أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!















المزيد.....

-أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 10:01
المحور: القضية الفلسطينية
    




يحتاج الفلسطينيون جميعاً الآن (أي منذ زمن بعيد) إلى وَقْفَة، يتفكَّرون فيها في كل ما انتهت إليه تجربتهم، أو تجاربهم، من نتائج، فالفرق بين "الحيِّ" و"الميِّت"، يظهر ويتأكَّد في الموقف الذاتي من كل تجربة كبيرة؛ و"الأحياء" سياسياً وفكرياً يفهمون دائماً "التجربة" على أنَّها شيء عديم القيمة والأهمية إذا لم يخرجوا منها بالجوهري والأساسي من الدروس والعِبَر؛ أمَّا "الأموات" فلا يتغيَّرون بما يؤكِّد أنَّهم جزء لا يتجزأ من "التجربة" ونتائجها المختلفة، أو لا رادع يردعهم عن الإمعان في "تجربة المجرَّب"، وخوض التجربة ذاتها (تقريباً) غير مرَّة، موهمين أنفسهم، وغيرهم، أنَّ "نتائج مختلفة" يمكن، ويجب، أن يتوصَّلوا إليها!

إنَّ موازين عدة نَزِن بها "مواقفنا"، بعضها "موازين العقل (والمنطق والحكمة)"، وبعضها "موازين المصلحة العامة (للفلسطينيين، أي للشعب الفلسطيني)"، وبعضها "موازين المصالح الشخصية والفئوية الضيِّقة (التي هي الآن، وعلى وجه العموم في نزاع مع المصلحة الفلسطينية العامة)".

حتى أولئك الذين هُيِّئت لهم أسباب الانفصال مع مصالحهم الشخصية والفئوية الضيِّقة عن الشعب وقضيته ومصالحه الحقيقية يعرفون جيِّداً النتائج التي تتمخَّض عن وَزْن "المواقف" بميزانيِّ "العقل" و"المصلحة العامة"، فهم لا ينقصهم الذكاء أو الوعي؛ ولكنَّهم لا يملكون من حرِّية الخيار (بسبب ثِقَل ضغوط مصالحهم الشخصية والفئوية الضيِّقة) إلاَّ ما يحملهم على أن يقولوا بشيء من قبيل إنَّ لندن هي عاصمة فرنسا!

"الأزمة"، أي "أُمُّ الأزمات"، لدى الفلسطينيين إنَّما هي "أزمة تمثيل"، فإنَّ سؤال "مَنْ يُمثِّل مَنْ"، ما زال بلا جواب، يوافِق حقائق الواقع، والمصالح العامة الحقيقية للشعب الفلسطيني.

وأحسب أنَّ حركة "فتح" هي "المكان السياسي" الذي فيه تتركَّز "أزمة التمثيل الفلسطيني"، التي إنْ لم يُبْذل من الجهد ما يكفي لتخطيها فيه أوَّلاً فلن يتمكَّن الفلسطينيون أبداً من تخطي "أزمة تمثيلهم".

وأحسب، أيضاً، أنَّ حركة "فتح" مدعوة قبل غيرها إلى أن تتخطى أزمة التمثيل فيها بما يسمح للشعب الفلسطيني بإنشاء وتطوير "القوَّة القيادية الأخرى"، أي القوَّة القيادية الديمقراطية والعلمانية، التي يمكنها بـ "تفوُّقها الديمقراطي والعلماني"، وبما يُنْتِجه، أي بما يجب أن يُنْتِجه، هذا التفوُّق من "سياسة جديدة"، أن تتقدَّم في "الصراع الإيجابي والجيِّد"، والذي مداره كسب العقول والقلوب بين الفلسطينيين.

لن أتحدَّث عن أهمية وضرورة عقد "فتح" لـ "مؤتمرها السادس"، فـ "التحدِّي" أكبر وأعظم من أن يُواجه بعقده فوراً، أو بعقده في "نهاية التاريخ".

وإذا قُيِّض لهذا المؤتمر أن يُعْقَد قبل أن تُحدِّث الأرض أخبارها، فلن تكون له أهمية تُذْكَر (من الوجهة السياسية ـ التاريخية"، إذا لم يكن، لجهة حيثيات وطريقة ونتائج عقده، في منزلة "الجمعية التأسيسية"، التي "تَهْدِم" أوَّلاً، لتبتني من "حجارة"، بعضها قديم خلَّفه "الهدم"، وبعضها جديد، صرحاً سياسياً جديداً للفلسطينيين، يتَّخِذ من الديمقراطية والعلمانية أساساً وطيداً له.

وهذا "النقيض" الذي يحتاج إليه الفلسطينيون، والذي في مقدوره، أي يجب أن يكون في مقدوره، أن يقود بمقود "صندوق الاقتراع (الشفَّاف)"، لا يمكنه أن يُري الفلسطينيين معانيه الحقيقية (والجذَابة) لعقولهم وقلوبهم إذا لم يكن، في داخله، مثلاً أعلى للفلسطينيين الساعين إلى أن يؤسِّسوا لأنفسهم، وبأنفسهم، مجتمعاً سياسياً جديداً، فيه من قوَّة وحيوية الديمقراطية ما يسمح لهم بأن يكونوا، أي أن يصبحوا، "المقاوِم الجديد حقَّاً"، و"المفاوِض الجديد حقَّاً".

"فتح" المدعوة إلى عقد "مؤتمرها السادس" فوراً، والمدعو إلى أن يكون في منزلة "الجمعية التأسيسية"، لها، وللمجتمع السياسي الفلسطيني على وجه العموم، إنَّما هي "فتح" التي تملك من "خواص التنظيم"، ومن "مرونته" و"حيويته" و"ديناميته"، ما يمكِّنها من أن تتَّسِع لمعظم الألوان السياسية والفكرية لـ "قوس قُزَح" الفلسطيني، فهذا "الواحد" لن يكون مفيداً للشعب الفلسطيني وقضيته القومية إذا لم "يتعدَّد"، بما يسمح له بأن يكون ممثِّلاً حقيقياً لكل الفلسطينيين الذين يؤمنون بأن خلاصهم القومي يمكن ويجب أن يتأتى من سيرهم في طريق الديمقراطية والعلمانية، والتي لا مكان فيها لهذا التناقض المصطنع بين "المقاومة" و"التفاوض"، فـ "المقاومة" التي لا تقوِّيهم تفاوضياً إنَّما هي مقاومة لا يحتاجون إليها؛ و"التفاوض" الذي لا يقوِّي مقاومتهم إنَّما هو أيضاً تفاوض لا يحتاجون إليه.

على "فتح"، وقبل أن تتصالح مع "حماس"، أن تتصالح مع نفسها، فتُسْرِع في عقد "مؤتمرها السادس"، بصفة كونه "الجمعية التأسيسية" في كل أوجه حياتها، فإنْ هي اجترحت "معجزة" التصالح مع نفسها، أصبح في متناولها، بصراً وبصيرةً ويداً، أن تتصالح مع غيرها من ألوان الطيف الفلسطيني، وأن تتصالح مع خياري "المقاومة" و"التفاوض" في تناقضهما الطبيعي، أي غير المصطنع؛ فهذان الخياران، وعلى تضادهما الطبيعي، يتَّحدان اتِّحاداً لا انفصام فيه؛ لأنَّ المصالح العليا، والأهداف النهائية، للشعب الفلسطيني في صراعه من أجل الخلاص القومي هي "الصمغ" الذي به يلتصق الخياران على تضادهما الطبيعي.

إذا استطاعت "فتح"، الديمقراطية ـ العلمانية، أن تكون "المعسكر الواحد"، الذي يضمُّ "خياماً"، ألوانها هي معظم ألوان الطيف السياسي والفكري الفلسطيني، فإنَّها لن تعجز، عندئذٍ، عن أن تتخطى "أزمة التمثيل" في قيادتها، وفي قيادة الشعب الفلسطيني.

إنَّ "مؤتمرها السادس"، لن يكون في وزن وأهمية "الجمعية التأسيسية"، إذا لم يُنْتَخَب أعضاؤه جميعاً انتخاباً حرَّاً ديمقراطياً سرِّياً مباشِراً نزيهاً، وإذا لم تنبثق من هذا المؤتمر، وفي الطريقة نفسها، كل الهيئات القيادية لـ "فتح".

وبعد ذلك، وليس قبله، يصبح ممكناً وضرورياً أن يخطو الفلسطينيون خطوتهم الثانية على الطريق المؤدِّية إلى التخطي النهائي لـ "أزمة التمثيل الفلسطيني"، فالفلسطينيون هم الآن في أمسِّ الحاجة إلى التأسيس لـ "مؤتمر قومي فلسطيني"، من طريق "الديمقراطية الموضوعية"، أي الممكنة موضوعياً؛ فهذا "المؤتمر" هو وحده الذي يحقُّ وينبغي له أن يقول للعالم: "أنا منظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي للشعب الفلسطيني".

وهذا "المؤتمر" هو الذي يَنْتَخِب انتخاباً حرَّاً ديمقراطياً سرِّياً مباشِراً نزيهاً كل هيئاته القيادية، وهو الذي من حقِّه وحده أن ينشئ ويطوِّر إستراتيجية سياسية فلسطينية جديدة، تُشْتَقُّ منها الأجوبة عن كل "أسئلة النزاع (بين الفلسطينيين)".

وأحسب أنَّ إستراتيجية كهذه يجب أن تحفظ وتصون وتضمن الحق لكل فلسطيني (ولكل جماعة فلسطينية) في أن يقف من النزاع، أو الصراع، مع إسرائيل (ولو وُقِّعت معاهدة سلام) الموقف السياسي والفكري الذي يشاء، فالمواقف والقرارات الفلسطينية التي سمحت للسلام مع الدولة اليهودية بأن يصبح حقيقة واقعة ليست بمُلْزِمة إلاَّ للدولة الفلسطينية ذاتها، وإلاَّ أصبح الاعتراف بإسرائيل "فرض عين" على الفلسطينيين!

إنَّ بقاء أزمة "التمثيل الفلسطيني" بلا حلٍّ، أي بلا حلِّ على ذاك النحو، لن يبقي للفلسطينيين شيئاً من حقوقهم ومطالبهم القومية، وسيحملهم على أن يُفْرِطوا أكثر في "اختصار" قضيتهم القومية، وبما يجعلها، في آخر المطاف، كمثل ظلٍّ فَقَدَ جسمه؛ ولا شكَّ في نزاعهم في أمْرٍ من قبيل "مَنْ يدير، أو لا يدير، منهم معبر رفح" هو خير دليل على أنَّ "قيادة الشعب الفلسطيني" قد فقدت، أو توشك أن تفقد، "المعنى" و"الصفة".. "معنى القيادة" و"صفة التمثيل"!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تبتني من الجرائم نظرية ردع جديدة!
- هكذا تحدَّث هيكل!
- كيف نقف من جرائم الحرب الإسرائيلية؟
- إنَّها الحرب الأولى بين إسرائيل وفلسطين!
- غزة.. هي وحدها -القمَّة العربية-!
- وأعدُّوا لهم ما استطعتم من -قِمَم-!
- -أفران الغاز- و-أفران غزة-!
- -القرار- و-المبادرة-.. أسئلة وتساؤلات -موضوعية-!
- السلام الأسوأ والأخطر من الحرب!
- منطق -الحرب- على ما شرحه بيريز!
- أردوغان -المُهان-.. أهاننا!
- إسرائيل يمكن ويجب أن تهزم في غزة!
- جلالة القول!
- في إجابة سؤال -ما العمل؟-
- مجرمون آخرون في خلفية الصورة!
- حروفٌ حان تنقيطها!
- هي حرب ضد الشعب الفلسطيني كله!
- العالم إذ اخْتُصِرَ زماناً ومكاناً!
- لا تسأل -هل الله موجود؟- ولكن اسْأل..
- حرب هي الامتداد للانتخابات!


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -أزمة التمثيل- هي أُمُّ الأزمات فلسطينياً!