أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء















المزيد.....



أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء


نصيف الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:14
المحور: الادب والفن
    


1
سنوات طويلة تزّكي الصقور أمثولاتنا في هذه البرية ، وتميط اللثام عن تجرعاتنا للضجر الذي تنقّيه حرائق أعماقنا . كلماتنا تتقوس في الصمت ويجرفها رماد الآفاق . الرغبة الحقيقية هي أن ينفلت الانسان من عهوده الأشدّ صرامة ، الى مواثيق أكثر شفافية في الرقاد ، وفي تفضيل الصخرة على الوردة ، وفي الترددات وصعوباتها على الدروب المتعرجة للموت ودعاماته المنزلقة والمشؤومة دائماً . هل من تحطيمات لهذه المؤونة الفقيرة التي نواجه فيها ريش الشمس في المرتفعات ؟ أيام الانسان تتبعثر في صخرة سأمه عبر الأصائل المخوّفة . لا البالغة ، ولا الأقل ظلمة . ثقل الحيرة في متاهة العيش ، هو مايوسم العتبات العالية لتجلداتنا ونحن نتقدم صوب السرير وظلاله الأبدية . حيوات كثيرة ترفض الهروب من التخويفات المصلصلة والزائفة للحافات المنزلقة على أفعال الخير والشر ، غير أن الندم هو ما ينبغي الحذر من فراغه العقيم . كان ينبغي أن نترك الضوضاء تبعثر أشناتها في الساعة المنعزلة الغليظة لفجر المستقبل . لا تهمنا الصعوبات الآن . الحياة بحاجة الى فضيلة الأنانية أذا أردنا أن نصون ضوء الوحدة . لا علامات ، ولا يد شجرة تومىء وتدلنا على ذلك المكان المصطفة في جوانبه الفاقة والبؤس . للحصول على حاجز حقيقي يمنعنا من رؤية الصلابة الشديدة للتفاهات . ينبغي أن نحفر لأعدائنا شواطىء أكثر ظلمة . في هذه اللحظة المداومة يود أولئك الحمقى أن تتخلل النيران صقيعهم وأنفاق حيواتهم الممتقعة . لو كانت لهم القدرة في الصيف على إزالة الانعكاسات والظلال المنفصلة عن ذخائرههم ، لاستعطفت الينابيع صواعق سلطانها وحرثت نوم احساساتهم اللزجة . انسان الكلمة الممهورة الصادرة من العينين المتواضعتين . يسير ويتحدث مع سنبلة سهره الجنائزية . لا يميّز العصفور المؤتلق في اصطدامه بالشبكة ، الصوت المقوس لوجنته الكستنائية . كل اثم هذا النهار يفرّ من الأجمات المتشابكة لحلم الانسان ، ويظفر بفريسته بين أعشاب وقبلات ضائعة . لكن الخوف يصل الى ذروته في أيلول العظام ، وتورق في نوم شقيقة النعمان البراعم المتجمدة لماضي حيواتنا . شمس آلهة محبوبة تتوهج في ضمائرنا وتعيننا على السهاد . مشدودة الى الهاوية وتتملى صورتها ، حياة الطائر الغرّيد في الغابة الممتحنة .
2
في تحديات الانسان لهذه الأنقاض المتعاظمة منذ بدء الخليقة ، وفي الاحاطة المعذِّبة للشمس بندى قبره الذي تنمو فوقه تغريدات طائر الشحرور في الفجر . لا علامات هادية ولا تقنيات تنزع الظواهر الغريبة في تصوراته عن اللحظات العظيمة للفناء . هل تنبغي الاشادة الآن في محاولاته الدائمة للوصول الى الهدف وكشف القناع عن المصدر الأساسي الذي تنطلق منه الغثيانات ؟.
يضع الانسان الفرد وهو ينزع الجوهر اللّماع عن المطلق عبر ادراكاته وتأليهه لنفسه . صخرته فوق أبدية الطبيعة ويتحلل بعيداً عن نوعه .

3

يأملُ الانسان بطول البقاء ، والبقاء الطويل في العفن الدائم للعمر مسخرة .
ما يثير الريبة عندي دائماً ، هو هذا السعي المحموم للبشر في
الحرص المريض على التشبث بتفاهات الواقع اليومي للحياة .
الاستمرار في الحلم اللازوردي للعيش ، يفطمنا من الطحلب
العتيق للقوقعة المروّضة للأيام والليالي .
انظر الى أولئك العجائز في الدروب ، وعلى المصاطب المنتشرة
في الحدائق والميادين . انهم لا يعيشون لحظات حيواتهم المطفأة بأمان .
لا قناديل ربيع تنيرُ طرقاتهم ولا أمل لهم في الحصول على عطية أوغنيمة ما .
المرض والعته والجنون ، هو كل ما يجعل أحلامهم الشيطانية مستيقظة
في انتظار الشرارة الباردة للبقاء .
لا أحد منهم يستعدُ للموت بشرف من أجل اللحظة الشفيفة للرحيل بشجاعة
عن خواء وقبح العالم ، ولا أحد منهم يعبرُ في ابتهالاته المسائية ، الصخرة
المتكسرة للهندسة المحُكمة لقبره الجميل .
كل شيء في الحياة ينبضُ باضمحلالنا وضمور رغباتنا التي تتآكلُ في كل حين .
ولا أملُ لنا إلاّ بالاندفاع صوب البركان للخلاص من رطوبة السنوات التي عشناها .



4

كم يلزمني من الوقت للتخلص من الأشياء التي تهدد حياتي ؟
لا يقين عندي ولا أحلام ، ولا آمل في أيام جديدة أكثر لطفاً
من حاضري الذي يسيجه الشظف والمعصية واللعنات .
عبرتُ في شبابي حقول ألغام كثيرة ، وعشتُ حياتي كلها في قلب الفوضى
وامتدت يدي الى ثمار أشجار غاطسة في الأعماق الخطرة لنهر المسيسيبي .
أريدُ الآن أن أزيل عن عينيّ هذه العلامات الأكثر حموضة من عطر الصلاة .
وعلى الرغم من انني الآن أعيش حياتي بصلابة المحارب
لكنني أشعر أن آلاف الصخور قد سقطت فوق رأسي
وتصدعت طرقي ، وحجارة ماضيّ المنتصبة تحت الشموس المتماثلة .
هل لي أن أنجو بكينونتي من هذا اللاأمان المخزي والخدّاع المعلق في
أغصان نومي الضئيل ؟
أود الآن أن أخرج من هذا الكوكب الشائخ وأقذف نفسي في اللاشيء
وأصل الى الأعماق المتغطرسة لظلال اللاوجود .
هل أنا ظل للثمرة المتعفنة لحركة التاريخ ؟

صاعقة . صاعقة أكثر رحمة من الشمس العليلة لحياتي المؤرقة .



5

تموت سنوات صيف الثمرة وتعود أكثر صفاء في طيرانها بين الأفنان
المتثائبة لحياة الانسان .
هل تجدي تراتيلنا نفعاً وسط هذه الشهقات العليلة لأشرعة النهار المقيّدة
والطافية فوق مياه الصمت الممتدة باتجاه ذبول الأشياء ونظائرها المتعددة ؟
غرف أنثوية عميقة في الشجرة النقية للزمن ، تحجبنا عن رؤية الصلاه
الخفيفة للفراشة في غابات الرغيف ، لكن النشوة الفاترة لحملقاتنا في
الممرات العالية لما وراء الوجود . تصيبنا بالتشنج والانحلال ،
والانحرافات الغامضة لقناديل المطلق التي تسحبنا باتجاه الاشارات المتهدجة
للمادة . لا تعيننا على النهوض من رقادنا المنعطف بين الحشائش المتعففة في تلوناتها المزدوجة .
في كل رابية ومنحدر لنا ريشة متثائبة
وفي كل حقل وصخرة
لنا نافذة نرنوا عبرها الى الاعصار الذي يحنو على حيواتنا عديمة الرائحة .
ينبغي أن نضرم النار في الجرح
ونرافق زيز الحصاد الى شعائره الخطرة .
كل رعشة علامة صمت
وكل ولادة تدفق حيّ لفقدانات جديدة .
وحدها الظلمة العاشقة تعانق السنبلة والفضاءات المقفلة .



6


لا قرابة لي مع الغيوم وشفافياتها ولا صداقة
ولا الفة لي مع التعاطفات الندية للغابة وأقمارها الضنينة
أضاعت جذرها حياتي في اليقظة المنتصبة للرماد الثقيل
وانسدّت الذبذبات المتصدعة لأحلامي على الأشجان والحجارة
المتضعضعة . أيامي المضمّدة تعرجات أنهار لموتى طويلة
تنام فيها الرموش المتهدلة والرغبات الذابلة العصية .
في الحضيض الذي ينسدل على أنقاض أغنيتي
لا أملك ضفة
ولا طلاوة ليل
غبار حياتي الأسيرة يلفعني بروائح ذكريات من رحلوا من أحبائي
ويهتز حاضري من صرير الى صرير .
السياجات الباعثة على الغثيان تحجبني عن المشي في أرض الرغبة
وهذا النهر المتدفق في ملامساته لصحراء العالم
أكثر توهجاً منّي في تلاشي حلمي المحكوم عليه بالظلام .


7


في حميمية النعمة الغلاّبة للحب ، يتنفسُ ليل العاشق نار الطبيعة
والتاريخ ، تحت الشفافية الصادحة للغبطة والاشراق
وتصبح كل أشجار العالم بنداواتها المرعبة
صخرة فجر لصعود ترتيلته العميقة للموت .
في هذه الأرض المتجمدة والمواظبة على شرورها
ينبغي الامساك دائماً بالشعلة المتعجلة للجمال
ينبغي أن لا نترك أية اسنادات تعينا على الوصول
الى الظلال غير المتناهية للديمومة .


8


أعيشُ منذ اسبوع وحدي مع أنقاض ماضيّ بالبيت . زجاجات المارتيني التي نفدت
جعلت الحطامات في وجهي أشبه بالهزّات الارتدادية .
أيام وأشجار حياتي غطست في شعائر ليلي قبل أن يكتمل
صعودها . الآن – أنا رجل وحيد ، حزين ومحطم
البحث عن بذرة ما
أو الانصات الى كونشرتو كمان
يشكل لي معضلة كبيرة .
في المتاهة المتعثرة لحاضري الشائخ ، تفلت من بين يدي
أصول طفولتي ونقاوتها المادية .
وحده الجلوس عند نافذة المطبخ
والتأمل أثناء الشراب
هو ما يحميني من العودة الى عذابات ماضيّ .
أين ولّت تلك الأزمان التي عبرتُ فيها جسور الضحى
ونمتُ تحت أحجار الآلهة
ورافقتُ اليعاسيب الى عطور النجوم المضببة ؟
اللاحبيبة ترقد الآن الى جانب بعلها العجوز المريض
وفي يدها مئات الآلاف من الدولارات والشقق المؤثثة الفخمة
في برلين وبغداد وبيروت .
دعها تنعم وترفل في جمال أساطيرها
دع حياتك التعيسة تمضي
ولا تزيّفها في الانعكاسات اللامجدية للحب العاثر .



9


في الأضواء القرمزية لعدل الله في سنبلة الفجر
سمعت في الكرستال المغّيم لصلاتي
التيقظات الطفلية للاأمل
وقادتني شرارة الرحمة الإلهية النقية الى حيث نور حياتي
جثوتُ وجثت معي الأعشاب والأسرار والنجوم تحت
سماء محيط الفضل العظيم .
أعنّي يا إلهي
وامنحني لقاء المصادف الضروري والحتمي
نفد الخبز والخمر
وانسدت بوجهي الآفاق
لا غناء
لا ملح
لا رعشة ولا التفاتة .
أتعثر طوال الليل في الثلج
وما من كأس مترعة تحيي الموتى .



10

تنامُ الى جنبي الغيوم مطوقة بذهب الأيام
وفي مبادلة الأشواق
تصير كل غيمة كلمة – شمس
وفي القبض على الجوهر العصي للّحظات
تصير الغيوم زمردات أسىً تمزقه الكينونة .
هل كنتُ في الحرب ينومني المحراث الدامي للأمل ؟
سنوات طويلة انعقدت أمامي وأنا أحاول الخلاص
من الزينة المتجددة لموتي .
في بلادي التي ما غنّى فيها طائر الوقواق
ولا توّردت خدود البنات
عبرت أنهاراً عريضة الكدمات
وما ارتوت في يوم ما أشجار حياتي .



11


أنا آدم العتيق
فقدتُ عقيق ايماني وأزحت فكرة إلهي
أحيا الآن في غابات الاسمنت بلا أوهام أو حلم
يعينني على النوم في دغل ضفة ما .
هل كانت فكرة اختراع البشرية للآلهة نبيلة للغاية ؟
لكن أرض الآلهة محفرّة ومسخّمة مثل أرض محنتنا
لا مرح ولا فضيلة عند آلهتنا التي اخترعناها على شاكلتنا .
في الصيف الماضي
رأيت بوذا في الهند ببنيته الضعيفة كأنه رجل مصاب بالسل
وفي الصين وتايلند رأيته ضخم الجثة كأنه عامل في مطعم
وفي فيتنام كانت للسيد المسيح عيون صغيرة كعيون الناس
في المصانع والأرياف .
لماذا السيد المسيح أشقر في اوروبا ؟
أنا آدم العتيق
ما أحتاجه الآن بعد أن حررتُ نفسي بفقداني ليقين ثابت .
فكرة تافهة
اشارة غامضة الى وهم يشدّني الى ميزان شيخوختي .
ترنيمة ماكرة أعمّق في ترديدها تفاهة وجودي على هذه
الأرض المليئة بالعظام النخرة .



12


يسابقُ الانسان في فتوته وهرمه الظلال العالية والسريعة
للزمن ، من أجل الوصول الى النبيذ الأحمر للهاوية
لكن نغمة الزمن المتقرحة التي تتآكلنا في كل آنٍ
باقية على حالها منذ الأزل .
نحفر دائماً قبورنا وسط هذه الرتابة المتكررة لطبعات الحياة
ونأملُ في صرخة جديدة تنبثقُ من شجرة ما
أو أعطية رحيمة من الآلهة نرفعُ لها صلواتنا المريضة
وننادي : { تتبدلُ أطوار حيواتنا مليارات المرات
ولم تتبدل النغمة العتيقة للزمن في رمال الخليقة } .
التنهدات الخفيضة للانسان
بحاجة الى حنوّك أيها الموت الجميل .


13


لا شعلة ايمان عندي ولا يقين
والصلاة الى فكرة مجهولة ، تزيدني يأساً واحتراقاً
أود أن أبكي الآن تحت هذه السماء المحترقة والمتصدعة
والخالية من الآلهة والملائكة وقطرة المطر
لكنني أعجز عن البكاء .
احساساتي جافة ومتبلدة
ونار نفسي مطفأة
وحدها الأشجار وطيور البطريق من يواسيني ويمنحني الاحسان الجليل
والوثائق التي لا تدل الموت على طرقي .
أنا الآن حرّ
لكن حريتي ناقصة بسبب تفكيري في الثمار الناضجة في الفردوس .
أحيا في معتقل تسيجه حماقات ضعفي الانساني
وتسقط من بين يدي الثمرة .
يحتاج ضميري المضبّب بالرماد الى نار أنفاس جديدة
حتى لا تتجمد أيام حياتي في قبضة العقائد الفاسدة .
هل بوسعي الآن أن أصلح ما افسدته في حياتي الماضية
وأن أرفع جثتي عن التابوت ؟
ألسنة لهب كثيرة في أعماقي ، يمكنها أن تقشر روحي وجلدي
وتنوّر الممشى الضيّق لحياتي .
سأسلّم مصيري للهب الشمعة العميقة للوجود
ولا أدع الملائكة تؤرجح صيف حياتي في الظلام .



14

لم تكن ذبائح . لا تقدمات حصاد . لا شفاعة ولا مغفرة بانتظارنا
لكننا بعد أن انخسفت الأرض وتصدعت السماء
رفعنا زهرة صلواتنا الى فكرة ايماننا العظيمة.
هل تستمر التحولات في الطبيعة الى ما لانهاية ؟
هل شرارة العالم دائمة التنفس الى الأبد ؟
هل يعود التحول الى ذاته أم يسير دائماً صوب الرابية المفتوحة للزمان ؟
هل تُضيء جذوة المعرفة في أرض وحدتها
أم تركز رايتها في الظلمة العميقة للكائن
وفي المبدأ العضوي للحياة ؟
تغيرات عظيمة في الشواطىء الملتهبة لليل والنهار
والبحر هو الطينة التي انبثقت منها أغنية الانسان .
ليست المعرفة الرغبة في اللذة والسطوة
ولا السرور القليل الذي يضيء وحشة اللحظات .
نشيد فنارات الريح ودفء الأقمار المنسدلة في ظهيرة الحِداد
والزبرجد الأزلي في مياه العالم ، هو ما يظللُ الماهية الرخوة
للانسان العاري الواقف في باب اللاوجود ، بانتظار قناديل حلم العودة
المرصعة عيونها بعقيق المطلق .


15

في سنبلة نومي المتورمة وفي العثرات المتقلبة للطريق ومكان العمل
وعلى الحافة الحادة للهاوية
يلزمني الكثير من الحرص على ادامة النسمة الضجرة لحياتي .
من الولادة الى النهاية
يد الانسان المقطوعة، وحديقته التي بلا ثمار
وأسراره المتطايرة عبر ممرات صقيع العالم
تلزمهُ أن يحافظ على اللحظة الحرجة التي يدشن فيها موته .
انسان الفوضى والاندثار المستسلم للرماد
والبروق المتضادة .
انسان شقائق النعمان
والدم في نسغ الوردة .
من أجل أخوة الانسان
من أجل محبته
أتخلى عن كل محصول تثمرهُ نار حياتي
وآملُ الامداد الدائم للمعونة الى كل الجنس البشري .
لا أود رؤية السأم والخوف في وجه الانسان
ولا البرد في الجذور الضعيفة لشرارة حياته .
أضحي بنفسي من أجل الانسان الوحيد في كهف أحزانه
وأتخلى بلحظة جوهرية عن قنديلي الأخير لقلبه النبيل .
انسان المحبة
الانسان الجميل
انسان الطبيعة وشفرتها الأبدية في ازاحته والتضحية به .


16


أمطار عظيمة تحيطُ الأقاليم المتصدعة للأرض
من أجل الحرارة الهائلة للطوفان
من أجل العروق المجنحة لذهب أسرارنا
والأقراص العالية لعسل الغفران الإلهي .
يا كلمة الرحمة المرجوة
كلمة المحار الذي يملأ شظف شواطئنا بالمعاطف والخبز
كلمة الفولاذ في أنهار تسبيحتنا الأخيرة في الصدوع العميقة لليل الايمان .
صرخاتنا الايروسية
لا معيار لايماضات نيرانها في عطش الخليقة
وها اننا كلما نرمي حصاة في البحر
نسمع تأوهات اناث طيور القطرس
ويستجوبنا النمر في الظلمة الغريبة للسجن
وتصعد الأنفاس في وميض المدخنة .
الآن خمدت اللحظة المتوثبة لنضارة شعاع شموسنا
وثبّتت نفسها حجارة الجرح
في الشواطىء الضارية لليل غربتنا .


17

تنظرُ أفعى الارادة الينا من خلال نافذة جحرها وتدعونا
الى أن نتلمس رائحة أسماك موتنا ذات السهام المسننة
لكننا غفونا على المرثاة الرطبة لتقدمنا في السن
مع الشيوخ المنبطحين في أرض اللارغبة
ورأينا الجثث الطافية للغيوم والطيور في سماء الأنهار .
هل تدفىء شجرة صنوبر النسيان التي تمدُّ أذرعها صوب
الممالح العظيمة للهفاتنا ، الصرخات المرتجعة للغرقى
في ساعات الفجر ؟
الآن – أضأنا مصابيح النعمة في لحظة الولادة
وسلّطنا الصقور على التغضنات التي تبطىء حركة موتنا .
لماذا لا تنسحب اللاطمأنينة مع النغمات التي تضمر نفسها
في التجمدات المتراصة لفراغ حيواتنا ؟
هل نبقى نعجز دائماً في مأوى رغباتنا عن ترويض
ارتجافة الخوف عند الطائر الوسنان في شجرة التفاح ؟




18

في سهر الانسان الطويل بين الثبات والتداخل في الطبيعة الأسيانة والمنغلقة على نفسها . في تملكاته الثنائية لبذرة الحب وديمومتها .
في صيرورته دائمة العذوبة والجريان . تستمر التجددات الزمانية لسنبلة موته في الأريج العالي للتحطمات .
هل توجد كسرة شمس بمعزل عن الحب ؟
في بحثه عن العلل الأولى لتقلبات قوانين العلم وفعالياتها ، وفي ادراكه العميق لمدلولات سهر الوردة وهي تضاعف
النيران المزدوجة للأبدية . يسهر الانسان في حجارة خبزه مثل نحلة تقاتل بلا عسل . ضياء بروق القرون المتألق فوق رماد حيرته وخيباته ،
يحطم كل الفعاليات الأساسية لطرائقه في الخلاص من الهاوية . التمزقات المظلمة لعطشه وانزلاقات أيامه العارية ،
لا يخلصه منها إلاّ نور وملح الأغنية الغالبة والمغلوبة . آماله المحلولة والمنفرجة في الطوفان ،
هي الضجة العذبة للنيران في تقدمها صوب التحنيطات المتكررة لفصول حياته الصدئة . هل هناك وسيلة مختارة
لادراك وفهم الحيرة واللعثمات التي تملأ نسيم حياته ؟
يستغرق الانسان في وحشته التي تملأ الأشجار بالأبدية دائماً ،
ويحطم في اهاناته المتعددة القيثارة التي تنسخ السنبلة .



19


تتبعثر ولا تنجو من ارتياد الظلمة المهتزة على الصخرة العالية للصيف . أغنية الانسان ، وتتهدم في كل حين أرض صوته
المنسوجة من العطايا الشحيحة للآلهة .
من الميلاد الى الموت
متاهة بائسة يتعثر فيها الجنس البشري وهو يتقدم باتجاه الشجرة المتعفنة لعظمته . الطوفانات المجلجلة لخيباته وهي تجرح مصائره
ما بين الأروقة المستشيطة لعسله الذي بلا طعم ، ودواليب سهاده المشققة في دوراناتها الوئيدة تحت العواصف الجنائزية للعالم .
توهجات عظيمة لسيف قانون يتحطم تحت صخرة الشمس . في عبورنا لظلال رموش الآلهة الأكثر ظلمة من غفران الأفاعي .
نتعثر في حديقة الصيف الصافية بسجّادها الشبيه
بصلاة اللاعدالة . شفاه صمتنا غير المعاقبة تدفعها خلجان أوهامنا صوب النضارة المتلألئة للنعمة الفقيرة للأحلام .
وجروحنا المروية بنبيذ الموت وأرومته ، هي الاندفاعات القوية لليل ساعاتنا في التويجات الفردوسية لمحنة الملاك الناجي من الغرق .
هل يوسع انتظارنا للموت ، عناقنا الطويل للأنهار الساهدة في قمح الكينونة ؟
شموس الفيروز على جبين الانسان ، وهو جبين الشجرة ، هي التوهجات التي تشطر صفاء النيزك في الوعد الهدّاف لنعيم
احتضاره في الليالي المنمنمة .
الضوء الانثوي للنيران الموشوشة يسطع فوق قرنفلة رأسه ، وفي الضفائر المتهدلة على الأعالي وفي الهاوية .

20


أتحدثُ عن شهقة الانسان في انقضاء لحظته
أتحدث عن البلبلة
وأضحي بالأمل وظلاله المصطدمة والمرتجفة فوق الخواء الانساني .
هل من لمسة احسان تعيننا على ما لايطاق في الظهيرة المرتخية لآلامنا ولا طمأنينتنا الدائمة ؟
لماذا ينبض ضعف الانسان الوحيد تحت أحجار النسيم المحملة بالتغضنات ؟
موتنا المتغطي بممالح العافية الموشاة بصموغ الجزر الإلهية العذبة . يترنح مثل طائر الوقواق في تهجئته للكلمة ، كلما خمدت شرارة السنة .
نجمة أسراركِ لا اللامعة ، تدفعني الى الاتحاد بصوتكِ ، وتضيع المفاتيح .
في حديثنا العام الماضي ، تحت شجرة البرقوق الهرمة تحت أمطار الصيف ، عن الخلاص والغفران .
قلتِ لي : { كل تقاويم العشاق الموتى أضاعتها رياح الحروب . لم يبق الآن إلاّ الأضحيات التي رفعناها الى آلهتنا الفقيرة } .
هل ما زالت فضة وجهكِ المعذبة بالجمال ، تضيء حجارة قبور العشاق الذين لا يصلي لهم البحر ولا العاصفة ، وترسخ آمالهم العتيدة ؟
{ لا أستطيعُ أن أعَلِّمكِ الصلاة بالألفاظ ولا أقدرُ أن أعَلِّمكِ صلاة البحار والأحراج والجبال ، بَيدَ أنَّكِ ،
وأنتِ ابنة الجبال والأحراج والبحار . تستطيعين أن تجدي هذه الصلاة محفورة على صفحات قلبكِ } * .
بلدان كثيرة كانت تتنفس عطور رحمة الانسان في الصيف الفائت .
لماذا ترقد الآلهة تحت ظلال فناء الكائن الهش والعابر هذه المتاهة بسرعة ؟
يحلمُ المقدس في الخروج من قبر ألوهيته العتيق في ليل الانسان ويصالح الثمرة العاشقة ،
عبر الحضورات المتلألئة للموت والميلاد في التعريات المتجددة للموسيقى في الأنهار .
{ الليل ينضج رعباً ، كما من قبل
وقد وزعنا أفكارنا في الفلسفة
وخططنا لأن نخضع العالم لقانون
لكن ، ما نحنُ غير أبناء عرس تتقاتل في جحر } *
فراشات قبر الانسان تلقي بمسودات هجراتها في النسمة المتألمة للقرون التي مضت ، وتضع الزهور فوق وجوهنا الرامبوية النعسانة .
وحده في ضباب الأقمار المُحَوِّمة على جناحي الميت . يتحرك الصمت ويقص مطر الكلمة .



21
يخلصنا السم العسلي المذاق للموت من عطونة انسانيتنا
الرثّة ، ويضفي علينا في تحولاتنا وصيروراتنا
الطابع العظيم للقداسة .
الأمس والغد
الحاضر والماضي
الميت والحيّ
لا فرق بينهم . الكل عائش ويعيش في الظلمة المحيّرة
لمتاهة الخليقة .
يقتل الانسان الانسان من أجل حبة قمح
ومن أجل فردة حذاء .
كل أشياء العالم أجمل وأكثر جلالاً منه ومن ماهيته الفقيرة .
لا تنمّي االنمور في طيرانها الجميل العفونات
وينمّيها الانسان الجيفة .
السلطة والتاريخ والآيديولوجيا والمال والمقدس
ونسيان الطغراء الحيوانية
تجعله يتناسى انه من خراء جاء والى خرائه يعود .
القناديل الطفولية لصيف أمّنا الراشدة
والايماضة البنفسجية للقرابين التي نقدمها الى فئران الحقول
في نهاية أعمالنا ، تجعل الحاضر يفلت منّا دائماً .
هل الأبدية هي التجديدات الدائمة للزمان ؟
علينا الآن أن نحيا في الماوراء وأن نخلق ذراتنا دائماً
في المياه كثيرة البروق .
ينبغي أن نكمل المحاولة المتصدعة لايكاروس
للخلاص من هذه الصحراء العالقة في جباهنا .
لماذا يضيّع انسان اللحظة القوس والهدف
في شواطىء تغريدات طائر أبو الحنّاء ؟
اخترعنا وعبدنا آلهة كثيرة طوال التاريخ
وأشعلنا من أجلها الحروب الوحشية الطويلة
تحتاج البشرية الآن الى اختراع آلهة جديدة
تعبد الانسان وتديم عافيته
وتسهر على راحته .

22
{ الى سماء عيسى }
كل أحلام الجنس البشري لها نعومة الصخرة
وكل شواطىء العالم مسمومة ومصبوغة بدم الغياب .
تسير حياتي الآن في الضوء المدوِّخ لإخوة الانسان
لا أضمر عداوة لأحد ولا عندي لأحد ما حنين
لا تحولات عندي
ولا ضغائن ولا أحلام ولا رنين .
كل عصا توكأت عليها انهدمت
وكل أرض نمتُ فوق أشجارها ، تعاقبت عليها بروق الأنين .
لا وطني هو وطني
ولا حبيبتي هي حبيبتي .
يسطعُ قنديل خساراتي في الصمت الجحيمي طوال الوقت
وفي مرايا المتاهات فقدت بوصلة أحلامي وتهدم الطريق .
في التفتح البكر للثمرة
في الصدى المزدوج لصرخة النبيذ وهو يقاتل ظلمات العزلة في اللحظات الميتة للزمان .
أريد أن أحفر في زهرة القرنفل
من أجل التنفسات العميقة لمصير الانسان
ومن أجل ضوء الفيروز المنسدل على سنبلة موته التائهة ما بين اللحظة واللحظة.
رماد { استحالة وجوده على هذه الأرض }
ورميته الخفيفة للسهم باتجاه الهاوية
ونهر خاتمته الذي يتغلغل في اللهفة الحارة للشجرة وهي تنتظر طمأنينة موتي .
أواه، لماذا في كل يوم طروادة جديدة تفتح لي الجروح
وما من فجر أعاني عذوبة صعود آفاقه ؟
كيف لي أن أخرج من نداوة الزوال وهي تتمشى على الجمرة اللامرئية لضميري .
روحي تتململُ تململ الذهب فوق مياه الموت المتعرجة في نومي القليل .

23
العيش من دون قلق دائم في ليل الوجود . سهرة غائمة في المرحاض العتيق للرمال المبتهجة بنهمها ونتانة كينونتها الغائبة
. قلّة الامدادات من طريق شجرة السأم . هو ما يجعل حيواتنا وليمة عظيمة للعدم القادر على سترّ أسرار ولاداتنا وموتنا المستمرة منذ بدء الخليقة .
في الحركة واللاحركة
تذبل الشعلة الرصينة لوجودنا في رأس الوردة .
ينبغي ونحن في غمرة انشغالاتنا بتعليل الحركة
أن نتخلص من سجن السكون وجلاله عبر تنظيف ممرات العالم من الرمال .
الكلمة كينونة
الكثرة صيرورة .
في إرثنا الانساني المليء بالمعطيات الفقيرة. احترم الجنس البشري دائماً روثه ونفايات أعماله وهي تتكاثر
وتذهب غير مصانة الى صيروراتها .
حيوات وأشكال لا محددة عاشت على ثلج هذه الأرض ، أكثر استطراداً من لغو شيخ عجوز يعاني العته.
كان ينبغي عدم ستر الاشمئزاز الذي رسخته العادات ، واظهار الارتياب من هذه الأشكال الهلامية.
في اللاحركة
وفي توالد هذه الأشكال اللامتضادة
تخلو نار العالم من كل معنى .
الكينونة باب وفضاء
والصيرورة تجميعات وتفكيكات لعناصر الرمال .
في التسليمات الشفيفة التي علقتُها فوق الظلال العادلة للظلمة .
صعدت صوبي هذه الزهرة الأسيانة : { العالم الآن بحاجة الى طوفانات جديدة } .
في الحركة واللاحركة
تتجمع وتتفكك العناصر الكلية من أجل السخرية من الأحياء الذين يضطجعون على ضفاف الأنهار عميقة الثمار .
تبديات للحياة
تبديات للموت .
هل تفصل الحركة الأزلية ، الأضداد عن صفاقات موتنا في السمو الإلهي لبرق الكينونة ؟
اليمامات المرشدات الى حجب العدالة وتضحياتها ، شرائعنا لاطفاء قناديل الفراديس العالية لموتنا.
لماذا يظللنا التفكير الخدّاع في اللاتحرك الطويل للكينونة ؟ وفي أولئك الذين شيعناهم الى قبورهم ذات النجوم
المعتادة على آمال الطموح المتخاطفة ستائرها ما بين غصن الموت والميلاد ؟
كل شيء في الطبيعة له اشارات
إلاّ الرمال – الحشرات التي لا تبحث عن براهين لوجودها
ولا عن علوّ في الخمرة الصافية للاتبدل .
هل تستدعي هذه الأشكال الهرمة منذ ولادتها في صحراء العالم. الأعداد اللامحددة لكثرتها في الحدّ واللاحدّ
لترسخ بتوالدها الحيواني النتانة المتصايحة منذ الأزل ؟
تحطم الكثرة جمال وجه الشجرة
وتنشر لا كينوناتها الظلم في ممرات الحديقة .
ينبغي تخليص الطبيعة من هذه الأعداد المتوالية للهوام
لا حصة ولا حقيقة لها في العسل المتحرك للأرض .
والقضاء عليها يجعل الحركة تواصل مسيرها ما بين الاحسان وما بين الكلمة بعدالة قابلة للايمان.
تسأم الكينونة من الحشرات
وينبغي الآن محو التفكير الشائع في تفاهة الأضداد اللامثمرة .

24
لا تعدنا صلواتنا الى آلهتنا المريضة بصيرورة ما
ولا الايمانات العتيقة بغفرانات كثيرة للفضل الإلهي .
ينبغي الآن أن نحرر أنفسنا من وحشية حشرة فرس النبي
ونحنُ نمارس الجنس في انتظاراتنا اللازمة لطيران الزمن
في الدرورات المحمومة والظليّة لولاداتنا المتعاقبة .
ممالح الصيف وأبدية اللهب بتخديداتها الوديعة
والعطسات المتشابهة للموتى
والتراخيات المتسلسلة للأحلام التي علّقوها فوق أشجار الضفاف
الغامضة واللاشكل لها في حيواتهم .
تنهض كلها في التطابقات الحادة
لمسير النملة التي تقرض التابوت .
النبضات اللامسموعة للتفاحة الخائفة في سقوطها
هي الصيحات الانصهارية لاحساساتنا في التوترات
التي يحدثها الزمن في سيلانه الحرّ والمتغير .
أسرار ملح التماثيل الكثيرة والمنتصبة في طرقات أحلامنا
والسلسلة الطويلة والمترابطة لهزائمنا التي تتعدد
في الاصطفافات المفككة لترقبات موتنا
هما الجريان السريع للسأم الذي لا يمكن ازاحته
أو دحرجة صخوره .

25
لا شجرة الألوهية
لا الأبدية
نحيا في اللاشيء والمتاهة
ونتحسسُ في المجهول، النسيان العميق لأسرار صمتنا .
سألنا السنبلة عن الفراغ الذي يقرض ملح غبطاتنا
فذابت الطبيعة ورغيفها المرّ في اللامرئي.
نعانق في اللاشيء والسكون موتنا الرخوّ وتبتعد عنّا الغفرانات
التي لا تتقاسم .
هل نستطيع أن نعيش اللحظة من دون أن نستعيد امتلاكها مرة أخرى ؟
استدلالاتنا الأكثر تفرساً في الظلمة العميقة للوجود . تضيّعنا قبل أن نصل
الى الشواطىء اللامرئية للزمان .
البيت
والعلامات
والذكريات
والأمل الذي تحطمه القيود ، حيث أرض اللاأحد واللاحلم
كل الأشياء تقلق نومنا المستند على حشرجاتنا وفراغ لحظتنا من النور المتحرك .
أيتها الأبدية – حلم الصخرة
قنديل الغصن والاحسان
في صوتك يتنفس لهب الوردة المنفتح على الشواطىء الغامضة لليل
لكن حجارة شفتك المخربة بلدان رغباتنا
تبقي النهار أسير أمطاره الجصّية .
هل الانسان هو الوحيد من بين كل موجودات العالم الذي يظهر تصوره لعلته
في التناظمات والمعاينات المتعددة لقلقه الشفيف ؟
في بحثنا عن برق الصلوات اللامجدية للشرط الانساني في العصور المتقلبة
في عثراتها . انزلقت من تحت أقدامنا الأرض وانخلع فجر الأبدية
وتجاهلت الصخرة المتنفسة المبدأ الزائف لعلة وجودها ولم تكترث لتعريته .
ما الذي يثبّت تصوراتنا المتكئة على المذاق الأسيان للفناء ، سوى هذه الجبال
التي عاينّاها وهي تحطم الشروط القاسية لامكانية الحركة ؟

26

تنقصنا نحن شعوب هذا الكوكب اليقظ والمحموم
الشجاعة والكرامة دائماً
وننسى أن أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء .
وحده المؤمن بفكرة تتعاقب في تفككها
ينام تحت الظلال العالية لأشجار ايمانه من دون هواجس أو كوابيس
وبعد موته يذهب الى فراديس وهمه .
تمرّ من أمامي في كل حين حشود ضخمة من البشر
بلا أهداف
بلا غايات
وأفكر، هل ستتحلل في النهاية عناصر الجنس البشري وتذوب
في أشياء الطبيعة ، أم انها ستذهب هباء في التراب اللامادي ؟
الخمرة روح العالم وفضيلته العنيفة التي لا تنسى في التماهي الجميل
للمطلق بينه وبين ضجر الانسان
لكن الافراط في تقديم القرابين لها. يورث الكآبة
وأفضل العيش ، عيش الكآبة
بودلير
عمر الخيّام
جان دمّو
هؤلاء الأخوة الهداة الذين عاشوا الاختناقات العظيمة للوجود
هم الأدلاء الى النجوم التي تتعثر مساراتها في كل القرون .


27

هل الفكرة ضفة تبحث عن نهرها ؟
لا الشعائر تجدي الانسان نفعاً ولا الطقوس
وحدها الاشارات
هي من يقرّب صلواتنا الى الفكرة وغطرستها .
اخترعت البشرية طوال التاريخ الكثير من الآلهة والأديان
كل دين مؤسسة
والمؤسسة سلطة
والسلطة تحتكر الحقيقة وحدها .
السقطات المتحدة للزمان ، تُنير في تشظي أسلحتنا الايمانية
كل فراغ عباداتنا التي تجتثها الفكرة المنغلقة على ذاتها .
لا صيرورة الإله المقنعة في نومنا المُعاش ما بين الفيض والحجارة
ولا النذور في المراتب المتحفظة لهدناتنا ومخاوفنا من لحظة النهاية
حيث الدودة توقظنا من كل أوهامنا وترهاتها .
وحدها الترصعات الملطخة لأحلامنا ، هي ما يمكن أن يعيننا على السهر
في القرون المتدثرة بشموس الشواطىء وانعكاساتها .
الفكرة
هي الجرح الغائر للوهم الانساني ووشمه الذي له
رموش مجرّحة تقوّض نفسها بنفسها
ومصائرنا جداول تنحدر باتجاه الهاوية دائماً .
لا خلاص
ولا معين .

28

تَنغلقُ عَلينا المتاهاتُ
والرَغبةُ ملحٌ يَتمرَّدُ في جفني النَّهر .
في انتظارنا لعَطيةٍ تَتعفنُ في خَدَرِ السَنواتِ . يَتقدمُ إِلينا الموتُ ويَقتلعُ برفقٍ صَلواتِنا الشَفيفةَ ،
وكما يُلقي الوقتُ جَمرتَه المرتعشة بَين ذراعي الليل ، تَتفتحُ وتسودُّ بَينَ أهدابنا القيثاراتُ والمرايا .
هَل لي أن أمنحَ الفكرةَ حريتَها لترفرفَ فوق الروح الكليِّ للطبيعةِ ؟ هَل لي أن أمنحَ الطمأنينةَ الى الانسانِ الفردِ ،
تَحتَ الشَجرةِ المظلمةِ للوجود ؟ صِمْتُ وَصلَّيتُ أنهاراً طَويلةً كي أمدَّ فجراً بَين الفكرةِ والواقعِ ومثلَ حلمٍ يُغمضُ
عَينيهِ سَيفُ الكلمةِ خَلفَ الضفافِ ، ناحتْ عليَّ المياه نُواحَ الحِجارةِ الكريمةِ . أينَ ولّى مَلاكُ العَهدِ الذي أيقَظني
تَحتَ النجومِ المصطفةِ مابَينَ الجَحيمِ والفردوس ؟ في الثَباتِ والاهتزاز،
في تَعالي الوجودِ على الفكر ، في الصدفةِ والاحتمال ، يُصالحُ القَلقُ بشِدقيهِ المفتوحينِ ،
مخالبَ الرَغبةِ والخوف . ما أجملَ صراخَ الإنسانِ فوقَ قمم العالمِ . انحلّي مِن قيودكِ
أيتها الصَّيرورةُ المسبيّةُ . المُصابةُ غيرُ المتعزِّيةِ ، يا مَن كلُّ أبوابِها مِن النورِ والياقوتِ .
سأعطيكِ هذهِ السنبلةَ لميراثكِ . استيقظي ، استيقظي والبَسي مَجدَكِ .
لولا الخوفُ لكانَ موتُ الجنسِ البشريِّ بلا قيمة .

29

تَقولُ اليَمامةُ
وسِّعي يا آلهةُ عِصْمةَ أسلحتكِ بَين العَلاماتِ اللامرئيةِ ، واشتعلي متدليةً فوق نَهديَّ الحائرين .
ظَليلةٌ عَطاياكِ يا آلهةُ وفَقيرةٌ أشجارُ صيفكِ المعلَّقةُ بَين القنديلِ والقنديل . افتحي بَنفسجةَ أهدابِكِ وامنحينا
كلمةً تنعشُ صَلواتِنا وتعمّقُها في الظلمةِ الوردية . امنحي الإنسانَ العاري في هاويتكِ الهيفاءِ ،
احسانَ الفَراشاتِ وغُفرانَها الأزرَقَ الوَديع . بَين أروقة المحسوسِ والمعقول يَرفع الإنسانُ ليَلَ النَّهر ويمحوهُ عبر شعلةِ
وعيهِ المُتحفّزةِ الى الحريّة . فجرُ السَّنةِ الذي يَجرحُ نفسَه في تنفّسِهِ يمدُّ أشعتَّهُ ويأسرُ العناصرَ الكليَّةَ لنومنا الذي تثقبُه
أسماكُ الأفياء . في تلمّسِ التصوّر والاستبطان ، في التَضاداتِ والمفارقات .
نَضْغَطُ على مِعْصَمِ الجَوهر ونُزيحُ عُلّيقَ التّصوراتِ الزائفة .
الإرادةُ وحركتُها
والرمزُ المجرّدُ مِن الزَمنِ والبيت
يَدلاّن الانسانَ على الثلجِ المنتصبِ مثلَ الجهنميّات فوقَ القبور النَجميّةِ لتَضرعاتِنا المَمحوَّة .
لا بَساتينَ ولا وَميض . وردةُ الأفولِ وتَجلياتُ الأنهار المنغلقة ، نَشيدُ محنتِنا الشبيهُ
بالصَلواتِ المزدوجةِ لنساءِ الاغريق . يَعِدُنا الثَعلبُ بَين أشجار السَرخس وَيقول :
إنْ جئتموني بآيةٍ ، فسوفَ أتبعُ أنهارَكم وأمشي وَسطَ مَصابيحِ الهَلاكِ . وقالَ الحَجرُ
: إذا لم تُحضِروا تقدماتٍ لآلهتِكم المقوضةِ الظِّلال ، فَسوفَ يَعصِمُكم الطوفانُ
مِن رَحيقِ الكلمةِ المجدولة . رُحْماكِ يا آلهةُ . يا خَصائصَ نَبيذ موتِنا ويا انعكاساتِ
قَناديلِهِ المترددةِ تردّدَ النَّغَماتِ بَينَ النفيِ والاثبات . ظلمةُ مغاراتِ الألم الانسانيِّ ،
تَتفجرُ وتَتوهجُ دائماً في شقائق نعمانِ أيامِنا .

30

في نِهاياتِ أعمالِكم المشيِّدةِ بحجارةِ القَرابين ، يحرِّضُ الشاعرُ الطَبيعةَ على تَخطّي
ذاتِها ويُغريها بالتَحرّكِ ، صوبَ قَناديل المطلقِ . يَنبَغي لَكم الآنَ أنْ تَعقِدوا هدناتٍ
مَع الفَراشاتِ وناياتِ الراعي المستسلمةِ للرَّمادِ والرِّياح . يَنبَغي الإنصاتُ لِما يقولُهُ
العُصفورُ لشَجرةِ الزَّعْفَران حتّى تَتمدَّدَ وتَتوحَّدَ الأفكارُ الجنسيّةُ للشُّهب ،
مرشداتُ المَلائكةِ الى كَينوناتِ أفعالِكم . الظلُّ السَميكُ لشواطىء شِفاهِكم المعفرَّةِ بالرُّقاد ،
يرفرفُ في أعماقِ العِطْرِ الداكنةِ والمتنفّسةِ بَينَ اهراماتِ المادَّةِ وتحوّلاتِها الشَفيفةِ .
في الاندفاعاتِ العَظيمةِ لإراداتِكم المخترقةِ أبوابَ العالم . لا قَناديلَ ولا سَكينة .
تلميحاتُ نجومٍ مِن اللَّبْلابِ العَتيقِ تَتوزَّعُ ما بينَها مصائرُكم التي قوّسَتْها مَشاعلُ
الهاويةِ الذَهبيَّةُ والوَردية .


31


في جلوسنا الهَش على صخور الوَقت المعفّرة بتراب الحيرة
نمّدُ أبصارنا الذَليلة الى أنهار بَطيئة الجريان ونَنزلُ الى الهاوية
حاملين نذورنا ذات العطور الفَقيرة . نَتلمسُ كسرة مِن حَياة متعفنة .
أنتَ الفاني ولا تدرك فناءك
ومثل ريح تَستَرخي في فراش الحَريق
تَبحثُ الكلمة المتقنعة فيكَ عَن صَيف
تَطلقُ فيه ملح صرختها .
هَل الزَمن ايماءة بلا حراك ؟
هَل تَصقل الطَبيعة حَجر تحولاتنا وتسلط الأفكار المتضوعة على عظامنا ؟
هَل يوّسعُ الزَمن مَعرفتنا أم يَكشف دائماً عن جَهلنا بالطَبيعة وبأنفسنا ؟
ظَهيرة السنبلة التي نَتجولُ عبر دَهاليزها المفتوحة على العَدم
هي الطَبيعة التي لا زَمن لها .
أينَ وَميض البَراهين الذي نَحتتهُ القرون واجتَثتهُ الأجناس في إيابها وذهابها
الى ما وراء السور المظلم للخَليقة ؟
في صعودنا الى أعالي الميراث والجذور، نعايش النجوم الزرقاء لوجودنا
الأبدي والمتحقق ، وما بَين تهشم المادة وحراشف العدم
تَزيلُ الأفياء اليافعة عَن طرقاتنا عوسَج الأحلام والفيروز ؟
افتح يا ربُّ ممرات فَجرك الينا نَحنُ العطاش الى اللازمان
أبوابنا موصدة تئنُ فيها رياح الليل والمَخالب .
افتح أنهار النوم وَسَنواته الشَبيهة بغَنائم فَقيرة .
مفتاح وملح غيابنا يطيِّران الشَجرة وبروقها
يطيِّران لَحظة الموت التي تفصل الثَمرة عَن شَمسها .
يَعكسُ اليَنبوع مرآته ، شَقيقتنا
وَتنفجر البذرة في ايماضة العَقيق المطمورة تَحت رموشنا الَنجمية .


32


أبحثُ في لَيل البَرية
عَن أصداء خلّفتها صَرخة الانسان
عَن جذوة شعلة وَشيكة العودة الى الأنهار
عَن حجارة وتنهدات نَملة فوق الثَمرة المحتضرة
عَن أبواب الزَمن المثقلة بالرماد ، وكلمة ناسك تَطوي انعكاساتها
تَعرجات الشؤم القَديمة لأنصابنا المُتعاقبة .
يَتقدمُ الزَمن فينا
ويشدّنا الى براثنه
كل لَحظة ، نأمة ، فكرة ، اندفاعَة ، برثنٌ وعظام العالم تَرتَمي مستَريحَة
في لَيل الماسة المنعطفة .
هَل نَنتَظرُ الآلهة في غبطتها وَهيَ تَترَقبُ قرابيننا المَشدودة الى السَراب ؟
هَل نَنتَظرُ تضرعاتها الحائرة في لبلاب العبادات وَصلواتنا الفانية والمتهجدة
فوق سهاد العالم ؟ الزَمن سَيفٌ يَشحَذ نَفسَه في الشَجرة الممعنة في تَهشمها
نقاسمهُ هواء الشَواهد المتغلغلة في شفاهنا وَيقضمنا مثل ايماءة موجة تَسهَرُ
في الافصاح عَن شَفافية نَهديها .
لَيل البَرية
العالم
سطوح غيوم تَنفلتُ عبر ضَربات طيور تقّوس الأحلام والاحساسات
التي يوقظها تَثاؤب المرجان في قبورنا التي تَستَعطف الريح .


33


نار الله تَتلظى عبر أدغال وَخرائب حَيواتنا المبعثرة في الهاوية .
أجراس الحَرير ومرايا فراديسه في الأعالي
وعصّارات الفضة خَضراء الجفون في أرض الفَجر المتلألئة .
يَنبَغي أن نَموت ميتة عَظيمة بلا خوف
لا أمل
لا أوهام
لا حلم بوعد .
موسيقى وَصرخات مصائرنا اللامرئية تفرغ حمولتها فوق جسور التاريخ
والقَبضة القوية للنور متنهدة فوق رَأس الشَجرة الإلهية .
مَجد موتنا معصم للكوكب الذي يَنفَلتُ ويَنسابُ هادئاً عبر ليَل الأزل .
يَنبَغي للانسان الواقف كَريشَة في سَعيه المَحموم للوصول الى سلّم الأبدية
أن ينظف العالم مِن قَذارات تَماثيل موته الشاخصة في أروقة الزَمن .
والطَبيعة تَستَردُ دائماً هباتها التي تَمنحها للانسان
يَنبَغي أن نُحيّي أولئك الذينَ رَحلوا وظلَّوا ماكثين في قَناديل الأزل .



34

نَموتُ في كل آنٍ بَعيداً عن شَواطىء رَغباتنا وسطَ رياح الادراكات التي تَتعَثر
بَين الكلمة والفكرة . طائر السنونو الذي يُحركُ عشه بَين السروات المرفرفة
في ليَل الصَيف الطنّان ، هو قَلَق الانسان الأزلي في انبثاقاته المتعرجة صوب
السقوط في الهاوية . هَل المادة هيَ الوَردة العَميقة للوجود أم ستار الطاقة ؟
هَل تَتماهى ادراكاتنا مَعَ موضوعاتها ؟ هَل الحَديقة والجبال والأنهار والتراب
هيَ احساساتنا ؟ نيران ارادتنا تُرسخ نَفسها بقوة في ظلمة العالم ، لكن فَجر
الزَمان الممتد بَين الوجود والماهية ، والاضافات المتعددة للفراغ ، تَطيحُ بالعَظمة
الانسانية وَهيَ تَتزَلزلُ وتَتقدم صوب الهاوية التي نُسميها الإيمان . الأشجار
المحملة بالأثداء الكَبيرة في طيرانها المترنح وَهيَ تَنفساتنا ، تَخفقُ في الهبوط
فوق وَميض المطلق . الطَبيعة والتاريخ تجليات لروح الانسان الكَبيرة التي
تضيء في رفرفتها الإلهية ظلمة العالم .

35

تَستَريحُ في ليَل وَنهار صَلاة اخناتون مذنبات مصائرنا المتعاقبة في الانشاد وفي النَشيج .
تَستَريحُ احساساتنا المقوِّضة والمُسيِّجة بالتوت البري في تبدلات النار المتمايلة ما بَين
ليَل الشواطىء وثمار الصيف الريّانة . أينَ ولّى أولئك الذينَ استباحوا مَشاعل فَجرنا
وقَرابيننا وأحرقوا الفَراديس ؟ استراحت تَحت الظل العَظيم للّحظة السَرمدية أحلام
الخَليقة وانزاحت الأوهام . وانخَسَفت جبال النوم الذي تَعبَث بَراكينه بمصائرنا تَحت
ظلمة القانون الكلَّي للحظة الميلاد المشؤومة . نار صَلاة اخناتون وأورادها الرؤومة
تُنجِّينا مِن الهاوية المتعرجة والمفترسة . تُنّجي سنبلة الحياة التي تظللُ مَسراتنا
وقيثاراتنا في ليَل الزَمان الضَنين . في ليَل ونهار صَلاة اخناتون يَقودُ طائر
الطيطوى مَسيرة الدفء الرَحيمة صوب يَنابيع وَعسل القرون ، ويَزيحُ الثلوج عَن قَناديل ليَل الانسان .

* شاعر من العراق يقيم في السويد



#نصيف_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للخلاص من رطوبة السنوات التي عشناها
- عندما ارتعد عدي صدام من قصيدة دادائية
- حوار السيد والعبد
- قصيدتان
- صلوات الكاهن الغجري الى السيدة الشفيعة المعشوقة والفانية
- كتاب الحكمة الغجرية
- 3 قصائد
- 4 قصائد
- عبد الرحمن الماجدي في مجموعتيه الشعريتين { أختام هجرية } و { ...
- 10 قصائد
- 8 قصائد
- الجثث مجهولة الهوية ببغداد والإرث العراقي في القتل
- معرفة أساسية :الحرب . الشعر . الحب . الموت . الفصل 12 الأخير
- نجوم اسمكِ وهندباء مؤامرات شفته المكشوفة للعقيق
- الأرض الغنائية الشقراء لشفتكِ وقناديلها التراتبية
- صمتكِ الذي يتصدر الشجرة الكبيرة المحتاطة على هاويتها
- سهر الانسان المنبطح على ليل الغابة الفانية
- صقركِ المنقلب باتجاه اللحظة الأخيرة للرغبة
- الشاعر . الصعلوك . الشحاذ . الكحولي
- مجموعة جديدة للشاعر العُماني زاهر الغافري


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصيف الناصري - أجمل العيش ، عيش التشاؤم والشقاء