أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - خواطر على رمال كربلا















المزيد.....

خواطر على رمال كربلا


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2532 - 2009 / 1 / 20 - 10:09
المحور: الادب والفن
    


وخلت وقد طارت الذكريات بروحي الى عالم ارفع ...............
رحم الله الجواهري وعينيته الخالدة ، فما أن تمر الايام الاولى من السنة الهجرية الجديدة حتى يشجينا هلال محرم بتلك الواقعة الاليمة التي احرقت قلوب الاحرار ، واقعة الطف .....
تمر بي في هذه الايام اطياف اهل البيت الكرام ، وتسري خواطري على تلك الرمال تقبل منها اثاراً حفرت في قلوبنا قبل ان تتسطر على ذرات الرمال ........
اهل البيت الكرام اسارى سبايا من قبل خوارج وارهابيي ذلك العصر ، ووجه رسول الانسانية لازال شاخصا امامي وهو يستقرأ المستقبل باكياً على ولده وحبيبه وقد انبأه العلي القدير انه سيقتل على ايدي ابناء الفحشاء في زمنه
وتطير بي الذكريات على حد قول الجواهري الى تلكم الليالي والايام التي ربتني على مبادئ عجزت المدارس والكليات وعشرات الكتب في علم الاخلاق التي قرأتها عن مجاراتها في تعليم الاجيال معنى ان يعيشوا احراراً
واذا كان السائرون على درب العشق الالهي قد نهلوا اسراراً من تحليقهم في عالم العبودية لله الواحد الاحد ....... فأنني مذ وعيت على الدنيا تعلمت اسرار العرفان الحسيني ومعنى الحسين كما وصفه الشاعر : ومذ كنت طفلا عرفت الحسين مناراً الى ضوئه انتمي
اما اسرار وادي كربلا في فكري الحسيني انا بالذات ...... اولها واخرها وظاهرها وباطنها هو مقولة الامام الحسين ع : ان لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد :: فكونوا احرارا في دنياكم
هذه الكلمات هي التي اعطتني القوة لكي اعيش حياتي في بلد كالعراق ، قل فيه الديانون ، وشح فيه الناصفون
هذه الكلمات هي السبحانيات التي اعانتني على الصبر على زماننا البائس حين رأيت اشباه البشر ، يقتلون اشباه الحسين
وكنت سابقا اقول : كيف من الممكن ان يتم هذا ، كيف من الممكن ان يكون في زمن الحسين من يراه ولا يصدقه ، بل من يراه ويقول له : قلوبنا معك سيوفنا ضدك.
حين رأيت في زماننا من يغازل الجلاد وينقد الضحية ، عرفت تماما معنى الحسين ع ، وعرفت تماما معنى ان يكون كمثلهم يقتل مثله وعرفت تماما معنى ان نعيش في زماننا احراراً ، فالانسان الحر ، هو الذي تعمر به البلاد ، ليكن علمانيا ، ليكن كافرا ، ليكن بلا دين : لاديني تماما كما قالها ابي عبد الله عليه السلام ، ولكن ليكن عادلاً ، ليتقي الله في قطرة دم من دماء البشرية تسفك بلا معنى
قال تعالى :
سورة المائدة - سورة 5 - آية 32 : من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون

ليس شرطاً ان يكون حزبك اسمه : الفكر الحسيني لكي تكون حراً ابياً ، فالحسين الثائر ليس بتجارة ، وليس لعقاً على الالسن ، الحسين دين الاحرار.
اجل دماء البشرية التي لا تجد لها ناصرا يجيب لبيك داعي الله ، بل تجد معارضا فظاً ، حتى حين ننعى الابرياء على صفحات الورق الضعيفة هذه ، اننا ننادي اليوم ، كما الحسين الثائر المبتلى : هل من معين يعيننا .....ويتردد الصدى عبر الاجيال وعلى رمال كربلا بلا معين ولا مجيب غير الصحب الاوفياء الذين لا ولن يكون كمثلهم احد.
والحسين حين اراه يترك اخته البطلة ، هكذا وبأبسط ما يكون ضحية للسبي ، وفي مجلس ما بارح اللهو والخمرا ، حين اراه هكذا ، اقول هو نفسه القائل : الهي ماذا فقد من وجدك ، وماذا وجد من فقدك ، ابداً لاشئ يهم عاشقا كالحسين ع :فلو قطعتني في الحب اربا ، لما مال الفؤاد لسواكا
اخته المرأة التي تبدأ رحلة اخرى ، رحلة تقود فيها انسانة ليست بمعصومة ، بل تربت على اخلاق المعصومين واقتدت بهم ، تقود الامامة في مرحلة انتقالية قتل فيها امام ، ومرض فيها امام اخر وهو تحت القيد ليس بيده شئ !!!!!
اجل بطلة كربلا زينب ، التي تندبها نساءنا ، لا لان حظها قليل في هذه الدنيا ، فهي وان عاشت تحت الهضم والضيم والحيف في فترة السبي ومقارعة الحكام الجائرين بعدها ، الا انها سيدة بكل مافي الكلمة من معنى ، وان كنا نحن النساء نبكي ، فلأن كل من سمع هذه القصة لا بد ان يواسي دمعة رسول الله ص يوم انبأه جبريل بها فبكى :
ولاتلوم العين وتنشف الدموع
شضارك لو دمع صبت عيني
لو تعرف اسباب نوحي وليش انوح
جا صرت عبرة وتجي تبجيني
وانت ماعندك جرح تبجي عليه
اووين تلكه حسين مثل حسيني !!!!!

رحم الله الشاعر رحيم المالكي فقد سطر اجمل الابيات التي تعبر عن عشقنا نحن الاحرار ، لقضية ابي عبد الله الحسين ع ، وقضية اخته بطلة كربلا ، وكل رجال الطف نساءا ورجالا يوم خرجوا وكل واحد منهم امة في الله وكل واحد منهم قضية ، وكل واحد منهم حسين ، بفكره بموقفه ، ورحم الله القائل ، ان الانسان موقف
ورثنا الـ ( لا ) ورث من دم ابو السجاد
ماقلنا نعم لاولاد مرجانة
اما من يلومنا على البكاء ، فليأتي ليعيش ايامنا نحن العراقيين ويعيش مأساتنا التي امتدت منذ ابتلي الحسين على رمال كربلا الى يومنا هذا :
بكت عليك ارضنا والسما
لا بدموع بل بفيض الدما
كما بكى من قبلها الانبيا
لما عليهم عرضت كربلا
كل انسان منصف ، حين يسمع هذه القصة لابد ان يبكي لرؤية الظلم ، كي تكون تلك الدمعة منطلقاً للرفض والاباء ............
كربلا علمتني ان لا احقد ، الا حقداً يرتضيه الله ، الذي جعل لولي الدم سلطانا ، لان الحسين عليه السلام : بكى على اعدائه :
ورأيتك النفس الكبيرة لم تكن
حتى على من قاتلوك حقودا

كربلا علمتني ان لا اعجب من الظلم ومن بلاد الظلم ......... ان لا اعجب : فليس البلية في ايامنا عجبا ، بل السلامة فيها اعجب العجب ، كربلا علمتني ان المظلوم ينتصر وان طال الزمان ، وغاندي الرجل الذي ليس له علاقة بالاسلام قالها : وقد تأثر غاندي كثيراً بحياة الحسين بن علي (عليهم السلام) حفيد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وقال مقولته الشهيره: "تعلمت من الحسين أن أعيش مظلوماً في حياتي وانتصر" وقد قرأ سيرة الحسين وبكى عليه بعد قراءة مقتله وقصته وقدأثر ذلك كثيراً في نظرته للمسلمين وللإسلام وفي معاملاته اليوميه
علمتني كربلا معنى الصبر ، ومعنى ان تكون المرأة جبلا شامخاً ، تأنف كأنفة زينب حيث قالت في بيت خصمها وعدوها وظالمها : فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وايامك الا عدد، وجمعك الا بدد، يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين.
علمتني كربلا ان الحسين ع اعطى للمرأة كافة الصلاحيات لممارسة حياتها بكل استقلالية ، ان كانت تملك المؤهلات الكافية.
علمتني كربلا معنى الخلود ، وانا من ارض جلجامش الباحث منذ فجر التأريخ عن الخلود ، وها هو ابي عبد الله الحسين ع ، يعلمنا معنى ان يخلد ومعنى يكون قبره كعبة للاحرار :
لاتطلبن قبر الحسين بشرق ارض او بغرب
ودع الجميع وعرج نحوي ، فمرقده بقلبي.
فيابن(البتول) وحسبي بها بيانا على كل ما أدعي
ويابن التي لم يضع مثلها كمثلك حملا ولم ترضع
ويابن البطين بلا بطنة ويابن الفتى الحاسر الانزع
ويا غصن هاشم لم ينفتح بأزهر منه ولم يفرع
ويا واصلا من نشيد الخلود ختام القصيدة بالمطلع

يسير الورى بركاب الزمان من مستقيم ومن أظلع
وأنت تسير ركب الخلود ما تستجد له يتبع
تمثلت يومك في خاطري ورددت صوتك في مسمعي
ومحصت أمرك لم أرتهب بنقل الرواة ولم أخدع
وقلت لعل دوي السنين بأصداء حادثك المفجع
وما رتل المخلصون الدعاة من مرسلين ومن سجع
ومن ناثرات عليك المساء والصبح بالشعر والادمع
لعل السياسة فيما جنت على لاصق بك أو مدعي
وتشريدها كل من يدلي بحبل لاهليك أو مقطع
وجدتك في صورة لم أرع بأعظم منها ولا أروع
وماذا أأروع من أن يكون لحمك وقفا على المبضع
وأن تتقي دونما ترتأي ضميرك بالاسل الشرع
وأن تطعم الموت خير البنين من الاكهلين الى الرضع
وخير بني الام من هاشم وخير بني الاب من تبع
وخير الصحاب بخير الصدور كانوا وقاءك والاذرع



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيارة البطة
- المكتب اللعين
- الحكومات المحلية تشجع العنف ضد النساء
- حرام علينا
- والي مدينتنا
- لايوجد تفسير لما حدث ويحدث في العراق
- من هو العراق ؟؟ وماهي حقيقة العراقيين !!!!!!!!!!!!!
- حق الحياة ، والعاملين في حقوق الانسان
- عراقية تخاطب مقبرة
- قتل النساء في العمارة مع سكوت مطبق ، لا احد يحتج ، والاعلام ...
- بين اسلامين
- الاقليات في محافظة ميسان


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - خواطر على رمال كربلا