أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح















المزيد.....

المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 03:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح إن العلاقات بين الحركة الكردية والحكومة العراقية الحالية برئاسة نوري المالكي تقف على كف عفريت، منذ بداية قيامها، تماما كما كانت العلاقات بين الحركات الكردية والحكومات العراقية المتعاقبة؛ وكأنما لم يحدث أي تغيير في العراق منذ 2003. وهي علاقات - أقل ما توصف به- أنها تسير بالعراق نحو الهاوية ما لم يُتدارك الأمر على نحو مستعجَل. فقد هدد رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني أخيرا بإعلان الاستقلال.. ربما هو يستند في ذلك إلى تلك المادة الفضفاضة التي أطلقها الرئيس الأميركي وودر ويلسون بعد الحرب العالمية الأولى وهي ضمن المبادئ الأربعة عشرة الشهيرة والمعروفة بحق الشعوب في تقرير مصيرها. ولاشك بان تطبيق هذه المادة لا يتلاءم وطبيعة الشعب العراقي وهي مختلفة تماما عما هو وضع الشعب العراقي التاريخي والقانوني باعتباره امة واحدة وموحدة. ولأن هذا الشعب لا يتكون من شعوب وأمم مختلفة، بل جمعت مكوناته وحدة جغرافية طبيعية وبشرية على مرّ العصور.
وإذا كان من حق العراقيين الكرد الانفصال فمن حق التركمان والسريان والكلدان والأزيديين والمندائيين وشعب طويريج وشعب الكرادة أيضا. إن السيد البرزاني يظن بأن الكرد شعب آخر غير عراقي هبط من المريخ في شمال العراق، ولذلك هو متميز أو هو من شعب كاوه المختار، ولأن هذه الأقليات تكون شعوبا - يا للسخرية- داخل الشعب الواحد أيضا. هكذا يُراد للعراق ان يتجزأ على الطريقة البايدنية أيضا: نسبة إلى السيد جو بايدن نائب الرئيس اوباما وصاحب المشروع سيء الصيت في تقسيم العراق.
وفات السيد البرزاني إن الكرد في العراق يكونون أقلية متآخية مع باقي مكونات الشعب العراقي الشقيقة، لا تميزهم إلا الثقافة المحلية التي تتحلى بها مختلف مكونات الشعب العراقي الأخر ليس إلا.. ولا احد يعرف على وجه الضبط ما المادة الدستورية التي أستند إليها السيد البارزاني في حقه بالانفصال ما دام يقر الجميع ان شعب العراق واحدا موحدا منذ ستة آلاف عام؟ وكيف يمكن للشعب العراقي ان يفرط بأرض كردستان العراق وهو يعدها جزءا لا يتجزأ عن ترابه الوطني؟ فأرض كردستان العراق هي شمال العراق أولا وأخيرا – يكره الانفصاليون ان توصف كردستان العرق بشمال العراق، يا للسخرية مرة أخرى- ومثلما هي البصرة أرض جنوب العراق أولا وأخيرا فأرض كردستان شمال العراق أولا وأخيرا. وهذا ما لا يستطيع ان يهضمه السيد البرزاني على الدوام على الرغم من وصفه غالبا بالدبلوماسية الحنكة والعقلنة؛ اجل الدبلوماسية التي حدت به إلى الاستعانة بجيش الطاغية صدام ضد غريمه السابق السيد جلال طلباني عام 1996 واحدث ما يعرف بحرب أم الكمارك سيئة الصيت والتي أدخلت أبناء شعبنا العراقي في الشمال في أتون من الاقتتال الدامي لا مبرر له إلا المصالح والمصالح وحدها. هكذا يراد للعراقيين الكرد ان يكونوا أتباعا لغير وطنهم العراق.
وكان قياديون في حزب رئيس الوزراء قد دعوا البرزاني إلى " تَوخّي الحذر - وهذا ليس بكاف على أية حال- في تصريحاته وفي إصدار مثل هذه النوايا المتسرعة وغير المدروسة ولا تفيد إلا أعداء العراق والتي لا تخدم الكرد أبدا. لكن كما يبدو إن القيادة الكردية لا تنظر إلى التطورات السياسية في العراق وفي المحيط الإقليمي بعين صائبة، وهي تعيش عقد الماضي القريب حيث بنيت العلاقات بين مكونات الشعب العراقي المختلفة على أسس من الإجبار والقسر بعيدا عن الحوار الوطني المثمر.
وأضاف السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان: إن رئيس الوزراء نوري المالكي، أخذ يتحول إلى الحكم السلطوي. ومن الصعب ان نفهم كيف يمكن فهم السلطوية بنظر السيد البرزاني إلا من خلال الإصرار على حكومة ضعيفة في بغداد فقط. وفي الحقيقة إن تلك الحكومة ثم أضاف السيد البرزاني: «يضيع المرء في الحكم السلطوي، حيث يصبح دكتاتوريًّا بصورة مبالَغ فيها، ويخسر نفسه». وربما يمكن توجيه هذا الكلام نفسه إلى السيد البارزاني أيضا، حيث تسيطر أسرته على مقاليد الحكم في شمال العراق ولا تمنح ما يكفي من الفرص الكافية للتعبير عن الرأي الوطني للكرد العراقيين.
فما الذي يدفع زعيما سياسيا كمسعود البارزاني بالتحدث عن الانفصال بدون استشارة الشعب الكردي الذي يعلم جيدا وبلا أدنى مواربة ان انفصاله عن العراق يعني وقوعه تحت هيمنة تركيا وإيران وربما سوريا أيضا. فخلال مقابلة أُجريَت معه في مكتبه في صلاح الدين، اتهم بارزاني المالكي، بالعمل على إبعاد الأكراد عن القوات الأمنية العراقية. ولم يستبعد بارزاني أن يُقدِم إقليم كردستان على إعلان استقلاله عن العراق، بعد أن ذكر مخاوف بشأن احتمال تغيير بعض مواد الدستور وبما يضمن قيام حكومة مركزية قوية.
ثم عادت حرب التصريحات بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان لتأخذ مسارات خطيرة حول القضايا العالقة بينهما، فانتقد مصدر في حكومة المالكي تصريحات رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الأخيرة التي هدد فيها بالانفصال في حال إصرار رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على إجراء تعديلات على الدستور. وفي الأصل إن الأمر لا يتعلق بالدستور وتعديلاته بل في قانون النفط والغاز الذي تصر حكومة الإقليم إلى تحويله إلى ملقط جمر لنقل النار إلى داخل الحضن العراقي.
وأسدل استمرار الخلافات بين بغداد واربيل بظلاله على الزيارة المتوقعة للمالكي إلى إقليم كردستان، فأعلن الناطق الإعلامي باسم الحكومة العراقية ان زيارة رئيس الحكومة العراقية إلى إقليم كردستان لم تتحدد بعد على رغم التسريبات الإعلامية التي تحدثت عن احتمال إجرائها خلال الأسبوع الجاري. وكان المالكي قد جدد في خلال تجمّع عشائري في بغداد، رفضه إنشاء فدراليات تكون أقوى من الحكومة المركزية، وهذه هي الحالة الطبيعية التي يمكن ان تعيش الفدراليات في أجوائها، مضيفاً ان «الدستور وإن رسم طريق العمل للفدراليات والحكومات المحلية في المحافظات، للابتعاد عن المركزية الحديدية، فإن ذلك لا يعني بناء فدراليات قوية في ظل حكومة مركزية ضعيفة» مشيرا إلى ان «هذه الفدراليات لن تستمر من دون دولة مركزية قوية». وبالطبع سوف تتحول هذه الفدراليات إلى معول هدم في بناء الجسم العراقي وتخرج عن كونها توحدات إلى انفصاليات بغيضة. المشكلة لا تتعلق بالسيد البرزاني وحده بل بهذا الدستور الذي كتب بعجالة بالغة وهو يحمل ما يكفي من مفخخات على طرق ملتوية.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باركنسون عربي مزمن
- هل كان نهر الدم في غزة يستحقّ هذا القرار الاممي؟
- سفن غزة بلا أشرعة
- عودة العسكر إلى العراق؟؟
- صاحب أكبر (خلوها سكته)
- لنتكاشف: أسئلة مابعد الحرائق
- أوباما: سراب العرب الأخير
- صقور (بيت أفيلح) الأخرانيين
- يوجد لدينا مختبر جديد لإبن الجزري؟!
- عرب عاربة وآمال خائبة وكباب بالساطور!
- ادعوكم للتوقف عن الكتابة!
- الزورخانيون .. وكلّ (24) يوما
- العراقيون رواية بوليسية طويلة
- الماركسية في عالم متغير
- تعالوا إلى زها محمد حديد
- تعددت السفن والطوفان واحد
- حديث إبن الرافدين: حساب عرب سياسي
- البحث عن قبعة نابليون
- المسيري: ثلمة في جدار قديم
- نادورام كوتشي


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض الأسدي - المالكي والبرزاني وباب العراق المفتوح