أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ذياب مهدي محسن - فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي















المزيد.....

فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 779 - 2004 / 3 / 20 - 08:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نص الغزالي ( سر العالمين وكشف ما في الدارين ) كشف عن تفكير الغزالي منطلقاً من مقولة لمعاوية بن أبي سفيان (( هموا بمعالي الأمور لتنالوها فأني لم أكن للـخلافة أهــلاً فهمتُ بها فنلتها ))وقد أعتمدها في نصه في سياق كتابه متحدثاً عن (( علوا الهمة )) بما يعني الاندفاع السياسي وأن جوهر كتاب الغزالي وحسب ما أعتقد هو (( فكرة الثورة )) أذاً على أساس محور هذا النص انبعثت تدفقات ثورية سعت إلى تغير الوضع القائم أو إعطائه معنى جديداً وقد عدد الغزالي في كتابه ثلاث مـراحـل للـثورة هــي :
1. دراسة سمات المجتمع وسمات الجماعة الثورية المتمثلة في الغالب في الحركات العلوية (( الشيعية )) وبعض المعتزلة وكما يقال بقايا الخوارج وآخرين وقد رصد التوترات والتفاعلات والتناقضات التي تسبق التفجير الثوري في المجتمع وخاصة ثورات الجياع ونتائجها المبنية على الصراع الاقتصادي والتهميش الطبقي للأكثرية المســتضعفة .
2. مرحلة التفجير الثوري بما فيها من تخطيط وتحديد للوسائل واستراتيجيات وما يصاحبها من عنف وعدم استقرار سياسي واجتماعي كما فجرها الحسين الشهيد وحمدان قرمط والحلاج والكيلاني.
3. مرحلة ما بعد الثورة نجاحها أو إخفاقها وهي تحتاج إلى وسائلها وأدبياتها كما هي حركة العباسيين بقيادة أبو مسلم الخرساني على الأمويين كمثال وكيف آلت لهم الخــلافــة.

من هذا التقديم يمكن وضع نص الغزالي في إطاره التاريخي أي القرن الخامس الهجري حين كانت أوضاع الخلافة العباسية إلى تدهور، والدولة مفككة إلى دويلات تتنازعها السلطة والخلافة دولة الفاطميين في مصر ودولة الأمويين في الأندلس أضافه إلى الصراعات الإقليمية والقومية والمذهبية والفتن والثورات وهذا مما أثر في هـيبة الـدولة فـتراجعت مكانتها وأبرز نقاط الانهيار بحســب الكتاب في تضعضع (( المثالية الإسلامية )) المتمثلة بعروبة الحاكم فالحكام الفعليين في بغداد لم يكونوا عرباً كما يمكن أن نعزو بدء الانهيار إلى البلبلة التي أحدثتها النهضة الفكرية والفلسفية في هذا القرن وتجلت في ازدهار الترجمة عن اليونانية إضافة إلى ظهور المذاهب والفرق شارك الغزالي في الصراع الفكري _ السياسي متحيزاً إلى فئة ومؤسساً لمدرسة لها آراؤها المستقلة وظهر ذلك في النص من خلال النقاط الآتية:
أ?. نصح الغزالي الحاكم بالحراسة المشددة وباحتراز السموم في المأكل والمشرب والمنام وعدم مخالطة الجند خصوصاً في الليل وأن يحضر صلاة الجمعة في مكان معزول مشدد الحراسة ولا يخرج منه ألا بعد خروج الناس من المسجد تجنباً للاغتيال .
ب?. إعلاؤه وظيفة التخابر والجاسوسية (( فالملك بغير جواسـيـس كالجسد الذي لا روح فيه )).
ت?. الحديث الكثيف عن أمور الحرب والقتال وفي كتابه يروي الغزالي الظروف لتأليفه ونزولاً عند رغبة بعض الملوك ويورد في هذا السياق (( لما رأيت أهل الزمان هممهم قاصرة على نيل المقاصد الظاهرة والباطنة وسألتني جماعة من ملوك الأرض أن أضع لهم كتاباً لنيل مقاصدهم واقتناص المماليك وما يعينهم على ذلك وضعت سر العالمين وجعلته دالاً على طلب المملكة وحاثاً عليها وواضعاً لتحصيلها أساساً جامعاً لمعانيها )).
لكن يبدو أن الراغبين في الملك من الثوريين والمتطلعين إلى التغيير هم أول من استفاد من كتبه وعلى سبيل المثال منهم ( محمد بن تومرت ) الذي أسس دولة الموحدين التي حكمت المغرب العربي وجزءاً من الأندلس وهذا ما يؤكده الغزالي بقوله :[ أول من أستحسنه (( أي الكتاب )) وقرأه علي في المدرسة النظامية سراً من الناس رجل من أرض المغرب يقال له محمد بن تومرت من أهل ((سليمة)) توسمت فيه الملك] استفاد آخرون ترد أسماؤهم في الكتاب من الحيل التي دعا أليها الغزالي فبلغوا السلطة أما المفاهيم الأساسية لنص الغزالي فهي (( علو الهمة )) وهو مفهوم سيكولوجي سياسي يمكن ترجمته إلى لغة العصر بمفهوم (( الإرادة السياسية )) وهو المفهوم المحوري للنص ثم مـفهوم العـدالة وفيه يتوجه الغزالي إلى الحاكم بالقول (( أن أعظم الأفعال القبيحة هي ظلم العباد وأظهر العدل وأنصف ولو من نفســك ))

ويضع عشرة أصول لعدل الحكم هي:
1. أن يـعرف الحـاكم قــدر الـولاية وخطرهـا .
2. الـتقـرب إلــى الـعـلماء والعمل بنصائحهم .
3. أن يهذب الحاكم عماله فهوا المسؤول عن ظلمهم.
4. عدم التكبر والغضب والتعود على الكلام والتجاوز.
5. لا يـخـون الـرعـية أو يـغـشـهم.
6. قـضاء حوائج الناس والنظر في مظالمهم في أسرع وقتٍ .
7. والــبـعــد عــن الـشـهـوات .
8. أداء الأمـور بالرفق واللطف والحكمة.
9. أن يجتهد الحاكم حتى ترضى عنه الرعية في ضوء الشرع .
10. لا يطلب رضى أحد من الناس عـن طريق مخالفة الشـرع.
ويتورع الغزالي عن الاعتراف بدور الرشوة في التأليف واكتساب المزيد من النفوذ على الرغم أنه يحدد الأموال في إستراتيجية (( إستراتيجية القوة )) ويربطها ببذل الأموال وتحقيق العدل ويقول (( أن الدين بالملك والمالك بالجند والجند بالمال )) فأذا نجحت الثورة على الحاكم الجديد أن يلتزم مبادئ عامة للحكم على رأسها اعتماد الشورى (( وهذا مطلب أساسي وأول في كل أنظمة الحكم )) ، ومن أجل أن يحقق الحاكم الاعتدال يضع برنامجاً يومياً ينصح الرعية بالطاعة والابتعاد عن السلطة السياسية محذراً من الاقتراب من الملوك (( فأن قربوك فتنوك وأن أبعدوك أحزنوك )) وكذلك يركز على أهمية الثقة والخبرة في بطانة الحاكم كعنصرين ضروريين في من يستخدمهم (( لا تستخدم من لا تعرفه بخبرة أو ضمان أو تسليم إلى عقيدة وليكن لك جماعة من أرباب العلم والعقل والتجارب في الرأي والمشورة ويدعوا إلى نظام قوي في الحكم يستند إلى الشريعة التي قوامها الأيمان والعدل)).
ومن قراءتي أقول ولعلي على صواب أن الغزالي سبق بوضعه أسس تنظيم الحكم .
سيسي الفرنسي صاحب كتاب (( ما هي الدولة الثالثة )) وبابيف صاحب (( بيان المتساويين )) والألماني فنشت بكتابه (( حديث إلى الأمة الألمانية )) كذلك بعض الأفكار التي سبق بها كارل ماركس بكتابة (( رأس المال )) ، ومن المقارنة ومــن الممكن أن نقول هــو تقدمٌ عـلى ـ ميكيافيلي ـ في كتابه (( الأمير )) في القرن الخامس عشر وأرجحهُ بربطه السياسية بالخلاق والدين وتأكيده على مفهوم العدالة فيما مبدأ ميكيافيلي الأول (( الغاية تبرر الوسيلة )) وهو موضع أدانه في أوساط واسعة من المجتمعات والدول .


فـــنـان تــشــكيلي وشاعـــر
الـــجــمهوريــة العـراقـــيـة
[email protected]



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة حب للمرأة
- من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية عراق جديد
- عـبـد الـكـريــم كــل القـلـوب تـهـواك في الذكرى 41 على استش ...
- الشورى مفهوم شمولي رأسمالي
- عراق جديد عن الحداثة وإشكاليتها وأفكار أخرى
- ابو صابر ....والعراق الجديد
- دكتاتورية النص وديمقراطية التأويل
- هي قديستي فلا تظلم يا مجلس الحكم
- هل للعولمة مستقبل في العراق ؟
- نقاط ثقافية في الجمهورية العراقية الجديدة
- حول الثقافة والسياسة
- صور من حياة الزعيم في الذكرى الأربعينية
- موقف المؤسسة الدينية - الشيعية والسنية من ثورة 14 تموز 1958و ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ذياب مهدي محسن - فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي