أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الموت العراقي الجميل















المزيد.....

الموت العراقي الجميل


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 777 - 2004 / 3 / 18 - 10:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


دوماً مذبوحين بصمت الدنيا ، ودوماً دون مواساة وعزاء ، ترى ماسر هذا ؟
يباد الكرد في مناطقهم بالرصاص الوطني لذنب كبير ارتكبوه هم وأجدادهم ، انهم ولدوا اكراداً ، وأثم كبير أقترفوه أنهم يتحدثون بلغة كردية ، وخطأ واسع أوقعوا انفسهم به بأرتدائهم ملابس كردية .
حقاً أن جريمتهم لاتغتفر ، فهم كرد ويتحدثون الكردية ويرتدون ملابس الأكراد التي أملتها عليهم الطبيعة والزمن وهذه الجرائم الثلاث من الجرائم المركبة .
وحين يتم ذبحهم بصمت لاتقوم الدنيا وهي قاعدة لاتكلف نفسها بالألتفات اليهم أو الأهتمام بأعداد الضحايا .
فموت الكردي لايحرك ضمير العالم ولايجعل الأمة العربية المجيدة تكترث له ، وربما لايلفت أهتمامها ، وموت الكردي ليس مشكلة تؤرق المفكرين والضالعين بحقوق الأنسان طالما كانت أهتماماتهم معالجة قضايا أنسانية جداً ليس بينها موت الكردي لعدم اهميته .
وحين كان الجيش المنتصر دوماً يصفهم كالخراف ليحصدهم الرصاص دون أن يميز بين شيخ أو أمراءة وطفل أو معوق وعجوز او بنت في عز جمالها ، فأن المشكلة تكمن في كيفية دفن هذه المجاميع من الجثث التي رحلت بسبب كرديتها .
وحين انتشرت صواريخ الأرض أرض التي حررت كل أراضينا السليبة فعمدت الى تحرير كردستان من غزو الكرد الذين جاءوا الينا من خلف الحدود ، وحين تم مسح القرى والمدن ، ودفن الناس تحت الأنقاض لم يصدر بيان خجول لمنظمات حقوق الأنسان تستنكر الدماء والأرواح الكردية ، حيث كانت مشغولة بمؤتمراتها وتظاهراتها الداعية للمساواة .
وحين حلت عليهم بركات مجازر الأنفال وأكلت من شعبهم الالوف فأن خبراً صغيراً لم يجد كوة في ضمير العالم المتمدن فعاد ادراجه دون أن يلفت انظار الدنيا .
وحين نشرت السلطة الوطنية العربية الأصيلة غازات الموت فوق سماء حلبجة ونشرت البسمة فوق وجوه الأطفال الذين شبعوا منها ولم يشبعوا بطونهم بالخبز ومات مئات الالاف من الكرد الذين كانوا يشكلون عائق أمام تقدم الحضارة الأنسانية والحلم العربي البهيج من المحيط الى الخليج ، لم تتيقن الضمائر العربية أن الحكومة العراقية أقترفت هذا الفعل دون سبب منطقي ومبرر معقول ، فالكرد دائماً مذبوحين هكذا كتب عليهم الزمن ، وليس فقط مذبوحين ، وأنما بصمت غريب ومريب .
أمامي شاخصة ماحدث من جريمة أرهابية خسيسة في أربيل في عيد الأضحى لم تحرك ضمير العرب ولاأستنكرتها الحكومات المعادية للأرهاب ولااهتزت شوارب القيادات السياسية العربية ولاحزنت لها المنظمات الدينية .
وامامي ماحصل من جريمة نكراء وجبانة ضد زوار العتبات المقدسة بمدينة كربلاء في عاشوراء ، والدماء والأشلاء والضحايا التي ارتفعت الى الله تشكو خسة القتلة وفجور الكفرة المتبرقعين بأسم الدين والسياسة .
الضحايا من الشيوخ والنسوة والأطفال الذين لملمت اشلائهم كانوا مسلمين يوحدون الله ويؤمنون بنبوة الرسول محمد ( ص ) ومع هذا تم ذبحهم بصواريخ وقنابل ومتفجرات تحت سمع وبصر العالم ، ولم يتحرك ضمير العرب ولارجفت أقلام الكتبة ولاسالت دمعة أنسانية تشارك بالمواساة ، وحقاً انهم يستحقون ماحصل لكونهم عراقيين وكونهم من المسلمين الشيعة وتلك جريمتين مركبتين تكفيان للموت الجميل بصمت ودون ضجة .
المقابر الجماعية للمدنيين صارت مقابر للجنود الأيرانيين وربما ضحايا الحرب الأهلية العراقية التي لم تحصل لحد الان ، والجثث التي تم اعدامها انتحرت على حسابها الخاص ولم يتعرض لها احد ، والسجناء السياسيين كانوا مجرمين ارتكبوا ماخالفوا به القانون فأستحقوا عقاب الحكومة ، والأضطهاد الطائفي الذي حصل في العراق ماكان ليحصل لولا قلاقل الشيعة وأصطفافهم مع الأجنبي ضد السلطة الوطنية ، والقبور التي تم العثور عليها كانت لجنود هاربين من ساحة المعركة استحقوا عقاب الموت والأطفال الذين تم العثور على رفاتهم ربما أضلوا الطريق فتم دفنهم عن طريق الخطأ .
الحكومات والمنظمات التي وصل عويلها الى عنان السماء حول حوادث الأرهاب التي حصلت في مدريد والتي ملأت الفضائيات والصحف .
الفرق أن الكردي غير جدير بحزنهم ودموعهم وهو مشروع للذبح العالمي بصمت ودون ضجة ، وحين تكون حياة الكردي مشروعاً للتوقف في كل زمان ومكان ، فكيف نفهم قدرته على المطالبة بحقوقه ؟ وكيف يمكن أن يجعل هذه القلوب الغليظة والعيون التي عصى عليها الدمع والضمائر النائمة والمبتلية بالسبات عن حق الكرد في الحياة أن تفهم حقهم في أختيار شكل الحياة والحكم الذي يريدون ؟
وضمن هذا الحق على الكرد أن يأخذوا موافقتنا وأصواتنا في شكل حياتهم وحكمهم وربما حتى الألوان التي يختارونها لملابسهم ؟
حقاً انها مشكلة !! حين يموت الكردي بصمت دون ضجة وربما دون أعلان فللموت الكردي طعماً آخر وطقساً آخر ، والكردي ليس له شبيه بين شعوب الأرض ليس فقط في لغته أو ملابسه أو موته ولكن يتميز في اصراره وعناده على الحق .
ومن أجل الحق وحقوقه المشروعة لم يعط من حياة شعبه ومستقبله فحسب ، بل بقي أمينا يقاتل من أجل ذلك بضراوة متحدياً أقوى جيوش المنطقة وأقوى وأشرس الأسلحة الفتاكة التي أنتهت سكراب وخردة وبقي الكرد اٌقوى مما كانوا ولم تهدأ قضية المطالبة بحقوقهم في الحياة العراقية .
سيبقى العراقيون يموتون بصمت دون ضجة ودون أحتفال وربما دون أعلان فقد تعودوا على ذلك ، وسيبقى الكرد مشروعاً للموت لكنهم سيبقون أيضاً مصرين وبعناد يفوق الماضي على تحقيق مطالبهم الأنسانية المشروعة سواء حدثت الضجة أم لم تحدث .
لكن الذي سيصير أن شعب العراق سيرسم مستقبله بعد ان يرحل المحتل ، وأن تطلعاته سيتم تحقيقها وعلى الآخرين أن يفهموا لغة الدنيا الجديدة وأحترام حقوق الأنسان وأعطاء حق الآخر في الحياة ، وعلى الآخرين أن يتفهموا أن العالم صار في الألفية الثالثة التي لايمكن ان تتطابق مع عصر الدولة العثمانية أو السلجوقية أو الملكية .
حقاً انه الموت العراقي بصمت في الزمن الصامت الخجول الذي يتباكى على ( شهداء الغير) ويصمت على ( قتلى العراق من الكرد والعرب ) ، وهي نفس العقلية التي تحرم على الكردي والشيعي حقه في الحياة .
ودوماً سيبقون يقدمون شهدائهم بصمت يختلف عن كل الدنيا ، غير أن شهداء العراق وقوداً لمستقبل يستعيد به العرب و الكرد والتركمان والكلدو آشوريين كرامتهم المهدوره وحقوقهم المسلوبة وحقهم في أختيار شكل الحكم الذي يريدون ضمن وحدة العراق التي طالموا حافظوا عليها في ظل نظام دستوري ديمقراطي تعددي وفيدرالي ويضمن حقوق الأنسان يليق بأهل العراق ، وأن غد لناظره قريب .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذبح على الطريقة الأسلامية
- الدعوات المريضة للنيل من الأيزيدية
- الكتابة بعيداً عن الحقيقة
- ملاحظات سريعة على نصوص قانون أدارة العراق للمرحلة الأنتقالية
- وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين
- من المسؤول عن الأرهاب في العراق ؟
- أصرار أم أسرار
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟
- تنشيط الذاكرة
- غياب الحقيقة في مذكرات حازم جواد
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كر ...
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الموت العراقي الجميل