أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - غوانتانامو والعدّ العكسي!














المزيد.....

غوانتانامو والعدّ العكسي!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:32
المحور: حقوق الانسان
    


يتساءل العالم أجمع: هل سيفي الرئيس أوباما بوعوده الانتخابية بعد وصوله إلى سدّة الرئاسة، لاسيما بعد أن فاحت الرائحة الكريهة لسجن غوانتانامو؟ وهذا السؤال يطرح الإشكالية على نحو محدود: هل بدأ العدّ التنازلي فعلاً لإغلاق هذا السجن؟ ومتى سيقدم الرئيس أوباما على هذه الخطوة، إنْ كان قد اتخذ قراراً بشأنها؟
كل هذه الأسئلة المثيرة والحائرة تطرح على بساط البحث، خصوصاً بعد الاتهامات الخطيرة التي تم توجيهها للإدارة الأميركية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان ومخالفة اللوائح الدولية بخصوص معاملة السجناء، ومن ضمنها اتفاقيات جنيف لعام 1949 وملحقيها لعام 1977 وقواعد القانون الدولي الإنساني، والتي تم وضعها على الرف بشأن موضوع الأسرى في «تخريج» غير قانوني بأن بعض السجناء لا تنطبق عليهم صفة الأسير، وبالتالي فهم غير خاضعين لقواعد القانون الدولي، خصوصاً ما أطلق عليهم «الأعداء المقاتلون»!
وبغض النظر عن هذه المبررات أو المسوّغات والجدل القانوني بشأن أوضاع السجناء والقوانين التي تحكمهم، فإن تعاملاً لا إنسانياً قد حصل وما يزال مستمراً مع السجناء، وهناك تجاوزات خطيرة على حقوقهم، خصوصاً عزلهم بالطريقة التي يظهرون فيها، وتعرضهم للتعذيب كما أفاد أكثر من شاهد، فضلاً عن أن بعضهم مضى على وجوده أكثر من 6 سنوات دون محاكمة أو حتى دون تهمة محددة، الأمر الذي يتعارض مع القواعد القانونية وأصول المحاكمات والإجراءات الجزائية، فهل بإمكان أوباما، وبخاصة بعد الاحتفالات العالمية بالذكرى الـ 60 لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إغلاق السجن المذكور؟ وكيف سيتم ذلك؟ إذ إن الطريقة التي سيتم فيها إغلاق السجن لا تقل أهمية عن موضوع إغلاق السجن ذاته، فالسجن ليس مكان احتجاز عادي لسلب الحرية فحسب، بل أصبح رمزاً للظلم والتعسف ومجافاة العدالة، وهو يعني أن الولايات المتحدة ستعترف بأنها خالفت القيم والمبادئ الدولية لحقوق الإنسان التي كانت، ليل نهار، تمطر العالم بزخّات كثيفة عنها باعتبارها بلد العسل والحليب والحرية، فكيف ستقرّ بانتهاكاتها تلك، وإذا بها ستكون المرتكب؟ وكيف سيتلقى المجتمع الأميركي والدولي مخالفة من هذا النوع للدستور الأميركي والقوانين الأميركية أيضاً؟!
ولكن ماذا سيكون مصير السجناء أو المعتقلين فيما إذا قرر الرئيس أوباما إغلاق السجن؟ فإذا نُقلوا إلى الولايات المتحدة دون تغيير السياسات، فهذا سيعني نقل السجن وليس إغلاقه، وبذلك ستبقى المسألة مستمرة والمعاناة قائمة والاحتجاج الدولي سيتصاعد، وبالتالي ستواجه إدارة أوباما مشكلة مستعصية ومريبة، والأمر ينسحب أيضاً على ما حصل في سجن أبوغريب أو السجون الأميركية الأخرى في العراق، وكذلك على السجون السرية الطائرة والسجون البحرية العائمة.
ولعل إغلاق السجن يتطلب أولاً وقبل كل شيء تحضيرات كافية لدراسة ملفات السجناء، حيث استقبل سجن غوانتانامو في بداية الأمر نحو 800 سجين في العام 2002 نقل معظمهم إليه من أفغانستان، ثم أطلق سراح عدد منهم دون توجيه تهم محددة إليهم. ويبدو أن ما تبقى في سجن غوانتانامو يقارب 255 سجينا ينقسمون إلى ثلاث فئات:
- الفئة الأولى: سجناء متهمون بارتكاب جرائم ضد الولايات المتحدة.
- الفئة الثانية: سجناء متهمون بارتكاب جرائم في دول أخرى.
- الفئة الثالثة: سجناء غير متهمين بارتكاب جرائم ولكن تم الاحتفاظ بهم احترازاً. وهذه المجموعة لا توجد أدلة تدينها، وبالتالي يمكن إطلاق سراحها وتعويضها. وليس من العدالة والإنصاف الاحتفاظ بها لمجرد الشبهات أو للانتقام، كما أن إطلاق سراحهم أي (المتهمون) لا يشكل خطراً على أمن الولايات المتحدة، بل على العكس فإن مثل هذه الاعتقالات ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة الولايات المتحدة، كما أن تكاليفها ستكون باهظة عليها مادياً ومعنوياً.
أما المجموعة المتهمة بارتكاب أعمال جرمية في بلدان أخرى فيمكن محاكمتها (على الأقل) وفقاً لمعايير العدالة الدولية وشروط المحاكمات العادلة، وذلك بالتعاون مع الدول الأخرى، لاسيما إذا تم تسليم المتهمين إليها، مع الأدلة والمستمسكات الضرورية واستدعاء الشهود وتحضير التحقيقات الخاصة في تقارير مناسبة.
وتبقى المجموعة المشتبه بارتكابها جرائم ضد الولايات المتحدة، فقد تصر الولايات المتحدة على نقل المتهمين إليها ليمثلوا أمام المحاكم الفيدرالية، وليحاكموا بتهمة ارتكاب جرائم الإرهاب الدولي.
ولعل من المناسب التذكير أن ست سنوات انقضت على فتح معتقل غوانتانامو الرهيب، ولم يكن هذا السجن فزّاعة للسجناء فحسب، بل كان عاملاً مؤرقاً للإدارة الأميركية وللأخلاق الدولية بشأن احترام حقوق السجناء، ناهيكم عن التجاوز السافر والصارخ لحقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وقد أدانت المنظمات الحقوقية الكبرى ما حصل في سجن غوانتانامو مثل منظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان، والفيدرالية الدولية، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان وغيرها.
وإذا كانت إدارة بوش قد تعاملت مع السجناء على أنهم الأسوأ، بل إنهم أسوأ سجناء العالم وأخطرهم، فهل ستتعامل إدارة أوباما معهم كذلك؟ أم أنها ستعيد النظر في الملفّات، وتسعى لإرسال رسالة جديدة للعالم بأن واشنطن تنوي تغيير بعض سياساتها وتوجهاتها بمراعاة اللوائح والقوانين الدولية التي قامت واشنطن بانتهاكها على نحو سافر منذ تسيّدها في العلاقات الدولية، خصوصاً بعد انتهاء عهد الحرب الباردة وانحلال الكتلة الاشتراكية، وتحوّل الصراع الأيديولوجي من طور إلى طور، لاسيما بعد اعتبار الإسلام والأصولية الإسلامية الخطر الجديد الذي ينبغي وضع حد له، خصوصاً وأنه دين يحض على العنف والإرهاب والتعصب!
وعلى أية حال فإن مفاتيح الحل بيد أوباما وسيظل العالم ينتظر ماذا سيتمخض عنه خياره الحالي ووعوده التي قطعها في الحملة الانتخابية! ولكن من المهم أيضاً هل ستتوفر الضمانات القانونية لمحاكمة المتهمين؟ ثم ما هي القوانين التي سيتم محاكمتهم استنادا لها؟ وأي المحاكم ستنظر في قضاياهم؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة: أمتان ... بل عالمان!
- مواطنة بلا ضفاف!!
- الإعلامي والحقوقي ومن يعتمر القبعتين
- مغزى كلام بوش
- العراق وشرنقة الفصل السابع
- سريالية عراقية!
- حقوق الإنسان.. إشكاليات أم معايير؟
- ماذا يريد سانتا كلوز من أوباما؟
- حكم القانون ... من أين نبدأ؟!
- هل يتمكن أوباما من إغلاق جوانتانامو؟
- حقوق الإنسان بين التقديس والتدنيس!!
- «نفاق» حقوق الإنسان.. وقفة تأمل!
- جائزة التسامح
- المواطنة «المفترضة»!
- شرق أوسط ممكن شرق أوسط مستحيل
- الاتفاقية الامنية رهن للعراق وشعبه
- الاتفاقية العراقية- الامريكية من الاحتلال العسكري الى الإحتل ...
- المعاهدة العراقية-الأميركية: من الاحتلال إلى الاحتلال! (2-3)
- أوباما الشرق أوسطي!!
- زمان الطائفية


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الحسين شعبان - غوانتانامو والعدّ العكسي!