أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي -4- رياض














المزيد.....

يوميات الحزن الدامي -4- رياض


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 10:00
المحور: الادب والفن
    



رياض في العاشرة من عمره .... رياض يعشق كرة القدم ... رياض يمارس لعبته مع اقرانه في أزقة الشجاعية .... رياض يحلم بأن يصبح نجما عالميا في هذه اللعبة ... رياض لا يقبل بان يكون اقل من النجم العالمي السابق بيليه ... رياض دائم الحركة كالنحلة التي تنتقل بين الأزهار ... رياض طيب النفس يحب خدمة الآخرين .....رياض لا يتوانى في تقديم أية خدمة تطلب منه ..... فهو يشتري الأغراض التي تطلبها والدته والجارات .... يذهب راكضا الى محلات البقالة ويعود راكضا .... رياض مجتهد في دروسه ...ولا يهتم بالسياسة بالرغم من كرهه للاحتلال وبالرغم من احلامه بأن يعيش في وطن مستقل يتنقل فيه كيفما يشاء ... رياض يحب الجمال ويستمتع بحياته ما استطاع الى ذلك سبيلا .. رياض يتوقف على شاطىء البحر .. يراقب الأمواج وهي تتكسر على رمال الشاطىء .. ثم لا تلبث أن تعود من جديد .. يغريه المنظر فيقفز في البحر يتعارك مع الأمواج فرحا....يتسابق مع اقرانه...يعود الى الشاطئ ثانية...يحمل كرته.. يلعب .. يضحك .. رياض ينهض مبكراً .. يراقب شروق الشمس .. يراها تبزغ على استحياء من خلف الأفق البعيد .. يراقب الشفق الأحمر .. يرى الأشعة تتمدد على حبات الندى فيتخيل أشياء جميلة كثيرة .. رياض يراقب شمس الأصيل .. يرى الشمس وهي تزحف فوق البحر المتوسط الى الغرب .. يرى الأفق الوردي يرتسم لوحة جميلة أبدعها الخالق .. رياض يخاطب الشمس طالباً منها أن تتوقف عند هذه النقطة ليبقى جمال الطبيعة على حاله .
رياض لم يعد يستمتع بالشروق أو الغروب .. فالدخان المتصاعد من قطاع غزة نتيجة للقصف الهمجي من البر والبحر والجو يغطي السماء .. رياض يشمئز من الدخان المتصاعد من القنابل الفسفورية .. هذا الدخان يجعل رياض يسعل بألم قوي .. ويحجب رؤية السماء .. رياض يغضب من ذلك لكنه يواصل هواياته في لعب كرة القدم .. رياض يحب الحرية ولا يقبل أن يبقى حبيس البيت .. رياض يحمل كرته ويلعب في محيط البيت .. بيت أسرة رياض بعيد عن خط المواجهة .
وبدون سابق انذار رياض يسمع هدير طائرة " اف 16 " ويراها تحلق في المنطقة .. الطائرة تلقي قنبلة فسفورية حارقة .. رياض يصحو على نفسه في مستشفى الشفاء محروق الجسد .. فاقداً نظره .. يتحسس رياض عينيه فيجد أنهما مغطيتان بلواصق بلاستيكية .. رياض لا يقوى على الحركة .. رياض لا يعلم أن أسرته قد أُبيدت .. رياض يحاول أن يبكي ولا يستطيع .. رياض يظهر على الشاشة الصغيرة مستلقٍ على سرير الشفاء .. رياض حزين ويُبكي بواكيا .



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحزن الدامي-3- ماهر
- يوميات الحزن الدامي-2- اسماعيل
- يوميات الحزن الدامي - -جميلة-
- غرفة في تل أبيب والتحايل بالجنس على السياسة
- قراءة في كتاب -من ذاكرة الأسر-
- للحرب على غزة اهداف غير معلنة
- يا أطفال غزة
- انهاء المقاومة مقرون بانهاء الاحتلال
- من المخيم الى عرش الناشرين العرب
- تصريحات ليفني دعوة للتطهير العرقي
- العيد ليس لنا
- اختلاط الرومانسية بهموم الوطن في رواية -لك الى الأبد
- التجويع والسكوت لا يلتقيان
- لا تقولي وداعا والقرار الصعب
- خيول ابراهيم نصر الله البيضاء في ندوة بالقدس
- فوز أوباما وخسارة الجمهوريين
- قضية القدس سياسية وليست خدماتية
- المباح في كلام غير مباح
- عظام أجدادنا غير آمنة
- والتين والزيتون


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - يوميات الحزن الدامي -4- رياض