أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - ضرورة التركيز على الاساسيات وترك الثانويات















المزيد.....

ضرورة التركيز على الاساسيات وترك الثانويات


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:19
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ينشغل كثير من كتابنا ومثقفينا العراقيين وخاصة اليساريين,بامورجانبية وثانوية ومتابعات لحوارات تأخذ منحى شخصي,وتنتهي بعض الاحيان الى المهاترات, في وقت تتضاعف ازمات البلاد ومشاكله التي تحتاج الى دراسة ومناقشة وايجاد الحلول.ان اهتمام البعض بالامور الثانوية
والانجرار خلف الاحداث لا التواجد في مقدمتها وقيادتها, قد يكون مبعثه ضيق الافق وفقدان البوصلة الوطنية والفكرية ,واللحث عما يكتبه الاخرون للتعليق عليه باراء مختلفة بعيدا غن قصد الكاتب ومغزاع. ان الشخصانية في الكتابة المؤطرة بالاستعلاء والغروريضرب المصلحة الوطنية ويبعد الناس والقراء عن متابعة ما يكتب ويصاب البعض باليأس والاحباط..
لهذا يجب التخلي عن العليائية والانغلاق على الذات والتوجه في كسب الاخرين عن طريق الحوارالعلمي الهادئ, دون انفعالات عاطفية ودون سب وشتم. وان كانت عادة استخدام الكلمات البذيئة لدى البعض,وهي عادة سيئة تفقد صاحبها قيمته مهما علا في منزلته وعلميته. فليست هناك عادة في طرح الافكاروفي السياسة خاصة التي تتطلب ادب المجاملة ورقي الخطاب,مهما يكن المخاطب, لانه اسلوب يعبرعن ذات الكاتب ومحتواه الفكري والادبي والاخلاقي, واداة لتغييرالمخاطب وامكانية تطويره وكسبه..فكسب العلم والمعرفة وصناعة الافكار ليست حكر على شخص معين دون سواه, حتى يستعلي على الاخرين.. فكما علا هو,يعلو الاخرون ,وكما تغير نحو الافضل حسب اعتقاده يتغير الاخرون ايضا .من هنا ليس مفيدا الاصرارعلى اعطاء الاولوية للتقييم المسبق للامور,سواء كان للا شخاص او معتقداتهم و افكا رهم, لانه يلغي امكانية التغيير والتطورفي الافكار والمواقف ويمنع الحوارويخلق حواجز وموانع قوية في طريق تحقيق الاهداف والتقدم الى الامام. وهذا ما يناقض مبدأ المنهجية العلمية في الحوار والنقاش..كذلك اليأس والتشائم في امكانية تطورالاخرين وتغيير آرائهم ومواقفهم يقتل الامل ويوقف الحياة.. لهذا ارى كثيرا من الأشخاص الذين يملكون مستوى جيد في التفكير وطرح جريء في الاراء,الا انهم ينغلقون بها على انفسهم بنوع من العليائية الوهمية التي تحتكر لهم الحقيقة, وان اخطئوا بعض الاحيان مع اعترافهم الضمني بذلك الخطأ ,الا انهم لا يعترفون علانية, وبذلك لا يصححون بل يصرون على اقتراف نفس الخطأ ويبقون يلفون ويدورون في نفس الموقف والمكان.. قد يتعلق الامر بمحدودية العلم والمعرفة المبنية على الجهل التي تقود صاحبها الى الاستعلاء,ظانا انه فوق الاخرين ولكنه في الحقيقة دونهم,للأنغلاقه الشديد وعدم شعوره بانه لا يتطور وافكاره لا تناسب الا ذاته فيجترها باستمرار..ظاهرة العدائية عند التعامل مع الاخرين الذين يختلفون معه, فهو يرفض الحوار معهم من مجرد ذكر اسمائهم او من اسماء الاحزاب التي ينتمون اليها, وهذا عائد الى الانغلاق الذاتي والعليائية الفارغة ,او انه يقيمهم من خلال صورهم الشخصية مثلا ..ينشغل كثير من الاخوة العراقيين خاصة من اليسار بحوارات جانبية تثير مشاكل شخصية بعيدا عن الهم الوطني العام مركزين جهودهم حول الانتخابات القادمة ..بعض يؤيدها ويدعو للمشاركة فيها, وبعض يهزؤها ويستخف بالداعين اليها ,ويدعو الى مقاطعتها ويتبادلون العبارات غير اللائقة التي قد تصل الى السب والشتم وهذا لا يليق بمن يحمل فكر وثقافة اليسار.
ولسد الباب امام هذه الظاهرة (اليسارية)ادعو الاساتذة والاكاديميين العراقيين والكتاب المثقفين ذوي الخبرة والممارسة الميدانية ان يكثفوا ويركزوا جهودهم ويبرمجوا موضوعاتهم الاساسية التي تخدم المرحلة الوطنية الحالية حسب اختصاصتهم واهتماماتهم. فالمسائل الوطنية الاساسية عديدة ومتنوعة وتهم مناحي الحياة المختلفة ابتداءا بالمسألة الطائفية والقومية ومسألة الفساد الاداري والمالي والمسألة الاقتصادية والصحية والتربوية واعادة بناء الجيش والقوات المسلحة على اسس وطنية وهكذا.... ففي العراق وخارجه لدينا العديد من الاختصاصات والقابليات العلمية والثقافية التي تستطيع ان تغطي هذه الموضوعات بالدراسة النظرية والتحليل الواقعي العملي وان غطتها في وقت ما فلا بأس من اعادتها وفق المستجدات والتطورات الراهنة.. فالمسألة الدينية والطائفية مثلا تحتاج الى دراسة وتعميق ونقد مستمر لممارسات رجال الدين المسيسين وقادة احزاب الاسلام السياسي المذهبية, خاصة خطبهم النارية خلال المناسبات الدينية التي يحاولون من خلالها اثارة النعرات الطائفية بين بسطاء الناس وخطورة تفشي سلبيات الظاهرة الدينية الطائفية بين الشباب المعوزين ماديا.. فالاهتمام المبرمج والواقعي من قبل بعض الاساتذة في هذا الجانب سيؤدي خدمات اجتماعية في غاية الاهمية تقف في وجه هذه الظاهرة الخطيرة ..كذلك مسألة الديمقراطية معناها ومغزاها وفوائدها واضرارسوء استخدامها كما يحصل الان في العراق وكيفية المحافظة عليها وتطويرها بنجاح ..فلدينا اساتذة متخصصون في هذا الجا نب, لوانهم ركزوا جهودهم في معالجة الموضوع والاستشهاد بالممارسة العملية الخاطئة للديمقراطية في العراق ابتداءا من تشكيل الاحزاب السياسية الدينية الطائفية واستخدام الدين للاغراض الانتخابية وضرورة سن قانون مدني حضاري يمنع تشكيل احزاب على اساس ديني مذهبي يثير النعرات الطائفية اوالاقتتال التي لا تتفق وابسط شروط ومتطلبات الديمقراطية والحديث المفيد حول هذا الموضوع سوف لن ينتهي..كذلك المسألة التربوية والتعليمية واهميتها لتطور النشئ الجديد والشباب وضرورة معالجة المناهج الدراسية واعداد الاساتذة والمعلمين وافكارهم وثقافاتهم وايضا التطرق الى الممارسات السلبية الحالية في المسألة وخاصة نوعية الاساتذة والشهادات الدراسية المزورة التي يحملها البعض منهم. في الاقتصاد ايضا الذي يتطلب الاهتمام بنهوضه وضع دراسات ومقترحات لاختيارالطريق الصحيح الذي يضمن تطورا للبلاد ومعيشة كريمة للشعب ابتداءا من الاهتمام بالاقتصاد النفطي والتعرض لقانون النفط والغاز المقترح بالشرح والتوضيح والاشارة الى السلبيات وتطوير الايجابيات وكذلك في الزراعة والصناعة والسياحة وعدم ترك الامور سائبة بيد الحكومة تهبها سرقات للمسؤؤلين الذين لا يفقهون شيئا سوى الفساد الاداري والمالي. كذلك في المجال الصحي واعادة النظر بقانون وزارة الصحة وقانون الصحة العامة وخطة الوزارة في هذا الجانب وتطوير الجانب الوقائي والعلاجي وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية الضرورية وانشاء المستشفيات والمراطز الصحية وتدريب الكوادر الطبية والصحية..في جانب مكافحة الفساد الاداري والمالي الذي ينخر في جسم الدولة والمجتمع نحتاج الى دراسات وبحوث ومتابعة ميدانية وتحفيز الشعب على المطالبة بحقوقه ومعاقبة المفسدين دون رحمة والتشهير بالرؤؤس الفاسدة والاحزاب السياسية التي ينتمون اليها والتي تدافع عنهم عبر محاصصة ومساومة لا تنتهي .اهتمام كبير بجوانب الوحدة الوطنية وتوحيد الفصائل السياسية وتشجيعها على التقارب من بعضها ونبذ المحاربة والصراعات غير المجدية.. ودراسات عسكرية علمية لواقع الجيش والقوات المسلحة واعادة بنائها وتجهيزها بصورة تامة واعادة تطبيق قانون الخدمة العسكرية الالزامية لنشر الحس والدافع الوطني .نشر الثقافة العامة والشعور بالمسؤؤلية نحو الوطن والشعب ابتداءا من رياض الاطفال ان كانت هناك رياض اطفال و المدارس الابتدائية صعودا الى المعاهد والجامعات ووضع البرامج لذلك. الموضوعات الاساسية كثيرة تستحق الدراسة والمناقشة دون الانشغال بمواضيع هامشية وجانبية يجهد البعض نفسه بجمع الادلة و الامثلة للاستشهاد عليها وعلى صحة ما يقول دون الانتباه الى انها موضوعات ثانوية لا تخدم احدا ان لم تكن مضيعة للوقت وهبوط في المستوى ناسيا ان هناك موضوعات اساسية ذات اهمية واولوية اكبر . عبد العالي الحراك 26|1|2009






#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم امبراطورية الحكيم الطائفية في العراق
- اوباما وخطاب التنصيب وابتسامة الامل
- لم اتوقع
- بدأها بحرب وانهاها بحرب
- نقد الفكر الطائفي يتم بنشر العلم والمعرفة
- الشباب الواعي قادة المستقبل
- اعتذار
- مشاركة ام مقاطعة
- وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي
- الاضرار بالوحدة الوطنية مهمة مشتركة للطائفية والقومية الانعز ...
- لماذا لا تتحرك جمهورية ابران الاسلامية لدعم ( امارة غزة الاس ...
- حسن العلوي يهلوس كمحمد حسنين هيكل
- تهنئة للشعب العراقي بالعام الميلادي الجديد...ونسأل الرياسات ...
- حول الاعلان عن مشروع لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسارية الم ...
- مع الاخ حامد حمودي عباس
- مع الاخ جمال محمد تقي
- حول البديل اليسياسي الوطني الديمقراطي للطائفية السياسية والق ...
- لا تعلقوا فشلكم على شماعة البعث
- ايران تطالب العراق بتعويضات حرب بائسة
- الاخوان سلام عبود وجمال محمد تقي..ليس النقد لذاته..انما نحتا ...


المزيد.....




- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد العالي الحراك - ضرورة التركيز على الاساسيات وترك الثانويات