أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هادي الخزاعي - نلسون مانديلا ، اوباما، ونحن !!














المزيد.....

نلسون مانديلا ، اوباما، ونحن !!


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2533 - 2009 / 1 / 21 - 09:05
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


" التأريخ يسير قدما الى امام ، ولن يقف او يتراجع أبدا " .. واحدة من المقولات النابضه بالحيوية والتي تنثر رذاذها المنعش على العقل البشري كي يستعيد توازنه عند المنعطفات التأريخية ، اواذا ما عنَ لأصحاب الطموحات غير المبرره أن يلووا عنق هذه الجدلية الثابته ، فيسعوا الى تغيير مسارات التأريخ .
هذه المقوله تقف اليوم بكل شموخ وأباء فوق الاراضي الأمريكية ليشهدها العالم اجمع عبر وسائل اعلامه من مرئيات ومسموعات ومقرؤات ، لتعلن وجودها وتعلي سلطانها على العقل البشري المنثلم ، الذي تراوده طموحات سيادة وتسلط نوع بشري على آخر بشري ، بل ولربما غير بشري ايضا.
ان مشهد وصول ( اوباما ) الى البيت الأبيض الأمريكي كحاكم يحمل التسلسل 44 في السجل الرئاسي الأمريكي ، يقف على خلفية قرون من النضال والصمود ضد القيود التي كبلت الملونين في امريكا .
قبل قرون حطت الأقدام السوداء الحافية على الأرض الأمريكية كأقنان وعبيد بعد ان جرى اختطافهم من اصولهم الأفريقية ، ليحرثوا الأرض ويقطفوا القطن ، والقيود لا تفارق معاصمهم وأقدامهم . وكان الرجل الأبيض سارقهم وخاطفهم لا ينظر الى ملكيتهم الزنجية ، إلا كون الرجال ادوات عمل منحطة القدر ، والنساء على انهن منجبات لأدوات عمل جديدة ، و فراش متعة له متى اراد فقط . ولم تكن امريكا بالنسبة لهذا الزنجي المسروق على حد تعبير الشاعر الأمريكي الأسود ( لانكستون هيوز ) " لم تكن امريكا بالنسبة لي امريكا " .
هذه الرحلة الكونية للزنج ، المحمولة على صليب آلامهم ، قد وصلت اليوم في امريكا الى نهاية مطافها ، حين حلق اوباما بجناح حرية تاريخ ملونيه ، ليحط على بيت امريكا الكبير ، مثلما حدث في جنوب افريقيا قبل عقود، حينما حلق ( نلسون ماندلا ) بجناح حريته المفعمه بآلام صليبها ، ليحط على كرسي سيادة دولته التي سرقها الرجل الأبيض منه .
الى ما يقرب من النصف قرن خلا ، كانت المطاعم والمقاهي في كثير من المدن الأمريكية تعلق على ابوابها الجملة المستهترة الشهيرة " يمنع دخول الكلاب والزنوج الى هذا المكان " ناهيك عن تأريخ تسربل بالعبودية ، وما يترتب على هذه العبودية من استحقاقات كان ينزفها الزنجي ارواحا ودما وجراحات وكدمات ، حتى توجها قائد الزنج الأمريكيين ( مارتن لوثر كنك ) بوجوده حين نزف روحه من اجل حرية زنوجه وبلاده امريكا .
من يعود ولو قليلا الى هذا التأريخ الدامي الذي سجله الزنج في امريكا ، لا يمكن له ان يتخيل ان الزنجي مهما بلغت عبقريته ان يتسنم ولو وظيفة صغيرة محترمه ! فهم المواطنون من الدرجة الدنيا .
غير ان الأصرار على الحلم ووجوب تحققه قد لازمت العقل الأمريكي الزنجي المدعوم من رجل ابيض لا يرى في البشرة السوداء من جريرة يستحق صاحبها ان يهمش بشكل لا أنساني .
ومثلما ادرك الزنج في امريكا ، ان العنف لا يفضي الى نهاية النفق ، أدرك عقل الأبيض المتعصب للونه ، ان الزمن يسير الى امام ولا يمكن ان يقف ، وان العجلة التي تدور بأولئك الزنج سادرة ، وقد دفعت بهم الى اعماق المجتمع الأمريكي ، ليفرضوا وجودهم وحضورهم اليومي على كل الصعد في هذا المجتمع . تماما كما ادرك الحاكم الأبيض في جنوب افريقيا انه لا يمكن ان يلغي وجود زنج هذه الدولة ويتوجب ان ينصف هؤلاء ويعاد الأعتبار للأنسانية بأن يوقفوا مسيرة الآلام التي خاضها زنج جنوب افريقيا .
وهكذا ستستمر عجلة التأريخ بالدوران لتنقل مجتمعات الأرض قاطبة الى المستقبل ، الى الغد الذي تتلاشى فيه الفوارق والألوان والحدود المجتمعية ، فالزمن كفيل بالتغيير الذي يقود الى افضل .
من حقل الشعر الأمريكي الزنجي احصد مقتطف من قصيدة للشاعر لانكستن هيوز بعنوان ( كلوكوس ) يقول فيه :
" أخذوني الى محل ناء
وقالوا " هل تعتقد بعظمة الجنس الأبيض ؟
قلت " يا سيدي اقول لك الحقيقه .
أني أعتقد بأي شئ ، اذا اطلقتم سراحي . "
صرخ احدهم : " ايها الأسود ، انظر الى وجهي وقل لي بأنك تؤمن بعظمة الرجل الأبيض . "
*****
لا اعتقد بأن ، لا نلسون مانديلا ، ولا اوباما حين حطا على كرسي رئاسة الرجل الأبيض ، قد قالا :
" ايها الأبيض ، قل بأنك تؤمن بعظمة الرجل الأسود . "
*************
من وحي هذا التأريخ الملموس اهمس في آذان الحكام والساسة من ابناء لحمتي بأن يستلهموا من التأريخ السائرعلى قدمية الى امام ، بأن لا تفرضوا على الآخرين عظمتكم ، فتذهب ريحكم .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشارع العراقي والأنتخابات البلدية
- الداد يا بغداد
- شهداءنا نار ازلية تنير الضمائر
- فنان من بلاد الرافدين
- هل أنصف الدستور العراقي المرأة ؟ نعم . ولكن.
- لنتضامن مع الأيزيديين في الشيخان وبقية مناطقهم في كوردستان ا ...
- ربيع لا يبارح واحتك ايها الشهيد الشيوعي صامد الزنبوري
- هل للقاء المالكي وبوش من علاقة بتقسيم العراق حسب توصية الكون ...
- ما هكذا تورد الأبل يا رئيس وزراء العراق
- ( يك ماله ( حديث للتجلي
- (أبو جميل ... أيها الألِق (رثاء للراحل القائد الشيوعي النصير ...
- (3)-- My year in Iraq -- قراءة في كتاب بول بريمر
- قراءة في كتاب بول بريمر -- My year in Iraq -- (2)
- قراءة في كتاب بول بريمر My ywar in Iraq
- رؤيا اليقين في قراءة المسودة البرنامجية للحزب الشيوعي العراق ...
- مساهمة في قراءة لمسودات وثائق الحزب الشيوعي العراقي المقدمة ...
- مساهمة في قراءة لمسودات وثائق الحزب الشيوعي العراقي المقدمه ...
- ستون عاما منذ أنعقاد أول مؤتمر لأتحاد الطلبة العام في الجمهو ...
- من سيعتذر للكاتب جاسم المطير يا حكومة العراق...؟؟!!
- لقــد إنتخبنـــا العـــــراق


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - هادي الخزاعي - نلسون مانديلا ، اوباما، ونحن !!