أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - المنجز الدلالي للقصة المعاصرة















المزيد.....

المنجز الدلالي للقصة المعاصرة


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 08:36
المحور: الادب والفن
    



عبد الله طاهر البرزنجي/ مجموعته القصصية (الوالي) من القصص الكوردية القصيرة جدا / منشورات مجلة( كه لاويز نوى) سلسلة خاصة بمهرجان (كه لا ويز الثقافي) الثاني عشر 2008 / تحتوي المجموعة على (14) قصة بعضها سبق نشره في الصحف اليومية والمجلات الدورية.

اختلفت جميع المدارس الادبية للتعريف بالنص القصصي
( القصص القصيرة جداً) والتعيين لهذا الجنس الادبي في القص، اصبح واقع يمثل العصر والمحن التي تواجه القاص، كيفية البناء الخطابي، هي لا تقل قيمة من حيث السرد واللغة وادوات ذلك المنجز، وللنظر في العلاقة بين الشكل والمضمون، تحفز القارئ و(المتلقي) لقبولها ضمن جنس القص، وما الى ذلك من رصد في النص ووظائفه الحكائية.

القاص عبد الله طاهرالبرزنجي، يشتغل على اللغة في اقتناص الحدث، واقعيا يمارس الانتباه في تحقيق صفة المعاصرة، عن طريق المجاز من حيث أنه يملك القدرة على خلق الحدث وتحويله عبر المتخيل الى نص، يقدم تجربته الابداعية بنمط تجريبي حديث، يمل إسلوبه ونوعية جديدة في الطرح، قد نقول انه متفرد فيه.
قصة( الحالة) يبدأ بحكم لغته ووعيه بالحياة استخدام ظلال مرئية بوجود مستقل، يشع على قصصه من جوانب عدة بالدلالة لواقع كوردستان العراق، يظهر فيها مضمار جديد لواقع مؤلم صنعته ظروف قاسية، وشخصياته رغم أنهم لا يقاتلون في جبهات القتال أو معركة، ولكنهم مقتنعون بكل ما يحدث في واقعهم، وانهم اقوياء كقامات الاشجار الباسقة، نفهم من قصصه ان للظلم الوان قاتمة كالغيوم السوداء في فصل الشتاء، ولا بد ان تنزاح في يوم وتشرق الشمس على الحياة وتبتهج.

قصة( القرار) وجدت فيها قوة في اللغة وتعبير صادق، جميلة مكوناتها، وصيغة الطرح العفوية والعميقة، لما تحمل من سياقات في الحوار الذي يشير الى الجهة الاخرى من المصير، في اظهار الجد من الهزل في القضية المراد اظهارها، حيث لا بد من قرار حاسم في اغلب الاحيان، كي تكون الوقائع اكثر نقاء، من اول كلمة في القصة الى النهاية، تشع بالابداع في طرح الدراما العامة للحياة، يلازمها شعورا يأخذ بخطين في ايطار التفكير المستفز والمطلوب في آن واحد، إذ يقول:
- اقطعه يا دكتور.. اقطعه ففي عالم اصم سيان بين أن نملك لسان أو نفقده.

قصة(شجرة النسب) طبيعة الحياة المتلاحقة بانهياراتها، والصراع المتسارع هو ما تداخل في حدث هذه القصة المؤثرة، قد تكون سبب على حرمان انسان من قوته وثبوت قدرته، وتعمل على انهاء حياة فرد يشكل خطر اظهار وجوده، لذا كان الاخذ بالحسبان عدم الاعلان عنه، احداث القصة، إستثارتني لأنها لا تحمل الابتذال حول فعل الشخوص وتصرفاتهم المشحونة بسعير الواقع.

قصة( الرئحة) كاني عشت وقائع أحداث هذه القصة التي تبين واقع مر لحياة تعم فيها الفوارق الطبقية، طفل يعمل من اجل لقمة، وهو لا يملك حتى حق الرئحة النبعثة، وكيف يُنهَرْ من قبل ذلك الرجل الذي لا يحمل أي رحمة في قلبه على مستوى الحدث في القصة، ونجد أنَّ الصراع قائم بين نقائض الحياة.

قصة(التباس) ينظر من خلال هذه القصة الى واقع حياة لا تنتهي اشكالياتها وتصور دقائق حضورها المر، عبر رؤية توافق القارئ وتعلمه بما يجري حوله، واجد ذلك واضح في الطفلة شيرين التي اوهمت بالخرافات ومنها وجود الجن، وكيف يستفاد الكاتب عبد الله طاهر من الاشتغال على هذا الجانب من الموروث، مازجا خوف الطفلة بالحدث، السرد في هذه القصة في قمة ابداعه، القصة تتميز بوجود خاصتين براءة الطفولة، وقسوة الحياة، اما وجود الاب هو مركز احتماء الطفلة والقوة التي تبعد عنها المخاوف، شيرين بوجود والدها اقتنعت بكسب القوة والشجاعة في فهم التخلص من الخوف.

قصة (الوهم) تلعب فكرة الدراما خاصية منهج التجريد، واقع محسوس نسج لحياة قد تكون واهية، اشتغل القاص عبد الله على شيء ايضا من الموروث ومزج ما بينه وبين الرغبة داخل الانسان في الاعتماد احياناً على الاخذ من الماضي، لذلك في نهاية القصة استعمل ذاكرته التي اوحت له بأشياء لابد من القيام بها وفي نفس الوقت ساعدته على التخلص من الموقف الحرج.

قصة(الاخفاق) هنا كان دور البطل الذي يعيش مأساة الرغبة فيما يريد والرغبة فيما موجود على ساحة الواقع، شاسع الفرق بين تلك الرغبتين المتداخلتين، وفي تحقيقهما.

قصة(ملاذ) من حيث الفن التعبيري للدراما، تأتي جمالية اللغة في السرد متوائمة مع الحدث، اتبع منهج التجريد في هذه القصة، ونشاهد القاص عبد الله عطل الدراما واشتغل على ممارسة تصرفات الشخص داخل الموقف المطلوب، باستعمال الاسلوب الداخلي المغذي للدراما، بحق قصة شيقة في اتباع الاسلوب والسرد.
قصة( صوت) التفكير الدرامي من ناحية ذهن الكاتب القاص عبد الله واسع التفتح، فهو لا يقف عند سطح الحدث بل يمر بقوة على وحدة الموضوع مؤثراً بالقارئ، منبهاً لأفعال الردود، وللافعال الواردة بوعي كبير، المرأة منهمكة في عملها ولكن الصوت الآتي من الخارج اقلقها وعطل مسار تفكيرها حول رغبتها في اكمال عملها، الصوت يعبر عن وجود شيء ما غير طبيعي في مثل هذه الساعة من الليل، قلبها الجزع من ما يحدث من مصائب حرك داخلها ظنون حول شيء ما، لا تريد تبرير ولكنها تتوجس من ذلك الصوت خاصة وانها لوحدها مع طفلها النائم، اشتغل القاص عبد الله على الصراع والتكنيك في حبك القصة، باعتباره ان فكر المرأة كان في صراع مما تسمع من صوت ومما سيحدث لو حدث ما تخاف منه، والصراع يعني مجمل الحدث في هذه القصة، في مجتمع عرك الخوف وعاش انواعه ولم يسلم من شره لا امرأة ولا رجل ولا حتى طفل، ولعبة الخوف رغم مقاومتها هي متجسدة في واقع أليم وتبادل بين مقتضيات الحياة المعاشة حينها، عندما كسر الرجال الباب وقادوا المرأة معهم تاركين طفلها وحيد في المهد، مشهد كتب بخطاب له خصوصية في السرد المندمج بحبكة متينة لدرما قوية.

قصة (صراحة) يقدم القاص عبد الله في هذه القصة طاقات ابداعية رهن حكاية مخترعة، واضعاً قواعد جديدة في استخدام علاقة الحوار في وضعية لها تأويلها وخصائص الاحداث الحقيقية، لذا نجد النص قابل للتأويل من خلال الحدث والواقع للنص المسرود.

قصة (حالة) العنوان نفسه معاد في القصة الاولى في صفحة (5) مع ان المضمون مختلف في هذه القصة التي في صفحة (19) وكانها تحمل كثير من نفسية القاص عبد الله من حيث السرد، فهو اب فقد ابنه ( مع انه لم يذكر حالة كيفية الفقدان، واين حدث ومتى) الجدل الموجود في حوار القصة يوحي بالعمق والوهم، فالجد عبر حفيده يحاول اعادة صورة ابنه المفقود، القصة توحي بحالة نضال مستمر امتد من جيل لجيل آخر ولم تكن النتيجة كما يرغب الجميع، والمعانات اليومية حالتها لم تتغيير عبر الاجيال المعذبة ومازال الامر سائراً بنفس المنوال.

قصة ( الزهو) تظهر هذه القصة من خلال الاحداث، نوع من التعبير عن واقع ملوث لعالم او لنقل لفئة تعيش شيء من التخلف، لا يعني لها نضوج الفكر بشيء لان هذه الفئة بحاجة لشيء تجده اكثر فائدة، المثقف رغبته ان يكون الجميع فاهم للحالة المعاشة من الناحية الفكرية، هي اشد واقوة من سد رمق الجوع، لأن الانسان عندما يفقه حاله ووضعه ما وله وما عليه وما هي الاسباب المؤدية لحاله ووضعه المعاش سيكون اكثر قوة واثبت قدما، ولكن حال الشاعر كمثل حال الرجل الذي اوقد فانوس في عز النهار وعندما سئل عن سبب فعله هذا، قال: العلم نور به تضاء افق انفسنا، ولكن الجميع اعتبروه مجنون، الشاعر هنا جدا معذب، ومع هذا يبقى مصر على موقفه عله يجدَ هناك من يفهم قصده ومدى سعادته لما يملك من رؤية لا تبلغ الجميع من حوله وفي نفس الوقت يؤلمه الجهل المحيط بهم، فهو يسرد القصة بلغة ادبية رفيعة المستوى، نص سردي عابق بالدلالة في عوالم المحكي يشكل مساحة للتأمل.

قصة( الوالي) تعنى بالخرافة والواقع المعاش، تحمل حوار بين الام وابنها، هي تؤكد على ان للفأل دور في حياة ابنها، والابن يؤكد على ان الحياة اصعب مما تتصور امه الطيبة القلب، قصة دعمت بالحظة الفنية من حيث التطبيق، وحملت وجه نظر خاصة ارادها القاص عبد الله طاهر، بين ما يعتنق من مواقف وبين ما تفعله الايام دون ان تعود لمخلفات الماضي، سائرة بقسوتها آكلة كل ما يصادفها دون رحمة او انصاف، لأن هنالك ضمير مات وماتت معه المفاهيم المتآلف عليها هذا ما تؤكده الام، اما الابن فهو عاقر الايام وعلم كم هي قاسية ولا تحترم انسانية الانسان، وامه ليس جاهلة الامور لكن قلبها والحنان الذي تكنه لابنها يدفعها لتخفيف وقع الالم الذي يصاحبه والقلق الذي يعيشه بسبب الوضع الراهن وما يعاني الشباب في كوردستان وما يعتنقون من مواقف بقدر صعوبتها مصرين على التواصل لتحقيق هدفهم في القضية التي من اجلها يواجهون.

القاص عبد الله طاهر البرزنجي اعطى صور مختلفة في قصصه لواقع كوردستان، ومعاناة شعبه في البحث عن قضية مصيرية (وطن مستلب وحق مهدور) قدم ملابسات بخلجات من النفس صادرة بصدق، هو ايضا معتنق هذا التصادم بين الحياة والظرف المعاش باحثاً عن تغيير بكل ما امكنه من ذلك من طاقة وقوة وفهم، وبكل ما يملك من ادراك ووعي، القاص عبد الله اعطى رؤية جدية وجديدة من خلال رصده مثل هذه الاحداث وكتابتها كنصوص قصصية توثق لتاريخ كوردستان العراق، بأنامل عركت الالم واصابع عرفت خشونة اللحظات القاسية، لشعب عانى طويلاً، وتغذى على انواع من الويلات والمطاردات والتعذيب والتهجير والقتل من أجل اسكات صوته، والظلم لن يدوم وان دام دمر، وما يملكه شعب كوردستان من عزيمة ستدحض كل الظلم.



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب
- التضاد بالتفاعل ذاتياً يرمز للمعرفة
- جمر الحب يشبع أسفار الحلم
- شجرة البلوط
- أنين التضاريس وكؤوس المشاعر
- أنين التضاريس
- تمثيل الثقافة العربية
- ثائر العذاري....علامات الكؤوس الممتلئة
- لوركا الموصل يقلب حكمة الوجود
- الكتابة طريق للبحث عما هو خارج ألذات
- القاص نواف خلف السنجاري.. ابتسامة نصف ساخرة بإحساس
- عاصفة بياض مشرقة
- القنص وسيادة الاستفهام
- ساوين حميد مجيد. .... للمرأة فطنة منبثقة وإبحارفي معجم الصوت
- المرأة والعنف الممارس ضدها
- منقصص القمر المنشور/عابرة / نفس / غبار / غرز الوقت
- من قصص القمر المنشور/لم تنساه/ تكسر /عقاب
- من قصص القمر المنشور //مشروع / دولاب / مجرد شك
- توافق / مديات ضيقة/ حلم عمود / من القمر المنشور
- من قصص القمر المنشور / قناديل / اعمدة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحاب حسين الصائغ - المنجز الدلالي للقصة المعاصرة