أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - مقارنة لموقفين العراق وغزة














المزيد.....

مقارنة لموقفين العراق وغزة


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما فعلته اسرائيل بسكان غزة، هو عينة بسيطة جدا مما فعلته قوى الارهاب الاسلامية من جرائم في العراق، وان كان مجموع القتلى الفلسطينين في غزة خلال 22 يوم تعدى الالف، فان في يوم واحد وفي مذبحة واحدة فقط اقترفتها جماعات الارهاب الاسلامية ( مذبحة جسر الائمة) زاد عدد الضحايا فيها على 1500 غطت شوارع مدينة الاعظمية بكاملها بجثث النساء والاطفال حتى يتصور الناظر ان شوراع المدينة قد عُبدت بالملائات السوداء، واذا استخدمت اسرائيل جميع انواع الاسلحة ضد السكان، فان الارهابيين الاسلامين تغلبوا عليها قسوة وهمجية بذبح العراقيين بالسكاكين العمياء امام الكامرات بينما تطوعت فضائيات العرب التي تندد بالعنجهية الاسرائيلية الان ( فضائية الجزيرة وفضائية العربية على وجه التحديد) وتبكي بدموع التمسايح الضحايا الفلسطينيين، تطوعت ببث ذبح العراقيين من على شاشاتها، ولم يردعها بشاعة الفعل ولا صراخ المذبوحين ولا حقارة الذباحيين الاسلاميين ولا شرف المهنة من الامتناع عن بث افلام الرعب والهمجية هذه. واذا كان العرب بمجاميعهم الاسلامية وغير الاسلامية يجمعون على ادانة اسرائيل لاستخدامها القوى المفرطة ضد الفلسطينيين، فان هذه المجاميع التي تدين اسرائيل وتتظاهر ضدها، هي نفس المجاميع التي كانت تتظاهر وتهتف وتؤيد مجاميع الارهاب الاسلامية والبعثية في العراق وتطلق عليها صفة المقاومة العراقية البطلة، هذه المجاميع االتي تطلب بمحاكمة القادة الاسرائليين لاقترافهم جرائم حرب في غزة، هي نفس المجاميع التي حملت صورمجرم الحروب والقاتل السادي صدام حسين واعتبرته بطل العروبة وبكت عليه دما رغم انه اقترف جرائم ذبح مئات الاف العراقيين وطمر مئات الاف اخرى وهم احياء في المقابر الجماعية وقتل الاف مؤلفة اخرى بالغازات الكيمياوية وتسبب في حربين شنيعتين أُبيد فيهما ملايين الابرياء. هي نفس المجاميع التي اقامت مأتم العزاء لمجرم وضيع( ابو مصعب الزرقاوي) ولطمت عليه الخدود وشقت عليه الجيوب واسكنته فسيح جنات الله، ولربما لا زال مقاتلوا حماس يحتفظون بصورتي الزرقاوي وصدام حسين تيمنا وتباركا، ففي الامس تظاهر مئات الاردنيين امام السفارة المصرية حامليين صور قاتل العراقيين المقبور صدام حسين مطالبين بفتح معبر رفح.
واذا كان الزنداني من اليمن يصرخ مطالبا بفتح معسكرات لتجنيد الشباب العربي للتطوع انتحارا في مقاتلة الاسرائيليين وضرب مصالح الامريكيين، فان معسكرات تجنيد الارهابيين المسلمين وارسالهم للعراق موجودة في العديد من البلدان العربية والاسلامية في سوريا وفي اليمن وفي ايران وفي لبنان، بينما مراكز جمع التبرعات لقتل العراقيين بالكاد تخلو منها دولة عربية، والراعية الكبرى لهذه الاعمال المتطرفة هي التي تتزعم بما يسمى بمعسكر الاعتدال، السعودية مصنع تفريخ وادلجة الارهاب، هي نفسها التي تحكم بقطع الايادي والرقاب لابسط الهفوات، بينما الرئيس المصري يتربع على عرش مصر ويعمل على توريثه لابنه اعتدلا ايضا.
واذا حدث انقسام بين دول العربية اتضح في اهزل صوره بانعقاد القمم الخائبة في الدوحة والكويت وشرم الشيخ لستر عورات الانظمة العربية غير الموقرة، فان موقف هذه الدول العربانية والاسلامية يكاد يكون متطابقا بما يتعلق بالعراق، فالكل اجمع على مساندة الارهاب وتغذيته ومده بالمال والسلاح واشاعة الطائفية والاختلافات المذهبية والصراعات التاريخية وكان عمر ومعاوية وعلي قد عادوا الى الحياة.
هذه الانظمة العربية لا تهمها غزة ولا اهل غزة، مثلما لم يهمها العراق ولا اهله، مثلها مثل منظمة حماس التي تحاول ان تبنى مجدا عاثرا على جمامجم وجثث النساء والاطفال، مثلها مثل ايران التي تنبش مواقد الشر حيثما حلت، مثلها مثل السلطة الفلسطينية التي اسمت قمة الدوحة بمهرجان الدوحة وكان قمة الكويت ليس هي مهرجان لسيرك اخر، وكان حسني مبارك او عبد الله السعودي يختلفان في انعدام الضميرعن امير قطر او عن الرئيس السوداني، وليس الجميع جوهر المهزلة وبلاءها المضحك.
انه موسم نشر الغسيل الوسخ، فها هي ثياب العربان الوسخة، وها هي افعالهم الدنيئة تُنشر امام شعوب الارض، ها هم قادتها يتنابزون بالالقاب ويتبارزون باسلحة من خشب ويتهم احدهم الاخر بالخيانة والعمالة، ها هي احزابهم السياسية الهشة وصحفهم الصفراء ومفكروهم يركضون لاهثيين لتبيض وجوه اسودتها الفضيحة وركبها العار ولبسها الخزي، ها هو دينهم الاسلامي الصالح لكل زمان ومكان لا يصلح حتى للتعامل في سوق العطاريين، فمنهم من يفتي بمنع المظاهرات لانها مفسدة، واخر يدعوا لفتح معسكرات الارهاب لانها السبيل الوحيد لدحر اليهود، واخر يدعوا الله ان ينصر حسني مبارك ويبارك خطوات الملك السعودي عبد الله ويسال الله ان يقض على ايران وتوابعها ويفضح حماس في شر اعمالها وينصر قمة الكويت على قمة الدوحة.
ليس الانظمة الا انعكاس لحالة اللاوعي التي تمر بها هذه الشعوب الاسلامية العربية، لحالة الغيبوبة التي تتصور انها صحت منها واذا بها مخدرة بافيون الشعوب ( الدين)، هذه الشعوب العربانية هي ضحية الدين الاسلامي المسؤول الوحيد عن غياب العقل والفكر، هذه الشعوب التي تبرر الارهاب اذا وافق عواطفها الدينية وتعتبره مقاومة وكفاح وتحرير وجهاد في سبيل الله، هي مسؤولة تماما عن هذه الاوضاع التي نراها ومسؤلة ايضا عن استمرارية هذه الانظمة القميئة بحكمها بسهولة ويسر دون جهد، فكانها تقود خرفان في مراعي جدباء الا من الوعود.
اذا لم يتصدى المفكرون والسياسيون ببسالة وجراة دون مجاملات لفضح حالات الانفصام الفكرية والسياسية والدينية والاخلاقية، اذا لم يكفوا عن التغني بالماضي الاغبر وعقد هدنات مع مرجعيات التخلف الاسلامية والتعصب القومية، اذا لم يبصروا الحقائق كما هي وليس كا يتصورها بعقولهم التي غيبها الدين، فانهم وشعوبهم سيبقون على حالهم مجرد صراخ لا يُسمع له صدى.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقية السياسة والشعوب العربية والاسلامية.
- الازدواجية في عقلية السياسي والمثقف العراقي
- محاولة لتفسير الارهاب الاسلامي
- يا لها من امة يوحدها حذاء!!
- الحوار المتمدن مدينة المدن.
- الارهاب الاخلاقي الاسلامي
- القطط والفئران في ميزان الاسلام .
- اغتيال الثقافة في جسد الشهيد كامل شياع.
- عوانس الجنة
- الحجاب بين المظهر والجوهر
- من ربط القنبلة في عمامة محمد
- هلالويا حلت بأرضنا الديمقراطية
- هل حقا ان الارهاب لا دين له.؟
- هذا ما رزقني ربي
- اين السيد هوشيار زيباري ..اوقضوه لعله نائم!!
- الشرف الشرقي وحادثة الافك.
- الحوار المتمدن طريق نحو الشمس
- الشيطان على صورة الشيخ عبد المحسن العبيكان
- عن محمد بن عبد الله القرشي وطارق الهاشمي والناكح والمنكوح
- المتاجرة بجسد النساء تحت غطاء ديني.


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - مقارنة لموقفين العراق وغزة