أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح مطر - معركة ستالينغراد...جنون وبطولات















المزيد.....

معركة ستالينغراد...جنون وبطولات


صباح مطر

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 01:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في نهاية معركة من اكبر معارك التاريخ دخل الملازم الروسي فيودور ايلجنكو مع اثنين من جنوده مقر قيادة الجيش الالماني السادس ليقتاد قائده الفيلد مارشال –الفون باولوس –اسيرا ليبدأ رحلة اثنتا عشر عاما من الاسر ابتدأت من يوم 31/12/1943 وهو اليوم التالي لترقيته الى هذه الرتبة بمناسبة تاسيس الرايخ الثالث بعد أن أدى كل ما كان يستطيعه خدمة لقائده ووفاء للروح العسكرية التي امن بها وعمل وفقها كمحترف.
كانت نهاية احترافه في تساريتسين المدينة التي اكتسبت اسم ستالين بعد ان وقف مدافعا عنها عام (1920)أمام قوات من روسيا البيضاء اكثر تفوقا بأمرة الجنرال- دينيكين- فتغير اسمها الى ستالينغراد المدينة الصناعية الكبيرة على نهر الفولغا و التي دمرت بالكامل لأنها أصبحت تمثل ارادتين 000ارادة ستالين الذي اعتبر هذه المدينة تمثل كرامته التي لابد من الدفاع عنها بأي ثمن ، وارادة هتلر الذي اراد توجيه الضربة القاصمة لستالين بأحتلال المدينة التي تحمل اسمه وقد خطط لهذا العمل بنفسه بعد أن اجتاحت القوات الالمانية أراضي روسيا على أثر نقض معهاهدة الصداقة بينهما في حزيران من عام (1941) وعبور ما يقرب من ثلاثة ملايين جندي ألماني للحدو د الروسية تسندهم أكثر من ثلاثة الاف وخمسمائة عجلة مدرعة وما يقرب من الفي طائرة مقاتلة وقاصفة وقاموا بهجوم صاعق استمر زاحفا لم يتوقف حتى أبواب موسكو العاصمة حيث حصل ألارتداد وبدأ تفكير الالمان يتجه نحو الجنوب صوب البحر الاسود وبحر قزوين وما بينهما من مناطق غنية بنفطها الوفير.
وفيما يخص ستالينغراد المدينة التي تنتصب فيها أكبر مصانع الجرارات في روسيا والتي تحولت الى انتاج الدبابات وهي أيضا ميناء مهم تصل اليه الاسلحة الامريكية للجيش الروسي وتحتوي كذلك على خزانات النفط الكبيرة وأحواض بناء السفن, بدأ الهجوم عليها فجر يوم -23- اب عام – 1943- باختراق التحصينات الروسية حول المدينة من قبل الفرقة المدرعة الالمانية السادسة عشرة التي لم تواجه مقاومة كبيرة ابتداء ودخلت القوات المهاجمة الاحياء الشمالية للمدينة تحت القصف المدفعي الذي قام به المدافعون أو بالاحرى المدافعات من عاملات المصانع اللائي وقفن للدفاع عن المدينة دون أن يمررن بفترة تدريب كافية... وفي الايام التالية أخذت المقاومة تزداد وتبدو أكثر خطورة مع تشديد الاستحكامات الدفاعية ونزول الدبابات الكثيرة والجديدة من نوع (تي 34) بكثافة في ارض المعركة وفي شوارع المدينة مع تشديد ستالين على عدم تسليمها مهما كان الثمن.
أخذ الاعلام الروسي متمثلا بالصحافة يستحث الهمم للدفاع عن المدينة و طالبت تلك الصحافة بالصمود حتى الرمق الاخير منذرة بالمحاكمة والموت الزؤام لكل متخاذل يظن بجهده ونفسه أثناء المواجهة فيما تحولت المدينة بمصانعها وبيوتها وكل ما فيها الى أكوام من الركام بفعل القذائف من الارض والجو والتي لم تبقي بناء الا اصابته وتحول نصف مليون منزل الى أنقاض وأشياء مبعثرة وحاجيات محطمة.
كان القائد العام للجيش الروسي الجنرال (لوباتن) يرى ضرروة الانسحاب من ستالينغراد فنحي بسبب هذا الرأي عن القيادة ليحل محله الجنرال (خويكوف) الذي أقسم على ان لايتخلى عن المدينة أو يموت فيها وقد بر بوعده حينما اتخذ مقرا له بعمق تسعة أمتار تحت الارض وسط المدينة والقوات الالمانية تتقدم نحوه رويدا رويدا , وفي منتصف أيلول وصل الوضع الى حد من التدهور وكأن لا مجال للصمود أمام الزحف حيث لم يبقى الا دبابة واحدة تدافع وجنود منهكين كثر في صفوفهم القتل والجرح ثم أتتهم التعزيزات عبر الفولغا من قبل –خروشوف-المقيم في الجانب الاخر من النهر والبالغة فرقة من الحرس هي الفرقة الثالثة عشر التي أبيدت عن بكرة أبيها بعد ساعات من العبور.
استطاع (خويكوف) من منع سقوط المدينة بشكل كامل بيد الالمان ولكن بثمن مهول من الارواح والخسائر حيث ملأت الاشلاء كل المنعطفات وأركان الابنية والحفر و فتحات أنابيب المجاري التي كان المقاتلون الروس يتسللون داخلها ليفتحوا أغطية بالوعاتها ويفتحوا النار بأتجاه أرتال القوات الالمانية التي أجبرت (خويكوف)أخيرا على الانسحاب وترك مقره في وسط المدينة الى شمالها ليتحصن في ملاجىء داخل ضفة النهر والالمان يتقدمون شبرا شبرا على أشلاء قتلاهم والمعركة تزداد شراسة على انقاض كانت في السابق مدينة عامرة , وفي هذه الاثناء كانت معلومات الاستخبارات العسكرية الالمانية تؤكد على ان الروس يعدون العدة لهجوم مقابل مستغلين نقاط الضعف في الجناح الشمالي حيث ترابط القوات الرومانية متمثلة بالجيش الثاني والجيش الخامس الرومانيين الذين عززا بقوة المانية قليلة لم تكن كافية وفي وقت متاخر وكذلك الجناح الجنوبي حيث الجيشان السادس والسابع الرومانيين ايضا وفي ذات الوقت كان هتلر يعلن بأن الروس قد انتهوا بينما قائد الجيش الالماني السادس يعد العدة للانقضاض على اخر شبر من ستالينغراد ليزف البشرى الى الفوهور الذي وجهه بالاسراع في انهاء امر المدينة رافضا تقرير الاستخبارات المنذر بخطورة الوضع والمأخوذعن طريق أحد المقربين من جوزيف ستالين وهو جاسوس لصالح الالمان هذا الرفض الذي ادى الى الخسارة الكبرى حيث ثبتت صحة معلومات التقرير وهوجمت القوات الرومانية التي انهكتها الحرب جنوب المدينة ومنيت بخسائر كبيرة جدا كانت حصة الجيش الثالث منها وهو موجود في المنطقة ايضا اكثر من خمس وسبعون الف قتيل في المائة ساعة الاولى وفي نفس الوقت شنت القوات الروسية هجوما كبيرا على الجناح الشمالي الالماني بقوات كبيرة عالية التجهيز والتدريب وبالتقدم السريع على هاتين المحورين تم الاطباق على الجيش السادس الالماني وحوصر داخل المدينة التي بدت مدينة أشباح لاجدوى من البقاء فيها الا لرمزيتها بالنسبة لهتلر , وأصبح أمر تموين القوات المحاصرة أمرا في غاية الصعوبة فلم يعد ذلك ممكنا الا عن طريق الجو في ظروف غير ملائمة حيث الضباب والثلوج ونيران الدفاعات الجوية الروسية مما جعل الوضع كارثيا على الالمان مع اشتداد الجوع والبرد وانعدام التجهيز وندرة العلاج وكثرة الجرحى والمنظر المروع للزحف الروسي باتجاههم والذي سيطر على كل المطارات ولم يبقى من مورد للتموين على قلته القليلة الا عن طريق المظلات.
لم يذعن الالمان لشروط الاستسلام التي أعلنها الروس وأصروا على البقاء في المدينة رغم سوء الماّّّّّّّّّّّّّّّل الذي اّّّّّّّّّّّّّّّلت اليه قواتهم التي لم يبقى أمامها شيء تفعله نظرا للظروف القاهرة المحيطة بها وكان اخرها دخول الروس الى مقر قيادتها فعند ذاك دارت الدوائر بقوات الفون باولس وحاول بعض جنوده الفراربجلودهم عبر السهوب المكسوة بالجليد الا انهم لم يفلحوا بالوصول الى الخطوط الالمانية ومات كثير منهم من شدة الجوع والمرض وأسر أكثر من مائة ألف رجل بعد أن قتل أكثر من ثمانين الف لتنتهي معركة هي أقرب الى الاسطورة منها الى الحقيقة حيث الجنون والغباء والبطولة معا في مدينة كان اسمها سببا من أسباب تدميرها !!!



#صباح_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أقليّة مع المواطنة
- حصارالجغرافية
- الهوية الوطنية قاسم مشترك انتمائي
- من اجل دولة القانون
- انا سومري
- انصتوا لما قاله الفضيل...و كفوا عن فسادكم الاداري


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح مطر - معركة ستالينغراد...جنون وبطولات