أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - نقد للنظام أم جهل بموقع الذات؟















المزيد.....

نقد للنظام أم جهل بموقع الذات؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2537 - 2009 / 1 / 25 - 07:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا أخفيكم بأن مقال الأستاذ صبحي الحديدي المنشور في الحوار المتمدن في عدد الأمس 2536 بعنوان "الأسد بين قمّة وأخرى: خطاب المقاوم أم المساوم؟"، وكنت قد قرأته أولاً في موقع الحقيقة الذي يديره الأستاذ الزميل اللدود نزار نيوف، وكان- المقال- قد استفز مني تعليقاً ذيلته بتوقيع ذي النونين وهذه من المرات النادرة التي أفعل بها ذلك، وكان قد نشر مع مقال الأستاذ الحديدي الذي كنت وما أزال أكن له احتراماً شخصياً وتقديراً بالغاً برغم التباينات الملحوظة والفروقات في المواقف والأفكار، وهو الذي ما فتئ يرى في النظام شراً مستطيراً وشيطاناً مطلقاً ولن يعجبه أبداً لا حين يكون في حفر الباطن مع القوات الدولية لتحرير الكويت من جنون وحماقات صدام، ولا حين ينكفئ إلى الداخل السوري والذات الوطنية، ولا حين يتخذ قراراً بالممانعة أو قراراً بالمفاوضات المباشرة وغير المباشرة، ولا حين يكون مع جبهة "الممانعة" التي وقفت مع المقاومة في غزة وجنوب لبنان بأضعف الإيمان " حسب الأستاذ الحديدي"، وهو أدنى الممكنات الميسـّرة، حسب رأينا، في ظل هذا الانهيار والسقوط العربي الشامل على كافة المستويات، وفي مناخات من الاندفاعات العدوانية البوشية الصهيونية المجنونة الطائشة العمياء التي لا تفرق بين خير وشر، ولا تعرف الحلال من الحرام.
ومما جاء في متن ذاك التعليق، الذي بدا لي أنه لم يعد كافياً وينبغي تخصيص مساحة مقال له لاسيما بعد أن استلزم هو رداً من "القارئ" جهاد الغانم ، بأنني لاحظت من خلال متابعتي الطويلة للأستاذ الحديدي عداءه الشديد اللامساوم للنظام السوري حيث لا يترك مناسبة إلا وينال بها من هذا النظام -المفتري والباغي- على حدود تعبيراته وليس تعبيراتنا قط، حيث كانت قراءتنا دائماً في حدود القراءة المنطقية والعقلانية السياسية الواقعية لا الشخصانية أو الحزبوية والعصبويات الأخرى التي يدركها البعض تماماً. ومن هنا، لا يمكن لأحد البتة إنكار ما للنظام من قدرة على خوض كافة معاركه بدهاء وذكاء وهو يمارس سياسة لا إيديولوجيا صماء كما دأب البعض أن يفعل ومن معه من نشطاء وكتاب سوريا المؤدلجين الآخرين الذين يقيـّمون الآخر وفق مسطرة ومقولات المغفور لهما ماركس ولينين، أو ما قرأوه صدفة هنا وهناك، وكل ما لم يفت به ماركس ولينين فهو باطل بالشرعية الثورية كما هو بالنسبة للأصوليين في الشريعة الدينية، وكم يتساوى العلماني والملتحي في شرقنا الأوسطي. ومن الواجب القول بأن هذا النظام نجح حتى اليوم سياسياً في البقاء وبغض النظر عن الجانب القيمي في هذا البقاء فليست هنا القضية، واسمحوا لنا أن نمارس بعض الماكيافيللية والواقعية السياسية التي لم تتحل بها فصائلنا المعارضة والتي تقف، ربما، وراء انهيار وسقوط المعارضة السورية، وتفرق شملها، وانكشاف عجزها، بذاك الشكل المحزن الأليم.

والموضوع، برمته، يبدو، أن الكرة بملعب هذا البعض، وهي مسؤوليته المباشرة في تبيان سبب بقاء ورسوخ النظام حتى اليوم، وبتلك القوة، رغم أن معظم التحليلات والتنبؤات الجاهزة والمبتسرة كانت توحي باقتراب وشيك لسقوط مدو وتاريخي لتوأم البعث العراقي؟ هل يوجد هنا نوع من التضليل وخداع للرأي العام وتمنيته بـ"فرحة" لم تتم أعدت لها الأفراح والأمنيات والليالي الملاح؟ ألا يستأهل هذا البقاء والسياسة الماكيافيللية الذكية، أو سمّها ما شئت، التي يمارسها النظام إعادة نظر وتقييم وتحليل موضوعي، وسياسي بحت، من قبل البعض، لا إيديولوجي طوباوي مثالي بحت مستوحى من رومانسيات المانيفستو الشيوعي بدل حالة -النق- والنحيب والاستفزاع العصابي التهويلي السينيكي السائدة التي نراها في صلب كل ما يسطر، ولم يتحقق من كل تلك التحليلات أي شيء البتة حتى اليوم على الإطلاق، لأنها شخصانية ومزاجية ورغبوية ولا سياسية أو عقلانية، بل جاءت مخالفة لها تماماً وعلى النقيض كلية من الواقع. ومن حقنا بالتالي، وبناء عليه، رفض، وعدم الأخذ بكل ما يأتون به من قراءات وآراء ونبوءات سياسية لم تفلح مرة في الاقتراب من الواقع وباتت تشكل فيما تشكل مع كتابات معارضين سوريين آخرين وبحق سوريالية وطوباوية فكرية ومناطحة أشباح ناهيك عن كونها ماركسياً عملية تزييف حقيقية للوعي وتضليل متعمد للقرّاء، صارت، من جهة أخرى، مطلباً وجودياً، للنظام قبل غيره بسبب طوباويتها وتحليقها الطيراني البعيد عن الواقع ولعبها على أوتار العداء المطلق للنظام ودغدغة عواطف الشارع من خلال كونها محض رغبويات آنية تضليلية تصب في عملية التنفيس المطلوبة بقائياً، ولكنها في النهاية وبكل اسف لم تسمن ولم تغن من جوع وأمل وطموح هذا الشعب في التغيير تحول كتابنا الأشاوس عبرها إلى مجرد نقاقين ولاطمين وبكائين على العتبات المقدسة للنظام في محاكاة مدهشة لعملية اللطم الحسينية على ذنب ومسؤولية ما في وأد الوصية النبوية بولاية ووصاية أبدية لآل البيت على الميراث المحمدي.

لقد تجلى انهيار الخطاب السياسي السوري بأكثر أشكاله مأساوية حين هوى كبير عقلانييهم مفتتحاً لعملية إطلاق النار الطائفي العشوائي البذيء بكافة الاتجاهات وعلى مختلف الأطياف السورية بدءً بسكان الريف الساحلي ذوي الانتماء الطيفي المعروف، مروراً بأتباع مذهب متفرع عن الجعفري الإمامي ممن اتخذوا من قرية شطحة مقراً لهم، وبنفس الطريقة على إخوتنا في الوطنية السورية من سكان المدن السورية الكبرى ما صعق كثيرين لحقيقة ما يضمره البعض من حقد وغل وسمية مستفحلة، والحقيقة الكامنة وراء طرحهم لأنفسهم كمعارضين للنظام السوري. ولكننا نعترف حتى اللحظة بأن الأستاذ الحديدي ليس منهم ونأمل ألا نجده إلا في المكان الذي يليق به كمعارض وطني علماني وإنساني يساري من الطراز الرفيع. حيث أن تلك المواقف اللا مسؤولة كانت قد خلقت وبكل أسف وساهمت في خلق الكثير من الاصطفافات الأخرى غير الوطنية واللا سياسية.

لقد وقف الأستاذ الحديدي، كما وقفنا، وغيرنا، موقفاً طبيعياً وطيباً، من العدوان البربري الغاشم على غزة، ولكن هل يسمح لنا أن نهمس بإذنه، كما بإذن غيره، عمن كان من الرسميين العرب أكثر تأييداً ودعماً للمقاومة ولشعب غزة وأكثرهم إدانة للعدوان وفضحه؟ والجواب ليس بعسير البتة على حصيف مثله. ألا يجد الأستاذ الحديدي بمواقفه الطيبة هذه، ودون أن يدري ربما، بأنه يقف جنبا إلى جنب، وبقوة، مع مواقف النظام الذي لا ينفك عن توجيه أعنف الانتقادات له، وقديما قالوا عدو عدوك صديقك. فهل لنا أن نتجرأ ونزعم، هنا، عن أية صداقة خفية بين النظام والأستاذ الحديدي، وكلاهما أدان بشدة وقوة وبأقذع الألفاظ العدوان البربري الغاشم ضد غزة؟ ونحن نعلم، أيضاً، ومن خلال فكر وأطروحات الأستاذ الحديدي، بأنه ليس بالقطع مع مواقف المعسكر البدوي السلفي الآذاري السعودي المتلبنن حريرياً، وهو ذات الموقف الذي يتخذه النظام. وينشر مقالاته اللاهبة التي أصبحت تشكل تياراً كلاسيكياً لوحدها لاحتوائها على ذات الجرعة الزائدة في نقد النظام، وتعلم محتواها دون قراءتها احياناً، في ذات الجريدة اللندنية التي تتبنى نفس الخط الممانع والمقاوم، ويبدو صاحبها- الأستاذ عطوان- كمقاول المقاومة والممانعة الوحيد في الفضائيات إياها. فهناك، إذن، وفي حقيقة الأمر، الكثير من المشتركات الفكرية والسياسية بين النظام والأستاذ الحريري رغم أنه يحاول ان يظهر بعيداً عنها. ومن هنا نجد، وبعملية الاستدلال المنطقي البحت، ملتبسات مبهمة في هذا النقد المقرظ والمفرط والمطلق الذي لا يرحم ولا يهادن ولا يساوم ولا يعجبه النظام، حتى لو صام في شعبان وعيد الحب ورجب. وبعبارة أخرى، وإن صحت الصياغة، كيف نوجه سهام نقدنا، ولو مرحلياً على الأقل، لمن يشاركنا نفس الهموم والمواقف؟ ألا تتبدى، هنا، أيضاً ملامح وخيوط لعبثية ولا نجاعة في جرعة النقد الزائدة التي يوجهها الأستاذ الحديدي للنظام، وتناقضاً صارخاً نرباً بالأستاذ أن يقع فيه على الإطلاق يبدو كنقد للذات إذا ما قرئ منطقياً واستدلاليا، أو حين يجاريه فيه بعض ممن "يخطفون الكباية من فم أو رأس الماعون"، ويمكن التلاعب بعواطفهم، وكسب مواقفهم، من خلال "كم" جملة إنشائية وبلاغية باتت ممجوجة ومكرورة عن الفساد والاستبداد وما شابه من مرفقات ومترادفات، ونحن في الحقيقة والواقع- أي الأستاذ الحريري- نتبنى نفس مواقف النظام السياسية من حيث المبدأ، بطريقة أو بأخرى، وبشكل مباشر أو غير مباشر. وتبدو عملية توجيه أي نقد له وشيطنته عملية نقد غير مباشرة للذات، وإظهار لا صوابية في المواقف والتوجهات وتحلل منها وجهل بموقع الذات من الحدث العام، وعدم إدراك لجغرافية وتضاريس المكان وربما الزمان، كوننا في ذات الخندق السياسي مع النظام، ونبدو كمن يضع ساقاً هنا، وأخرى هناك، أو كمن يمارس لعبة عد الكرات في الظلام (التي سرعان ما نعدها نفسها مرات ومرات دون أن ندري أننا مررنا عليها أكثر من مرة)، أو ما يمكن أن ينطبق على ذاك الفارس السرفانتسي، وعذراً هنا للتشبيه والمصطلح، وأربأ تماماً، وحاشى، للأستاذ الحديدي أن يمارس هذا الدور أو المهمة في أي يوم من الأيام. لتصبح المعادلة ها هنا على الشكل التالي، هل هذا نقد للنظام، أم نقد وعدم رضا ومراجعة ومساءلة للذات وتنصل ونفض غبار يد في بعض الأحيان؟ وكيف لنظام على ذاك القدر من الأبلسة والشيطانية أن يقف موقفاً يتماشى، ويتناغم مع رأي عام توحده في خمس قارات، ولم يخرج، بالمطلق، أو يختلف كثيراً، عن الموقف المعلن، والذي لا نشكك في صدقيته، البتة، لكاتبنا العزيز بالذات؟ من يملك الجواب؟

ملاحظة هامة جداً ودرءاً لأي سوء فهم والتباس: فلن تجدوا هذا المقال لا في مواقع المعارضة ولا مواقع المخابرات السورية. وسبحان من وحد الأضداد ضد أضداد. ولا حول ولا قوة إلا بالله.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشأن السوري واقتراح حول نظام التعليقات
- الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟
- هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟
- ماذا تبقى من المعارضة السورية؟
- بين المخابرات والمغامرات
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - نقد للنظام أم جهل بموقع الذات؟