أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - حملُ الاطفال















المزيد.....

حملُ الاطفال


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 04:33
المحور: الادب والفن
    


قالتهما النجوم, قادتهما:
الثامنة صباحا إلا اثنتين وعشرين ثانية, نزل ثابت وأخته التوأم من مقدمة الحافلة وهما متغيران ككل جثث الركاب الجامدين باعتبار السائق والراوي, نزول المجانين, يمزقان ادباشهما كأنما اشتعلت بهما النيران ثم افترقا كأنهما يودعان بعضهما إلي الأبد...
غيداء مغرمة من قبل النزول إلي بطن أمها بالثقافة العالمية و الرؤية و علم الفلك والبصريات والصيد البحري والماراتون الصحراوي و قصص القرصنة وحكايات الهنود ولعب الروم مع الأسود والرجال و تمرد صاحب الحمار وعناد التتار وأهواء الشمس والإحصاء وبطولات السفن الشراعية والرصد الجوي و. و. و ,وهذا ما قالته بالضبط أمها كي تؤكد للضباط الأحرار أنها كانت تعلم أنها ستفقد عقلها يوما ما و الحمد لله الذّي كفاها شرّها وسوء العاقبة, و أنها كانت تدرس في أحشائها السينوغرافيا و الطب البيطري من اجلها هي وقد أكدت لها ذات ليلة أنها هي الاخري ستجن يوما ما.
حيّت غيداء قبل أن تدخل الساحة أمها التي كانت بصد د إيواء سيارتها الحكوميّة قبالة المقهى المحاذي للمدرسة في حي جامع الفتح المبين, وما أن امتلئ الفصل و بدأت معلمتها نٌوسة في الهراء حتى سارعت إلي وضع خمار رقبتها الأسود والأبيض علي فمها وكأنها تتلثّم.
نٌوسي وهي تصرخ صراخ الأفعى التي فقدت سمّ أمومتها:ماذا أيتها الأعرابية اللّعينة, كرهت رائحة التكرار؟ اغربي حالا عن شفتي ولا تعودي إلا بعد أن تحرقيه أمام الكل.
عادت غيداء بعد لحظات صحبة الناظر,ماذا تريد يا "طونط" عبد القادر زمجرت نٌوسي؟ هل أنت مريض؟ لا لا, مسكتها متلبّسة,تحيّي العلم لوحدها وللمرة الثانية علي التوالي وبعد فوات الأوان فما عقوبتها؟
لا تشارك في" ألبومي" الجديد
وهل لا تخفّفين عنها؟
سأنظر في الأمر, ربما ستلعب دور الغجرية التي تعمل علي تحليل بَول " بٌول" كلبي العزيز بشرط أن يكون مبتهجا بلا خجل ولا انزعاج فلقد أفنيت شبابي في تدريبه علي فن احتقار الآدميين و نسيان النباح, تثبّت من أنها لن تنبح واخبرني...

ظللنا لسنين طويلة ثقيلة جدّا نحاول فك صمتها إلي الآن و لم ننجح, فهي لا تذكر أشياء كثيرة
جرّبنا كل شيء ولم نفهم إلي الآن ما الذي أصابها.
احد المحقّقين قال لنا شيوعية كانت تنوي التبرع بكٌمّ معطفها لأطفال غزة لأنها لا تفرق بين يد المعطف واليد العاملة, بيكاسويّة هتشكوكيّة تحاول أن تطلق الحمام والنورس الرشّاش الكثيف من قفازها ومن قرطها ومن قلادتها ومن فستان عرسها الدمشقي أو البندقي أو الغرناطي أو الأندلسي لا ندري أو الصقليّ أو القسطنطيني أو العثماني أو الفارسي أو. أو. أو, اللّه اعلم فهي استباقيّة حراريّة صداميّة تؤمن بالثبات و الصمود والمواجهة و التحدّي, الله اعلم فكل الاحتمالات ممكنة و نحن نعلم أن لعب الأطفال جنون وكل الأشياء القريبة هي الأخطر وبخاصة التاريخ و الجغرافيا.
و قال الثاني أصوليّة تريد أن تخرج يد الله من سورة الفاتحة وثالث قال استشهاديّة من حزب الناس تفكر في التبرع بأقلامها وأعوادها وأعدادها وجواربها وجوائزها وبواخر أنفاسها وصواريخ لمح بصرها ورموش رماحها, بأعضائها وأعصابها وعظام مفاصلها وأترابها و أشلاءها وخبزتنا و مستقبلنا و كل ذخر الوطن, متنبّئة تريد أن تخرج يدها بيضاء أو خضراء و تورطنا و رابع, جنيّة ترغب في رسم يد الله فوق الأرض وخامس قال قومية نحّات يحفر في الماء يده بين ملايين الأيادي وإصبعا في جبل, سرياليّة تحلم برمي يدها فوق السماء و قال سادس طوباوية تدّعي العزف بلا يد و الغناء بلا صوت والرقص بلا جسد وهلمّوا جرّا...
المهم أننا لا نفهم نحن الأطباء ولا حتى المؤرخون ولا حتى الفلاسفة ولا حتى علماء الحيل,ولا صيادو الحجل ولا صناع السفن.
أحضرنا شاعرا وثائقيا مختصا و من اشعر شعراءنا مهووس بالغيرة من أطفال غزة ويقال أن بينهما دم و دٌودٌ معان فلم تفدنا قريحته الخلاسيّة الأوروبية الأكاديمية اللسانية المشهدية ولا العروبية النبوغية الدماغية الارتجالية شيئا.
قلنا له كيف العمل؟ قال: وهل ستصدّقون؟ قلنا إن استطعنا قال هل ستفعلون ما تقولون قلنا إن استطعنا قال وهل أن دماءكم نظيفة طاهرة قلنا ليست هذه مهنتنا ربما كانت صديقة قال كعمدة يبحث عن تجنب المساعدات والفيضانات وأهالي الأحواض والمناطق الجبلية "آي لاف زديروت, يو لاف زديروت, وي لاف سديروت, ليف آور كانتري زديروت فري اين بيس".
وهل تبرعتم بالأقسام و الأرزاق و الأعراض و العروض والبدو الأعراب والأمَة والأمّة و ما ملكت أيمانكم قلنا لم يقولوا لنا وهل حصلتم علي عمل قلنا علي إذن وعلي وعد و علي أمل قال وهل لديكم سواعد قلنا لم نفكر بالأمر وإلا لم نصفق يوما قال أدميتم روحي, ندبتموها ندبا بمناشيركم و مناشيركم وبأمشاط الصوف وتلك الأدوات الحديدية التي يستعملونها في النسيج العتيق الأيّوبي الذي لم يصبر يوما إلي أن استعاد اوديب بصره وسيزيف برنسه, حلقتم روحي بمناجلكم وأحرقتم شعرة علي وشعره بعطر امرأة العزيز الكيماوي الايرانيومي البالستي الدامي....قال هل انتم عمال قلنا قوة عمل قال خدعَتكم, خدعتموني خرّبتم دمي ذبحتم روحي جرّفتم رماد روحي غيماء صدري وبنت دمي غيداء صندوق روحي الأسود غزّاء خذوني قبرا لها أو خذوا روحي الخ...
قلنا إن تأمرنا نغنى قال قولوا في أنفسكم, قولوا لها:
☺قولو يقال السّلاح زينة الرجال وزينة الأطفال غزّة.وسلالم السلم بلا ارض ولا سماء وحي التماسيح وزينتهم,ماكياج كروماتيكي ضوئي تنويري وسلم لدينا يداوي السعال يواري
الزكام ولسوف نمضي بلا نكد لحبّنا الأصلي ولسوف نرضي,قولو نحبها حب مستوطن كَنطٌوني ,نحبها كما نحب دٌبي و نحب أن نستعمرها و نستخليها ونسكن في قلبها, حبنا لها عبراني خالص لا يخالطه شك ولا تشكيك, حب تلمودي توراتي جارف وقد اخترنا القدس وزارة خارجيتها حتى تحاور كل الأديان و المستوطنات من موقع معتدل يطل علي كل الجهات بوجه واحد و يستتر,نحبها ككل يهود العالم مثقفين و سياسيين و مانحين,فالوعد وعد وقسيمة اشتراك والوحدة هي الوحدة:
تدرج في صباغة الجلود من جلد الشنفري من لحم الأخطل الصغير من شحم البحتري من عظم الاعشي من طين الحلاج من فحم مسيلمة من ماء آدم و حواء....☺
☻علمنا في ما بعد انه يشتبه في انه كان يعمل مترجما محلفا لدي إبليس في ما وراء الآيات ولكننا في نهاية التفاصيل لم نستفد شيئا فقلنا لا فائدة من تسجيلها, أخفينا كل شيء تقريبا علي حراس إبليس وقتلنا حراسنا نحن إيمانا منا بان العلم ليس في كراس المعلم☻
أخرجناها بشق الأنفس كالإبرة من عجين أنفسنا وقلنا ما اسمك؟ فلبست معطفها الأحمر
الجمري حلّقت و ابتعدت
كأنها من كريّاتي الحمراء
خلعت نصف صدري, قال الرّاوي
كأنها لا تبالي بصحّتي الأولي وحفظ خيالي
ابتعدت كأنها لم تحتمل لا شهادتي ولا حبّي ولا رقّتي ولا عفّتي, لا جمالي ولا جلالي
يا ليتها زوّجت صليبي الأحمر بالهلال
ظللت جافّا بين يدي قلمي, حافي القدمين, فارغ العينين كالضحيّة, ظللت بلا أبجدية, بلا تحيّة, بلا ذكريات
استحالت في لحظة بيضاء
قل لا فائدة أذن من هذا المساء فهو لا يفكّر بي
لا فائدة من حبّ الحياة
فكرّيتي الحمراء ذهبت و فكرتي الحمراء
راحت تزيّن خيالها هي
وظللت أنا أفكر كما تشاء
احلم بالفراغ سيّئ الحظّ فيبتسم لها ويبصق لي
بقيت أنا علي نصف قيد أو اقلّ, لا أحرف, لا مدح و لا رثاء
ذهب من كان يرثيني ففهمت الفرق بين الشعر و النّثر
كلاهما يشكو فريدا من الوحدة البيضاء
الأول يحبس أنفاسه, ينتظر الأزل بلا حياء
والثّاني زاني الميقات أواني يعدّ الثّواني يكتب اللّحظات
لبست وحلّقت قطرات قطرات وظلّت من دمي
لا اعرف اسمها ولا عدد أحرفها
وظلّت في دمي جمرات جمرات...
رميناها علي شاطئ غزة خوفا من اللعنة وأفيون الوطن
و أما الطفل فلا ندري...
قيل أن ثابت اتّجه نحو جزار متقاعد حكيم يكره فلسفة بارمينيد لأنه اغتال عمره في دراسة فكرة الثبات ولم يثبت إلي الآن شيء
قال بكَم اللحم يا عمي؟ قال ماذا؟ أتريد أن أعلقك هناك كذلك الذيل؟
قال لا, فقط أريد أن أضع بقرة كبيرة جدا, كتلة دم بحجم الفيل, أتبرع بها لغزة
تقصد الأطفال؟
هل قلتم أطفال؟ لا,لا تعيدوها, هم أولي الأمر منكم, أجدادنا أحفاد لهم, ورثة الأرض و السماء, لا ينطقون مثلكم علي الهوى أصحاب الجلالة
هم تفطنوا قبل الهجرة سرا أن الأنبياء بشر عاديون مثلهم و مثل الذين من قبلهم بالأسماء و القامات, هم إعجاز فطري كامن في روائح الشهداء و اقلّهم وحيا ينطق من قلب أمه أو أبيه, ينبغون البيان نبغا, يطبعون الشعر طبعا علي اللسان الأول...
عاد الجزار الحكيم إلي أحلك فترات جنون الشباب:
جاهل أنت بالفطرة و بالحاسة السابعة
حر مغوار متشدد شرس سريع الارتماء
معافى سريري صالح
كثمود لا علاقة لك بسفك الدماء
هلمّ نقوم بحملة تطهير في شارع الشهداء
لحفلة تشييع لوطني بالخارج قبل أن يدخل فيطالب بحقه في الحرب وفي ماء الرّحى الكريم و التضحية بما تبقي مما ترك العدو
و انهيار سهرة السلم الوحشي
الليلة تغني في مركّب بلاد الوطنين الرفيقات لبني و سارة و كذلك الصفاء و المروي ثم موسيقي متواصلة تتخللها العاب نارية دافئة ثم يتدخل الرفيق الراوي الرئيسي الجنرال الوطن و يتلو بيانا بصوته الخاص الأخير من نشيده الوطني الجديد يتلو الفاتحة اثر دقيقة صمت يؤدي بعدها القسمين الشريفين و يؤدي اليمين من اليمين إلي اليمين و يجهش بآخر صيحة بالقوي العامة ثم تنتهي الألعاب دون خسائر مقبولة ترفع الرأس من مربع نسبي إلي مثلث بالنّسب.
وعسي في أمر الدولتين ضمان رائد للتداول السلمي السلمي علي السلطة وكذا تداول الشعب بنفسيه علي المهمتين ولعل الجليد يخجل من قسوة قرّه فلا يذوب بين سلطة و أخري إلا بقرار من احكم حكماء الدببة الأصليين
سنتعشى كلنا آخر الليل وآخر الليل نخون و نستريح
عسي أن يثبّت الله أجرنا بحق الماء و الملح
وهكذا نتخلص مما يسمي القنبلة البيضاء أو ما يعبر عنه بالبلٌوندا الناعمة كريش النعام
طوبي لنا بها, فصوتها كلاسيكي مثالي, جدل الطبيعة, دور الريح في التاريخ
الموت لك أنت وأختك
الموت لي, غزة في أطفالنا حمل, زينة غزة الأطفال....



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطني....
- غزّا غراد
- ضحايا وقتلى ام ابطال وشهداء
- هجرة الحواس
- سينمائيو تونس، مزيدا من الجهد لو سمحتم
- كوريغرافيا المذبوحين 2
- كوريغرافيا المذبوحين
- نحو -جمهورية الجماهير- أو الجمهور كواقعة ما بعد ديموقراطية


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - حملُ الاطفال