أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن فيصل البلداوي - خلف بن أمين ...وكثرة الورثة!















المزيد.....

خلف بن أمين ...وكثرة الورثة!


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 05:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا الأسم يعرفه العراقيون جيدا وخاصة أهل بغداد ومن المحتمل ان الأجيال الجديدة لاتعرفه جيدا لأنها لم تحض بالفرصة المناسبة للتعرف على التاريخ واوراقه وأحداثه بسبب أنشغالها بأمور عديدة منها وبشكل رئيسي تحرير فلسطين !
فلسطين....... هذه الأرض التي لانعرف حدودها لأنها قطعة من الأرض المشتملة على تضاريس متنوعة تشتهر بأنتاج الزيتون وزيته الذي يعتبر الناتج الزراعي الرئيسي لسكان المنطقة،الآ أن القدس كمدينة هي قديمة جدا تمثل محور صراع بين أطياف متعددة من البشر رغم انّها رزحت تحت سيطرة أطراف عدّة ولفترات متباينة كان أول ذكرها في الرقم الطينية للملك سنحاريب الآشوري عندما حاصر القدس وكان اسمها حسب ذكرها لها ( أورو سيلي مو) سنة 701 ٌق.م ، ومن هنا نرى كيف ان تغييب الأجيال عن التاريخ وأحداثه بقصد او بدون قصد(قلّما يكون هكذا) يؤثر سلبا على مستوى الأنتماء الروحي للقضايا المهمة في حياة المجتمعات والشعوب أذ يتعامل الفرد مع أشباح لأمور لم يكن قد حضر زمن حدوثها وقد وصلت اليه حسب ماقرأه او حسب ماتلي عليه من معلومات حولها ليقتنع او لايقتنع، يتعاطف أو لايتعاطف، ليزمجر ويرعد او ليقهقه معتمدا على استنتاجاته وأسقاطات احتراب النظريات السيكولوجية على تحديد مسارات التمنطق العقلي يدفعها أشخاص يتحكمون بمجريات الأحداث في ذات الوقت الذي يعيش فيه ذلكم الفرد.

وعودا على بدء، فأن (خلف بن أمين) هو شخصية عراقية خالصة من زمن ماض يقع تحت حقبة أواخر العهد العثماني، أذ كانت هذه الحقبة تتميز بضعف الحكومة المركزية العثمانية وخاصة في بغداد أذ هي كانت ضعيفة بشكل معروف في باقي المدن العراقية ولذا فأن مظاهر سلطة الحكومة كانت ضعيفة في الشارع لذا برزت فئة أجتماعية كان لها دورها المؤثر في الحياة الأجتماعية في بغداد وعواصم اخرى كانت تخضع تحت السلطة العثمانية وسميت هذه الفئة او الشريحة تسمى (الشقاوات) الذين كانوا يعتبرون ركيزة لكل محلّة من المحلاّت والتي كانت كانت بدورها عبارة عن حكومة مصغرّة تدير شؤونها الداخلية بنفسها وأفرادها مبتعدة عن الحكومة المركزية بسبب الرفض الذي كان يمارسه الشعب للحكومة العثمانية ناهيك عن عوامل ضعفها المتعددة كان أهمها ضعف السيطرة الأمنية، فكان هؤلاء الشقاوات هم من يحفظ لتلك المحلات أمنها ويمنعوا تدخّل المخربين او المسيئين الى محلاتهم لذا كانوا محط تقدير الناس فهم لايتحرشوا ببنات المحلة او يؤذوا ضعاف القوم بالرغم من انّهم كانوا يتقاضون الأتاوات(الخاوة) من المقتدرين ماليا(أي كل من له دخل يومي منتظم) ليضمنوا معيشتهم مقابل مايقدموه من حماية لمصالح أولاءك المقتدرين، وهنا كانت هذه الشريحة محط أنظار الحكومة وشرطتها لأن هذه الشريحة تعتبر اساس لبقاء الناس بعيدين عن الحكومة وشبه منفصلين في أهم مفاصل الحياة ،الا وهو الأمن ،وكانت المحلاّت تعرف اكثر الأحيان بحماتها وشقاواتها لذا كانت هناك اسماء رنّانة يعرفها أهل بغداد ومن مواصفات الشقي ان يكون شخصا قوي العضلات وذو جسم ضخم وقادر على استخدام السلاح(هراوة او سكّين) ويجب ان يكون قد احتجز او سجن لأكثر من مرة كي يحظى بهذا المنصب والا فأن سيرته الذاتية لن تكون مدعومة بخبرة جيدة لغرض توظيفه في هكذا منصب.

وصاحبنا خلف بن أمين هذا كان يتمنى ان يصبح شقيا كي يشار له بالبنان ولكن المسكين لم يكن لديه المؤهلات المطلوبة ليحظى بهذا التسمية واللقب، فلم يكن جسمه ضخما ومفتول العضلات، لذا كان احيانا كثيرة يقوم بسرد قصص على الناس مفادها قيامه بأعمال سطو او قتال مع آخرين ليظهر بمظهر الشقي (البطل) امامهم وفي كثير من الأحيان كا ن ينسب لنفسه القيام بسرقة من السرقات او حادثة اعتداء كي تأخذه الشرطة ويحاكم ويسجن،فقط ليتمرغ بتراب التفاخر بأنه شقي! ولكنّ المسكين لم يحض بهذه النتيجة، حتى انّه قيل أن أحد القضاة قال له ( لو تموت ماأسجنك) والحقيقة ان شخصية ( خلف بن أمين) شخصية أقرب للظرافة منها للجدية وقريبة من شخصية دون كيشوت المقاتل لطواحين الهواء، وبقيت هذه التسمية تطلق على الأشخاص الذين يشبعون الناس بالتصريحات النارية من المقدرة على فعل كذا وكذا او أنّهم يستطيعوا القيام بأعمال تدمر وتكسّر و...و.....! والحقيقة ان الظاهرة (الخلفمينية) أخذت بالأتساع وألأنتشار فأنتقلت من مستوى الشارع العام الى مستويات أعلى وأرقى ، وأصبح الموضوع في قمة جدّه عند تبنّي كيانات سياسية وحكومات لهذه الظاهرة فتراها ترعد وتزبد على طريق وتتوعد ولكنها تدرك حقيقة الأمر بأنها لاتستطيع فعل ماتتوعد به!
لقد كانت ثقافة الشارع العام وبموجب معطيات المرحلة التي مرّ بها المجتمع العراقي في تلك المرحلة ترغمه على مااتخذه من مقومات البقاء لحماية نفسه في خضّم الأنهيار شبه الكامل للمنظومة الحكومية ولكنّ الأمر بدأ بالتغيّر بعد تأسيس الدولة العراقية على الرغم من ان الظروف التي قامت على أساسها بنى تكوين الدولة العراقية كانت مركبة بشكل غريب، لكنّ جموع العراقيين اتفقت على الألتحام والتماسك فيما بينهم للخروج من مآزق الماضي القريب والتعاون لبناء الدولة المستقلّة حديثا في سنة 1921 وبدأت مظاهر الماضي وما كان يعيش بين كنفه الأنسان العراقي بالأضمحلال والتلاشي وبدأت رحلة التحضر والتطور نحو غد كان من المفروض ان يكون أفضل.
وكما ذكرنا (خلف بن أمين) كان واجبا ان نذكر ( عباس السبع) وهو أحد ألشقاوات المعروفين في بغداد أبان نفس تلك الفترة، وقد كان مطاردا من قبل الحكومة ومطلوبا، وبعد القبض عليه أرادت الحكومة ان تجعله عبرة لمن أعتبر فربط من رجليه وسحل في الشوارع امام مرىء من الناس، وقد حاز على تعاطف الناس ودموعهم برغم انه كان شقيا مجرما من وجهة نظر الحكومة الا انه كان بطلا في عقول الناس. وهكذا بدأت المظاهر القديمة للحياة بالتضاؤل والأختفاء تدريجيا بداية من المدن وتوسعا نحو الأرياف وأخذت الناس بالتزام الهدوء وابدال حالات العداء بالمحبة والتآلف مما أدى الى بدايات ظهور أوجه التحضّر المديني في العراق منعكسا بصوره المتعددة أقتصاديا وأجتماعيا وتعليميا ناهيك عن الأنفجار الثقافي الذي بدأ في نهايات حقبة الثلاثينياتن التي بدأت فيها قيم التوحد الوطني تحل محل منظومة التوحّد تحت أجنحة متعددة مختلفة كان الناس يلوذون تحت جناحها بسبب أفتقارهم الى جناح الدولة او الحكومة الوطنية لذا ترى ان كثيرا من القيم ذات الطابع العرقي او المذهبي بدأت بالتلاشي وبدأ الناس ينشأون بيئتهم الأجتماعية الجديدة تحت الراية الوطنية ، الا أنّها تركّزت في مناطق كانت بعيدة عن المدينة بالذات بسبب ضعف المكون الأجتماعي المركب من أطياف متعددة تفرض بطبيعتها التخلي عن هكذا معايير.

واستخلاصا مما تقدّم نستطيع ان نقول بأن أفعالا يجب أن تأخذ دورها على أرض الواقع مبتعدين عن أقوال كثيرة هنا وهناك كل يدعو الى مايريد غير آبهين بالأنسان، هذه القيمة العليا في الحياة الدنيا، ويجب ان تكون الأفعال مفهومة بموجب منظومة القيم المتحضرة، لا التي تريد العودة الى الوراء كي تخاطب الناس على ضوء مايفهموه وبهذا هم يزايدوا على أنّهم سيد من يقود العربة ذات الحصان! فيثير أعجاب الناس، لماذا ؟.....لأنّه لايستطيع قيادة السيارة! أمكاناته العقلية لاتستطيع، وبما أنه أو أنّهم مستفيدون من وضعهم هذا ،اذا عليهم ان يصرّوا على ان العربة ذات الحصان هي السبيل للخروج من المعركة وليس السيارة ومن أخبرهم بأن السيارة هي وسيلة أسرع وأفضل للخروج فسيكون الرد عليه بطريقة هم أنفسهم غير مقتنعين بها،ولكن يجب ان يجيبوه بهذه الطريقة والا طارت العربة والحصان معا ولن يستطيعوا فعل شيء ابدا.

ورثنا مشكلة فلسطين على أثر اندحار الأمبراطورية العثمانية(الرجل المريض) الذي عاث فسادا طيلة 400 عام على الأرض العربية ولكن لم تكن هناك دعوات حقيقية للتحرر القومي العربي، وانطلقت الثورة العربية الكبرى تزامنا مع الحرب العالمية الأولى وبمباركة بريطانية (على عينك ياتاجر) وصدر وعد بلفور سنة 1917 وبمباركات مختلفة شاركت فيه اطراف عديدة وخير مانستدلّ به من المباركة البريطانية هو قول ونستون تشرشل للملك عبد الله بن الشريف حسين امير الحجاز عندما اجتمع به في القدس(حيث كان مقررا ان يقام الأجتماع في البتراء) حين كان ونستون تشرشل يشغل منصب وزير المستعمرات البريطانية وكان الملك عبد اللة(أمير في حينها) أمور عدة منها موضوع فلسطين وموضوع العراق أذ طالب الملك عبد الله حينها بعرش العراق وأجابه ونستون تشرشل بالجواب التالي:
(( هنالك اربع جهات تطالب بعرش العراق...... نقيب الطالبيين في بغداد، والشيخ خزعل أمير المحمرة، وآل سعود، وانتم........ وبريطانيا لن تعطي عرش العراق الا لمن تأتمنه عليه)) انتهى، هذا الحديث قرأته في كتاب مذكرات الملك عبد الله /طبعة جامعة مؤتة/الأردن ولازلت أحتفظ بنسخة الكتاب.
أرجو ان يفهم مابين السطور وان يفهم ماتم الأشارة اليه وان يفهم ان الناس أصابها الأعياء والتعب وعليهم ان ينهوا هذا الأمر،أمر فلسطين...... بسحب البساط من تحت ايدي المنتفعين ببقاء هذا الأمر معلقا بلا حل كي نحافظ على البقية الباقية من الشعب الفلسطيني ومحاولة أعادة مهجّري حرب سنة 1948 الى الديار الفلسطينية ويلتفت الناس الى تطوير حياتهم وانشاء اقتصاد بلدانهم بعيدا عن الشعارات وعرض العضلات الكرتوني!



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أستوعبنا ماسنقوم به في السنوات الآتية ..!
- هل حقا يعرفوك...!
- مذبحة القرابين
- العقل بين د. علي الوردي وصراع غزّة !!
- جدار كتاباتي........!
- هل نطلق لعقولنا العنان....!
- هل سنطلق العنان لعقولنا..........!
- الأسلحة وثقافة التسلّح الحربية...!
- قرار صحيح وشجاع ومثل يقتدى به...!
- تصرّف لاأخلاقي من مساعد المدرب....!
- لوحة مائية
- الى متى نبقى نجري وراء العناوين...!
- أحلام اليقظة تتهاوى.......!
- ال هايد بارك..........The Hyde Park
- أنا ألعراق
- جيفارا .......... ياعلما أحمر
- نهى وجلسة المقهى........!
- أزمة المال العالمية .......هل هي أزمة فعلا ؟
- تحت سياط التعذيب ......ألأخير
- رفقا بالعراق وأهله........ياعراقيون!


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن فيصل البلداوي - خلف بن أمين ...وكثرة الورثة!