أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - طبولُ النصرِ..














المزيد.....

طبولُ النصرِ..


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهَت مؤقتاً حربُ غزة، لا بدَ وللهدوءِ من نهايةٍ، لماذا؟ المقدِماتُ واضحةٌ، هي ذاتُها، بصخبِها، بمنطقِها في فهمِ الأشياءِ وتبريرِ الأفعالِ، ولو كانت في غيرِ محلِها. بعد الحروبِ يكون كشفُ الحسابِ، حسابُ الأرباحِ والخسائرِ، حماس خرَجَت منتصرةً، هكذا تقولُ ويرددُ نافخو النارِ في إعلامِهم، بكلِ أنواعِه. للنصرِ العربي معنيً آخر، مختلفٌ، اِختُزِلَ في تحملِ كلِ أنواعِ الضربِ، في المخابئ، في المدارسِ، في المساجدِ، في المنازلِ، المهم البقاءُ ضمن الأحياءِ، لا تقديرَ للحياةِ الإنسانيةِ، ولا للبؤسِ الإنساني، الشعاراتُ أولي، ولو ولَت إلي غيرِ رجعةٍ.
طبولُ النصرِ علا ضجيجُها، العدو اندحرَ وخابَت مخططاتُه، هكذا تحولَت هزيمةُ 1967 إلي نكسةٍ، ولو استمرَت أثارُها حتي اليومِ، هكذا انكسرَ صدام حسين في الوقتِ الذي بشرَ فيه وزيرُ إعلامِه من إحدي الخراباتِ بطردِ العلوجِ، هكذا اُزيح حسن نصر الله من جنوب لبنانٍ تعرضَ للتدميرِ والتخريبِ، هكذا ظهرَت مصطلحاتُ التمثيلِ المشرفِ بمعني الهزيمةِ بأقلِ قدرٍ من الأهدافِ، هكذا أصبحَت الهزيمةُ مقبولةٌ مبررةٌ، هكذا أصبحَ الخداعُ ركنٌ أساسيٌ في معيشةٍ تقومُ عليه، وحدِه. الانجازاتُ العربيةُ، كلامٌ في كلامٍ، هَجسٌ وفَشرٌ ونَخعٌ، لا انجازاتٍ ولا نجاحاتٍ، تبارٍ في السبابِ والاتهاماتِ، غرقٌ في الأوهامِ، أوهامُ الأفضليةِ، وجوبِ النصرِ.
أكدَت حربُ غزة أن العربَ هم العربُ، منذ مئات السنين، لم يتغيروا، لم يتعظوا، برغمِ ما في تاريخِهم من عبرٍ وعظاتٍ، لا يعتبرون بها، يتناسنوها، يؤولونها، حتي يتوهوا عن الواقعِ، يغرقون في ظلماتٍ من نسجِ أوهامِهم وخُيالاتِهم. في حربِ غزة تقاتلَ العربُ بكلِ الشراسةِ الإعلاميةِ، حتي مواقعِ الانترنت أكدت ما في الشارعِ العربي من رفضٍ لتعددِ الآراءِ، من بذاءةِ ما في الألسنةِ، من عقولٍ تيبسَت من فَرطِ كُرهِ التفكيرِ. الفضائياتُ العربيةُ تمثلُ قمةَ الخداعِ والتضليلِ والتزييفِ، فيها فهلوةُ العرضِ وسطحيةُ الطرحِ، مع افتعالِ اللطافةِ والظرافةِ والخفافةِ، روحي روحي روحي. العربُ ظاهرةٌ منها عرِفَ العالمُ كيف يتجنبُ الفشلَ، كيف بالعلمِ يرتقي، كيف يتقبلُ التعددَ والاختلافَ حتي يُكتبُ له الاستمرارُ.
احتفالاتٌ بالنصرِ من علي الخرائبِ والأنقاضِ، لم يحاربوا، لم يقاوموا، الشعبُ هو الوقودُ، هو الذي يعاني ويئنُ ويتعذبُ، بلسانِه يتكلمون دون أن يسألونَه أو يُشاوروه، علي أشلائه يطبقون نظرياتِهم وخلفَه يختبئون من النيران. الإنسانُ العربي بلا كرامةٍ علي أرضِه، مستباحٌ مُهمشٌ مُكبلٌ، اعتادَ المعيشةَ علي الهامشِ، قَنِعَ بنصيبِه، من فرطِ يأسِه وقلةِ حيلتِه، من شدةِ قهرِه، من اعتيادِه علي الأغلالِ، ولو آلمتَه وأدمتَه، أغلي أمانيه أن يفوزَ فريقُه في مباراةِ كرةِ قدمٍ، فقط لا غير، قبلَ رغيفِ الخبزِ وأنبوبةِ البوتاجاز، والكرامةِ.
ستستمرُ احتفالاتُ النصرِ والعروضُ العسكريةُ بصيحاتِها وطبولِها، ضاعَت المعاني، الهزيمةُ هي النصرُ، التراجعُ هو التقدمُ، وعجبي،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظامٌ يدفعُ الثمنَ..
- لما تهاونَت مصر...
- لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...
- بوش انضرب.. وماله
- روز اليوسف ليست ظاهرة ..
- الشريعة السعودية..
- هيا نبلطج.. هيا نتحرش
- نصرة قوية يا أوباما..
- وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...
- الجمعةُ الغرقانةُ!!
- تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!
- أنا أفتي.. إذاً أنا موجود
- في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..
- في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ
- شعبٌ شامتٌ
- الحكومةُ الإلكترونيةُ
- الكذبُ والإدارةُ
- المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ
- الكراسي عنوانُ النظامِ
- أخفض رأسك يا ...


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - طبولُ النصرِ..