أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - نهاية الحضارة الإسلامية














المزيد.....

نهاية الحضارة الإسلامية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:32
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الحضارة ليست إستنساخا بيولوجيا أو إجتماعيا , فالإسلام إنتهى والحضارة العربية إنتهت ولن تقوم للعرب حضارة على أنقاظ الفكر الإسلامي القديم أو العربي القديم , لا بدّ من وجود حضارة وثقافة جديدة .
هذه هي قصتي وهذه هي آرائي , وأنا لستُ عدوا لأهلي أو قومي ولكنني عدو الجمود والضمور , إن الشارع يتطور ..والصخور تتطور ..والمعادن تتطور وتتشكل بصور جديدة من ( الهُيولي والصورية )فماذا مثلا كان الرصاص قبل أن يكون رصاصا ؟؟
فلماذا لا تتطور القلوب والصدور والدماء والثقافة ؟

الإسلام جاء فجأة ...ثم ظهر وإختفى كحلم ليلة صيف هادئة, ولن يعود غريبا كما بدأ غريبا, ولا حتى أي حضارة تستطيع أن تكرر نفسها , لأن الحضارة ليست دعاية وإعلان , فالدعاية والإعلان هما وحدهما من يتكررا من جديد في كل عام وفي كل يوم وفي كل لحظة .
وأنا لست كالذين يقولون عني من أنني مصاب بإنتكاسة وهزيمة , أنا على العكس أنا مؤمن أن دور العرب قد إنتهى وأن حضارتنا قد إنتهت وأن رب الإسلام قد أورث الأرض لقوم آخرين غير الحُكام العرب , فالعرب اليوم والذين يعيشون على أمجاد ماضيهم هم متوهمون ليس إلاّ , وكذلك اليهود الذين يضنون أن (يَهوىَ)أو (يَهوه) قد فتح لهم فتحا جديدا من الفرات إلى النيل ..هم مخطؤون جدا , فهذا الفتح ليس ليهوى بل هو للرأسمالية الأمريكية وفي الوقت المناسب سوف يستغني القرصان أو الجندي الأمريكي عن خدمات الجندي الإسرائيلي أو سيستغنون عن بعضهم البعض في حالة ولادة دولة أخرى أو جمهورية أخرى ترث الأرض ومن عليها .
إنتهى زمن الخطاب الإسلامي الديني , وبدأ من جديد عصر جديد للعلمانية , وظهر فلاسفة جدد وأنبياء مدنيون يلبسون ربطات عنق .

لكل زمان دولة ورجال , فالحضارة الأثينية كانت بموازاة فلاسفتها سقراط وتلامذته أفلاطون وأرسطو والأول أسس الفلسفة المثالية والثاني الفلسفة المادية وحتى اليوم لم تتكرر هذه الظاهرة , وكذلك الحضارة الرومانية كانت بموازاة دولة القانون التي عُرفت بها , والذي أشبع الإنسانية فلسفة هم الأثينيون والذين أشبعوا الإنسانية أنظمة وقوانين هم الرومانيون .

وعليه من الملاحظ أن الحضارة اليونانية لم تعد للوجود على مسرح التاريخ برمته , وكذلك الحضارة الرومانية لم تعد تظهر على خشبة المسرح , وكأن هاتين الحضارتين ممثلين على خشبة المسرح أّديا دورهما ثم ذهبا .
كل شخص أو كل (كركتر) على خشبة المسرح يؤدي دوره ثم يذهب , وكذلك الحضارة تؤدي دورها على الكُرة الأرضية ثم تذهب مُفسحة المجال لحضارة جديدة .


وكذلك الحضارة اليهودية القديمة فظهور العبرانيين على الصحراء الشرقية بين مصر وغزة وأريحا كان حضورا متميزا ميزته الصحراء بأن أعطت لهؤلاء الرعاة دورا إيجابيا في الحضارة الشرقية فكانوا هم أول من مارس الدين الرعوي الذكوري التسلطي ورسم هذا الدين ربه وإلهه على حسب ظروف الصحراء المرعبة من العطش والموت والجوع فجاء الإله وبيده الموتُ والحياة واهب الحياة (يهوى) موجود في كل مكان على حسب إتساع الصحراء كريم مع عباده الذين أحبهم وأحبوه وبطشه شديد بإعدائهم , ومن الملاحظ أن هذه الصفات ورثها الله إله العرب المسلمين فالله الإسلامي لا يختلف عن الله اليهودي .

ومن قبل الإسلام ورثت المسيحية الفكر الديني الشرقي فجاء تعبيرا عن نمط حضارة زراعية يظهر فيها الرب ويختفي كما تظهر مزروعات الفلاح وتختفي وهنا يموت الإله في موسم الحصاد ويبعث في موسم سقوط الأمطار وتؤمن بالأنثى ومعجزاتها أكثر من إيمانها بالذكر وإنتعشت هذه الحضارة أو الديانة ثم ضمرت مرتين : مرة على أيدي المسلمين والمرة الأخيرة على أيدي العلمانيين الأوروبيين .

ومن الملاحظ أن ظهور الحضارات وإختفائها أمر ليس منوطا بالتقوى والإلتزام بالأخلاق فاليهودية سفكت الدماء والمسيحية قُتلت ثم قَتلت والديانة الإسلامية أراقت دماء أبناء العمومة من قريش حتى صعدت وأصبحت إمبراطورية , فمن الملاحظ أن الأخلاق ليست سببا في صعود الحضارات , إن القسوة وسفك الدماء هي ميزة الحضارات فلا توجد خضارة من غير تضحية!!

ولكن ما معنى التضحية ؟
معناها واضح معناها الدماء على الإسفلت ..
ولكن الحضارات تظهر نتيجة ضمور حضارات مجاورة وهي كزراعة الثوم الذي إذا مات الأب ولد الإبن أي إذا ماتت مزروعات العام الماضي فإنه سرعان ما تنبت المزروعات الحديثة .

إن ظهور الحضارات وإختفائها لا يتكرر مرتين حتى مملكة إسرائيل الحديثة وأقصد هنا جمهورية إسرائيل الحديثة , إنه ليس لها علاقة بمكونات الشعب اليهودي القديم إنها مرتبطة تماما بمتغيرات حدثت على صعيد أوروبا الناهضة , ويبدو أن قوانين الصعود والهبوط لا تتكرر في نفس البقعة الواحدة أكثر من مرة .

وإنه من الملاحظ أن العباقرة أيضا لا يتكررون وكذلك الشعراء والفنانون والمبدعون لا يتكررون أبدا , فهل تستطيع إيطاليا أن تنجب رفائليو من جديد أو دافنشي ؟
وهل تستطيع الكوفة أن تلد المتنبي , أو الجواهري , أو الكسائي أو الفراء , وهل تستطيع الصحراء أن تلد الفرزدق؟؟؟؟؟ إنها ظاهرات لا تتكرر أبدا , وكذلك الحضارة لا تتكرر أبدا .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يشتمونني؟
- لماذا يريدون إبادة جمهورية إسرائيل ؟
- من ينظمُ المظاهرات في العواصم العربية ؟
- لماذا يخرج المواطن العربي للمظاهرات ؟
- تساؤلات حول السيرة النبوية
- ما هي الموآمرة التي تحدث عنها جلالة الملك عبد الله الثاني ؟
- رسالة لمجلس القمة العربية
- الحرب تحل المشاكل التي لا يستطيع السلام أن يحلها
- مع من يقف الله اليوم ?....أو بصف من سيقاتل ؟
- الدين مشكلة كبيرة
- أسيادُنا الجُدد
- المُخدرات الفكريةُ
- إفهموني : ماركس مسيح العمال
- هذا المقال يسمم البدن
- خُرافةُ اليسار العربي 2
- هذا المقالُ يُسمم البدن
- خُرافةُ اليسار العَربي1
- يا يسوع خلّصنا يا رب هللولي هللوليه
- اليسار يكذب علينا
- ليش المواطن العربي مش شبعان الخبز؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - نهاية الحضارة الإسلامية