أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - مُصلى في مقر الحزب الشيوعي العراقي














المزيد.....

مُصلى في مقر الحزب الشيوعي العراقي


كريم الثوري

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 08:18
المحور: كتابات ساخرة
    



محور حديث سمعته في بغداد خلال زيارتي الاخيرة الى العراق خلال لقاء جمعني بالشاعرين موسى الخافور وحميد المختار أن الحزب الشيوعي العراقي قد جَعل ركنا صغيراً قي مقره ببغداد لِمن يرغب بأداءالصلاة من الرفاق واصدقائهم الزائرين والمتواجدين بصوره دائمة. كان يجب أن أضع علامة إستفهام وتعجب ايضاً لكنني تجاهلتها عن قصد فما الغرابة في الامر؟

حدثنا العلامة علي الوردي في كتابهِ الاحلام بين العِلم والعقيدة أنه يوما من أيام محرم الحرام كان يشترك في حديث مع صديق شيوعي حول مناسك وطقوس كانت وما زالت سائدة تزدهر في محرم تحديداً من اللطم والبكاء المُبالغ فيه الى لبس السواد و التطبير وكان الاثنانِ متفقين في الرأي مِن ان المبالغة والتطرف تُسيئان الى زهو وبهاء الثورة الثقاسياسية للامام الحسين لكنهُ لَم يندهش وهو العارِف حينما مرَ في اليوم الثاني ورأى صاحبنا الشيوعي –يلطم على الخفيف- في مجلس مقام يومذاك في مدينة الكاظمية يقول الوردي فأزحت بقامتي عنه كي لا يراني ويصيبهُ الاحراج. بالتاكيد علي الوردي كان ينظر للمسألة من زاوية فصام الشخصية للمواطن العراقي, لكنني سمعت وشاهدت أكثر من ذلك بالاتجاه المُعاكس لـ (فصام الشخصية)على مستوى الوطن العربي ايضاً .. ففي رمضان مثلا شاهدت في اقطار عربية ومنها لبنان بعد الانتهاء من الافطار يذهب الكثير من الناس الى اماكن لا تمت للعبادة وانما للهو والطرب فقد كان الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ينصب خياما ً كبيرة في بيروت الغربية للأنس وشرب الاراكيل والدردشة وكما يُقال ساعة لربك وساعة لنفسك.
لنعد الى موضوعنا الاساسي حدثني صديق قادم تواُ من مدينة الناصرية بأن الكثير من شيوعيي الناصرية يودون طقوس الصلاة والصيام والزيارة الى المراقد المُقدسة ويحضرون المجالس الحسينية وفي اتصال مع شيوعي قديم من اقربائي من مدينة الديوانية كان يسمي السيستاني بالسيد لمواقفه في وأدِ الفتنة واعتقد إنه الان متدين بالرغم من عضويته في الحزب الشيوعي العراقي وصديق اخر على سبيل النكتة كان يقول لي في الزمن الغابر كان هناك خط يسمى بـ-خط السادة- داخل الحزب الشيوعي.

ويوماً من الايام كنا في لبنان والمسرحي باسم قهار وشاعر نجفي مشهور ليلة العاشر من محرم وحينما أُعلن من على المنبر أن موعدالتطبيرفجر يومِ الغَد في مدينة النبطية وسيتم نقل الراغبين بعجلات خاصة من بيروت ذهاباً وإياباً قال لنا بانه سيذهب لكني وباسم امتنعنا وحينما سألناه عن السبب اجابنا اريد ان أري اولادي ماحُرِمنا منه من طقوس وهذا جزء من تاريخنا
بالرغم من انه ليس شيوعياً ولكنه اقرب الى العلمانية.
بعد قيام الثورة الايرانية الاسلامية شاهدت الكثير الكثير من الشيوعيين العراقيين غيروا من وجهاتهم الاجتماعية والثقافية وتحول البعض منهم
الى الاسلام السياسي وراحوا يستمعون بشغف الى الاذاعة العربية التي كانت تُبث من إيران ويستجيبون لها والدموع والآهات تتبخر منهم .

وقد حثني كاتب وشاعر سبعيني بان أخاه الحامل درجة الدكتوراء من موسكو وهو كاتب شيوعي معروف واستاذ جامعي أُصيب يوماً بوعكةٍ صحية فكتب شيئا على قصاصة ورق وضعها تحت وسادتهِ وحينما إطلع عليها شاهِدُنا وجدها تُسبح بحول الله وقوته وتسلم على علي والحسين وفاطمة الزهراء وحينما أرجعها اليه بعد شفائهِ مازحا أصابهُ الاحراج ونهرهُ بشدة واخيرا وليس اخراً سمعت من مدين الموسوي( جابر الجابري) الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة العراقية يوماً في لبنان ان شاعرنا البياتي قبلِ وفاته قد حلِم بزيارة مرقد الامام الرضا في مشهد وفعلا إصطحبَ معهُ مدين باعتباره يجيد الفارسية وذهبا معاً لاداء مراسيم الزيارة وكان البياتي يَذرف الدموع.

واليوم نرى بِاُمِ أعيننا كيفَ رُدت الرؤس الى منابتها الاولى فهنالك شيوعي مسيحي يتعاطف مع المسيحيين في قضاياهم السياسية وهناك شيوعي سني يتعاطف مع المقاومة وشيوعي شيعي مع العملية السياسية او مُعارض سياسيا بالكلمة لا بالسلاح ومرد ذلك هو الميل الديني والمذهبي.
لا أرى في الامر وجه غرابة
فعلي الوردي شاخصٌ امامي قالها يوماً وحاربهُ الجميع

بعد كلِ صغيرةٍ وكبيرة كانَ يهتف بمرارة::

كُلنا كذلك.......
رحم الله علي الوردي وشمله بعطفه وغفرانه.



#كريم_الثوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين الحلوة، أمير الدراجي، لعبة الموت
- أسراب الدموع تنزفُ كلمات
- ثلاث ومضات
- ما يقولهُ التاج للهُدهد*
- كان لي وطن
- كما لو كان لي وطن
- - هلاهل للوقت الضائع-
- قراءة في قصيدة (الزائر الأخير) للشاعر أديب كمال الدين
- أصوليّ
- مُعلمي
- أضغاث أحلام
- إطلالة على كتاب:- مسبحة من خرز الكلمات - ل - يحيى السماوي - ...
- آخر الوصايا
- إطلالة على كتاب ... -ألإنتظار في ماريون - ديوان في قصيدة
- إطلالة على كتاب
- محدقاً في الفراغ
- برد اجنبي
- فئران العراق
- لقد غادرني العراق
- اعترافات من طرف واحد


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم الثوري - مُصلى في مقر الحزب الشيوعي العراقي