الشمس مع وجبتي غذاء شحيحتين فقط ، وبين الحين والآخر الجلد لمن يتلكأ في عمله ، بتر عضو في جسده في حالة الهرب ، أو الموت أمام الأنظار ، كان اضطهادا بشعا دون شك عبر عنه بوضوح الأديب ديفيد والكر David Walker , 1785- 1830 , كتب بقول : ".... لقد هبطوا بنا إلى حالات عبيد مستهجنة و تحت أقدامهم... إن معاناة الهيلوت في يونان القديمة، عبيد الإسبارطيين ، كانت نوعا ما قاسية ، هذا صحيح ، لكن القول إن قسوتها بلغت قسوة معاناتنا بين الأميركيين ، فهذا ما أنكره بقوة ...إنهم لم يبعدوا العبد عن زوجته وأطفاله ، لم يبعدوا الأطفال عن الوالدين ، الأمهات عن الرضع ، الزوجات عن أزواجهنّ ، هل يستطيع الأميركيون إنكار هذه الأعمال الهمجية .." . و في أتون هذا الجحيم أنتفض السود عدة مرّات ضدّ مضطهديهم الأشرار ، دون أن تتحول انتفاضاتهم التي أخمدت كلها وأعدم قادتها إلى ثورة شعبية عارمة جراء تفرقهم إلى مجموعات وتحت رقابة صارمة من مالكيهم البيض ، بيد إن المقاومة استمرت في صيغ أخرى : تسميم العبد سيده بالزرنيخ ، وضع منثور الزجاج أو العنكبوت في كأس حليبه، تقطيع جسده بالفأس ، حرق بيته أو حظيرته ، التباطؤ في العمل وتحطيم أدوات الزراعة ، أو اللجوء إلى الهنود الحمر ومشاركتهم الحرب ضد العدو المشترك . واستمرت حالة العبودية الشنيعة هذه قبل أنْ ينهض ضمير حي من بين ركام الجور، في 1863 م حرّر الرئيس الأميركي أبراهام لنكولن العبيد ، وخاض جراء ذلك حربا شرسة ضد ولايات الجنوب التي رفضت الإعتاق وأعلنت انفصالها عن المركز ، إن عظمة لنكولن تكمن في خطوته العملاقة تلك التي أقدم عليها جراء عدالة التفكير ، ودون أن تمليه عليه ثورة أو انتفاضة شعبية ، أو أن يقع تحت وطأة ضغوطات الرأي العام الذي كان في مجمله مع عبودية الأفريقيين ، في حينها نطق لنكولن مقولته الشهيرة :" لايمكن أن تنهض أمة نصفها أحرار ونصفها عبيد .." . غير أنه لم يتجاوز تلك الخطوة النبيلة، أبقى على التمييز العنصري وعلى الأكثر مراعاة للتيار المضاد ، لا وبل أنه أكد في مناسبة أنه لم يكن :" في يوم ما لصالح التصويت للزنوج أو جعلهم قضاة ً ، أو تعيينهم في الوظائف ، أو زواجهم من البيض .." . وفي هذا ما يشير إلى الاضطهاد المزدوج الذي وقع بين مخالبه الأفريقي في وطنه الجديد ، أضطهد مرة لأنه عبد ومرة بسبب لونه الذي حال بينه وبين التكافؤ مع البيض ، وهو ما نم ّعن تركيبة التفوق العرقي ، التركيبة التي زعمت أن " السود الخدم ليسوا كائنات بشرية حقيقية، وإذا كانوا بشرا فإنهم لا يتكافئون مع البيض..." ، و" وأنهم لا يصلحون لسوى العبودية .." . مثل هذا الحضيض الفكري أستعمر عقول ملايين البيض لأجيال ، وعلى غرار الأفكار الخاطئة التي راجت وتروج وتؤخذ كونها حقائق ثابتة في أجواء الجهل والفقر لتشوه ما تشوه ، تقتل ما تقتل وتسجن ما تسجن من طاقات العقل في قمقم نتن . مثالان يوضحان حالة التدهور العقلي تلك في أميركا ، في 1797 م زعم بنيامن روش ، Benjamim Rush ، الأميركي الشهير الباع في علم النفس ، أنّ : " لون السود ناتج عن مرض وراثي نادر يسمى بال " الزنجنة " ، Negritude ، والناتج بدوره من الجذام .. ولتجنب عدواه يتوجب الفصل بين السود والبيض.." ، وفي 1918م إدّعى باول بوبن ، Paul Popene ، الباحث في حقل الجينات : " إن درجة الذكاء لدى السود تقررها كمية الدم الأبيض فيهم ، كلما كان لونهم أقل سوادا كلما كانت وتيرة ذكاءهم أعلى ، وكلما كانت أشد كلما هبط الذكاء.." . "،أنكى في 1971م كتب بودمان ، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة ، إلى ريتشارد نكسون ، عمل مستشارا له ، إن جميع الدراسات أظهرت أن "مقدرة الذكاء لدى السود أقل من البيض ، وهو ما يدعو إلى قطع تمويل بعض البرامج الفيدرالية عنهم.."، أي عبثية محاولة تطويرهم ما دامت وتيرة ذكاءهم متدنية فطريا ، ( ما يدحض زعم التفوق العرقي إن الحامض النووي ، , DNAلأي شخصين يتطابقان بنسبة 99.9% ) . وبعيدا عن تعاليم السيد المسيح في أنسنة المرء ، ثقف رجال كنيسة أجيالا من المسيحيين أنّ " الزنوج كتب عليهم "العبودية وفق مشيئة الرب ..." . وفي تبرير ذلك الهراء كيّفوا تفسير أغنية الأغاني في التوراة بما يلاءم أمزجتهم المريضة ، تقول الأغنية :" أنا سوداء لكن جميلة .. أيه بنات أورشليم لا تنظروا إلى، أنا قاتمة اللون لأن الشمس قد حدّقت في ّ، أبناء أمي غاضبون، جعلوني حارسة للكروم.." . وكيـّفوا في ذات المنحى قصة نوح في التوراة مع أنجاله الثلاثة سام ، يافث وحام ، وكيف أن نوحا دعا الرب أن يجعل نسل سام ، أي الشعب الأفريقي ، عبيدا لنسل سام ويافث ، أي يقيه شعوب العالم وفق تفسير العهد القديم ، عقوبة له لأنه نظر إلى عريه وهو في خيمته . وجاء مثل هذا الزعم هبة لأصحاب وسائل الإنتاج، أو ربما روّجوه هم ، لترسيخ مؤسسة الرق التي وفرت لهم قوة إنتاج رخيصة، نشطة ومنتجة. الواقع إلى ستينيات القرن المنصرم منع رهبان بيض مواطنيهم الأفريقيين في شيكاغو من دخول كنائسهم ، حتى إن القس توتون وهو مصاب بضربة شمس ويوشك أن يقضي نحبه لم يسعفه مستشفى كاثوليكي جرّاء لونه. و لم ينجو من زعم التفوق العرقي قادة أميركيون ، توماس جفرسون ، ثاني رئيس أمريكي ، 1801 – 1809 ، أحتفظ بعبيد وعلى غرار سبعة رؤساء آخرين ، وفي مناسبةََََ أكد: "إن السود أدنى من البيض في الميزات الفكرية والبدنية.. " ، وجفرسون هذا هو نفسه الذي خط فقرة الدستور الأميركي القائلة بمساواة المواطنين بغض النظر عن العرق ، الدين ، اللون ، الجنس أو المنشأ ، غير إن هذه الفقرة كما بيـّن كولن باول ، وزير الخارجية الأسبق ، لم يكن يعني بها جفرسون الناس السود . ورفض جورج واشنطن ، أول رئيس أميركي ،1732-1799 ، ضم السود إلى جيشه أثناء حرب التحرير ضد بريطانيا . ، ورئيس آخر ، أندرو جونسون ،1865-1869، حجب عنهم حق التصويت ، وأصدر ثالث ودرو ولسن ، 1913-1921 ، قرارا بعزلهم عن البيض في مؤسسات واشنطن الرسمية . وعلى صعيد السلطة التشريعية ، أقرّ رئيس المحكمة الفيدرالية العليا روجر تأني ، Roger Taney ، في 1857 أثناء نظره في دعوى دريد سكوت - Dred Scott - ضد مالكه وهو يطالب فيها بعتقه : " إن السود أدنى من البيض ولذا ليس لهم حقوق يلزم بها البيض .." .. وفي 1890م قرر الكونغرس " اعتبار كل زنجي بمثابة ثلاثة أخماس أي شخص..." لتسهيل تعداد السود . كما استمر العزل بين البيض والسود في مؤسسة الجيش إلى 1948، في الفرق الرياضية إلى 1948 وفي الولايات الجنوبية أمليت قوانين سيئة الصيت – Black Codes- حظرت الزواج بين البيض والسود وأوجبت العزل بينهما في المدارس ، الجامعات ، المستشفيات ، الأماكن العامة ، ووسائل النقل بمحاذاة إجراءات عنصرية أخرى . ومورس العزل العنصري أيضا في ولايات الشمال بحكم العرف المتخلف ، مــُـيّز ضدهم في العمل ، الرعاية الصحية ، التعيين في الوظائف المدنية ، في الانتخابات ، بالإضافة إلى لغة الاحتقار والسخرية التي كانوا يتلقونها يوميا مثل أقرانهم في الجنوب . وكسابق عهده في حقبة العبودية ، والذي تجسّد في الضرب ، التو شيم ، القتل ، الحرق والفصل بين أعضاء الأسرة الواحدة دون تدخل القضاء أو استنكار المجتمع ، فالعبد ، كما رأوا حينها ، ملك لسيده وفي متاحه أن يتصرف به مثلما يتصرف مع أية بضاعة . و كسابق عهده في مرحلة العبودية ، أستمر العنف ضد السود إلى أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، وتمثل في حرق البيوت و القتل والسحل ، وغالبا أمام الأنظار وفي حالة هياج بين استحسان وتصفيق بيض ، بين عامي 1824- و1951 سجلت ثلاثمائة حادثة عنف ضد السود قتل فيها أربعة آلاف منهم ، وأبشع تلك الحوادث تمثلت في جريمة توسلا في أوكلوهما في 1923 جرّاء ارتطام شاب اسود في طريقه إلى المصعد الكهربائي بمشغلته العاملة البيضاء التي اعتبرته تحرشا فهربت ، واستنجدت بالبوليس ، اعتقل الشاب ، في اليوم التالي نشرت صحيفة محلية الحدث كونه محاولة اغتصاب امرأة بيضاء من قبل شاب أسود، فانقض على أثرها مئات البيض على حي السود في كرين وود ، نهبوا الحوانيت ، المخازن ، وأحرقوا المباني ، بدأت حرب الشوارع ، البعض من أثرياء البيض القوا الديناميت من طائراتهم الخاصة على دور السود ومحلاتهم التجارية ، تحولت كرين وود إلى أنقاض ، بلغ عدد ضحايا القصف 26 أسودا وفق الرواية الرسمية ، وفق الصحف 250 ضحية ، الصليب الأحمر قدر العدد ب 300 قتيل ، وقدره السود ب 300 إلى 3000، كما شرّد أربعة آلاف وأقتاد البوليس آلافا أخرى إلى مخيمات قسرية بذريعة حمايتهم . ورغم جحيم التمييز العنصري تدرج الأفارقة الأميركيون إلى دنيا الحرية ، منحوا الجنسية في 1870 فمهد لهم الطريق لممارسة حقوق المواطنة ، نشطوا في التجارة والزراعة ، أبدعوا في مجالات الأدب ، الفن ، والعلوم ، و أسسوا مدارسهم ، معاهدهم ، كلياتهم ، جامعاتهم وكنائسهم ، وتحسنت أحوالهم المعيشية خاصة بعد منتصف القرن العشرين، هبطت نسبة الفقر بينهم من 87% في 1940 م إلى 47% في 1960م . ومن 1913م ولاحقا حازوا على ألف براءة اختراع ، الأهم بينها اختراع لويس هووارد لاتمر Lewis Howard Latime نتف القطن والتي جعلت مصباح أديسون دائم التوهج بعد أن كان يتلاشى بعد دقائق . وأختراع مكنلي جو Mckinley Joneالمجمدات المتحركة لنقل المواد في القطار والحافلات . وأختراع الدكتور شارلز دريو Charles R.Drew فكرة تأسيس بنوك الدم ، جان متزليغرJan Matzeliger أول ماكينة لأنتاج الأحذية بالجملة ، فريدرك مكنلي جونز Frederick Mckinley Jones مكيفة الهواء ، مارك دين Mark Dean ثلاثة إخنراعات في الكومبيوتر ، وساهمت اختراعات Otis Boykin بويك تسأو في تطوير الحاسوب وتوجيه الصواريخ ، واخترع الكولونيل فريدرك كريغوري Gregory Fredrick كابينة المركبات الفضائية ، وكاسيت مرغن Gassett A.Morgenطوّر إشارات المرور وأقنعة الغاز. وعمل ليود كوارتمان Lloyd Qarteman مع ستة علماء أفارقة أميركيين في اختراع القنبلة الذرية . والطبيب الجراح دانيال هال وليمزDaniel Hale Willims أنجز أول عملية جراحة فلب مفتوحة في العالم . وفي هذا برهان واضح أن أي فرد ، مجموعة أو شعب متى ما تهيأت له شروط التطور والإبداع تتفجر قدراته أفقيا وعموديا ، وفي ذات الوقت حارب الأفارقة الأميركيون التمييز العنصري في تنظيمات مدنية نشأت في بداية القرن التاسع عشر دون اللجوء إلى العنف الذي حاول البعض إتباعه كوسيلة نضال ولم يلقى أذنا صاغية في الشارع . وعلى الأرجح أدرك قادة تلك المنظمات الأوائل ، فريدرك دوغلز ، دفيد والكر، هاريت ستون وآخرون ، ضرورة آليات اللاعنف ، وما ينجم عن نقيضه العنف من إشاعة ثقافة الكره بالإضافة إلى وقوع ضحايا دون تحقيق النتائج المرجوّة . وعلى الأرجح أدركوا أيضا أن قيمة حياة الفرد عزيزة وتمنح مرة واحدة وأن تــُعاش وتختبر مع مصاعب وآمال ، أفضل من الموت الذي ينال العمر ضمن دورته الاعتيادية ، لقد زرع أولئك الأبطال بذرة الحرية دون أن يفكروا في قطف تويجاتها ، آثروا أنْ تستمتع الأجيال القادمة بثمار نضالهم ، وفي هذا ضربوا مثلا رائعا في النزاهة والتجرد والغيرية . وفي كفاحهم الوديع ذاك ، ركزوا باتجاه إشاعة التعليم ، الثقافة ، حب العمل، أهمية التنوع والتعدد ،و التسامح والتآزر بين أطياف المجتمع ، و اضطلعوا بتلك المسئولية الحضارية عبر المحاضرات ، الصحافة ، مواعظ الكنيسة والندوات واستثمار أصواتهم الانتخابية لصالح الحقوق المدنية ، وتوخوا في ذلك وعبر التدرّج تغيير الوعي الجمعي للبيض باتجاه قبول الآخر ، أدركوا أن الإنسان هو ما يفكر ، والمجتمع هو ما يفكر ، وأنه في حال تغيير الفكر يتغير الموقف والسلوك . وفي هذا أنجزوا الكثير ، لم يقفوا وحدهم في سوح النضال الأرجواني ، تعاطف معهم آلاف البيض ، وجاء عام 1954م ليتوّج كفاحهم المشروع ، ففي الأول من ديسمبر من هذه السنة رفضت الشابة روزا بارك ، 41 سنة ، في في مدينة برمنكهام التنازل عن مقعد أمامي في الأوتوبيس لشاب أبيض كما تقضي قوانين الجنوب العنصرية ، اعتقلها البوليس ،قدمت إلى المحكمة ، وفرضت عليها غرامة مالية ، عشرة دولارات زائدا أربعة دولارات نفقات المحكمة ، وأجج ذلك غضب الشارع مما أفضي إلى تأسيس حركة الحقوق المدنية ، وبرز من بين قادتها القس الشهير مارتن لوثر كنج ، حاز على جائزة نوبل للسلام و أغتاله عنصري في 1968 م ، كنظيراتها اتبعت الحركة اللاعنف وسيلة عمل وبأساليب مبتكرة : مقاطعة وسائل النقل ، الجلوس في الأماكن والمحلات المخصصة للبيض ، والمسيرات الحاشدة المنددة بالتمييز العنصري ، والتي طالها مرات عنف البوليس وبطشه الدموي ، والتي بثها التلفاز بشكل حي ومباشر مما أجج مشاعر الملايين في أميركا وعبر العالم ، نددوا واستهزئوا بديمقراطية لاتجيز لمواطنها الجلوس في مقعد حافلة أمامي جرّاء لونه . إزاء هذا الاحتجاج في الداخل والخارج حظرت المحكمة الفيدرالية العليا العزل بين البيض والملونين في الولايات المتحدة الأميركية ، ماطل الجنوب في تطبيق القانون لثلاثة سنين ، في 1957م أصر تسعة طلاب سود على تفعيل القانون ، انضموا إلى إعدادية لتل روك للبيض في ولاية أركن ساس ، حاول حشد عنصري الاعتداء عليهم يدعمهم حاكم الولاية أورفال فايبوس ، وحمى الرئيس الأميركي إيزنهاور التلاميذ الجدد ، أرسل قوات فيدرالية لحمايتهم ، نقلت عدسات التلفاز والراديو تلك الصورة المتخلفة ، تلاميذ أميركيون من جذور أفريقية يدخلون مدرسة في وطنهم وبحراسة هراوات الجيش ، حرابهم وبنادقهم وطائرة هيلوكبتر تحوم فوق محيط المدرسة ..، نقل التلفاز الصور مباشرة ، مرة أخرى تساءل العالم : أية ديمقراطية هذه ..؟! . كثفت حركة الحقوق المدنية نضالها السلمي، ولم يثنها عن نشاطاتها ما تعرضت له إلى أعمال عنف عنصري جر معه ضحايا من السود والبيض من بينهم رئيس الحركة ميدجر إيفر الذي اغتيل في 1963م . في 28 أغسطس 1963 م نظمت الحركة أكبر مسيرة حاشدة أمام نصب أبراهام لنكولن في العاصمة واشنطن ، شارك في المسيرة 200 ألف من السود و50000 من البيض . في ذلك اليوم العظيم عبر مارتن لوثر كنج في خطبته الشهيرة :" لدي ّ حلم .." عن معاناة شعب أضطهد لأربعة قرون ، في تلك اللحظات الثرية بحتمية اندحار عواصف الشتاء أمام زخات النسيم القادمة، هدر صوته يدمدم : " قبل أعداد كثيرة من السنين ، وقع أميركيا عظيما الذي نقف اليوم بين رموز ظلاله إعلان تحرير الزنوج ، هذا القرار الخطير جاء كمنارة ضوء لآمال الملايين من الزنوج الذين قاسوا من حرائق العدالة الذابلة ، أتى كبزوغ نهار لإنهاء الليل الطويل لأسرهم ...، لكن بعد مائة عام لا يزال الزنجي غير حر ...، بعد مائة عام لا تزال حياة الزنجيّ وبأسى ً تعيقها أغلال العزل وقيود التمييز...، بعد مائة عام يعيش الزنجيّ في جزيرة فقر عزلاء في وسط محيط واسع من الرفاه المادي .... يعد مائة عام لا يزال الزنجي متلاشيا ً في زوايا المجتمع الأميركي ويرى نفسه منفيا ًفي وطنه ، ولذا أتينا اليوم لنمثل مأساة هذه الحالة المخجلة ....". في خطبته العصماء تلك ، شدّد كنج وفي بلاغة موحية وفاعلة أنّ نضال الزنوج لا بد أن ينأى عن العنف بكل أشكاله و إنّ " رياح الثورة ستستمر في هز أسس أمتنا إلى حبن مجئ اليوم المشرق للعدالة .."، وأختزل في أدب رائع أماني شعبه حين أطلقها صرخة مدوية تحركها عظمة الدلالات، صرخة: " لدي حلم أن أطفالي الأربعة الصغار سيعيشون في أمة لا يُحكمون فيها بلون بشرتهم بل بمحتوى شخوصهم...لدي حلم في يوم سينهض هذا الشعب ويعيش المعاني الحقيقية ....وننظر إلى هذه المعاني كونها من البديهيات : أنّ جميع الناس خلقوا متساوون ...." . تركت تلك المسيرة الكبرى بخطبتها الجليلة تلك أثارها في البيت الأبيض ، في الشارع الأميركي وفي أرجاء المعمورة . ووقف حلم مارتن لوثر كنج على قدميه ، في 1964م وقع الرئيس ليندون جونسون، 1963-1969، قانون الحقوق المدنية الذي حظر كل أشكال التمييز فأصبح عرضة للمقاضاة كل من يميّز إنْ بالإشارة ، اللغة أو الممارسة . فتح هذا القانون الباب أمام الأفارقة الأميركيين في المشاركة في العملية السياسية ، وفي السلطتين التنفيذية والتشريعية ، وفي المساواة في فرص العمل والتعليم وتلقي الخدمات الصحية. ونجم عن ذلك تغبير نوعي في أنماط المعيشة في العقود الأربعة الأخيرة. أظهرت دراسة ميدانية معاصرة أنه في 1940 م عملت 60% من النساء السود كخادمات ، وهبطت النسبة اليوم إلى 22% ، اليوم 40 % من السود من الطبقة المتوسطة ، 42 % منهم يملكون دورهم الخاصة بهم ، وفي العقود الثلاثة الأخيرة تخرج آلاف الطلبة الأميركيين من جذور أفريقية من الجامعات والكليات مستفيدين من قانون( الحالة المؤكدة ) – -Affirmative Actionالذي خصص للأقليات الأثنية نسبة في كليات تتطلب معدلات عالية كالطب والحقوق وغيرها وذلك تعويضا عن الغبن التاريخي الذي لحق بهم . ويعمل الآلاف منهم في دوائر ومؤسسات الدولة والولايات . وزاد حجم مشاركتهم في الحزبين الرئيسين وبات أي مرشح للرئاسة أو لأي منصب في الولاية يأخذ قوتهم الانتخابية في نظر الاعتبار. وفي العقدين الأخيرين تبوأ أفارقة أميركيون مواقع قيادية في المؤسسات الاقتصادية والصناعية ، في الإعلام، وبرز منهم عشرات النجوم في عالم الرياضة والسينما ، و تبوأ العديد مواقع قيادية في العاصمة وفي الولايات ، في 1989م أنتخب دوغلاس ويلدر حاكما لفرجينيا ، ديفال باترك حاكما لولاية مسو شتي في 2006 م ، وقبله في ذات الولاية أيد بروك ، 1966-1972 م ، توم برادلي في الثمانينات محافظا للوس أنجلس ، ودافيد باترسون حاكما لنيويورك في 2008 م . وعلى صعيد البيت الأبيض تبوأ كولن باول رئاسة أركان الجيش الأميركي في بداية التسعينيات وموقع وزير خارجية لاحقا لتعقبه كولدنيزا رايس ، ودخلت كارول موسلي براون في مجلس الشيوخ في 1992 م وأعقبه فيه باراك أوباما . وقبلهم نافس القس والناشط في مجال الحقوق المدنية جسي جاكسون دوكاكس في انتخابات الحزب الديمقراطي لتسمية مرشحه لانتخابات الرئاسة في 1988م . غير أن اميركيا من أصل أفريقي وعضو مجلس الشيوخ باراك أوباما حقق ما لم يحققه جسي جاكسون ، في 4 نوفمبر 2008 أنتخبه الأميركيون بدل منافسه جان مكين رئيسا للدولة العظمى التي اضطهدت عرقه لثلاثة قرون ، وقبلها انتخبوه كمرشح للحزب الديمقراطي بدل منافسته هيليري كلينتون وهي الخطوة الأهم التي سبقت الخطوة اللاحقة ، فلولا الأولى لم تتبلور الثانية ، لم ينتخبه السود فقط ، أنتخبه 96 % منهم ، أنتخبه أيضا غالبية البيض ، ربح أوباما54% من أصوات الكاثوليك الذين إلى ما قبل نصف قرن كانوا يرون أنّ السود قد " خلقوا لعبودية البيض وفق مشيئة الرب .." ، وربح 60% من أصوات اللاتينيين ، معظمهم بيض البشرة ، و 68% من أصوات الناخبين الجدد من البيض والسود ، وحصد أوباما من الأصوات ما لم يحصده أي رئيس في تاريخ أميركا ، وجاء فوزه انتصارا لا نظير له للحزب الديمقراطي . تحمس الناخبون لحملته في سابقة لم تعرفها الولايات المتحدة الأميركية ، شارك 120 مليون ناخب في صناديق الاقتراع ، أنصاره في أوهايو طرقوا أبواب مليون بيت يحثون ساكنيها أن ينتخبوه ، وأحد قضاتها أصدر قرارا يجيز للمشردين استعمال أسماء الحدائق كعناوين سكن لهم إثناء ملء بطاقة التصويت ، ملاح في مركبة ناسا ومن شاهق مائتين ميل أبرق إلى الأميركيين يدعوهم إلى المشاركة في التصويت ، في فلوريدا استغرق انتظار الطوابير عشرة ساعات ، في عشية الاقتراع اكتظت الساحات ، المتنزهات ، محلات الارتياد بالناس ، جلجلت أبواق المركبات ، وحين انتصر باراك أوباما طغت موجة فرح من أغلبية البيض، من السود ، من الأقليات الأثنية الأخرى . وحق لهم أن يفرحوا إلى ساعات الصباح ، تحقق حلم المساواة الكاملة بين المواطنين في تكافؤ الفرص ، وتحقق الشعار الذي سمعه الأطفال الأميركيون في الروضة ، شعار أن في متاح أي منهم أن يصبح رئيسا لبلده شريطه أن يجدّ ، تجدّ بمشقة ، تحققت أيضا رؤية روبرت كنيدي للمستقبل ، قال في 1962 بعيد فوز شقيقه جون كنيدي بالرئاسة ، اغتيل في نوفمبر 1963 : " الأيرلنديون لم يكن مرحبا بهم هنا ، والآن هناك رئيس أميركي كاثوليكي في البيت الأبيض ، لا مجال للشك أنه يمكن بعد أربعين عاما للسود أن يصلوا للمركز نفسه .." وما جال في بال أوباما قبل عشرة سنين رآه ُ، قال لطلبته ذات صباح وهو يحاضر في كلية القانون، جامعة شيكاغو ، في مادة الحقوق المدنية :" تصوروا إني قد صرت رئيسا لأميركا .." ، وسمع البعض منهم يقهقه ، حينئذ تساءل: " ما الغريب في الأمر ..؟! " ، قال لي صديق أميركي :" قبل عشرة ثلاثين عاما كان مستحيلا أن نحلم بمجئ رئيس أسود إلى البيت الأبيض .." لكن ما لاح في عداد المستحيل تبلور وليس عن فراغ ، جاء متدرّجا ، متأنيا أشبه تماما بمشية السلحفاة يقوده نضال الأفارقة الأميركيين السلمي ليحدث أخيرا التغيير المتوخى في وعي البيض الجمعي باتجاه نبذ التمييز العنصري واستهجان مبرراته ، في 1958 أكد 44% من البيض أنهم سينتقلون إلى حي آخر إذا جاورهم أسود ، واليوم هبطت النسبة إلى 1% ، في 1964 قال 18% من البيض أن لهم أصدقاء سود ، اليوم ازدادت النسبة إلى 87% . وساهم في حركة الحقوق المدنية أيضا آلاف البيض من عمال ، طلبة وأساتذة جامعات ، رأسماليون ، أحزاب ليبرالية ويسارية بالإضافة إلى قيادات الحزبين الرئيسين ، وفي مقدمتهم كما بُيّن أعلاه أبراهام لنكلون ، ليليه في دور مماثل ورئيسي جون كنيدي ، 1961-1963 ، حيث حظر التمييز في التصويت ، في تسنم الوظائف ، وفي ارتياد المحلات العامة ، في خطاب له للشعب الأميركي قال إنه "مضطر أخلاقيا لضمان كل المساواة للسود..." ، وعين أكفاء منهم مساعدين له ، وآخرين في وظائف عالية ، أحدهم ، ثيوركود مارشال ، عضوا في هيئة المحكمة الفيدرالية العليا ، وأكمل ليندون جونسون ما بدأ به كندي ، وقع على قانون الحقوق المدنية في 1964 المشار إليه أعلاه . كما اضطلعت الحربان الكونيتان الأولى والثانية وحرب فيتنام في تغيير نظرة البيض إلى السود وإدراكهم تفاهة وبلادة زعم التفوق العرقي ، من خلال المعاينة والمعايشة في حالات الحرب أدرك البيض أن السود مثلهم تماما ، و إن الكثير منهم فاقوهم في الذكاء ، الشجاعة ، الجد والنشاط ، السلوك والطموح ، وهو ما دفعهم إلى محاربة التمييز العنصري في محيطاتهم الاجتماعية .ووقف في سحق لوثة التمييز العنصري العمل المشترك بين البيض والسود في المصانع والمعامل وبقية وحدات العمل ، وما نجم عنه من إزاحة العقب النفسية . بيد أن الخطوة الأهم في تغيير نظرة البيض إلى السود كمن في تغيير المناهج في الروضات ، المدارس والجامعات في العقود الأربعة الأخيرة ، التغيير الذي يؤكد على تعدد الثقافات ، الأعراق ، الأديان ، المذاهب ، والأفكار في المجتمع الأميركي ، على تكافؤ الفرص أمام كل المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الموروثة والمكتسبة ، وعلى سلطة الفانون ، وعلمانية الدولة ، وعلى الركون إلى الفقرات الواردة في الدستور وفي لائحة حقوق الإنسان العالمية . لقد اختفت حتى مفردتا :( الزنجي )، أو (الأسود) من المناهج التعليمية ومن الخطب الرسمية لتحل محلها مفردة ( الأميركيون الأفريقيون) أو (الأميركيون من جذور أفريقية ) ، ولم يعد ينعت ، ومراعاة لمشاعر ذوي البشرة السوداء ، أي تاريخ أو حادث أليم ب" الأسود " وهو ما يتكرر إلى الحاضر في خطب وكتابات معظم القادة ، الساسة والمثقفين في العالم العربي والإسلامي ، فاللون أي لون لا صلة له بالإيجاب أو السلب ، محتواه يأتي من تصورات المرء وقناعاته . إن العملية التربوية في أميركا وبقية العالم الغربي ساهمت وتساهم في أنسنة الأفراد عبر اكتساح نعرات التطرّف ومنع العرق والدين والمذهب أو أية أيدلوجيا من التدخل في شؤون إدارة الدولة والمؤسسات ، عبر حظر ثقافة الكره والبغضاء والعنف ،و عبر التركيز باتجاه الانتماء والإخلاص للوطن وعبر تأكيد الرباط الإنساني . في 1969 حين لامست قدما نايل أرمسترنج سطح القمر ، لم يملوا ذلك الإنجاز المذهل إلى العرق الأبيض ، أو المسيحية ، أو إلى أميركا ، أملوه إلى البشرية ، قالوا :" هبط الإنسان على سطح القمر .." . وإلى ذلك ، لا يؤشر مجئ أميركي من جذور أفريقية إلى البيت الأبيض إلى تلاشي التمييز العنصري تماما في اميركا ، ولكن يشير أنه هبط إلى مرحلة الاحتضار ، ثمة عنصريون ، وكما هو الحال في أي مجتمع، لكن يحتفظون بشروهم لعالمهم الخاص، إذا مدّوا مخالبهم يقتص القانون. إن دخول الشاب البروفيسور الجامعي باراك أوباما إلى البيت الأبيض يفرح ، و يشير إلى حتمية تغيير أية حالة سلب إلى حالة إيجاب في أجواء تسليط برامج عمل مكثفة آنية وبعيدة المدى ، ويشير أيضا إلى شعب اتعظ من مرارة وأخطاء قناعاته الفكرية وبشاعة ممارساته السياسية والاجتماعية السابقة ، أي بون شاسع مثلا بين سكان ولاية فرجينيا التي مارست أبشع أنواع التمييز ضد السود قبل مائة عام وبينهم الآن ينتخبون أحدهم : أوباما ، انتخبوه مع بقية الناخبين في الولايات الأخرى لأنهم رأوا فيه من سيتيح لهم حياة أكثر سعادة ، أكثر عدلا ، أكثر أمانا ، إذن تبلور حلم مارتن لوثر كنج في نداءه الحار في 1963م ، انتخبت أميركا باراك أوباما لأنها حكمت عليه وفق محتواه ، وليس وفق لونه أو عرقه أو دينه ، انتصرت ألطاف العقل في نهاية المطاف ...ترى هل ستنتصر في عراقنا الجريح ...؟!



#جاسم_ألياس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزائرة
- اللص
- لو....
- محمود درويش
- الإتكاء على الجذور
- أحبُّكِ
- كاهن ُ قريتنا
- يا ليل مدينتنا
- أولوية البناء والحرب العادلة
- في محطة قطار لوس أنجلس
- الفقرة المقيتة في قانون النفط والغاز المقترح
- صديقي هادي
- الزنزانة
- الجمجمة
- الشهيد المطران بولص فرج رحو-إغتاله أعداء الإنسان -
- وداعا
- إلى حلبجة .... في يوم محرقة حلبجة
- من يطعن النصف الجميل ..؟! في يوم المرأة العالمي
- طقوس الإنفراد
- موّال


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جاسم ألياس - في البيت الأبيض...، باراك أوباما أتى به تطور الوعي الجمعي في أميركا