أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يحيى السماوي - ما الذي سيحدث لو عاد حزب البعث إلى السلطة ؟














المزيد.....

ما الذي سيحدث لو عاد حزب البعث إلى السلطة ؟


يحيى السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما الذي سيحدث في العراق ، لو أنّ خللا ً ما ، حدث في نظام الكون فعاد حزب البعث " لا سمح الله " إلى السلطة ؟

لا يحتاج المرء حتى إلى قليل من التفكير ، ليخرج بنتيجة مفادها : إنَّ العراق سيشهد ـ في حال عودة هذا الحزب إلى السطة ـ اندلاق نهر ٍ من الدم يمتدّ من زاخو حتى أبي الخصيب .. وأن المقابر الجماعية ستكون أكثر اتساعا من بساتين الجنوب وغابات الشمال .. وسيعود العراق من جديد : ثكنة عسكرية على شكل وطن !!

الإنتفاضة الجماهيرية لم تنجح باسقاط النظام الديكتاتوري ... ومع ذلك فقد كان انتقامه من جماهير الانتفاضة ، بالغ الوحشية والقسوة ، فقتل مئات الاف المواطنين ... فكيف سيكون حجم وقسوة انتقامه من الشعب الذي وقف موقف المتفرج المتشفي والشامت المبتهج بردم مستنقع هذا الحزب على رغم أن المجارف كانت أجنبية ولأصحابها أجندة كولونيالية ؟ إنّ النزعة الإنتقامية الدموية والشوفينية والعدوانية هي السمات الأكثر وضوحا لهذا الحزب ، وحروبه الداخلية والخارجية تقف دليلا على ذلك .

قد يحتجّ قائل فيزعم أن إعدام صدام حسين من شأنه إفساح المجال أمام ولادة قياداتٍ جديدة ٍوطنية ِ المنحى وإنسانية التوجّه ... والردّ على هذا الزعم ، هو : إن الحزب لم يكن وليدَ صدام حسين بقدر ما كان صدام حسين وليد الحزب وإفرازا من إفرازاته ، وبالتالي ، فإن المستنقع الحزبي أو الأيديولوجي الذي أنتج بالأمس القريب جرثومة صدام حسين ، سينتج جرثومة صدامية آخرى في حال توفـّر المناخ السلطوي المناسب .
فبالقدر الذي كان فيه الفوهرر أدولف هتلر ، الأداة التنفيذية لتطبيق فلسفة فريدريك ولهلم نيتشة التي ارتكز عليها الحزب النازي ، كان صدام حسين الأداة التنفيذية لتطبيق أفكار ميشيل عفلق التي ارتكز عليها حزب البعث في تجربتيه السلطويتين في العراق .

يقول ميشيل عفلق في كتابه " في سبيل البعث " : ( على الأمة العربية أن تغالب نفسها بعد تلك الغفوة الطويلة والإسترخاء والحياة اللينة ، عليها أن تخوض المحن والويلات صقلا ً للإرادة ) فحياة الاستقرار والرفاه في رأي ميشيل عفلق ، هي من العناصر التي يجب عدم الركون إليها ... فالحروب والمحن والويلات وفق هذا المنطق ، هي ضرورات وطنية وقومية بغية " صقل الإرادة " حتى لو كانت ستؤدي إلى إزهاق أرواح ملايين المواطنين الأبرياء ... ويقول الياس فرح : ( إن المسألة في الحرب هي ليست مسألة استرجاع أرض قبل أن تكون مسألة إرادة .. فالمهم هو أن توجد معركة وأن توجد حروب لمعرفة قدرتنا ، وقد استطاع الرفيق صدام حسين النهوض بالأمة بعد فترة طويلة من الخمول ) ... أي : إن صدام حسين قد نجح في تطبيق نظرية الحزب ... وبمعنى ً آخر : إن المحن والحروب والويلات هي من بين مقومات الفكر العفلقي .

ليس صحيحا الاعتقاد بأن إعدام صدام قد أدى إلى اقتلاع أنياب الحزب وتدجين وحشيته ونزعته الدموية ـ وبالتالي لا ثمة خشية من عودته ... فالنزعة الدموية والإنتقامية هي من بين أهم ميزات الحزب ، الأمر الذي يوجب على الشعب العراقي وقواه الوطنية عدم السماح لهذا الحزب بالعودة أيا ً كانت شعاراته البراقة وتباكيه على حال الشعب العراقي بعد تنظيف الوطن من الوحل الديكتاتوري ـ وهو حال أفضل ألف مرة مما كان عليه العراق في ظل نظام جمهورية الأمن والمخابرات والمقابر الجماعية والحروب العدوانية .

صحيح أنّ الحاضر العراقي ليس بمستوى الطموح .. لكنه أفضل بما لا يُقاس من الأمس القريب حين كان العراقيون تحت رحى الديكتاتورية ... والمؤكد أنّ الغد العراقي سيكون بهيا ً حين تـُسـتأصل أشواك المحاصصة الطائفية والقومية من البستان العراقي ، ويُقضى على الفساد المالي والإداري وعلى بقايا وحوش الإرهاب المتحالفة مع بقايا ذئاب الغابة العفلقية .

لقد لـُدِغ الشعب العراقي مرتين من جحر البعث عامَيْ 1963و 1968م فنجا منهما مهيض الجناح ... لكن اللدغة الثالثة ستكون مميتة حتما في حال حدوثها ـ لا سمح الله والشعب بذلك !!

إسم " العودة " الذي انتقاه الحزب مسمّى ً جديدا له ، يعني أنه لن يكف ّ عن التآمر بغية عودته إلى السلطة ، فعسى أن يتمّ غلق الثغرات التي تسلل منها " الرفاق " إلى بعض المواقع الحساسة خلال فترة حكومة السيد إياد علاوي !!!

***



#يحيى_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة جندي اسرائيلي على الهولوكوست الجديد
- ( الساكت عن الحق شيطان أخرس )
- مَنْ تُسمعين ؟
- الإنقلاب العسكري أت ٍ طالما بقي جنرال بعثي في القوات المسلحة
- شكرا لك سيدي البطل منتظر الزيدي
- بهيّ القلب
- أكلُّ هذا التشابه .. وتقولين نحن مُختلفان ؟
- إنصب خيمتك داخل جرحك !!
- البيتُ الأبيض
- قطار التحرير الأمريكي
- ضلوعي تساقطت نخلة إثر نخلة
- لماذا يُصرون على احتلال العراق ؟
- القرضاوي تجاوز مرحلة الخطأ فدخل مرحلة الخطيئة
- حكاية قديمة عن حدث جديد
- ظاهرة الإنتحاريات العراقيات
- قرصنة أمريكية مفضوحة
- نريده برلمانا ً- عراقيا - .. وليس - عِرقيا - ..!
- ما الفرق بين - الزرقاوي - و - القرضاوي - ؟
- أقلام وعمائم تنضح حقدا طائفيا
- همسة في الأذن السليمة إن ْ كانت سليمة حقا ..


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يحيى السماوي - ما الذي سيحدث لو عاد حزب البعث إلى السلطة ؟