أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان صالح - على حراب اسوار الوطن















المزيد.....

على حراب اسوار الوطن


ايمان صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2542 - 2009 / 1 / 30 - 07:16
المحور: الادب والفن
    


عزيزي المواطن العربي
من المؤكد انكَ كنتَ متابعا ً جيدا ً لكل حلقات المسلسل التركي ( نور ومهند ) ، وربما تكون قد قطعتَ تذكرة َ سفر ٍ الى اسطنبول كي تستمتع بسحر شوارع ومقاهي وبيوت تلك الشخصيات الرومانسية الحالمة...
من المؤكد انكَ على علم بآخر أخبار التحقيقات المتعلقة بمقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم...
من المؤكد ايضاً انه لديك بعض الفضول لرؤية صور توأم انجلينا جولي وبراد بت الباهظة الثمن...
ومن المؤكد انكَ تعرف كيف أصبحتْ صحة برتني سبيرز بعد تخبطها في بحر الهلوسة والادمان...
من المؤكد انكَ سمعتَ عن حي سوهو وتمنيتَ لو انكَ تسكعتَ في أزقته لتستنشقَ غرائزه وتعوم في بحر لذاته ولو ليوم ٍ واحد...
من المؤكد انك تعرف ما هي الفياغرا ...
من المؤكد انكَ متلهفٌ لزيارة الجانب المضيء من كوكب الأرض للتمتع بمشاهدة الحسناوات الشقراوات اللواتي لطالما حَلِمتَ ان تكون إحداهن جارية ً في مهجعكْ...
من المؤكد انكَ كنت متابعا ً لأحداث غزة كما انك على علم بأن القضية الفلسطينية هي الجرح العربي الذي لا يندمل ، لان هذا ما قرأناه في الكتب المدرسية ولازالت شظايا الحجارة والقنابل الفسفورية تتناثر من كاميرات المراسلين الى عقر ما تبقى من ديارنا...
ربما انكَ متابعٌ لازمة الاقتصاد العالمي وتخبط أسعار النفط وما آلت اليه من كوارث اقتصادية أحالت حياتك الى أصفاد ٍ من المعاناة وحربٌ ضروس مع طواحين الغلاء...
وربما تكون قد تابعتَ مقتطفات من وهم ٍ عربي اسمه مراسيم تنصيب اوباما المنقذ...

لكن

أيها المواطن العربي...
من غير المؤكد انكَ قد سمعتَ شيئا ً عن جزيرة ٍ نائية منفية ٍ ، هناك في مكان ٍ ما خارج الخارطة ،إنها جزيرة خضراء جميلة تخترقها انهارٌ ثلاثة ، دجلة والفرات.. لازالا يجريان منذ بزوغ أول شعاع لتاريخ الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والآشورية ، أما نهر الدم فقد وُلدَ منذ عقود طويلة لم تعد ذاكرة العراقيين تسعفهم لمعرفة عددها ، فقد ضاع الزمان واختلفت الصورة وتناثرت ذرات تراب ذلك الذي كان لنا وطنا واختلطت مع أشلاء لوحة ٍ قاتمة رسمها واقعنا المجهد...
من غير المؤكد انكَ على علم ٍ بمعاناة شعب ٍ يُباد ويموتُ كل يوم على تلك الجزيرة الغنية أرضا ً الفقيرة شعبا ً على الرغم من أن تلك المعاناة ليست بالحَدَثْ الجديد ، انها خنجرٌ مسموم غُرسَ في خاصرة بلاد الرافدين مع ولادة النهر الثالث ولم يظهر لنا حتى الآن أي نبوخذ نصر ليقدم الترياق في كؤوس الخلاص والسلام...
وكونكَ مواطن عربي فإنك تكونُ قد تفوهتَ ببعض التفاهات والشعارات المتضامنة مع شعب العراق في واحدة ٍ من تلك المونولوجات والمهرجانات الاستعراضية العربية السمجّة التي نراها أحيانا (وأقول أحيانا) على بعض (وأقول بعض) المحطات الإخبارية، فمحنتنا العراقية ليست سوى (ثرثرة عربية طارئة) او سبتايتل خجول وربما خبر مقتضب يختصر شلالات الدم وسريالية القهر الإنساني في بضع كلمات ٍ باردة...
لمَ هذه اللامبالاة العربية تجاه القضية العراقية ...
لمَ العرب متناحرون في كل شيء لكنهم موحدون في شعار ٍ واحد (حوالينا ولا علينا)...
لمَ العرب متفرقون في الشدائد لكنهم موحدون في صف ٍ واحد ضد محنة العراقي البسيط...
لمَ الامة العربية المتفرقة ذات الرسالة المشينة الفانية تتهم المواطن العراقي بالخيانة العظمى وخذلان القائد الضرورة وعدم مقاومته للاحتلال ؟
لمَ هذا الاستخفاف والتجريح والتجاهل لكل ما ذقناه على يد صفر العرب ( صقر العرب هو احد الألقاب التي أطلقها بعض المنافقين من العرب على صدام حسين ، أما أنا فأرى انه صفر العرب، والفرق نقطة) ...
هل يُعقل إنكم لم تسمعوا بصولات السيد الرئيس وبطشه وظلمه لشعبه !!
أمْ إنكم لا تعلمون مَنْ سلبَ العراقيين كرامتهم قبل ثرواتهم وأفراحهم وجمعَ أحلامهم مخضبة ً بالدماء في كيس بابا نوئيل ليقدمها على طبق العمالة قرباناً على مذبح نازييّ العهد الجديد !!
أم إنكم تتقنون فن البانتومايم (pantomime) لمجرد ان خيرات العراق كانت تـُسَرَبْ الى جيوبكم الشقيقة وأفواهكم التي لا ولن تنطق غير الباطل وبطونٌكم التي لا تعرفُ معنى الشبع !!
المنظمات الفلسطينية مُصنّفة ضمن المراتب الاولى على قائمة الإرهاب الدولية ، لكن الفلسطيني يُمنح حق اللجوء الى اي بلد ٍ يشاء ويستطيع أن يواصل حياته بهدوء بل انه يتلقى المساعدات والأموال من حيث لا يعلم لتداوي جرح وطن ٍ محتلْ ، لكننا لم نسمع يوما ان السلطة الفلسطينية تطالب دول العالم أن تطرد جميع اللاجئين الفلسطينيين لتجبرهم على العودة الى الوطن للمشاركة في التحرير والإعمار.
اسامة بن لادن يتصدّر لائحة المطلوبين الذين خططوا لتحويل أبراج نيويورك الى سكين لذبح العرب على الطريقة الحلال ، ولا يخفى على اي لبيب من أين ارتفعت ألسنة لهب تنظيم القاعدة ، وبرغم ذلك فالسعودي مرحبٌ به في كل دول العالم وعقاله محط احترام كل المنافقين بل انه مرحبٌ به حتى في بلد الحرية كي يعبث ويلهو ويقامر ثم يعود الى مكة المكرمة سالما غانما لأداء فريضة الحج .
وبالرغم من كون المملكة العربية السعودية محاطة بأقوى هالة دينية لوجود بيت الله الحرام فيها ، لكننا لم نشهد يوماً خادم الحرمين وقد جعل من نفسه اضحوكة باستشارته لمنافقي الاسلام والمرجعيات في كل صغيرة وكبيرة من امور المملكة.
الزرقاوي إرهابي أردني تلذذ َ بشرب دماء العراقيين في كؤوس مقاومة الاحتلال ، لكن الشعب الأردني هو الصديق المقرب للغرب ففي النهاية ( مو كل اصابعك سوى وكل لشّة تتعلك من كراعها )، وهنا اريدُ أن أتوقف قليلا عند موقف الحكومة الأردنية المخجل من المواطن العراقي، فالأردن كانت ولازالت تـُزوَدْ بالنفط العراقي بأسعار بخسة وكانت عمان قبلة العراقيين القسرية لسنواتٍ طويلة ، وبالرغم من ذلك فإن المخابرات الهاشمية تتفنن في إهانة العراقي المغلوب على أمره الذي يروم دخول المملكة مجبراً لا مخيراً ، واستثني من ذلك الضباع التي فـرَتْ بأموال الشعب العراقي وهي تعيشُ في بحبوحة عالم رجال أعمالٍ بلا عمل وشركاتٍ بلا شركاء وهم محط احترام حكومة ناكري المعروف. وفي محاولة نرجسية لانقاذ الاقتصاد الاردني المتهالك ، لم تجد الحكومة الاردنية طوق نجاة سوى العراقي الميسور ليعيد اصلاح ما افسدته لعبة الاقتصاد العالمي المترنح.
المواطن العراقي أصبح طاعون العصر الحديث ، انه قنبلة إرهاب موقوتة قد تدمر أي شيء حوله...
عائلة صدام حسين وأقاربه وأزلامه ضيوفا ً كراما ً أينما حلوا..إنهم يعيشون في أجمل بقاع العالم ولهم حسابات مصرفية ضخمة لم تـُصادرْ حتى اليوم ولم تفكرْ دول الجوار بالاستيلاء عليها لتسديد غيض من فيض التعويضات والديون العراقية...
العراقي البسيط الذي لا يرومُ شيئا ً من هذه الحياة سوى الحياة...هو إرهابي.. او.. مشروع إرهابي على الأجندة الاستخباراتية العالمية ...
ذئاب الحكومات العراقية التي تلت الاحتلال تستطيع أن تفتح بمخالبها كل الأبواب الموصدة لتستجم و تتعافى من نوبات البرد في أصقاع الغرب والشرق ...
كيف نستوعب تبادل الأدوار في تراجيديا المسرحية العراقية وتصفيق الجمهور العربي للجّلادين !!
ارضُ الله واسعة ، لكنها ضاقت بنا كعراقيين... ليس لنا أن نبني أعشاشنا على أي غصن زيتون..نتطلع في الأفق البعيد الى وطن ٍ جديد فلا نلمح سوى رؤوسَ الحرابِ التي اخترقت الروح قبل الجسد ... نتصفحُ أوراق الماضي فلا نقرأ سوى حروف تعوم في أحزاننا ودمائنا... فليتلذذ الأوغاد المستذئبون الذين تقاتلوا على كراسي الحكم ابتداء من مجلس السكم وانتهاء ً بعصابات الحرس الثوري المالكي ...
كل من يسقط ُ غدراً من أبناء امة العرب شهيدا ً... أما العراقي فهو ليس سوى قتيل...
دمُ العراقي مدنس... دمُ كل شعوب الأرض مقدّس...
ما أقسى هذه الحياة الفانية ، ما أصغر هذا العالم الفسيح ، ما أضيق هذا الكون اللامتناهي.. على العراقيين...
اليوم... يسيلُ لعاب العرب على كفن ٍ يقطرُ نفطا ً و يتهافتون على مرتزقة جهاد ٍ رأسمالي متغاضين ان فلسطين محتلة منذ ما يزيد على الستين عاما ً وبرغم ذلك لم نسمع حتى اليوم بأي متسللين إنتحاريين عربان يخترقون الحدود الفلسطينية لتناول الغداء مع خاتم الأنبياء في الجنة .
احتضار أرض الحضارات وعذاباتها وصمة عار في جبين البشرية ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة وكل تلك الأسماء الطنانة التي لا تتقن سوى فن النهب وإذلال العراقي الذي يدفع ضريبة أوغاد ٍ وقتلة يتوارثون اغتصاب عرش مُلكْ ارض السواد بالدم قبل النار والحديد...
ستبقى أنظارُنا تحدقُ في بوابة عشتار علها في يوم ما ستنفضُ غبارها ليخرجَ منها نبوخذنصر وفي يمينه قارورة الترياق.



#ايمان_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام في قلعة النسيان
- من ايمان الى كمال سبتي
- تصريح للحياة
- ورقصنا معا
- نوارس دجلة
- مواعيد عرقوب


المزيد.....




- أوركسترا قطر الفلهارمونية تحتفي بالذكرى الـ15 عاما على انطلا ...
- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايمان صالح - على حراب اسوار الوطن