محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:35
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
كلما اقترب موعد الانتخابات لمجالس المحافظات كلما ارتفعت وتائر التشنج وحمى الدعاية الانتخابية,بالإضافة إلى التجاوزات التي حرمها القانون الانتخابي كما تزعم مفوضية الانتخابات وان لم تتخذ ولحد ألان أي إجراء لتلك الخروقات وتزعم أيضا إنها لم تستلم من أي كيان أية شكوى,بالرغم من ظهور الكثير من المرشحين على القنوات الفضائية العديدة وعبروا عن تذمرهم للخروقات العديدة ,لأبل حتى التهديد بالقتل كما حدث في إحدى محافظات الوسط,ولكن المفوضية لم تحرك ساكن,وربما قد لا تستطيع ذلك.
الجدران في شوارع بغداد كلها مغطاة بالبوسترات والصور كل يوعد بالعمل من اجل مدينته,وما أن تمر سويعات إلا وهذه الصور تمزق,طبعا في الخفاء وكل حسب منطقته,ومن ثم تلصق الصور المطلوبة.البعض يعمل باجرة من أجل الحصول على عمل ولو مؤقتا ولا يهمه المرشح بقدر ما يهمه لصق ما كلف به حتى ولو مزق صور الآخرين إن لم يعثر على مكان.والحقيقة تقال إن هذا الصراع شاهدته بنفسي في أماكن التواجد الديني لهذا الطرف أو ذاك, لإبل هناك مناطق حرم على الآخرين إن تلصق دعاياتهم الانتخابية لأنها "محجوزة"لطرف ما.العملية ليست سهلة لإبل إنها في غاية الصعوبة لاسيما إذا علمنا ان هناك كيان أو كيانات سوف ترحل من مجالس المحافظات أو على الأقل سوف تتحجم .الوعود على هذه البوسترات في بعضها تكون نكتة وعلى الأقل من الناحية الإملائية,وهذا وقت دفع العشائر إلى الأمام مما حدا في البعض ان يرشح نفسه دون أية مؤهلات.فهناك احد الشيوخ الجدد كتب التالي:"نحنو الشيخ ....اريد خدمت بلدي",وفي مكان آخر مشجعين لقائمة كتبوا:"القائمة...
تخدم كم والسيد....لهو الفضل ضد الفقرأ.."هذه وتلك تكتب وتلصق على جدران بيوت ومحال بغداد.
الخطابات للرموز في السلطة بدأت ولم تنتهي, وتوجيه التهم ضد بعضهم على قدم وساق.رئيس الوزراء السابق وضع صور المرجعية على بوستراته الانتخابية الأخيرة بالرغم من امتناع المرجعية نفسها من دعم قائمة بحد ذاتها دون أخرى.
في النجف الاشرف يرى المواطن وبسهولة لمن ترجح الكفة في الدعاية.عند دخول المدينة والخروج منها ترى أي طرف يستقبلك ويودعك في الساحات من على بوستر كتب على لوح حديدي بحوالي 2×3 متر مربع ,وهذا لا يضر احد ,لكن عندما تريد ان تخرج من المدينة وتتجه إلى بغداد ليس هناك من تعريف بلوحة إرشادية ولو ب 20×30 سم مربع تدلك إلى أي اتجاه سوف تتجه لتأخذ طريق بغداد أو غيره.لم تتعب نفسها المحافظة في ذلك,وسوف لن تتعب نفسها مستقبلا,كما أرى.
بعد أن تحريت ,ولو بسهولة,عن ما كنت ابغي,وجدتهم.نعم وجدتهم وبدون عناء ,انهم أصحاب الأيدي البيضاء,الذين لم يسرقوا المال العام,لم يستغلوا مواقعهم في الدوائر مهما كانت مستوياتها. مقرهم مشرع للمخلصين ,أهلا وسهلا بك رفيق,كيف الأحوال عندكم في بلد البرد القارص,يأتيك الشاي ذو
"سكر زيادة"ويبدأ النقاش ,يؤجل الرفيق المضيف مواعيده الحزبية ليكمل الحديث معي,المقر يعمل مثل خلية النحل ,لا وقت لاضاعتة ,انها الانتخابات ,والناس التي اكتوت بالخمس سنوات التي مضت لا تريد إعادتها مرة أخرى ,تريد أن ترى آخرين ,ذوو الأيدي البيضاء,التي لم تتلطخ يوما بدم أو سرقة المال العام.أكملت حديثي وحتى شجوني,وكنت جاهزا لأية مساعدة.أرشدني الرفيق إلى منطقتي التي تحتاجني ,ربما.ذهبت لهم,استقبلوني بنفس الروح الطيبة,الشيوعية الخالصة,انهم أبطال مجهولون,انهم يعملون ليلا ونهارا من أجل الحصول على ثقة الناخب.التقيت رفاقي القدامى الذي عملت معهم في أيام شبابي .التقيت الآخرين ولم تمر لحظة دون أن يكون النقاش حول الانتخابات.أنهم المتفانون من أجل الفوز بأكبر نسبة في مجلس محافظة بغداد بالرغم من الامكانات الشحيحة,وبالمناسبة هذا دعوة للآخرين أن يرفدوا القوائم الشيوعية بالمساعدة ,سواء المنفردة مثل 307 أو المتحالفة مثل مدنيون وغيرها .أنهم لا يستلمون المال من دولة أو أثرياء أو تجار بوزن ثقيل ,سوى أن جماهيرهم هي الممول الأول والأخير.لكن العمل في مقراتهم يشبه إلى حد كبير مثل خلية نحل ,لا يكلون ولا يملون.شاهدت الإخوة منهم ,وهم كبار في السن,يذهبون بأنفسهم إلى الناس ويوزعون نشرات الدعاية الانتخابية مع جريدة طريق الشعب مجانا.دعاني الرفيق...وأخر لجولة في بغداد لرؤية ما إذا رفع بوستر 460 مدنيون بالقرب من جدارية الفنان الراحل فائق حسن خلف حديقة الأمة حيث كلف الرفاق في تلك المنطقة بوضعها.ذهبنا هناك وهي لوحة حديدية وبمقاس 2×3 متر مربع تشاهد من بعيد وهذا هو المطلوب.تحدثت من موقعي كفرد مع الكثيرين حول الانتخابات و460 ومع شديد الأسف أن الكثيرين لم يعلموا عما يكتب في طريق الشعب أو الانترنيت, ولكن الحقيقة الأولى الدامغة والجديرة بالانتباه إليها هي ان الجميع اتفقوا على ان الشيوعيين هم أصحاب الأيادي النظيفة والذين قدموا الكثير من أجل الوطن والشعب.نجحت مع الكثيرين في إقناعهم لإعطاء صوتهم إلى 460 مدنيون,ومن لم افلح في إقناعهم قلت اختاروا من تريدون لكن لا تلوموا أنفسكم على ما سوف يحصل.أنا لا أزعم ان الشيوعيين هم المخلصون الوحيد ون للوطن لكنهم الأكثر إخلاصا,والتاريخ اثبت ذلك.
لندعم قوائم الحزب الشيوعي العراقي لوحده في قائمة 307 في محافظات الناصرية وواسط والسماوة وكربلاء وديالى أو مدنيون 460 في بغداد والديوانية أو 180 مدنيون ديمقراطيون في النجف والانيار أو 428 التحالف الوطني في البصرة الجميلة أو 452 في ميسان أو 236 في نينوى أو 333 في صلاح الدين.أينما وجدوا الشيوعيون وجد الإخلاص والعمل المتفاني والبذرة الخيرة من اجل الوطن والشعب.
ليثبت الآخرون انهم يؤمنون بالديمقراطية ونتائجها دون تهديد وترهيب.أليست الانتخابات النزيهة والحرة وجه جميل للديمقراطية؟
يا أخيار العراق لا تنتخبوا إلا من تثقوا بهم,ممن لم يسرقوا وممن لم يثروا على حساب الشعب, ممن عاهدوا أنفسهم على أن يقدموا أروع ألأمثلة في الصدق والعمل والإخلاص .سوف لن يخذلوكم.سوف يفتشون عن المال العام الذي سرق بأوجه مختلفة وعديدة.انهم سوف يحاولون ان يقدموا أفضل الخدمات للناس عن طريق ضبط الأموال التي تصرف وقطع الطريق على الوسطاء الذين يعشعشون في وسط ملوث للثراء.ان أصواتكم للشيوعيين هي الضمان الأكبر لمستقبل المحافظات ومن اجل تقدمها.
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟