أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رزاق عبود - كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!















المزيد.....

كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:31
المحور: الصحافة والاعلام
    


بصراحة ابن عبود
صحيفة المنارة البصرية مجمع وطني متنور، ونافذة ثقافية متفتحة، لهذا كانت اول صحيفة عراقية كتبت فيها بعد السقوط، واتابع ما تنشره باستمرار حسب الظروف. ويوم امس، وكالعادة تصفحت "المنارة" العزيزة وتفاجات، بل فجعت بمقال لحازم صاغية بعنوان مثير(بالعودة الى نوري السعيد) ياللهول؟!

بعد مهزلة قناة الشرقية التي مجدت نوري السعيد، وبيضت صفحته السوداء في مسلسل "الباشا" المشبوه. جاء الان دور بعض الكتاب ومن بينهم صواغية، وقرداغي ليحاولوا تزوير التاريخ العراقي، ويقدموا عذرا، ومسوغا، لمن اعتبر، ويعتبر المجرم صدام حسين بطلا قوميا، ومناضلا ثوريا، وربما يقترحون له نصبا تاريخيا مثل استاذه الفاشي فرانكو. ولا ادري عن اي وطنية يتحدث الكاتب؟ فوثائق المخابرات البريطانية تقول انها وضعته مع غيره من جواسيسها حول شريف مكة الذي ثار ضد العثمانيين، وحارب مع البريطانيين ضد اخوته في الدين لكنه كوفأ معزولا منفيا في قبرص. وكان نوري السعيد من الضباط المحيطين بابنه فيصل الاول في دمشق ثم في بغداد، سياسيا مخادعا، بعد ان امرته بريطانيا بنزع ثيابه العسكرية العثمانية. يقول الكاتب بشكل لا يصدقه العقل: "ان السعيد حمل فكرة لم يحد عنها،مفادها، ان العراقيين، وبالتالي العرب لن يستطيعوا نيل الاستقلال والتقدم في ظل علاقات عدائية مع الغرب" ونواجه هذا الافتراض الساذج باسئلة بسيطة:
اولا: من استعمر من؟ ثانيا: من عادى من؟ العرب ام الذين احتلوهم؟ وهل كان هناك شرق او غرب عندما تاسست الدولة العراقية الحديثة؟
ثم يضيف الكاتب: " ومن هذا المنطلق راى نوري السعيد ان العرب.... يعطون الغرب في معركته مع موسكو مقابل ان ياخذوا منه في فلسطين على حساب اسرائيل"

كيف كانت بريطانيا ستكافأ عميلها نوري السعيد بتحرير فلسطين اذا تعاون معها ضد الشرق؟ ولماذا لم يقدم الغرب هذه الخدمة كعربون لاثبات حسن نيته للعرب؟ لماذا على العرب دوما ان يتنازلوا لينتظروا مكرمة الاخرين؟ كما يطالب الاستسلاميين الان، وطالبوا عرفات من قبل بالخضوع لاسرائيل علها تتعطف وتفتح المعابر! وتناسى الكاتب، ان وعد بلفور قدم للصهاينة في نفس الوقت الذي كان العرب، ونوري السعيد معهم، متحالفين مع بريطانيا، وفي نفس الوقت الذي كان جنودهم يطردون العثمانيين من البلاد العربية لتاتي بعدها بريطانيا، وتتقاسمها استعماريا مع فرنسا حسب اتفاقية سايكس بيكو. التي فضحتها ثورة البلاشفة في روسيا. والكاتب يعرف جيدا ان كل العرب (حكامهم) هم مع الغرب حتى من ادعى التقدمية منهم. فماذا اخذوا يا تري؟ وماذا اعطاهم الغرب غير حماية عروشهم؟ وماذا حصل عباس الذي سمع نصيحة نوري السعيد متاخرا؟؟ ثم ان كل الدول العربية كانت على علاقة جيدة، وما زالت مع الغرب فلماذا لم يعيدوا لهم، ولو نصف فلسطين، بعد ان اعطوا كل شئ؟

وهل نسيت ان عميلهم عبدالله نصب ملكا على الضفة الشرقية لنهرالاردن ثم قدت له الضفة الغربية بعد النكبة، ليقيم مملكته الاردنية التي دخلت في تحالف مع ولد العم في بغداد لوقف الميول الوحدوية التي اشتدت بعد مجئ عبد الناصر الى الحكم بعد 1952. الاتحاد الهاشمي الذي تتحدث عنه، اسمه يكشف محتواه فهو حلف عشائري متخلف وليس له علاقة بالوحدة العربية. والجامعة العربية ياسيدي مخطط اضعف العرب ولا زال وقد وضع في وزارة المستعمرات البريطانيا للتعويض عن التحالف الحقيقي بين الشعوب العربية ولوضع الدول العربية مجتمعة تحت الخيمة البريطانية. ولهذا تحمس لها نوري السعيد.

ان "الوطني" نوري السعيد وقع المعاهدة الاسترقاقية مع بريطانيا عام 1922 اي قبل تاسيس دولة الصهاينة وكذلك فعل عام 1933 . فهل كان يقصد استعادة الاندلس؟؟ وهل ارسال الجيش العراقي لحرب فلسطين بدون عتاد كان لتحريرها ام لتمرير نصفها الى الملك الهاشمي عبدالله؟؟ واسقط نوري السعيد الجنسية عن اليهود العراقيين وسفرهم بالقوة الى اسرائيل. ونظمت السفارة البريطانية حامية نوري السعسد لعبة الفرهود التي اعادتها عام 2003. ولم يكن ذنب اليهود العراقيين الا كونهم لم ينخدعوا بالدعاية الصهيونية وشكلوا عصبة مكافحة الصهيونية في العراق، وفضحوا تواطئ نوري السعيد مع الصهاينة. ولا زال معظمهم داخل، وخارج اسرائيل يحاربون نهجها العدواني ضد الدول العربية. اي وطنية في ابادة انتفاضات الفلاحين ودعم الاقطاعيين؟ اي وطنية في اعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الذي وقف مع غيره من الاحزاب الوطنية ضد معاهدة بورتسمورث؟ اي وطنية في الدخول الى حلف بغداد؟ اي وطنية في ذبح الاشوريين؟ اي وطنية في حربه ضد الاكراد؟ اي وطنية في تاييد العدوان الثلاثي على مصر؟ اي وطنية وديمقراطيه تنسبها له في منع الاحزاب، والمنظمات، والنقابات، وقمع الاضرابات؟ وحل البرلمان والغاء نتائج الانتخابات اذا لم توافق مخططاته؟

ويضيف الكاتب "اما عراقيا فراهن نوري السعيد على دعامتين التنمية والديمقراطية البرلمانية على قاعدة الحزبين عملا بالنموذج البريطاني"! عن اي تنمية تتحدث والشركات الاجنبية تنهب ثروات العراق، ولا كهرباء، ولا ماء في معظم المدن، وليس الارياف كلها فقط. والامية والجهل والامراض: ثلاثي نوري السعيد يسيطر على ارض الحضارات؟؟
ثم يعترف الكاتب " غير ان المسالة الديمقراطية كان سوء حظها اكبر فبسبب الحرب الباردة وعدم احترام الحزب الشيوعي وحلفائه ثم القوميين العرب الماخوذين بزعامة عبد الناصر للعملية السياسية السلمية انجر نوري السعيد الى موقف سلبي معطل للحياة السياسية والحزبية والبرلمانية"!

مرة تقول يا صاحبي ان نوري السعيد اراد بناء نموذج الحزبين. اي احدهم للاقطاعيين والاخر للاقطاعيين الكبار. فلماذا تتهم الاخرين اذن بانجراره الى موقف سلبي من الديمقراطية؟ صحيح ان الشيوعيين كانوا في مقدمة المناضلين ضد طغيان نوري السعيد لكنهم لم يكونوا الوحيدين. ولا توجد وثيقة واحدة تثبت ان الشيوعيين لم يتبعوا القواعد السلمية الا عنما قمعت انتفاضة الحي بالحديد والنار من قبل "الديمقراطي" نوري السعيد. ونوري السعيد اول من استخدم الجيش في قمع المظاهرات، والاتتفاضات، والاضرابات السلمية. وما علاقة الحرب الباردة؟ ولا تنسى ان نوري السعيد وحسب نصيحتك، ونصيحته العتيدة هو الذي دفع العراق الى الاشتراك في الحرب الباردة عبر معاهداته مع بريطانيا وقوانين مكافحة الشيوعية وحلف بغداد. وهل كان الجواهري شيوعيا، او مسلحا عندما اعتقل لاكثر من مرة؟ وهل كان الرصافي وغيره كذلك؟

بعد كل هذا السجل الخياني والاجرامي لنوري السعيد يقول الكاتب "لكن الامرين المؤكدين ان نوري السعيد لم يكن عميلا، وان النظم العسكرية التي تلت العهد الملكي هي التي انتجت في اخطر تجلياتها واهمها الكابوس المسمى صدام حسين"! ونسي الكاتب انه قال قبل ذلك "التنمية اصدمت بتخلف الطبقة السياسية(ولم يقل الحاكمة) ومعظمها ملاكو اراضي ممن انتمى اليهم نوري نفسه. فهؤلاء ارادوا لي عنق المشاريع الزراعية والمائية الكبرى بما يخدم مصالحهم"! هؤلاء يا سيدي هم انفسهم من تحالف مع حزب البعث وقضى على ثورة تموز وانتج صدام حسين. ثم هل نسيت بهجت العطية، وغيره من جلادي شعبنا، واجهزة الامن المختلفة والشعبة الخاصة، وتحويل العراقيين الى درجات تبعية ايرانية وتبعية عثمانية؟ الامر الذي استخدمه صدام ضد الاكراد الفيلية بعد ذلك وتهجير اكثر من ربع مليون عراقي وابادة الالاف من ابنائهم. وبما ان نوري السعيد كما تقول هو من ملاك الاراضي فقد شارك هو في لي مشاريع التنمية والتقدم ولم ينفع تحالفه مع الغرب في تقدم العراق والعراقيين.

انه الزمن الردئ الذي يجعل كاتب عراقي يدافع عن طاغية مثل نوري السعيد. ولكن لاخبرك بشئ. ان بقايا الصداميين لم يجدوا شيئا يفخرون به بعد ان رأى كل الشرفاء الحقيقة الناصعة لثورة تموز التي غدروها. الا بالهجوم على رموزها وبعث فرعونهم القديم نوري السعيد لانهم يخشون الهجوم المباشرعلى ثورة تموز. وليس لديهم ما يغطون به جرائم فرعونهم صدام حسين فابتدعوا لعبة "وطنية" نوري السعيد وهي اقرب الى النكته في مجلس عزاء! بل هي ماساة، ان الرجل الذي حكم العراق بمختلف الصور لمدة اربعين عاما، ولم يقض ولو على مرض البلهارزيا او يعيد كرامة الفلاحين المهدورة! فكيف له ان يصبح وطنيا؟

يبتدأ الكاتب مقالته بالقول"يقال ان الشعوب الحكيمة هي التي تدرس تجارب قادتها وتتعلم منها، ونوري السعيد احد القادة الذين يفترض بالعراقيين ان لم يكن العرب، درس تجربته"
بدءآ، ان كل الشعوب حكيمة، وهي تدرس تجاربها باستمرار، لكن الحكمة بالعبرة من الدرس. ثانيا ان نوري السعيد لم يكن قائدا شعبيا. كان حاكما فوقيا متسلطا. ثالثا ان شعبنا الحكيم عرف من هو نوري، واعطاه قدره بهوسته المعروفة"نوري سعيد القندرة وصالح جبر قيطانهه" وكان صالح جبر وقتها وزير خارجية نوري السعيد المكلف بتوقيع معاهدة بورتسمورث مع اسياده البريطانيين. رابعا ان الجموع الشعبية انهت نوري السعيد بطريقة لا نتفق معها. لكنها عكست الخيبة، والمرارة التي تركها تسلطه في نفوس الشعب. الامر الذي يثبت مرة اخرى ان ما حدث يوم 14 تموز لم يكن انقلابا، كما يقول الكاتب، بل ثورة شعبية حطمت حكم الانجليز في العراق. وان الجماهير الغاضبة هي التي قتلته وليس الثوار وهذه عبرة لكل جائر.

اتق الله يا رجل في التاريخ. اقرأ عن نوري السعيد قبل ان تمجده، وانصحك بالرجوع الى وثائق الحكومة البريطانية في مكتبتها الملكية في لندن، او مطالعة كتاب الباحث الموضوعي المحايد حنا بطاطو الموسوم: "العراق الطبقات الاجتماعية، والحركات الثورية..." باجزائه الثلاث.

هذه كانت مجرد ملاحظات عابرة واتمنى من المختصين تناول الموضوع بشكل توثيقي. وحرية الراي التي نشر باسمها المقال لا تعني حرية التزوير، والتزييف لتاريخنا، واهانة ذاكرة الشعب، والبصق على دماء شهداء الشعب والوطن الذين قضوا تحت ملاحقة وعنف اجهزة نوري السعيد!



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يزف البصريون العروس 428 الى مجلس المحافظة
- غزة اسبارطة العرب
- العالم كله يدين اسرائيل وثوري الامس يدافعون عنها
- اسرائيل تحرق غزة وعباس يخنق الضفة
- مبارك وباراك وعباس يحولون غزة الى مجزرة بشرية
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- كلام مفيد للنائب مفيد
- الفيدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)
- امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس
- الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين
- الامريكيون الشرفاء والعراقيون الحقراء!
- اعداء العراق يقتلون اصل العراق
- لماذا مسابقة علم ونشيد ولدينا اجمل علم واحلى نشيد يا مفيد؟!
- الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!
- غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين
- يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك
- ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي
- شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رزاق عبود - كيف سمحت عزيزتنا -المنارة- بمثل هذه العودة الردة؟!