أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - غاندي وستراتيجية اللا عنف الإيجابي














المزيد.....

غاندي وستراتيجية اللا عنف الإيجابي


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 05:38
المحور: المجتمع المدني
    


كان غاندي يقول: (ان عدم العنف هو اعظم القوىفي خدمة الجنس البشري.. انه اقوى من اقوى سلاح للتخريب ابتدعته عبقرية الانسان).
ولكن أين هذا الصوت الانساني وسط ازيز الطيران وجعجعة السلاح ودوي القنابل والتسابق المحموم في صنع وامتلاك الاسلحة الفتاكة والمدمرة.

ان القرن العشرين كان الاكثر دموية في التاريخ وصبغت صفحاته باللون الاحمر وتلاشى حلم الانسان باقامة عالم أكثر سعادة ورفاهية وينعم بالامن والسلام ولكنه قرع ناقوس الخطر، بعد امتلاك بعض الدول السلاح النووي فلم يعد فرض الافكار ممكنا ازاء هذا التهديد المرعب الذي داهم البشرية وكانت لحظة نهاية الانسان السوبرمان أو الانسان الكامل ونهاية المشاريع الكبرى ولاحلام الرومانسية التي قادت البشرية الى جهنم الصراعات والحروب العالمية التي احالت الحياة الى جحيم لا يطاق.

ففي الوقت الذي ينبعث فيه صوت خافت لغاندي عن السلام وضرورة التحرر من الخوف، الذي يرى ان العنف ليس سوى الوسيلة للصراع ضد سبب الخوف! نرى هناك من يدعو الى الانسان السوبرمان أو الرجل المتفوق في الاعتبار النازي الذي يرى ان هذا النوع من الرجال نادر الوجود بسبب فوضى التناسل، فانه سوف ينتظم في المستقبل عندما ينشأ من العرق الآري ـ وهو العرق البشري الوحيد السامي ـ ذلك الجيل المتوفرة فيه الصفات البشرية العليا.

والديمقراطية هي السلطة القائمة على رضا الشعب غير صالحة لوجود السوبرمان ذلك ان الجماهير قد لا ترضى بحكومة تصنف وتنظم التناسل!
ولابد من وجود دولة يندمج فيها الفرد اندماجا كليا وتكون هي المثل الاعلى والعقل المدبر.

هذه هي اهم عناصر الدعوة النازية التي ظهرت معالمها الاولى في كتاب ادولف هتلر (1889 ـ 1945م) ” كفاحي
“.
بمثل هذه الافكار اخذ يحلق الانسان بأجنحة الشمع بعيدا عن ارض الواقع بحثا عن فردوسه المفقود أو جنته المستحيلة، فأخذت الاوهام تعصف بمشاريعه وامواج الخيال الجامح تتلاطم به، شاهرا سيفه وفارضا تلك الهذيانات على الناس بالقوة التي تحولت الى شرارة منها انطلقت الدعوات الى سفك الدماء وتقديم الشعوب قرابين لها باسم الآيديولوجيات المهومة التي تسعى الى الكمال البشري
.
والانسان السوبرمان لا يوجد الا في جزيرة (اوتوبيا) وهي المكان المنشود لهناء البشر وتعني باليونانية (ليس في مكان ما) جعلها توماس مور عنوانا لكتابه الذي صور فيه دولة مثلى تحقق السعادة للناس وتمحو الشرور وهي جزيرة خيالية.

يقول جورج طرابيشي: (ان افول العنف السياسي في بلدان الحضارة الادبية سبقه افول للايديولوجيات التي شرعت العنف، وفي مقدمتها الآيديولوجيات القومية والآيديولوجيات الماركسية، فالقرن التاسع عشر الاوروبي استظل بفيئ شجرة أيديولوجية كبرى هي القومية وهذه النزعة المرتبطة بارادة القوة والعظمة والغيرة والكبرياء الشوفينية والحلم بالتوسع، كانت حاملة لبذور منازعات اقليمية وحروب استعمارية.

ان استقرار النظام الديمقراطي في اوروبا أتاح لها أن تطور آليات لاحتواء العنف ولن تخلق اطارا مؤسسيا لتسيير المنازعات وشرعنة الصراعات السياسية فالعنف الداخلي لا ينفجر الا اذا حبس الصراع السياسي في مرجل محكم الاغلاق.

الا ان الديمقراطية في اوروبا ما كان لها ان ترى النور وتصبح مصدر اشعاع في العالم لانها حققت مجتمع الوفرة لولا مشروع مارشال. يرى طرابيشي (ان اوروبا خلال الثلاثين سنة التي تلت مشروع مارشال تمكنت من مضاعفة ثروتها ثلاث مرات، وصارت قابلة للتوصيف بأنها مجتمعات غنية مقارنة بالمجتمعات الفقيرة فيما بات يعرف بالعالم الثالث والحال ان الرخاء دائما كان عاملا مخففا بل مذيبا للعنف فالفقير يندفع للقتال بصورة اسهل لانه ليس لديه ما قد يخسره اذا قتل سوى بؤسه، أما الغني فحرصه على فردوسه الارضي يجعله اشد حرصا على الحياة والعيش اطول مدة ممكنة.



#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرافة المستبد العادل
- سياسة الأرض المحروقة
- دولة القانون... طوق النجاة للجميع
- الفوضى بين الخلق و الدمار
- جدلية الدولة والقبيلة
- أموال العراق السائبة.. وفرص العمران الغائبة
- الاغتيال المعنوي يهدر دم الآخر
- التعايش مع الازمات
- الدولة بين الأخلاق والميكافللية
- لكن وأخواتها
- العراق في مفترق طرق
- الانتقال من العدو الى الذات
- الاصلاح في الشرق الاوسط... والخوف من الحرية
- الأحزاب السياسية ومستقبل الديمقراطية في العراق
- الإرهاب و غسيل الواقع
- الإمارة الطالبانية ومنع طائرات الأطفال الورقية!
- المرأة في البرلمان
- استثمار الاجساد المفخخة
- منظمات المجتمع المدني.. قوة توازن بين الدولة والمجتمع
- الدولة و المنظمة السرية


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم الحسن - غاندي وستراتيجية اللا عنف الإيجابي