ملاحظات على بيان حزب الشعب الفلسطيني

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 09:08
المحور: القضية الفلسطينية
    

اصدر حزب الشعب الفلسطيني بيانا كان عنوانه ( بالوحدة الوطنية نهزم اهداف العدوان ) , وقد احتوى البيان في جانبه الانساني على حمل التعازي والامنيات لمصاب جماهيرنا في قطاع غزة , وهي المشاعر التي يحملها ( كل ) فلسطيني مهما كانت وجهة نظره السياسية , فيما حدث , ولو ان هذه المشاعر لاتلغي من نفوسنا مرارة الشعور بالعجز عن نصرة القطاع , والتي فرضتها على باقي الشعب الفلسطيني حالة شتاته واعتقاله خلف حدود جغرافية سياسية جمركية امنية , اولا وتحت وطأة اهمال ( كل المستوى القيادي الفلسطيني لمختلف القوى الرسمية والفصائلية ) تعبئة وتنظيم الشعب الفلسطيني وابقاءه في حالة تواصل واتصال , ان الخضوع ( الفلسطيني) للشرعيات الاخرى وعدم وضع الشرعية الفلسطينية في اعلى سلم الاوليات كان من الاسباب ( الرئيسية) لاجتراء العدو على الاتيان بهذا العدوان على قطاع غزة وبهذا المدى من الوحشية , وهو الامر الذي يشير الى تلك المسافة التي قطعتها ( القيادات الفلسطينية ) وابتعدت بها عن الجمهور الفلسطيني مخزون بقاء مقولتها النضالية واستمرارها , وهي من سلبيات النهج النضالي الراهن في الحالة الفلسطينيةوالتي يجب على المراجعات الفلسطينية ان لا تستثنيها من الاهتمام .

اننا لا يمكن ان نفهم بيان حزب الشعب الفلسطيني الا باعتباره ابداءا لوجهة نظره في هذا الحوار السائد في الوضع الفلسطيني حول مقولتي الانتصار والهزيمة , هذا الحوار الذي يدل على الخواء الفكري للمتحاورين والذي لا يفعل سوى ان يصب في تعميق الحالة الانقسامية الفلسطينية , ولا يفعل سوى ان يكون مؤشرا لغباء المتحاورين اللذين ببساطة يقفزون عن بدهية سؤال ( متى اعتبرت قومية مهزومة ؟) فالقوميات لا تهزم لا بوجودها ولا بارادتها النضالية ولا بقدرتها على تحمل التضحيات , بل التي تهزم ( اجزاء منها ) هي البرامج القيادية والجسم القيادي , وفقط بالاجابة على هذا السؤال يمكن تقييم نتيجة ما حدث بغزة ان كان انتصارا او هزيمة , اما الشعب ياعتباره الجسم المادي الرئيسي للقومية فهو الذي ستنعكس عليه وبه نتائج الانتصار او الانهزام , وفي هذا المجال فحسب يمكن الاحتساب ,

الى اين تتجه امور القومية الفلسطينية ؟ في قراءتها لعبر ما حدث في غزة , هل تتجه الى الوحدة الوطنية , عبر اعادة تقييم موقع التناقض الديموقراطي نسبة الى التناقض الوطني ؟ هل تتجه الى الغاء التعددية العسكرية كاساس لحالة الانقسام , ام تتجه الى تكريس التعددية العسكرية تعميقا للحالة الانقسامية ؟ هل تتجه امور القومية الفلسطينية الى التمسك بوحدة الشرعية الفلسطينية ام تتجه الى تفريخ المزيد من ( منظمات التحرير ) على قياس تعددية الاتجاهات النظرية والعقائدية , وهل تتجه الى العمل على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني , ام ان هذه الاستقلالية هي فقط عن حليف النضال لا عن المحور العالمي والاقليمي والتمزق على صورة تجاذبات طموحات التوسع القومي في المنطقة ما بين مصر ومحاولة القوميات في المنطقة التوسع على حساب اشقاء العرق والعقيدة في مقابل الطموح الصهيوني في تحقيق شعار اسرائيل الكبرى , هل تتجه القومية الفلسطينية الى رؤية الضرورة العملية للجمع بين كافة اشكال واساليب النضال ؟ ام تتجه الى التخصص في تسويق الذات الفصائلية على حساب القضية الوطنية ؟ ان القوميات تتلاشى بصورة تدريجية تحت ضغط فشل المستوى والبرنامج القيادي المرشد للسلوك والمنهاجية القومية في الحفاظ على الذات القومي , ويبدو ان ( المستوى القيادي الفلسطيني) مصر على السير بهذا النهج , للاسف.

ليس ابداء الملاحظات السابقة اتهاما لبيان حزب الشعب الفلسطيني , بل هو شد انتباه للحزب حول ضرورة معالجة المسائل الرئيسية التي تعيد تشكيل النهج الفلسطيني في حالته النضالية الراهنة , فالبيان السياسي للحزب يجب ان يرفع من نظر الجمهور ويوجهه باتجاه مسائل النضال الرئيسية وان يرشده حول جوانبها المختلفة ( الرئيسية ) اما استمرار مخاطبة الجمهور في عام 2009 كما كنا نخاطبه عام 1965 فدليل انكفاء روح النضال النظري في الحزب ودليل اهمال تربية الكادر حول مهمة الارتقاء عن عفوية الفكر السائدة عادة في كل المجتمعات , فهل جاء في بيان الحزب مؤشرا على انتباه مستواه القيادي لهذه المهمة

لناخذ مسالة واحدة مما جاء في البيان , فالحزب يتخذ موقفا عاما سلبيا من مذكرة التفاهم الامريكية الاسرائيلية , دون ان يتقدم خطوة الى الامام ليحدد ماذا يرفض منها وفيها , واذا كنا نتفق معه في رفض الجزء المعادي لحالة النضال الفلسطينية , فهل نتفق معه فعلا في رفض محاولة التمدد والتوسع الايراني في المنطقة وكذلك في محاولته تحجيم المنهج السوري الذي يخرس ويلغي مهمته القومية في تحرير الجولان ويوظف دم العرقين اللبناني والفلسطيني لتحقيق مصالحته مع السوق الراسمالية العالمية ومراكزها الاستعمارية وكذلك الكيان الصهيوني , اليست انتهازية النظام السوري في منتهى الوضوح ؟ ام هي خفية على رؤية الحزب النقدية ؟ لقد ان اوان ان يوجه السؤال الرئيسي لكافة الفصائل الفلسطينية وهو هل انتم فلسطينيين اولا او اخيرا ؟؟؟؟؟

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات