أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - الإدارة والفن ... ثنائية القطيعة














المزيد.....

الإدارة والفن ... ثنائية القطيعة


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:15
المحور: الادب والفن
    


يسعى الفنان الحقيقي لتحقيق منجزه الابداعي وفقا لفهمه للفن كرسالة تقتضي بذل كل ما بوسعه لأجل ابداعه الذي لابد له وان يرتقي لأعلى مستويات النجاح ، وعلى اساس احترامه واخلاصه لرسالته هذه تتأسس علاقته مع المؤسسة بوصفها الطرف الآخر في المعادلة ، فهي التي تتبنى مشاريعه وتحقق له العديد من طموحاته التي طالما انتظرتها رفوف النسيان والاهمال والتي تعينه على انجاز مايمكن انجازه على المستوى العملي، لكن هذه الثنائية كثيرا ماتعرضت للتصدعات ان لم اقل القطيعة، وهنا تتناسل الاسئلة التي تصل احيانا لما يشبه الطلاسم التي تستدعي حلها، ولربما يتصدر السؤال الأول والمحير حقاً الا وهو : هل ان كل فنان ومهما بلغت قامته الابداعية مؤهل لادارة شؤون الفن على المستوى الوظيفي(الرسمي) ؟ وهل ان كل اداري مهما كان بارعا في فن الادارة يمتلك الكفاءة لادارة شؤون مؤسسة فنية؟ للأجابة على هكذا اسئلة علينا ان نصل لمستوى عال من المكاشفة والوضوح ، فلنفترض ان تشكيلياُ عملاقا كجواد سليم نمنحه مسؤولية مديرية عامة في حقل الفن فهل ياترى سيصل لمستوى مقنع من النجاح في مسؤوليته الادارية كما في ابداعه؟ لا اعتقد ان بالامكان المراهنة على هكذا نجاح أو لنفترض ان نمنح فؤاد سالم كرسي المدير العام لدائرة فنية فهل بامكانه ان يرتقي لدرجات النجاح التي حققها في حقل الغناء؟ الجواب سيكون قريباً أو مطابقاُ لسابقه. لقد مرت التجربة العراقية في هذا المجال بسلسلة عجيبة من الانكسارات والاخفاقات والخيبات المريرة، ولعل ما أسس له النظام الديكتاتوري من اساليب في تدمير هذه المعادلة ( الفن- الادارة) وقلب موازينها بطريقة غير اخلاقية حملت العديد مما رأيناه وعشناه وسمعناه، حتى وصل الأمر للحقل الاكاديمي ، فنحن نتذكر على سبيل المثال ان كلية الفنون الجميلة كانت في مقدمة الاكاديميات العراقية التي خضعت للتبعيث القسري نهاية سبعينيات القرن الماضي مع بداية انهيار تجربة الجبهة الوطنية، وراحت هذه الاكاديمية التي انجبت جيل جواد الاسدي وفيصل لعيبي وغيرهما تلد اجيالاً من ضباط اجهزة الامن والمخابرات وامتد الحال ليبلغ كلية الاعلام مذ كانت قسماً ، وراح هذا العصب الحساس واعني الاعلام يغرق بحملة المسدسات ومرتدي(الزيتوني) وجميعنا نعرف وبالاسماء قطعاناً من الطارئين على الاعلام كيف تسيدوا الواجهات الاعلامية المهمة، وهناك العديد من الوقائع التي تختزنها ذاكرتي وبامكاني سرد تفاصيلها لولا حرصي على الانفلات من ثيمة ملفنا هذالكنني وللأمانة التاريخية اذكر هنا كيف قام الزميل الاعلامي الشجاع نبيل جاسم في أثناء واجبه كمراقب في احد الامتحانات وكيف امسك بطالب يمارس الغش وكان هذا الـ (طالب) من طاقم حماية الرئيس المقبور صدام ما اوقع عميد الكلية في حرج لايحسد عليه. هنا يفرض سؤال آخر نفسه اذ كيف تدير مثل هكذا نماذج او مقاربة لشاكلتها مؤسسات فنية؟ واين نجد من يدير مؤسسة فنية وله القابلية الكاملة والمستوى العالي من الاداء الناجح الذي يحتوي أمزجة متباينة ومن ثم كيف نراهن على تحقق مستوى النجاح في طرفي هكذا معادلة، وللاجابة الأكثر وضوحاً وصراحة ان عاملين فقط يتحكمان في اجتياز الأزمة الا وهي الكفاءة والابداع، ولنؤسس لشعار جديد أو نرسي دعائم قاعدة جديدة مفادها (اعطني مديراً كفوءاً اعطيك ابداعاً عاليا) واعني هنا بوضوح اعطني مديرا متخلصاً من روح الطائفة والخندق والحزب ولايمتلك سوى النزاهة في طبيعة اداء مهامه الادارية مثلما تعطيني مبدعاً غير منشغل بالارتزاق والاستجداء والمكرمات والهبات والولاء الاعمى لمن يدير مؤسسته، وهنا ستتحقق النجاحات كلها.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله صخي: مصطلح الداخل والخارج يظلم الأدب برمته
- انتبهوا لهذه النغمة!
- بغداد .. المتنبي .. و الناس
- ألأثر الشعبي في رواية (خَلف السَدة )
- شعراء المنصة
- بالدموع والرايات الحمراء ودعناك يا كامل
- الصمت المزري
- العراق في عهد قاسم.. تاريخ سياسي1958-1963
- عبد الكريم قاسم .. من ماهيات السيرة الذاتية
- احمد خلف: الشعر الشعبي مبتلى بالمتطفلين عليه
- القاء القبض إعله الدمعه!
- احذروا التوقيع !
- الجحيم المقدس ..رواية جسدت وحشية الفاشية وتضحيات الكرد الفيل ...
- أزمة المعرفة
- محمد الغريب.. ضمير جيل
- سياحة في بقايا قصر الطاغية
- عواد ناصر: ادعو الى اطلاق مبادرة تتعلق بتأسيس (ثقافة الاعتذا ...
- النزعة العدوانية التي خلقتها الاغاني التعبوية
- مازن لطيف علي: ظاهرة المهرجانات تعيد إلى أذهاننا الصورة المو ...
- من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم غيلان - الإدارة والفن ... ثنائية القطيعة