أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا














المزيد.....

من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 09:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن كل متابع لما يحدث في قطاع غزة من أحداث مأساوية ؛ يستنتج أن قوة الدمار الحاصل ترتبط في العمق ببعد استراتيجي ؛ خططت له إسرائيل بدقة و إحكام ؛ لتدق آخر مسمار في نعش القضية الفلسطينية .
و تقوم هذه الإستراتيجية على إعلان حرب مدمرة على قطاع غزة ؛ وضرب قوة حماس الصاروخية في العمق ؛ مع إفشال خطة الأنفاق التي تستعملها حماس لتهريب الأسلحة ؛ لكن من دون الوصول إلى إنهاء حكم حماس في القطاع ؛ بل على العكس من ذلك تدعيم هذا الحكم ؛ لزرع بذور الشقاق بين الفر قاء الفلسطينيين .
ولعل ذلك هو ما تبدو بوادره واضحة في الأفق ؛ حيث يتحدث خالد مشعل على أن المشروعية السياسية لمن يحارب على الأرض ؛ و هذا ما ينذر بعواقب وخيمة ستزيد في تعميق الجرح الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى ؛ لأن حماس تهيؤ الأجواء لإعلان نصر إلهي على الجيش الإسرائيلي ؛ على شاكلة حزب الله في حرب 2006 ؛ و ذلك لتفرض نفسها كفاعل قوي ؛ يمكن أن ينازع منظمة التحرير مشروعية قيادة و تمثيل الشعب الفلسطيني .
و لعل هذا هو ما ظهرت بوادره بشكل جلي في قمة الدوحة التي استدعي إليها خالد مشعل كممثل للشرعية الفلسطينية ؛ و هذا ما فطنت إليه قيادات فتح و احتجت عليه بقوة ؛ وصلت إلى حدود اتهام دولة قطر بالتآمر على القضية الفلسطينية ؛ عبر محاولة شق الصف الفلسطيني .
إن الصورة إلى حدود الآن تبدو جلية إلى أبعد الحدود ؛ فقد استطاعت إسرائيل تحقيق جميع هذه الأهداف ؛ بحيث شلت قدرة حماس على مواجهتها – و ذلك ما ستؤكده الأيام القادمة – و في نفس الآن فرضت حماس كلاعب أساسي في الساحة الفلسطينية ؛ لعرقلة أية تسوية يمكن أن تفرضها الإدارة الأمريكية الجديدة بتنسيق مع الاتحاد الأوربي ؛ و ذلك على ضوء المبادرة العربية لحل الصراع العربي الإسرائيلي بشكل عام .
و هكذا سيعود العرب و منهم الفلسطينيون إلى نقطة الصفر؛ و ستحتج إسرائيل مستقبلا بغياب المفاوض الجاد؛ و أن من يمثل الشرعية الفلسطينية هي حركات (إرهابية) تسعى إلى تدمير إسرائيل و الرمي بها إلى البحر... و ما دامت الظروف غير مناسبة للتفاوض؛ فإننا – سيحتج الإسرائيليون - في انتظار الممثل الحقيقي للشعب الفلسطيني؛ و هناك فقط يمكن أن نتابع التفاوض.
و هكذا ستربح إسرائيل الرهان مرة أخرى في تأجيل حل الصراع مع الفلسطينيين؛ و في نفس الآن سيخسر الفلسطينيون الرهان في طرح قضيتهم العادلة ؛ مع ما سيرافق ذلك من تأجيج للصراع الداخلي بين الفلسطينيين في الداخل و الخارج ؛ حول من يمكنه أن يمثل المشروعية الفلسطينية ؛ و هذا ما يهدد في المستقبل القريب وحدة الصف الفلسطيني ؛ الذي يعاني أصلا من تداعيات استفراد حماس بالقطاع ؛ و إصرار الرئيس الفلسطيني على التعامل مع الحدث باعتباره انقلابا على الشرعية الفلسطينية .
إن المطلوب اليوم من كل الحكومات العربية؛ و من كل النخب المثقفة هو تدعيم وحدة الصف الفلسطيني؛ و تدعيم منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الفلسطيني؛ و ذلك لإفشال جزء من الخطة الإسرائيلية – على الأقل – و فرض القضية الفلسطينية ؛ من خلال ممثليها المقبولين على الساحة الدولية ؛ على قائمة أجندة المجتمع الدولي ؛ كحركة تحرر وطني ؛ تسعى إلى استعادة حقوق شعبها المهضومة من طرف الكيان الصهيوني ؛ و ليس كحركة أصولية تهدد باستئصال إسرائيل كما يروج الصهاينة و من يدعمهم على الساحة الدولية .
أما بخصوص حركة حماس ؛ فالواجب يفرض عليها بعد هذا الدمار الهائل أن تضع قضية الشعب الفلسطيني على قائمة اهتماماتها ؛ و أن تتنازل عن خطبها العنترية ؛ التي لا و لن يمكنها أن تصنع الانتصارات على عدو متمرس ؛ يعرف ما ذا يفعل و يخطط له بإتقان .
و ذلك عبر فك ارتباطاتها الخارجية ؛ مع دول تسعى إلى توريطها في المستنقع الإسرائيلي خدمة لمصالحها في المنطقة ؛ سواء أكانت إيران التي وقفت في الحرب الأخيرة متفرجة على ما يحدث ؛ بل و أضافت أن منعت شعبها من نصرة الفلسطينيين عبر الفتاوى التي أصدرها آياتها .
أو سواء كانت قطر التي تبحث عن مكان لها في المنطقة ؛ عبر استثمار أموال البترول و الغاز في شق الصف الفلسطيني سياسيا و إعلاميا عبر قناة الجزيرة ؛ التي لا يمكن أن يأمن أي متابع في نوايا القائمين على شؤونها .
أو كانت كذلك سوريا؛ التي توظف الفلسطينيين لخدمة قضيتها؛ و ذلك عبر التعامل معهم كرهائن في مقابل الجولان؛ بحيث يمكن للأسد أن يهدد إسرائيل في كل مرة بأنه مستعد لدعم المقاومة؛ إذا فشلت جهود التفاوض حول الجولان.
إن قوة حماس تكمن في قوة ارتباطاتها الداخلية ؛ و ليس في ولاءاتها الخارجية ؛ لذلك لا يمكن لقادة حماس أن يقدموا شيئا للقضية الفلسطينية في غياب وحدة الصف الفلسطيني ؛لأن إسرائيل تحقق أهدافها عبر استثمار تماسكها داخليا ؛ سواء على مستوى الموقف الشعبي ؛ أو على مستوى الموقف السياسي .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفتاح الروائي كخطة لمساءلة الراهن السياسي المغربي : رواية ...
- الأدب وسؤال المؤسسة في الممارسة الأدبية العربية المعاصرة
- شركة ماكنزي للتنافسية ترسم مستقبلا سوداويا للمصارف (الإسلامي ...
- إيديولوجيا الاقتصاد الإسلامي : محاربة الفكر الاقتصادي الحديث ...
- إيديولوجيا الإعجاز العلمي في القرآن و السنة : نشر الخرافات ل ...
- من دروس أحداث غزة : العلاقات الدولية تقوم على المصالح لا على ...
- أحداث غزة : صراع الأصوليات الدينية لنشر الدمار و الموت .
- في حاجة النشر الإلكتروني إلى الأقلام العربية المتنورة
- نموذج التدين المغربي سلاح لمواجهة التطرف الديني الوهابي
- أحداث غزة و فشل استراتيجية الإعجاز و الجهاد المقدس
- في مساءلة التراجع الحضاري للأمتنا العربية : هل سببه تخليها ع ...
- في حاجة الفكر العربي المعاصر إلى استلهام روح التنوير النهضوي ...
- من الشورى إلى المستبد العادل : الفكر الديني و تكريس دولة الا ...
- الحلاج .. في صلبه المباغت
- الديمقراطية بناء ثقافي و ليست فقط صناديق اقتراع .
- العلمانية و الدولة المدنية في الثقافة العربية : المشروعية ال ...
- تأويل النص الديني و تكريس الرجعية في الثقافة العربية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - من نتائج أحداث غزة : حماس قوية داخليا ضعيفة خارجيا