أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي هادي - عن أطفالنا و عن أطفال غزة















المزيد.....

عن أطفالنا و عن أطفال غزة


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا تزال أرقام الضحايا في تصاعد مستمر. و يوما بعد يوم يزداد تعنت العنصريين الصهاينة يقابله ازدياد تعنتر الفاشيين الحمساويين.
و تستمر الضحايا، و تكثر و تكثر، في حرب لا يستطيع فيها من يعادي الحرب أن ينطق حرفا في غزة و لا يمكنه أن يتحرك شبرا..
و نرى نساء و أطفال و شيوخ غزة محصورين في سجن يضيق عليهم يوما بعد يوم.
و نرى أطفال غزة منحوري الرقاب، منثوري الأشلاء. يذكروننا بأطفالنا الذين ساهمت في نحرهم نفس الأيادي الحمساوية التي تتحكم في مصير أطفال غزة اليوم.
هذه هي اللعنة الاسرائيلية الصهيونية التي لن تتوقف، ما دامت الظروف في صالحها.
و هذه هي الرعونة الحمساوية التي لن تهدأ، ما دامت العنتريات متجذرة في أدمغة الذين يدافعون عنها.
**
لا تزال مطبوعة في ذاكرتي، و للأبد، صور أطفال حلبجة الذين سممتهم غازات الجيش العراقي بأمر من المجرم صدام حسين. تألمت كثيرا و كنت أحبس دمعي في عيني لكي لا يقال عني أني عاطفي. و لم أجد عروبيا يتحسر على أطفالنا.
بكيت كثيرا، لأنني لم أعد أستطيع حبس الدموع، و أصبحت عاطفيا، و تألمت عندما كنت أرى، أطفالنا، أطفال العراق، تمزقهم شضايا قنابل الارهابيين الانتحاريين أو غيرهم. و كنت أرى من كان يرقص على دمائهم فرحا بشكل غريب.
و أتألم اليوم و أنا أرى أطفال فلسطيني غزة تمزقها قنابل جيش العدو الاسرائيلي. أتألم و احزن مثلما أتألم و أحزن لاغتيال أطفال العراق.
في الحالة الأولى قام بالمجزرة فرد عروبي بعثي حكم الوطن.
و في الحالة الثانية كان الذي يقوم بذبح أطفالنا أعرابٌ إرهابيون جندوهم خلف الحدود، كثير منهم من فلسطين، و بعثوهم ليقتلوا أطفالنا. و هنا لابد من التذكير بالمجرم الأردني-الفلسطيني رائد البنا الذي فجر جسده الكريه في سوق في مدينة الحلة. و إمعانا في طعن القلب العراقي أقام مواطنوه مجلس عزاء على روحه المشعولة.
**

قبل سقوط الصنم، و في عام 2002 ، نشرت إحدى الصحف الفلسطينية، أعتقد أنها الصنارة، التي تصدر في الناصرة خبرا عن محام يسكن قرية (عارة ) كان قد ولد له طفل أطلق عليه الاسم المركب: (صدام حسين). و لم يكتف المحامي بهذا الاسم بل أنه ذكربأن العراقيين يستحقون عشرين صدام يحكمونهم. كان هذا المحامي حاقدا على شعبنا.
و ليس هذا المحامي هو الوحيد الذي ينطق بهذا الشؤم الذي يريده للعراقيين، بل أن هناك الكثيرون من أعداء شعبنا يتمنون لنا ذلك. بعضهم نتصورهم أصدقاء لنا. و بين الحاقدين علينا نجد قادة حماس. منهم كان الرنتيسي الذي قال أنهم مستعدون لإرسال ألف انتحاري إرهابي إلى العراق، و منهم الذين أقاموا مجلس عزاء على روح هبل، و على روح الخنزيرين: عدي و أخيه. و كذلك قام فلسطينيون-أردنيون، موالون لحماس بنصب مجلس عزاء على الفطيسة: مواطنهم الزرقاوي. هذه الفطيسة التي كانوا يقولون عنها أنها كذبة و دعاية أمريكية لا وجود لها!
و خرجت مظاهرات "مليونية" تنعق: بالروح بالدم نفديك يا صدام.
**

من يقرأ التوراة اليهودي، أو ما يسميه المسيحيون بالعهد القديم أو العتيق، يجد الحروب و القتل منتشرة فيه. الحروب ليست فقط بين الاسرائليين، كتبة التوراة، ضد أقوام ثانية، كالفلسطينيين، بل و أيضا ضد بعضهم البعض. و قد مجدت التوراة هذه الحروب، و قدست الملوك و القواد الذين قاموا بها.

و مهما كان الأمر فإن المسلمين قد اتخذوا التوراة منبعا لدينهم ، و أصبح ملوك تلك الحروب مقدسين عندهم، و انقلبوا مع مستشاريهم إلى أنبياء للمسلمين: فالملك داود الذي خالف إحدى أوامرالرب اليهودي في عدم القتل نراه قد قتل الآلاف من الناس، و لم يكتف بذلك بل أنه اغتصب نساء آخرين و خالف أمر الرب اليهودي في عدم اشتهاء نساء الغير.
لقد اتخذ المسلمون داود نبيا لهم و قدسوه و أطلقوا على أولادهم اسمه، تمجيدا له. لقد اضطجع النبي الملك داود مع زوجة أحد قادة جنده، فحملت بجنين أصبح بعدئذ الملك النبي سليمان.
و تكثر أسماء موسى اليهودي و ابراهيم بين الفلسطينيين، على الرغم من أن ابراهيم قد قرر، بدعم الرب، أن تكون أرض كنعان أرضا مقدسة وعدها الله بأن يعطيها لقومه. ثم جاء من بعده موسى ليؤكد ذلك.
إن الاسرائليين أطلقوا على أنفسهم بأنهم شعب الله المختار و أنهم ذوو درجة أعلى. و جاء المسلمون، و خاصة الفلسطينيون منهم، ليأكدوا بتعظيم ملوك اسرائيل و قوادها على ذلك، ليجعلوا من أنفسهم في درجة أدنى.
لم هذا التعظيم لشخصيات يهودية؟؟
**

على الرغم من عدالة القضية الفلسطينية إلا أنني أراها قد أصبحت سمسرة يتاجر فيها الذاهب و الآتي. و بعد أن كان الذاهب وراء المنافع المادية الشخصية يمشي مشيا أصبح يركض ركضا و يعدو عدوا. و لم يكتف السماسرة بالمنافع الأرضية بل و أصبحت الآن، بجمعها بالدين منافعا "سماوية". فالذي يقتل نفسه، أو يُقتل في الحرب مع اسرائيل يذهب مباشرة إلى الجنة حيث تنتظره حوريات الجنة العظمى. و قد استعجل "قائد" من قادة حماس في قضية الحور، فلم ينتظر "الشهادة" للإلتقاء بحوريات الجنة، فتزوج بأربع من حوريات الأرض. و قد كشف قصف بصاروخ اسرائيلي لمسكنه على انه كان "فقيرا" جدا إذ أنه كانت لدية عمارة بعدة طوابق و لم يكن يسكن في كوخ مثلما يقوم به عباد الله الفقراء.
**
وصلت حماس إلى السلطة بواسطة انتخابات، تعتبر جيدة و شرعية (كلش) في ظروف المجتمعات الاسلامية و العربية التي تعادي أية رائحة يمكن أن يشم منها نسيم الحرية و الديمقراطية. و بعد مدة بسيطة قامت حماس بانقلاب عسكري ضربت بعرض الحائط كل أمل في حل سلمي بين الاطراف الفلسطينية. و لم تكتف حماس بذلك بل أنها أحرقت معارضيها و سحلتهم و رمتهم من أعالي البنايات. هذا هو ما يقوم به الفاشيون بالضبط مثلما قام به البعثيون في العراق. و عند ذكري لما تقوم به حماس فلا أعني أن فتح هي في منزلة الملائكة. فقد كشف أحد قادتها: محمد بيوض التميمي، عضو المجلس الثوري لها و إمام أحد جوامع القدس، على مدى رغبته في اشعال الحرب ضد العراق لاغتيال قادته الدينيين و السياسيين.
**

ستستمر المآسي و المذابح ما لم يتوصل ذوو الشأن إلى حل واقعي يرضى بهم جميع المعنيون بذلك. لقد خسر العرب و بينهم الفلسطينيون الكثير و سيخسرون أكثر إذا ما استمروا على الرقص على دقات نفس الموسيقى: موسيقى العنتريات و نكران الواقع الحاضر، و يتحممون في نفس حمام الجهل و الغباء، و يركضون متحمسين وراء الزيف و الرياء.
**

لا يستطيع أحد اختيار الحياة له في الوقت الذي يريد فيه الممات، للعراقيين، و لغيرهم.
و لا يمكن له أن يصوت لصالح قادة الممات.



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باختصار: عن سنكا و رأيه في الدين.
- عن سياسة أوباما في العراق.
- مات الملك. عاش الملك.
- الاضطراب في القرآن: -ألم- و أخواتها.
- الاضطراب في القرآن: سورة الفاتحة في مقدمته.
- لا تلتقي في الحب فتوى
- عن الآلوسي و منافقي البرلمان
- فكلوه هنيئا مريئا
- اسطورة المهدي 6
- المهدي و الأئمة الأحد عشر
- دگ عَلَ ربابة مصايبنه
- اسطورة المهدي (4)
- الحياة مع دجّالي الدين
- اسطورة المهدي (3)
- اسطورة المهدي (2)
- اسطورة المهدي (1)
- قال إمامٌ عن إمامٍ عن إمام
- ارقد في سلام أيها المبدع حسني أبو المعالي
- هل القرآن صالح لكل زمان و مكان؟
- إلى المرأة المسلمة 3


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محيي هادي - عن أطفالنا و عن أطفال غزة