أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الاسلام لم يختطفه أحد – والعكس صحيح .















المزيد.....

الاسلام لم يختطفه أحد – والعكس صحيح .


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يردد بعض المفكرين الذين نحترمهم القول بأن الاسلام قد اختطف .. اخنطفه رجال الدين والمفسرون .. فأضاعوا منه – ما يسمونه بالسماحة . وانهم هم الذين انحرفوا به ... ! . وهذا الكلام غير صحيح . في رأينا . ويجب ألا ينسب للفكر ولا للتاريخ .
كتابة الفكر وكتابة التاريخ تختلف عن شغل السياسة والدبلوماسية وعمل البيزنس.
فرجل السياسة والدبلوماسي يمكنه أن يناور ويجامل ويلطف ويزين المسائل والأمور لتمرير الاتفاقيات وتحسين ودفع العلاقات . لأجل عقد الاتفاقيات المفيدة والمطلوبة لبلاده ..
وكذلك رجل البيزنس يفعل نفس الشيء. فيجامل ويهادن ويشد تارة ويرخي تارة أخري وقد يتازل عن شيء ليربح شيئا آخر أهم عنده مما تنازل عنه..
وهذا وذاك مشروع في قوانين السياسة والدبلوماسية وقواعد وأصةل البيزنس ..

أما رجل التاريخ الحافظ للأمانة وكذلك المفكر الجاد والملتزم أمام نفسه أولا .. فكلاهما يكاد يكون كرجال الرياضيات والحسابات : 1+1 =2 لا أكثر ولا أقل .. ، و 5X6 = 30 لاأكثر ولا اقل .. ولرجال السياسة والدبلوماسية ولرجال البيزنس أن يحتسبوا تلك الحسبات التي حسبها التاريخ والفكر كما يشاءوون ..بالنقص او بالزيادة .. وغالبا لا نلومهم .. فهم أدري بعملهم المطلوب فيه تحقيق انجاز ..
ولكن رجال التاريخ ورجال الفكر ليس مسموحا لهم بأن ينقصون أو يزيدون في الحساب .. بل عليهم أن يعطوننا الحسابات الصحيحة . ولنا الحرية في التصرف بعد ذلك حسب مصالحنا . موافقة و مخالفة لحساباتهم .. ولهم الشكر علي ضبط الحسابات لكي نعرفها .. وان تصرفنا مخالفة لها .. الا أننا يجب أن نعرفها صحيحة بلا زيادة او نقصان .. فقد ننقص او نزيد في حساباتهم التي حسبوها لنا اليوم .. ولكننا قد نحتاج الي حساباتهم نفسها الصحيحة غدا لنرجع اليها ونستشهد بها هي نفسها ...! لذا فحساباتهم يجب أن تكون صحيحة وجاهزة .. وعلينا وزر مخالفتها ان خالفناها لا عليهم ...

في التحكيم العرفي عند العامة .. كثيرا ما يضغط المحكمون علي صاحب الحق – الضعيف - .. ويخطئوونه . ويطالبونه بالاعتذار للظالم - القوي - .. أملا في الحصول علي حق الضعيف من القوي بعد تكبير القوي و وتعظيمه والايهام بأن تنازله عن الحق – او ما يمكن منه – لصاحب الحق . انما هو فضل منه وكرم أخلاق ونبل وشهامة ....!
ويرون تلك الطريقة هي السبيل الوحيد لاخذ حق رجل ضعيف من بين يدي رجل قوي اغتصب حق الضعيف . و من الصعب انتزاع ما اغتصبه الا بتلك الطريقة ..
فماذا نقول لهم اذا وجدناهم يطالبون المظلوم بالاعتذار للظالم .. ويضيفون للظالم امتداحا واكبار وتعظيما له . من عندهم .. ؟!
لهم العذر فذاك قانون العرف الشعبي – لا القانون المدني العصري الصادر من سلطة تشريعية والذي تنفذه وتحميه سلطات أخري ..

أما أن ينهج المفكر أو المؤرخ نهج المحكمين العرفيين أو يسلك أحدهما مسالك رجال السياسة والدبلوماسية – ورجال الأعمال – بدون ان يكون كذلك - .. .. أو يخلط السياسة والدبلوماسية والبيزنس بالفكر او التاريخ ...! من فوق منبر الفكر .. مخالفا اصوله وقواعده . فهذا افساد لا يحق له ولا يجوز ...

وهناك من المفكرين ما يفعلون ذلك عندما يكتبون عن ظلم الاسلام . الدين الظالم ومؤسسه صاحب تلال المآثم ..
اذ يذهب هؤلاء الي مجاملة الاسلام و امتداح " القبضاي " الذي أسسه. وبعظموهما ويغدقوا عليهما من آيات الفخار والاكبار ما ليس بهما ابدا .. أملا في شحذ همة لن تشحذ . وبغية في اصلاح عوج هيهات ثم هيهات ان ينصلح ... !

وقد توصل هؤلاء المفكرون واتفقوا اتفاقا غير مكتوب بينهم علي انه كلما انكشفت عورة من عورات الاسلام أو خطيئة من خطاياه وكلما حدثت جريمة من جراء تعاليمه المفرخة للجرائم والآثام .. سارع هؤلاء المفكرون بالقول الذي اعتادوا علي أن يرددونه باستمرار :
ما هكذا الاسلام . بل رجال الدين قد اختطفوه ... ولكن الاسلام دين رحمة ودين انسانية ودين تسامح ...!!
وهو كلام يشبه تماما ما يفعله المحكمون في التحكيم العرفي . كما ذكرنا من قبل ..
ويشبه قول رجال السياسة والبلوماسية .
علي سبيل المثال :
تعقد مباحثات سياسية واقتصادية بين احدي دول الشرق الأوسط وبين تركيا . فيقول الجانب المصري او السوري مثلا .. في كلمة الترحيب وافتتاح جلسة المباحثات . انه يشيد بالعلاقات التاريخية الطيبة والقديمة بين البلدين والشعبين الصديقين .. ! بينما العلاقات كانت احتلال عثمانلي ونهب وسلب وقهر وضرب وتعذيب وسخرة علي يد العثمانلي التركي . وبما يستوجب طلب اعتذار ودفع تعويضات من تركيا .. ولكن رجل السياسة والدبلوماسية يريد تمرير المصلحة المتوقفة علي ابرام الاتفاقية الاقتصادية والتجارية وليس اضاعة وقته بالنبش في الماضي .... - وبالطبع هناك ماضي لا يجوز النبش فيه أو يجب تاجيل ذاك النبش . أو الغائه . وهناك ماض يجب الحفر ولو لعمق كيلومترات لأجل اجتثاث جذوره الخبيثة ...- .

هنا يجب علي المؤخ أوالمفكر ألا يتطوع بالكتابة أو بالافتاء ليكون كورس يردد ويؤكد الكذب الذي صرح به رجل السياسة والدبلوماسية في تلك المناسبة .. بل يدع ذلك لكتاب السلطة – ومثلهم كتاب النفاق الكهنوتي -.. وألا يقول رأيه كمفكر أو كمؤرخ في ذاك الوقت لكي لا يفسد عمل السياسيين . وان سئل فعليه الاكتفاء بالقول فلندع السياسيون يعملون ما فيه صالح البلاد .. ولا يؤكد ما قاله السياسي كذبا عن علاقات تاريخية طيبة مزعومة قامت بين البلدين . ولا ينفي ذلك . ويحتفظ برأيه كمؤرخ أو كمفكر . دون تنازل ودون تفريط أو تساهل . لأن نفس السياسي
الذي زعم اليوم ما يخالف رأي الفكر والتاريخ . قد يحتاج غدا أو بعد غد اليهما لمطالبة تركيا بالاعتذار التاريخي وربما لمطالبتها بدفع تعويضات ... ! .
وعليه يجب أن يبقي راي المفكر والمؤرخ سليما مصانا لوقت حاجتنا اليه.
--
عزاء واجب :
وداعا الزعيم منصور رحباني ..
رحل عن عالمنا في الايام الاخيرة . الزعيم الكبير منصور رحباني .
والزعيم الراحل ليس من الزعماء الذين يتسببون في يدمرون جنوب لبنان بسؤ تقديراتهم . ولا ممن يتسببون في تدمير غزة برعونتهم وبجهلهم السياسي المرغوب لدي الغوغاء. ولا من الزعماء الذين لم تات حروبهم الخائبة سوي بالهزائم والدمار والفقر ..
كلا .. وانما هو مثلنا من ضحايا زعماء الحروب الخائبة والهزائم المنكرة والانتصارات الشعرية العنترية . هؤلاء هم الذين يدمرون أولا باول ما كان يزرعه في قلوبنا من نغم وحب وأمل في الأمان والعدل والخير والامان . كل من الزعيم منصور رحباني وشقيقه الزعيم الراحل عاصي رحباني و الزعيمة المحبوبة " السيدة فيروز " .
عزاؤنا لكم جميعا. في رحيل زعيم من الزعماء الذين لا نختلف حول لكون زعاماتهم في القلوب وليست في الحناجر .
**** **



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ضحايا الاسلام – الشيخ عبد الله السماوي –
- الناس والحرية 21
- من خيرات الاسلام
- حصان اسمه فلسطين !
- الناس والحرية - 20
- كلية طب الحجامة – جامعة بعيركو
- منوعات بانورامية
- مسلم وملحد في الاحتفال برأس السنة
- الناس والحرية – الحلقة 19
- حركات التحرير الكاذب – من مراكش الي كوردستان –
- مصحف هيرو هيتو - 3
- شاعر الجغرافيا - افسد علما فجعلوه رمزا ! - الحلقة 17
- شعوب ادمنت الهزائم وتهوي اختلاق البطولات !
- من أدب شاعر الرسول صلعم / 2
- فوائد صلاة الاستخارة - لقطات من رواية علاء الاسواني - شيكاغو
- شيخ الأزهر: وقضية مصافحة الاسرائليين!!!
- أدب الاديان و شركات التليفون / من مذكراتي في كندا
- رسالة - بن المقفع - الي -ريزكار عقراوي - - بمناسبة 7سنوات عل ...
- لماذا انتقاد الاسلام بالذات ؟
- صهيونيتهم وصهيونيتنا


المزيد.....




- مصر.. مجمع -البحوث الإسلامية- يشير إلى معاملات في أوقات الأز ...
- القدس.. طوائف مسيحية تحيي -الجمعة العظيمة- بحزن
- إسرائيل.. اليهود المتدينون يعارضون ضغوط إلحاقهم بالجيش
- إلغاء مشاركة البابا فرانسيس في موكب درب الصليب لأسباب تتعلق ...
- شاهد: مسيرة للمسيحيين في شوارع القدس إحياء ليوم الجمعة العظي ...
- لبنان.. تجسيد صلب المسيح في الجمعة العظيمة
- شاهد: 125 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في ...
- 150 ألف مصلٍّ يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبار ...
- 125ألف أدوا صلاة الجمعة الثالثة في المسجد الأقصى
- 150 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - الاسلام لم يختطفه أحد – والعكس صحيح .