أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!















المزيد.....

«أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!


سامي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2541 - 2009 / 1 / 29 - 06:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بينما كانت القلوب مفعمة بالحزن، والنفوس ممزقة من المناظر المروِّعة لأطفال ونساء ورجال غزة، الذين يتعرضون للهجمات الوحشية، فتحول الأجساد لأشلاء ممزقة، لا تملك الدموع أمامها أن تكف عن الانهمار والنفوس عن الالتياع. وفي غمرة المشاعر الملتهبة ضد عدوان غاشم يستهدف الأطفال والنساء والمستشفيات، وحتى مقر غوث اللاجئين لم يسلم من وحشيته المتناهية. وبينا تدور تلك الأحداث المروعة، يخرج علينا برنامج الحقيقة الذي يقدمه السيد وائل الإبراشي بحلقة مستفزة لأقصى ما يكون الاستفزاز، يناقش فيها ما يزعم أنه رأي أقباط المهجر، مُمثَّلا في شخصية مرفوضة تماما من الأقباط ومن كل وطني مخلص، شخصية هجرها المنطق وامتنع معها أي مفهوم للرأي المتعقل. لم يجد السيد وائل الإبراشي من كل أقباط المهجر سوي السيد موريس صادق المحامي، ليمثلهم ويتكلم عنهم في تلك القضية المتناهية في الالتهاب، وفي لحظة أقصى درجات اشتعالها؟!!!

إن هذا التصرف المُخرِّب وغير المسئول من جانب برنامج الحقيقة لست أغرف له هدفا آخر سوى إشعال الفتنة الطائفية، في وقت غاية في الحساسية. فبينما كان المتطرفون الإسلاميون يعملون على إشعال الثورة داخل مصر، السيد وائل الإبراشي يقدم الوقود اللازم، ليعطي الفرصة للخونة لاستغلال الموقف بإشعال نار فتنة طائفية لا يمكن السيطرة عليها. والسيد موريس صادق كان يسدد خنجرا في كبد مصر من خلال البرنامج ليذبح به أقباط مصر. إن الذين يمدون النار بالوقود اللازم لحرق مصر يجدون في عبارة أقباط المهجر وسيلة فعالة لتحقيق أهدافهم المخربة. لذلك من الضروري أن نعيد تقييم عبارة "أقباط المهجر" بشكل موضوعي وتوضيح الأبعاد الخطيرة في استغلالها لحساب التطرف الذي لا يخدم سوى أعداء مصر.

أنا أعتبر هذه الحلقة عمل غير مسئول، بل جريمة ضخمة وخيانة كان ممكن أن تؤدي لضرب وحدة الوطن، في مرحلة بالغة الخطورة والحساسية. فبينما المظاهرات تغطي مصر بل العالم كله، احتجاجا على الجرائم الصهيونية، يخرج علينا هذا البرنامج بحوار بلغ لأقصى درجات الاستفزاز، مما يمكنه أن يؤدي إلى عواقب وخيمة في مصر لا تحتملها اللحظات الحرجة التي يمر بها الوطن. لذلك أنا أطالب بالتحقيق في هذا الموضوع الخطير. كما أجد أنه من الضروري فتح ملف أقباط المهجر المخيف بكل شفافية والذي بدأه الرئيس أنور السادات، ومازال يكبر ويستفحل ويغذيه كل عابث وكل متآمر ضد مصلحة مصر بأقباطها ومسلميها.

من هم أقباط المهجر؟!!!
هل أقباط المهجر هم جماعة صغيرة يمكن أن يمثلهم رأي واحد أو اتجاه واحد أو شخص واحد؟!!! وهل يمكن الحكم عليهم جميعا حكما واحدا من خلال هذا الرأي المستفز؟!!! إن عبارة أقباط المهجر تستخدم بطريقة عبثية مغرضة ومدمرة لوحدة الوطن ولإثارة الفتنة الداخلية لذلك نحن نحتاج لتعريف واضح لأقباط المهجر. لذلك سأقدم عدة مقالات عن هذا الموضوع المتفجر والمجحف والضار جدا بوحدتنا القومية.

كل قبطي هاجر خارج مصر هو من أقباط المهجر. المفكر العملاق والعالم الكبير والوزير السابق الدكتور رشدي سعيد من أقباط المهجر. وكذلك الأستاذ الدكتور مجدي يعقوب أشهر جراح قلب في العالم، هو من أقباط المهجر. إن كنت لا أعرف عدد أقباط المهجر إلا إني أقدره بشكل عشوائي بنحو المليون، وقد يصل لمليونين أو حتى أكثر. وهم منتشرون في الخمس قارات من أستراليا لأسيا لأفريقيا لأوربا وحتى الأمريكتين. ويعملون في جميع الأعمال بكل تنوعها ويشغلون كافة درجات الوظائف ويمثلون كل المستويات الثقافية والمهنية والفنية والتجارية. فمن بينهم العلماء الكبار والأطباء والتجار والفقراء والأغنياء وكل أنواع البشر. فهل أتغاضى عن هذا الواقع وأتجاهل كل الشخصيات المحترمة ذات الثقافات العالية، لأختار أكثر الناس تطرفا، وأعرض رأيه على أنه رأي أقباط المهجر؟!!! إنه تصرف واضح فيه التجني، ولا يمكن أن يخلو من الغرض والتعصب المخيف. كما انه تصرف يُعَرِّض أمن ووحدة مصر لمخاطر جسام في وقت حساس.
كم كان من المفيد أن يختار السيد وائل الإبراشي لحواره شخصية مثقفة مثل الدكتور رشدي سعيد. فعلى الأقل كنا سنسمع رأي وطني محترم ومفيد للجميع، بدلا من الهراء الذي سمعناه الذي لا طائل منه سوى إثارة الفتن والوقيعة بدون مناسبة.

وكما الأقباط كذلك المسلمون، فهل ممكن أن نستعمل عبارة "مسلمين المهجر (المصريين)". كمقابل لعبارة أقباط المهجر؟!!!! أليس هناك بين مسلمين المهجر متطرفين لهم آراء قد تكون أكثر خطرا من آراء السيد موريس صادق؟!!! لا شك أن هناك من الشخصيات الرائعة بن المسلمين المصريين، بالمهجر تماما كما بين الأقباط، وأيضا هناك الشخصيات المريضة والعملاء والخونة، على مواقع الإنترنيت تجد من يجاهر بخيانته وعدم انتماءه لمصر. كثيرون هم الذين يتنكرون لمصريتهم علنا وبلا خجل، هذه الظاهرة التي زادت واستفحلت منذ عصر السادات، الأمر الذي كان يعتبر عارا في عصر عبد الناصر حيث كان الوعي القومي والمشاعر الوطنية الأمينة في أوج توهجها. كم من المسلمين المصريين قد هاجر لإسرائيل بكل إرادة في معاداة معلنة لبلده. بين هؤلاء حفيد العالم العظيم مصطفى مشرفة، وقد أرسلته إسرائيل لمصر كممثل لها ضمن وفد إسرائيلي رسمي. هناك حالة أخرى غاية في الشذوذ والغرابة وهي حالة السيدة سناء حسن زوجة السيد تحسين بشير، المتحدث الرسمي لمصر أثناء حرب 1973. هذه السيدة غادرت مصر في الليلة السابقة على المعركة ومعها مستندات في غاية الخطورة، وتوجهت مباشرة لإسرائيل حيث عاشت هناك عدة سنوات. ثم هاجرت بعد ذلك إلى الولايات المتحدة حيث نشرت كتابا لها بعنوان "سنوات في أرض الأعداء". في هذا الكتاب عبِّرت عن إعجابها بكل ما رأته أثناء تنقلاتها ورحلاتها داخل إسرائيل. ثم أفاضت في وصف سعادتها الغامرة بعلاقاتها الجنسية مع امرأة إسرائيلية تنقلت بها في طول البلاد وعرضها!!! هل ممكن أن أستخدم هذا الكتاب وآراء هذه السيدة وسلوكها كمقياس للمصريين المسلمين بالمهجر؟!!! فهل ممكن أعتمد على مثل هذا الكتاب لأدلل على خيانة كل المسلمين المصريين بالمهجر؟!!!

السيد أشرف مروان الذي كان يعيش في إنجلترا هل هو من مسلمين المهجر؟ لقد كان يعمل سكرتير للمعلومات للرئيس أنور السادات، في نفس الوقت كان يعمل جاسوسا (مزدوجا- والله أعلم) مع المخابرات الإسرائيلية، بينما كان يشغل واحد من أخطر مناصب الدولة!!! والثابت أنه هو الذي أبلغ إسرائيل بساعة الصفر قبل المعركة في عام 1973. وبالرغم مما قيل انه كان يضللهم لتبرير موقفه، فمن الثابت من وثائق الحرب أن إسرائيل كانت على علم بساعة الصفر في الموعد المضبوط! والدليل على ذلك، المظلة الجوية التي غطت سماء سيناء يوم المعركة الساعة 12 ظهرا، وهو الموعد المفروض أن تقوم طائراتنا فيه بالإغارة كتحضير للمعركة. وترتب على ذلك تأخير هجوم قواتنا الجوية إلى الساعة 1:50 حتى بدأت الطائرات الإسرائيلية في الهبوط. وذلك يؤكد أن القيادة الإسرائيلية كانت على علم بساعة الصفر بكل دقة. هل أشرف مروان يسيء للمسلمين في المهجر أو في مصر؟!!! لماذا يتَّبع الإعلام المصري هذا الأسلوب الفاسد مع الأقباط فقط وما هو الهدف منه؟!!!!

هل عندما أختار شخص يمثل أقباط المهجر أختار أكثر الشخصيات تطرفا وأدعي أن هذا التطرف هو رأي أقباط المهجر؟!!! إن هذا الموقف المتعصب جدا والمضلل لا هدف منه سوى البلبلة والوقيعة واستثارة غير المثقفين والدهماء ضد الأقباط في وقت لا تحتمل فيه الإثارة.

لذلك فإني أعتبر برنامج الحقيقة للسيد وائل الإبراشي مع موريس صادق كان هدفه هو الإثارة الدينية والتحريض على الفتنة ويلزم عمل التحقيق لمنع مثل هذه التصرفات المضرة بالأمن القومي لمصر.

للحديث عن أقباط المهجر بقية



#سامي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسرت إسرائيل هذه المعركة
- حسنين هيكل يؤيد حماس في قناة الجزيرة
- معبر رفح ومخلب القط
- قطنة بزيت
- الاستعمار - وأخلاق العبيد - والنقاء الوطني -1
- صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل - 2
- صراع على الساحة القبطية بين الحق والباطل
- الفوضى الخلاقة هل تجتاح مصر اليوم للخراب كما اجتاحت العراق؟
- النكسة 1- بكاء على النكسة بعد 41 عاما
- العلاوة الجديدة مخدر لمريض بالسرطان
- صرخة من أجل مصر
- جيل أكتوبر لم يعرف التفاح والياميش
- الحوار المتمدن اسم على مسمى
- حول قضية ماكس مشيل والأوضاع القبطية المتردية
- رأي حول لائحة انتخاب بطريرك الإسكندرية المقترحة
- محنة الأقباط
- لبنان وتقرير فينوغراد
- مفاهيم خاطئة بالمجتمع القبطي
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -6
- مطالب الإصلاح ورد الفعل -5


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي المصري - «أقباط المهجر» 1- ووائل الأبراشي!!!