أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - طقوس غريبة تشوه فكرة عاشور اء














المزيد.....

طقوس غريبة تشوه فكرة عاشور اء


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعدما انتهت مراسم عاشوراء وكل مواطن عاد الى مكانه الطبيعي في الدائرة والمعمل والأرض وبعدما خسرت الدولة مئات الملايين من الدولارات بسبب تعطل أكثرية الوزارات والدوائر والمؤسسات الاقتصادية والخدمية والصناعية هذه العطل غير المبررة التي أضرت بالاقتصاد الوطني وبعد أن تريثت كثيراً قبل كتابة هذه السطور لا خوفاً من أحد ولا شعوراً بالذنب بل الوصول إلى تفسير صحيح لهذه الظاهرة وبوضوح هذه الطقوس الغريبة عن تقاليد شعبنا التي أصبحت أكثر انتشاراً من السابق واكتسبت وعلى ما يبدو من الخارج بعض الممارسات التي لا تمت لا للدين ولا لقيمة استشهاد الحسين وموقفه من حاكم طاغية بل العكس هي تشوه وتخفي حقائق تضحيات الحسين وعائلته من اجل تنصيب العدل وبالضد من الظلم والطغيان والجبروت وبدلاً من استغلال المناسبة ووفق مناهج ثقافية علمية تجعل المواطنين يدركون بان الشهداء من اجل الحق والحرية هم ضحوا ليس من اجل منصب أو جاه بل من اجل قيم نبيلة ولتفهيم الناس قيمة الدفاع عن الحق وبالضد من الباطل، أما هذه الطقوس فقد سفهت بمشاهد غريبة جداً لممارسات لم تكن متداولة بهذا الشكل لا بل في بعض الأحيان تنفر الناس منها ولم تكتف هذه الممارسات وما تتخللها من تحريفات مكتسبة على ذلك لا بل أخذت تعطل أعمال الناس والدوائر الرسمية والشبه رسمية بواسطة إعلان العطل التي تمتد أياماً بدون حساب الخسائر الاقتصادية نتيجة هذا التعطيل وتخلق حالة من الاستنفار والترقب بين أجهزة الدولة الأمنية ، إن مظاهر الدم والجلد بالسلاسل الحديدية و" اللطم " ضرب الصدور بالأيدي والزحف على الركاب وإقامة " التشابيه " التي هي عبارة عن تمثيل معركة ألطف دلالة على تشويه لمعاني استشهاد الحسين بن على بن أبي طالب فكل من يشاهد هذه المظاهر المرفوضة من أكثرية المسلمين وغير المسلمين الذين يرونها ممارسات غير إنسانية ولا تمت للحضارة وللدين بصلة على شاشات التلفاز وصفحات الانترنيت وما يرسل إلى الاميلات من صور ليس فيها إلا الدم والسيوف والقامات وضرب الصدور حتى سلخ الجلود والزحف على الركاب وكأنه عقاب جماعي وشخصي للذات بسبب جريمة ارتكبوها في السابق، في الماضي وقبل التطور الذي أصاب الإعلام وبخاصة الفضائيات والانترنيت والأقمار الصناعية وغيرها من آليات التطور التكنيكي في وسائل الإعلام كان إحياء هذه الذكرى إحياءً لمفهوم التضحية من أجل ألآخرين وتكاد أن تكون كأنها محلية وفي مناطق محصورة وبعضها كان يتم بعقلانية دون المساس بمشاعر المواطنين ويجعلهم يرونها وكأنها بدعة لا تمت للإسلام بأي صلة لكن بعد هذا التطور حيث أصبحت ظاهرة نقل حمامات الدم والسلاسل الحديدية واللطم والزحف في أكثرية القنوات العربية والعالمية والتي تظهرها حسب سياستها وهدفها فمنها من يشيع أن هذا الذي يجري هو الإسلام وليس دين التسامح والتقوى ونبذ العنف وهذا يعني أن الأعمال الإرهابية ما بين القتل والتفجيرات والاغتيالات يقرها كل المسلمين لأنهم يحيون شعائرهم بهذه الطرق الدموية وتعذيب الجسد البشري بمختلف الطرق وقد يصاب الكثيرون بالغث والاضطراب وحتى الاشمئزاز من رؤية الدم وهي تشابه طقوس تجرى في البعض من المناطق في العالم وبالطريقة نفسها ضرب الظهور بالسلاسل الحديدية ودق المسامير في أيدي وأرجل البعض استذكاراً بالمسيح بن مريم لكن هذه الطريقة أصبحت محط انتقاد ورفض من قبل أكثرية الطوائف المسيحية " الكاثوليك والارثدوكس والبروتستانت والكنيسة الشرقية وغيرهم " وهذه الاحتفالات الدموية لبعض الطوائف المسيحية الصغيرة جداً هي ظاهرة قديمة وقد نبذت من قبل ملايين المسيحيين وكنائسهم المختلفة، إن هذا التوجه عبارة عن تخلف يراد منه الإبقاء على قيادة وعي الجماهير وإلهائها عن مطالبها الحقيقية ويعد تحريفاً لقيم خروج الحسين ضد حاكم طاغية مستبد ورث الحكم نتيجة للتآمر لتحقيق المصالح في الهيمنة والسلطان ومن هذا الجانب فإن البعض من المرجعيات الشيعية بدأت تدرك ما ترمي إليه هذه الطقوس وأخذت تنتقدوها وتعتبرها منافية للهدف الذي سعى من أجله الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب وبدلاً من ذكر مناقب هذه الشهادة والاستفادة منها لتثقيف الناس بمعانيها الكبيرة فقد جرى طمسها وجعلها تهريجاً يثير استغراب لا بل استهجان الكثير من الناس.
من منطلق احترام هذه الذكرى واقتباس معانيها النبيلة يجب على جميع المرجعيات الدينية العراقية تحريم طقوسها الدخيلة وجعلها مناسبة لإلهام جميع المواطنين العراقيين ودفعهم للتكاتف والتلاحم فيما بينهم من اجل أن تسود العدالة لبناء عراق جديد ثوابته السلام والوئام بين الجميع



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خلف الزجاج الواقي دعوة لانتخاب الأقرب من المرجعيات الديني ...
- مرة ثانية غزة وقرار مجلس الأمن المرفوض لحد هذه اللحظ!
- انتخابات المجالس محك حقيقي لمعرفة قدرة الجماهير والقوى الوطن ...
- غزة تحترق والمزايدات السياسية مستمرة
- آفاق ومستلزمات الدولة المدنية الديمقراطية
- هل العلّة في السينما باعبتارها شر ومفسدة ؟
- الانقلاب والمؤامرة هواجس مريضة وفاسدة
- التفاخر بقندرة الزيدي هلوسة في الشعارات
- الرشاوى وانتشار الدوائر والوزارات في المناطق السكنية
- الحوار المتمدن رؤيا تقدمية وعصرية
- الشعب العراقي ليس بالمسؤول عن التعويضات
- ازدواجية المواقف وغش لوعي المواطنين
- مخاطر الصراع الخاطئ على الأوضاع السياسية في العراق
- كيف يرى الإنسان المعقول طريقاً؟....
- وأخيراً وقعت الاتفاقية من قبل مجلس الوزراء
- مصداقية بيان المركز الوطني للإعلام حول جائزة نوبل للسلام!
- السيد بديع عارف ولكم من أين لهم هذا...؟
- حدثت المعجزة وفاز باراك اوباما المعجزة
- ملامح من حياة قصيرة
- بالضد من استغلال القوات الأمريكية الأراضي العراقية


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى محمد غريب - طقوس غريبة تشوه فكرة عاشور اء