أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم كوردستان















المزيد.....

المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم كوردستان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 09:32
المحور: القضية الكردية
    


ان هذه المرحلة التاريخية التي نحن فيها كمكونات رئيسية للمجتمع العراقي تتصف بمجموعة من المميزات و الخصائص التي يمكن ان تكون جديدة و مؤثرة على الاوضاع من كافة الاتجاهات ، و كل ما فيها ان الدولة العراقية قد بنيت على اسس مختلفة مما كانت عليها و تغيرت معالمها بشكل جذري و تختلف عما كانت قبل سقوط الدكتاتورية و منذ بدايات انبثاقها قي عشرينات القرن الماضي .
ليس العراق بحد ذاته و انما اي بلد اخر كان ، و ان مرٌ بما هو فيه العراق ، لابد ان يواجه مخاطر و معوقات مهما كانت قوة تماسك مكوناته و ترابطهم و وحدتهم .
المشاكل و القضايا الشائكة المتراكمة طيل هذه السنين المنصرمة من عمر العراق تحتاج الى عقليات و تدابير و مراحل من اجل اعادة القافلة الى سكتها بحيث ترضي الاكثرية، و تُحسس افراد المجتمع بمختلف انتمائاتهم بالمواطنة و عدم الاغتراب .
منذ عقدين تقريبا و يعيش الشعب في اقليم كوردستان بشكل يختلف تماما عما كان عليه من قبل ، وكما هو الحال يختلف عن الشعوب العراقية الاخرى خارج الاقليم و يتميز بمميزات و امتيازات جديدة عليه ، و خلال هذه المدة كرس خصوصياته بشكل ملحوظ اضافة الى ماهو عليه المواصفات و الخصائص الاجتماعية والثقافية و ما يمتاز به من العادات و التقاليد و الطقوس و الاعتقادات ، ناهيك عن المقومات القومية و طبيعة اقليم الجغرافية و مناخه و ما مرٌ به في مراحله التاريخية و المؤثرات المتنوعة و المختلفة الجوانب على حياة المجتمع الكوردستاني اقليميا و عالميا .
المشاكل العويصة التي واجهت السلطات العراقية حسبما كانت فيه و كيفية تعاملها في اكثر الاحيان بحيث كانت متوقفة على طبيعة و عقلية الحكومة المركزية و حكامها و نظرتها الى الشعوب العراقية.
كيفية تاسيس الدولة العراقية موضوع يتحمل الكثير من النقاشات و السجالات لا تفيد تكرارها لاي طرف، و يتحمل الكثير من الاراء حسب الدلائل و القرائن و القراءة الموضوعية لتلك المراحل التاريخية ، و واكبتها منذ البداية مجموعة من العقد و الخلافات بحيث لم تسترح الشعوب العراقية في اية مرحلة تاريخية معينة الا و واجهتها ما قضت مضجعها من القضايا ، ولم تحل منها قضايا عديدة و اطولها القضية الكوردية و ما ترافقها . اي الخلافات السياسية الكبيرة هي التي كانت مسيطرة على الوضع العراقي الداخلي و نتجت عنها المصائب و الويلات العديدة تستحق التعمق الاكثر و الايغال في ثناياها للاعتبار منها و بالاخص فيما يخص القضية الكوردية التي فرزت مشاكل اخرى جراء تداعياتها الاقليمية و الداخلية و يستوجب التفكير الطويل، و تستحق الصبر و التاني لما تحتاجه من الحلول الجذرية ، وللاسف نشاهد ان في كل مرحلة من مراحل الحكم في العراق اعاد التاريخ نفسه في التعامل مع هذه القضية بشكل من الاشكال ، لكون المهتمين و اصحاب النفوذ التي بيدهم الحل و العقد لم يعتبروا من التاريخ و بدئوا في معاملاتهم و مجاراتهم لهذه القضية الحساسة في كل مرحلة من الصفر ، و لذلك خرجوا بالنتائج المتشابهة الى حد كبير في جميع المراحل التاريخية ، لانهم تصرفوا بنفس العقليات و ذات الاساليب وفق مناهج حكم قريبة من بعضها ، و ان كانت الظروف في كثير من الاحيان مفروضة موضوعيا لكون القضية لها صلة اقليمية و ما تمس مصالح دول اخرى ايضا، و للتاريخ نذكرهنا و بشكل حيادي ان الفشل و ما آلت اليه القضية و اسبابه و عوامله ذاتية و موضوعية و تقع عوامل الفشل الذاتية على الطرفين ، اي الحكومة المركزية و رؤوس الكيانات السياسية الكوردية على حد سواء تقريبا .
فان كانت اهم الاسباب سياسية بحتة، هذا لا يعني ان العوامل الاخرى الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و القانونية و طبيعة الحكم و عقلية الحكام و كيفية التعامل مع الواقع ان لا تكون من الاسباب الرئيسية الاخرى للفشل المستمر و تفاقم الاوضاع .
المركزية الحادة المتبعة منذ المراحل التاريخية الفائتة كانت لها تاثير مباشر على تراكم مسببات تفاقم الخلافات الظاهرة بين المركز و الاطراف ، و التي كانت هي السبب الموضوعي لتهميش الاطراف بشكل مستمر مما اثر على الاوضاع الاجتماعية و عدم التساوي في الحصول على الحقوق والتباين في المواطنة و انخفاض مستوى التقدم العلمي والثقافي و الفروقات الشاسعة بين المركز و الاطراف، و منها التنعم بالثروات و مستوى الخدمات العامة و الاختلاف في نسب المشاركة في السلطة و الحكم في جميع المراحل التاريخية للحكومات العراقية المتعاقبة .
و لو ننظر الى الوضع الاجتماعي العام نلقى الاختلافات البائنة و مدى الترابط العشائري و القبلي و شدته في منطقة دون اخرى ، و تزداد هذه الاختلافات كلما نتجه من المركز الى الاطراف لاسبابه المتعددة ، اضافة الى التركيز على المركز بشكل مؤثرمن قبل كافة السلطات و به خلق كل ذلك التنوع و الاختلافات .
على الرغم من عدم تشابه كافة السلطات و افتقادها للعديد من المزايا المطلوبة لتناسب تركيبة الشعب العراقي ، و كان العامل السلبي المشترك هو انعدام الدستور الدائم المنبثق وفق متطلبات العصور، و هو الخلل الكبير لحين مرحلة ما بعد سقوط الدكتاتورية .
و هو الخلل الكبير في المراحل التاريخية المتعاقبة مما اتاح فرص تجاوز القانون من قبل العديد من الحكومات و ان كان هناك من الشخصيات العامة التي كانت ملمة بالقانون و مصرة على تحقيق العدالة الممكنة في كثيرمن النواحي.
كل ما يهمنا اليوم هو التذكيرو اعادة المراحل التاريخية التي مرٌ بها العراق والاعتبار منه لتجاوز المخاطر التي تفرض نفسها في مواجهة الطرفين ، الحكومة المركزية و اقليم كوردستان .
فان اختلفت الاوضاع و تغيرت الظروف الموضوعية و الذاتية الا ان جواهر و مضامين القضايا الشائكة لازالت كما هي ، ويجب التعميق و الاعتبار وعدم البدء من الصفر ، و كما نعلم ان اقليم كوردستان ليس كما كان في المراحل السابقة و ليست الحكومة المركزية بتلك الحال كما كانت عليه منذ عهود ،و لكن المخاطر و ان لم تكن كما كانت و لن تكون متطابقة بشكل تام الا انها ممكنة الظهور و تقف عائقا امام سير العملية السياسية و تكون متحديا لمتطلبات العصر.
و كل ما يمكن ان نقف عنده هو العصر الحالي بعد سقوط الدكتاتورية ، وقد فتحت ابواب الحرية و الديموقراطية ، و مؤثرات الظروف العالمية واضحة على الواقع العراقي، و الشعب غير منعزل كما كان ، و كل ما نحن فيه هو مرحلة متنقلة و تحتاج الى عقول منفتحة و تدابير و افكار انسانية قبل اي اعتقاد اخر . و حرية تقرير مصير الشعوب اصبحت من المسلمات ولابد لاطراف ان تنطلق من مسلمات و متطلبات العصر والعهد الجديد ، و يمكن به ان نتجاوز المخاطر و نصل الى شاطيء الامان بالتراضي و التوافق بعيدا عن التشدد و التطرف استنادا على مرتكزات عديدة و منها الاعتماد على الحوار حتى الرمق الاخير و عدم الغاء الاخر و عدم تسقيطه و الاعتراف بحقوقه بعيدا عن الانانية و حب الذات .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توفير عوامل قوة شخصية المراة في المجتمع
- ضرورة الحوارات السياسية من عدة ابواب في العراق اليوم
- وضوح عناصر تعبئة المواطنين مفتاح لاختيار الاصلح في الانتخابا ...
- كيف و متى تترسخ الثقافات التي يحتاجها العراق الجديد
- عدم ادانة ايران رغم قصفها المستمر لقرى اقليم كوردستان !!
- المرحلة التاريخية الراهنة تتطلب منا الافكار و الحوار
- حرب غزة بين الايديولوجيا و التكنولوجيا و افراز قوى اقليمية ج ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة ...
- العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
- ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
- كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
- القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
- المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و ...
- عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
- العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
- كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
- هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا ...
- تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال ...
- الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
- تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد ...


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - المخاطر التي تواجه علاقة الحكومة العراقية المركزية مع اقليم كوردستان