أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمار السواد - من ينصر الله؟














المزيد.....

من ينصر الله؟


عمار السواد

الحوار المتمدن-العدد: 2535 - 2009 / 1 / 23 - 05:38
المحور: حقوق الانسان
    


اعلان الحزن من قبل اكثر الفلسطينيين على مقتل الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة في العراق ودعمهم المستمر لنظام صدام ومواقفهم غير السليمة تجاه الشعب العراقي لا يعطينا الحق بالتشمت بمناظر الموت السائدة في غزة منذ ايام.. فهي بلا ادنى شك مناظر تثير في النفس الاسى والحزن، ولا يجب ان نتعامل مع الفلسطينيين بنفس الطريقة التي تعاملوا بها مع الشعب العراقي، لان قتل المدنيين مهما كان هو عمل بشع وجريمة تعاقب عليها القوانين وترفضها القيم البشرية السامية.
هذا من جهة ومن جهة اخرى فان عدالة القضية الفلسطينية والمآسي الجارية لا يجب ان تتحول الى تعاطف مع حركة حماس التي تنتمي الى نفس المنطق الذي تنتمي اليه التنظيمات "الجهادية" التي ارتكبت مجازر شعبية في العراق تفوق ما تركتبه الآلة العسكرية الاسرائيلية اليوم. والعراقيون مدعوون اليوم الى احترام الدماء ولكن في الوقت ذاته فان الجهات الاسلامية ذات الطابع الجهادي عليها ان لا تسحب هذا الموقف الى الاصطفاف ضمن جبهة موحدة مع معسكر حماس "الجهادي".
وايضا ان التعاطف مع ابناء غزة يجب ان يكون خاضعا لمعطيات انسانية بحتة وليس لمعطيات سياسية قائمة على اساس العداء او عدم العداء لاسرائيل.. فالفعل هو المرفوض مهما كان الفاعل.
هذا ما نرجو ان يكون على مستوى المواقف الشعبية والنخوبية العراقية، لكن وفي في زحمة المواقف العراقية نرى ان ثلاثة مواقف ليست بالسليمة بدأت بالظهور بالتزامن مع احداث غزة:
موقف يخلط بين الرفض السياسي لحماس او اللا ابالية تجاه وضع فلسطين وبين الارتياح من الهجوم الاسرائيلي ولو كان نتيجة الهجوم دماء حرم الله وجميع القيم الانسانية سفكها.
وموقف ثان يسعى الى ارسال رسالة مفادها الاصطفاف مع معسكر حماس "الجهادي".
وموقف ثالث يندد ويستنكر ويشجب ويتعاطف على اساس ان الفاعل هو اسرائيل ذلك الوجود المرفوض سياسية والمكروه تاريخيا.
هذه المواقف تنبع من منطلق واحد هو تغليب المسبقات السياسية على القيم والمسبقات الانسانية.. فاسرائيل ترتكب الجرائم، وتقوم بابشع الاعمال للوصول الى مآربها، ومهما كان موقفنا من الواقع في فلسطين فان ما تقوم به اسرائيل من قتل وعدم اكتراث بمشاعر الناس هو جريمة ضد الانسان.. وحماس لا تختلف كثيرا عن الجلاد، ليس لانها تتصدى لاسرائيل، بل لأنها لا تتوانى عن قتل المدنيين هي الاخرى في سبيل الوصول الى مآربها وأيضا لانها تنتمي الى نفس الفكر التي ينتمي اليه قتلة الشعب العراقي.. وكراهية اسرائيل يجب ان لا تكون الاساس الذي نتعامل به مع الحدث والواقع.
لست هنا ابسط من موضوع معقد، على العكس انا مؤمن ان القضية الفلسطينية وتجاذباتها ووضعها من التعقيد بمكان يجعل الاحكام والمواقف السياسية امرا صعبا ودقيقا، ولكنه لا يجعل من الحكم بشكل انساني على مجريات الحدث امرا صعبا، فقتل العزل من الناس هو جريمة بشعة ووسيلة رخيصة للحصول على المكاسب مهما كان الهدف المراد تحقيقه وايا كان المقتول. والسكوت العالمي الذي شهدناه على ما يحصل يدين الرأي العام الدولي ويكشف عن شيء من عدم الانسجام بين الشعارات المطروحة في الغرب وبين ما هو موجود على الارض.
فهناك موقف طبيعي نابعا من الحاسة البشرية الرافضة لقتل الانسان الاعزل والمتألمة على مناظر الاطفال التي حولتها الالة العسكرية الحديثة الى اشلاء.. واعتقد ان هذا الموقف هو الذي يجب ان يسود باعتباره موقفا انسانيا ويتماهى الى حد كبير مع الوضع العراقي الذي يعاني اصلا من قتل المواطنين العزل. فكما نطالب الشعوب والحكومات العربية، ومنها المجتمع الفلسطيني، بان يقفزوا على احكامهم ومواقفهم السياسية والطائفية والتعاطي مع حالة القتل السائدة في العراق باعتبارها جرائم لابد من التصريح برفضها والتصدي لها، فاننا ايضا مطالبون بان تكون مواقفنا هي ذاتها. بل انه لو قدر وحدث لاطفال اسرائيل ما يحدث اليوم للاطفال الفلسطينيين لكان الموقف هو ذاته والرفض هو نفسه، فالانسان انسان مهما كان انتماؤه. واذا غضب الله فانه يغضب للانسان وليس لاسرائيل او لحماس.



#عمار_السواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقي شريف!!
- ديدان الارض
- ايران المدنية
- -لا تغيبوا الله-.. انها دموع التماسيح!!!
- بدائل الخرافة.. عقلنة اللامعقول
- بدائل الخرافة.. علاجات اضحت مأزقا
- الصحوة في العراق..نجاح وخطر
- فصل الديك !
- حوار متمدن.. وليس مؤدلجا
- فتاة القطيف.. دعوة للوقوف بوجه القضاء السعودي
- تشيّؤ الوعي
- الخوف من التحلج
- غربتنا في العراق
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثالثة: عندما تكون الطاعة استعبا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ الحلقة الثانية: دفن الذات.. عندما يكون ا ...
- لمن هي مفاتيح جهنم؟ ح1
- اخشى ان نكون متطرفين على كل حال
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!
- كي لا تصبح برودة الصراع الاقليمي ساخنة!!
- -التمرغل بدم المجاتيل-


المزيد.....




- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...
- إخفاقات وإنجازات.. الخارجية الأميركية تصدر تقرير حقوق الإنسا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عمار السواد - من ينصر الله؟