أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - روبنسن كرويز في تل حرمز














المزيد.....

روبنسن كرويز في تل حرمز


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 07:51
المحور: الادب والفن
    



مثل أي مواطن صالح أسديت خدماتي للبلد عندما كان في وضع خطر. كانت تضحياتي فوق العادة وفوق ذلك جمدت كل قناعاتي وأفكاري ومشاريعي من أجل الغاية العليا للوطن. انتهت تلك الحالة وتم الاستغناء عن خدماتي وتنوسيت تضحياتي والاعضاء التي فقدتها من جسدي ومشاعري وأوقاتي، وما زلت انتظر المقابل. انا الان في وضع غير عادي ومعرض لتهديد وجودي وأنتظر من بلدي أن يقف الى جانبي ويعوضني عن فقداني كما وقفت معه في ظرف الشدّة. ان العوق النفسي والجسدي الملازم لي، والذي يمنعني من الحياة الطبيعية على الأرض هو بسبب خدمتي للوطن، وحسب قوانين الضمان الاجتماعي يحق لي تعويض إصابة. في الحقيقة ليس الأمر كله كذلك. ان الحرب التي فرضت عليّ كانت طويلة ومملة، وفوق ذلك، ما كادت تنتهي بعد انتشار التذمر والسخط والاحاجي وأعمال الشعوذة والتمرد والعصيان، حتى بدأت حرب أخرى ألعن وأتعس من الأولى ضاع فيها الحابل من النابل، وانصرم الحبل بين المرء وذويه ووطنه. ووجدنا أنفسنا، في بلدان وصحارى غريبة اجبرتنا على تعلّم عادات ولغات جديدة وعجيبة. نحن الان مواطنون أجانب عن بلداننا الاصلية، وغرباء عن أوطاننا الجديدة، ولكننا ما نزال معوقين. لا نستطيع الانسجام في النظام الجديد ولا نسيان تقاليد النظام القديم الذي بتر أعضاءنا وألقانا أشلاء مبعثرة على أرصفة العالم. لا نعرف شيئاً عن أصدقائنا وعوائلنا القديمة. هم يعتقدون اننا متنا وأرحناهم. ونحن نعرف اننا ما نزال نتعذب على الأرض وقد عدمتنا الحيلة والوسيلة. طالبنا عبر شبكاتنا المعوقة ومنتدياتنا اللا شرعية بحملة عالمية لمتضرري الاعضاء والاعمار وما نزال ننتظر. البعض يدعي ان بلادنا القديمة من كثرة الحروب والحماقات لم تعد فيها حكومة وأهلها هجروها الى بلدان بعيدة لا تستطيع اعادتهم أو تجنيدهم في حروب وهمية جديدة. ولا احد يعرف متى تظهر حكومة جديدة أو تعود الحياة الى تلك البلاد. ومن غير المتوقع قدرتنا على احتمال تمديد فترة الانتظار. سيما أن الموت عرف طريقه الى كثيرين منا، ونحن آخذون في التناقص، واذا استمرت عملية الانقراض فمن المحتمل اختفاء جنسنا النادر عن سطح الارض في غضون العشرين سنة المقبلة. فالفترة التي مرّت على وجودنا في قوائم أو طوابير الانتظار تعددت العشرين عاماً، أي أننا في نقطة المنتصف، لا نستطيع العودة ولا نملك زوادة التواصل. عليه، وبعد الاجتماع الى كوادرنا وفيالقنا وشظايانا قررنا ما يلى وباسم الشعب: اختفى الصوت تدريجياً وتحول الى وشوشة ثم همهمة ثم أنات متقطعة. يبدو ان ملك الموت احتضنه في ملكوته. على شبكة التلفزة الفضائية معاجلة الموقف بمندوب جديد أو نائب عن .. الشبكة كلها تتعرض الى تشويش الان. التشويش يتحول الى همهمة.. الهمهمة تتحول.. لا لا .. من غير الممكن أن يكون ملك الموت بهذه الصلافة.. في خبر عاجل.. ان الشيخ الخليجي قطع تمويله للقناة، وتم الغاء اقامات المرتزقة واعادتهم إلى بلدانهم، أو، بلدان اللجوء الجديدة باعتبارهم مضطهدي رأي ورزق. دبلوماسي رفيع المستوى من دولة متسحضرة جداً يجتمع مع هيئة أصدقاء عزرائيل
علماء روس وبريتن يحذرون من حركة قيعان المحيطات الجنوبية، شعوب بحالها تهرب من أوطانها وتستوطن صحارى الشمال والغرب والقطب الشمالي وسيبريا. شبكة ناسا للمساعدات الانسانية تتولى نقل مليار انسان الى كوكب الزهرة مع معدات البناء والحفر لبناء مدن ومستعمرات وشركات سيارات وخطوط قطارات وهواتف نقالة جديدة، وسوف تعلن شروط ومواعيد المناقصة بعد عودة الكهرباء.
من المحتمل ان نبقى لوحدنا للفرجة على يوم القيامة الذي سمعنا به كثيراً واعتقد البعض انه مجرد خرافة. شخصياً لا يثيرني الامر كثيراً، ولكني لا أريد أن أموت قبل أن تتحقق مطالبنا ونحصل على تعويض مجزٍ لكل خسائرنا قبل أن تضيع بولة بالشطّ مثل اعمارنا وأعضائنا المنقوصة.
صرح ناطق عزرائيلي قائلاً: ان الموما اليه في تاريخه اعلاه، قد خرج من بيت عائلته وذويه، وبيت زوجته وأخيه، والمنطقة والمحلة ، والمدينة والبلد، ومن الجنس والملة، وانه بعد كل ذلك، حسب تقارير الاستخبارات الملائكية، دخل منزع حمام راغبة خاتون، ولم يخرج إلا وقد خلع القفطان والصندل، والعمامة ولبسة المتفضل، بل نزع جلدته وجلده، وكل ما خطر في منامه وخلده، سائراً بين الناس سير القياصرة، متبختراً متجبراً كالسماسرة، وانه بعد الاسبوع الثامن من شهر جمادى الاخرة، رصدت قواتنا خلقاً كثيرين، خرجوا خروج القياصرة، وادعوا دعاوى الاشاعرة، وان الظاهرة في تفاقم شديد وسريع، ووقع العاقبة على الباذخين فظيع، فأما بعد، قال قائل من الخارجين، انهم لن يعودوا من حيث خرجوا حتى تكتسي ابدانهم بالشعر، ويكون منظرهم كالبهيمة والبقر، فترأف بهم منظمات الرفق بالحيوان، بعد أن جار وطغى واولغ في دمه الانسان. وانهم إذا اشرق الليل، اجتمعوا في الموضع المسمى بتلة حرمز، على بعد عشرين كيلومترا شرقي بغداد. فيلتف القلب بالقلب، والفؤاد بالفؤاد. وإما بعد، فهذه هي الدمقراطية، وان حزب الموما اليه، يعلن انفكاكه من جنس البشرية، غير بعيد من بلدة بهرز، ليجد ملاذه لدى الامة الهمجية، وهم على ما هم عليه ماضون، حتى يدخل الفيل في سم الخياط، ولو كره الكارهون!. وسوف توافيكم ملائكتنا الامنية بآخر التقارير الرسمية أولاً بأول.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة نحو الخلف...
- من داود بن يسي
- المريض العراقي
- أنا الخطاب.. أنا الآخر - في آلية الحوار-
- مات إله الشياطين
- رسالة لم تصل إلى جلجامش
- ابحث عن رصيف يحتمل موتي..
- أنسى..
- مدينة الحوار المتمدن
- الموت.. دورة المطلق الحميمة
- سيرة و مكان
- قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
- الطائر الذي يغني من داخل القفص
- العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
- وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
- العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
- (غداً..!)
- أشعياء بن آموص
- (حجيّة غُرْبَتْ)


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - روبنسن كرويز في تل حرمز