أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسنت موسى - الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟















المزيد.....

الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:54
المحور: حقوق الانسان
    


منذ حادثة"الكشح" يناير 2000 لا يمكننا أن نحتفل بعيد الميلاد دون أن نذكر شهداء قرية "الكشح" من الأقباط الذين لقوا حتفهم وشوهت معالمهم بدماء باردة لمجرمين يغذيهم الحقد والكراهية والعنف.
كتابنا محور عرض اليوم"الكشح الحقيقة الغائبة"للدكتور وليم ويصا نستعرض من خلال صفحاته تفاصيل تلك المأساة الإنسانية التي كشفت عورات مجتمعنا وأكدت أن التعايش بين المسيحيين والمسلمين يحتاج لإعادة نظر ليكون حقيقي وليس مجرد ادعاء كاذب.
في بداية الصفحات وتحت عنوان"شكر" قدم ويصا الشكر لمحامي شاب هو"ميشيل بساده" والذي عاونه كما جاء بالشكر على فهم الجوانب المعقدة لقضية الكشح، كما أشار في ذلك التقديم إلى الدور التشجيعي الذي قدمه له الأستاذ عادل جندي الكاتب المصري المقيم بفرنسا.
المقدمة التي أستهل بها الكاتب مؤلفه جاء فيها تعريف بقرية الكشح حيث أوضح أنها إحدى قرى محافظة سوهاج وشهدت في يناير 2000 جريمة قتل ضد واحد وعشرون مواطن قبطي سلبت حياتهم وممتلكاتهم من قبل مواطنين مسلمين يشاركونهم الجوار في المكان،ثم أنتقل من هذا الحديث للتعريف بالكشح إلى التأكيد على أن أحداث الكشح في 2000 لم تكن الأولى فقد سبقها بما يقرب من ستة عشر شهراً مذبحة أخرى لأبناء قرية الكشح حيث تعذيب عدد من سكان القرية والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان سجلت هذا في تقارير حقوقية منشورة للجميع.
عدد صفحات الكتاب تعدت الستمائة وهو مقسم إلى خمس أجزاء إضافة لجزء سادس مختص بالوثائق.
الجزء الأول يهتم بأحداث الكشح الأولى التي حدثت في منتصف أغسطس من عام 1998 بعد أن قتل شابين مسيحيين في جريمة قتل عادية بالنسبة للمجتمعات الصعيدية، لكن الشرطة لم تتفهم أو تقبل أن تكون جريمة القتل عادية فقامت بإلقاء القبض على عدد من المسيحيين وقامت بتعذيبهم في محاولة منها لاستدراجهم إلى اعتراف بعينه يشير إلى أن قتل الشابين كان من خلال أيادي بعضهم،لكن بعض ممن تعرضوا للتعذيب لم يرضخوا لطلبات الشرطة بل قدموا شكاوى ضد بعض الضباط مما أجج الصراع بين الشرطة وهؤلاء الأشخاص خاصة وأنه لم يتحقق أحد من الاتهامات التي وجهها عائلتي الضحيتين ضد أشخاص بعينهم وهذا الإهمال ماهو إلا انتهاك صارخ للقانون وحقوق الأفراد.
الكشح من النصف الثاني لأغسطس من عام 1988 وهى تسمي"تل أبيب" الصعيد وذلك وفق ما أطلقه عليها جماعة"الإخوان المسلمين" وهذا الاسم ما هو إلا تعبير عن حجم كراهية هؤلاء للقرية التي ينمي أنشطتها مسيحيين. تتكون"الكشح" من ما يزيد عن سبعة وعشرون عائلة مسيحية أشهرهم القمامصة والمقدسين والملاخين والبريصات وغيرهم إضافة لأربع عائلات مسلمة هم أولاد زيد والسباقات والعواصي والكراشوة وبالقرية ما يقرب من عشر دور عبادة خمسة مسيحية ومثيلاتها مسلمة،الأوضاع الاقتصادية للقرية تشير إلى أن الأقباط يسيطرون فيها على الأنشطة التجارية والمهنية والصناعية إضافة للزراعة في حين أن المسلمين يعملون في قطاع الزراعة التقليدي فقط.
يسكن المسيحيين في"الكشح" في المناطق البحرية والشرقية في شكل تكتل سكني أما المسلمين فيعيشون في الناحية الغربية للقرية حيث أراضيهم الزراعية وهذا التقسيم يظهر بوضوح في أسماء شوارع كل جهة حيث أسماء قديسين مسيحيين في ناحية الشرق وأخرى إسلامية في ناحية الغرب،وعلى الرغم من أن"الكشح" كانت تعد قرية لجذب السكان إليها لاعتبارها مزدهرة اقتصادياً عكس قرى سوهاج المجاورة إلا أنها تعاني من تدني واضح في الخدمات التعليمية حيث أن القرية ليس بها سوى مدرسة واحدة إعدادية واثنتين ابتدائية وحتى التكوين المعماري لتلك المدارس غير كامل حتى أن المدرسين كانوا يذهبون للغيطان لقضاء حاجتهم،الأوضاع الصحية للقرية ليست أفضل حالاً من التعليمية فهي تشبهها إلى حد بعيد حيث وجود وحدة صحية واحدة صغيرة ومتهالكة أقيمت من عهد الثورة ولكن بعد مذبحة 2000 تم الوعد بإنشاء مستشفي وإقامة صرف صحي لأن مياه الصرف الصحي هددت الكثير من المنازل بالانهيار إضافة لفقدان القرية لخدمات الاتصالات المتطورة بحيث يفتقد الأهالي الاتصال بالمرافق الأساسية لخدمتهم عند الطواريء كحالات الحرائق أو غيرها.
في أغسطس 1998 توفي شخص يدعى حارس دسوقي وهو من عائلة الكراشوة وكان يتعاطى الخمر واعتاد شرائه من كرم تامر فأشاع الأهالي في القرية أن هذا الرجل توفي مسموماً نتيجة الخمر الذي تناوله من تامر إلا أنه لم يتم عرض جثته على الطب الشرعي ولهذا عثر الأهالي على جثة كرم تامر وسمير عويضة في صباح اليوم التالي لوفاة حارس دسوقي أمام سور مدرسة الكشح الابتدائية وبالفعل قامت النيابة بمعاينة الجثتين وبدء التحريات،لكن في مساء ذلك اليوم ذهب للأب جبرائيل عبد المسيح راعي كنيسة الملاك بالكشح أثنين من ضباط أمن الدولة يشيرون له أن قضية مقتل الشابين المسيحيين ينبغي أن يتحملها مسيحي،وبالفعل بدأت الحملات الأمنية لترويع بعض المسيحيين لإجبارهم على اعترافات لم يرتكبوها منها إجبار أب وابنته ذات الخمسة عشر عام على الاعتراف بقتل الشابين المسيحيين لأن أحدهم كان على علاقة غير شرعية بالطفلة الصغيرة ليتحول الأمر برمته إلى مجرد جريمة شرف من أب خرجت ابنته عن الضوابط السليمة للسلوك.
هناك العديد من القصص المشابهة لتلك والتي عبرت عنها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في تقرير لها من بعثتها التي أرسلتها للكشح لتقصي الحقائق قائلة" إنه مع بزوغ فجر 15 أغسطس 1998 تغيرت معالم الشخوص والأشياء داخل قرية الكشح،وسادت حالة من الرعب والهلع بين الأهالي مع بداية الحملة الأمنية الموسعة التي شنتها أجهزة الأمن بحثاً عن الجناة المتورطين في جريمة مقتل سمير عويضة وكرم تامر،وتأسف المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لأن تعلن للرأي العام أن سلوك وتصرفات رجال الشرطة قد شكلت مخالفة صارخة لأحكام الدستور المصري وقانون الإجراءات الجنائية،وانتهاكاً جسيماً لحقوق المواطنين وحرياتهم وكرامتهم الإنسانية،ولقد خلصت نتائج بعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إلى قرية الكشح إلى أن رجال شرطة دار السلام ومديرية أمن محافظة سوهاج،قد توسعوا في ممارسة العقاب الجماعي ضد أهالي قرية الكشح في أعقاب مقتل المواطنين المذكورين وشملت الممارسات الاحتجاز العشوائي لعدة مئات من المواطنين وترويع السكان واحتجاز الرهائن،وممارسة التعذيب ضد المحتجزين والرهائن لإجبارهم على الإدلاء باعترافات ومعلومات حول مرتكبي الحادث،كما شملت قوائم المحتجزين أسراً بأكملها وضمت أمهات وعجائز وفتيات وأطفالاً كما كانت قوات الشرطة التي تذهب للقبض على الأهالي والمشتبه فيهم من منازلهم تقوم بإهانة وترويع جميع أفراد الأسرة".
الجزء الثاني من الكتاب أولى اهتماما خاصاً بمذبحة يناير2000 والتي راح ضحيتها واحد وعشرون قبطياً بسبب شائعات مغرضة نشرت معلومات تقول أن المسيحيين يسمموا المياه وحرقوا المعهد الأزهري مما دفع إلى أهالي القري المجاورة للهجوم على الأقباط لإتلاف ممتلكاتهم وسلب حياتهم بوحشية قاسية يصعب تصور مداها الخطير في بشر،والعجيب أن مذبحة"الكشح" تلك قامت تحت سمع وبصر الجهات الأمنية الذين انسحبوا من القرية قبل ما يزيد عن أربعة وعشرون ساعة ولم يعودا إلى بعد انتهاء المذبحة وهناك أحد المواطنين البسطاء من الكشح حيث أوضح أن الشرطة رفضت الذهاب إلى حقل قتل فيه سبعة من الأقباط وهذا له العديد من الدلالات أكدتها فيما بعد المهازل التي حدثت لإخفاء الأدلة التي تدين الجناة والذين نالوا البراءة وكأن الواحد وعشرين قبطي قاموا بعملية انتحار جماعي، وذلك السلوك الأمني معتاد وحدث في الزاوية الحمراء حيث تدخلت قوات الشرطة بعد ثلاثة أيام من بدء الهجوم على الأقباط أي بعد قتل كثيرين دون ذنب.
قضية الأكشاك هى الواقع الذي يمكن أن يقال عنه وفق تعريف مؤلف الكتاب بأنه"ديكور خلفي وأرضية" انطلقت منها أحداث الكشح حيث أن تلك القضية كانت على مدار سنوات مصدر للتوتر بين الأهالي،ويعد شارع بورسعيد التجاري الأول بالكشح هو بؤرة تلك القضية وذلك لأن البعض من مسلمين القرية أقاموا أكشاك بطريقة عشوائية أمام محلات المسيحيين،وكانت تلك الأكشاك أربعة ألواح من الخشب يقوم صاحبها بتنسيقها في صورة تنصيبه أمام محلات المسيحيين بشكل يضرب كل الأعراف القانونية والتجارية وبالفعل بعد فترة لست بطويلة من الوقت أصبحت تلك الأكشاك عوائق أمام تجارة المسيحيين،وهناك تقرير ل"جمعية المساعدة القانونية" حول أحداث الكشح الثانية جاء في بعض النقاط فيه أن قضية الأكشاك وشكل تعامل السلطات المحلية معها كانت خلفية أساسية لانطلاق الأحداث خاصة وأن أصحاب المحلات من المسيحيين لجأوا للطرق القانونية في مواجهة المشكلة حيث توجهوا بشكواهم من الأكشاك للشرطة والوحدة المحلية التي سجلت ما يقرب من 58 محضر إشغال طريق منها محضرين أو ثلاثة بالكثير ضد مسيحيين وبالفعل صدرت قرارات بالإزالة النهائية والغرامة لكن محافظ سوهاج أوقف تنفيذ كل ذلك بتاريخ 21-3-1998.
هناك عدد من المسيحيين أعربوا لفريق جمعية" المساعدة القانونية" عن استياءهم من وجود الأكشاك أمام محلاتهم قائلين"إننا لم نستطيع إزالة الأكشاك الخشبية المملوكة للمسلمين أمام محلاتنا التجارية التي كلفتنا أموالاً طائلة رغم أننا لجأنا للقضاء ولكن بمجرد تأشيرة يتوقف تنفيذ الإزالة أين حقوق المواطنة إذن؟"
يوم الأحد 2 يناير 2000 توجه المسيحيين للصلاة والشرطة حاولت منعهم لكنها عادت وسمحت لهم تحت تصميم المسيحيين،ومع الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم الدامي بدأت مجموعات في الدوران على منازل الأقباط وقتلهم بنهم شديد وفق وصف ويصا بالكتاب ودون تمييز بين رجل وامرأة وطفل وعثر بعد ما قبل الإفطار في الخامسة مساءً على بعض الجثث كاملة وأخرى محترقة وثالثة مقطعة الأوصال.
الأنبا مرقص يقول عندما وصل للكشح فجر الاثنين 3 يناير"لقد وجدنا المسيحيين مرعوبين ومذلولين"
سلوك الدولة تجاه أحداث الكشح الأولى والثانية كان عنوان الجزء الثالث موضحاً أنه بعد أحداث الكشح الأولى لم تتحرك أو تستجب الأجهزة المحلية والمركزية في الدولة لنداءات القيادات القبطية المحلية في الكشح المطالبة بمعاقبة الضباط المسئولين عن تعذيب الأقباط للاعتراف بجريمة لم يرتكبوها،وفي هذا الشأن يذكر أن جريدة الأهالي بتاريخ 23 سبتمبر عام 1998 نشرت عن تجاوزات الضباط في الكشح تحقيق مطول تحت عنوان"حفنة ضباط حولت مركز شرطة بسوهاج لسلخانة" وتحدث التحقيق عن عمليات التعذيب المذهلة بالكهرباء وتعليق الضحايا كالذبائح وإهانتهم بأقسى ما يجرح الكرامة الإنسانية،وبالفعل وبعد شهرين ونصف الشهر من نشر هذا التحقيق وبعد أن نشرت صحيفة"الصنداي تليجراف البريطانية عن هذا الموضوع" أصبح موقف السلطة في مصر بمأزق مما دفعها للقيام بحملة صحفية وسياسية وأصدر صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها رد فوري تضمن احتجاجات قوية على التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية وطالب بنشر هذا الرد في مكان بارز بالصحيفة وشبكة المعلومات الدولية،كما أرسل الشريف احتجاج إلى هيئة الإذاعة البريطانية ووجه لمكتبها في القاهرة إنذار لأنها تبث هذا التقرير عدة مرات وبالفعل استجابت الإذاعة البريطانية لطلب الوزير وأجرت عدة لقاءات مع نبيل عثمان رئيس هيئة الاستعلامات للرد على التقرير.
وفي إطار تحرك السلطة المصرية لمواجهة الآثار الناتجة عن تقرير"الصنداي تليجراف" أصدر بيان باسم الأقباط بتاريخ 5 نوفمبر 1998 نفي ما جاء بالصحيفة البريطانية ونشر البيان كإعلان مدفوع الأجر بالجريدة البريطانية وجريدتين أمريكتين هما النيويورك تايمز والواشنطن بوست وجريدة الهيرالد تريبيون الدولية وجريدة لوموند الفرنسية وجلوب أند ميل وجلوبال اكسبريس الكنديتين،وذلك البيان المدفوع الأجر جاءت فكرته من عادل حمودة الصحفي المصري الذي قام بصياغته،وقد طالب اللواء حبيب العادلي البابا شنودة بإصدار بيان مماثل ينفي فيه ما نسب للضباط فرفض إلا بعد معاقبتهم .
الدولة المصرية وظفت عدد من الشخصيات القبطية لتنفي الاتهامات الموجهة لها من الصحيفة الكندية ومن هؤلاء السيدة يسرية سمير لوزة عضوة مجلس الشعب وقتها والتي قالت"هذه شهادة أقولها أمام الله لا توجد فتنة طائفية في مصر وليس هناك تفرقة بين مسلم ومسيحي في مصر في المعاملة ولابد أن نكون واعين بحملة التربص بنا"،في تحقيق أيضاً نشرته إحدى كبري الصحف المصرية تحقيق جاء فيه على لسان د. هناء سمير جبره ما أسمته سيادتها أكذوبة جديدة تستهدف النيل من الشرطة المصرية وهى بهذا تنفي ما قامت به الشرطة في الكشح الأولى.
وبعد نشر تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عن الكشح الأولى نظمت مسيرة شعبية من ديوان عام محافظة سوهاج حتى إستاد جامعة سوهاج بمبادرة من جمعية"الكتاب والأدباء والفنانين بمصر" وفي نهاية تلك المسيرة أقيم مهرجان يؤكد على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.
بعد كل تلك الإجراءات للرد على تقرير الصحيفة البريطانية قامت السلطة بضرب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان من الداخل حيث أعلن ستة من أعضاء المنظمة بسوهاج استقالاتهم لأنشطة المنظمة المشبوهة في القاهرة وكتابتها للتقارير الكاذبة،وذلك كان تمهيد لإلقاء القبض على أبو سعده.
الجزء الرابع من الكتاب تحدثت عن كيفية انتهاك وسائل الإعلام للقواعد المهنية والتي تكشف حجم انعدام المهنية والخروج على قواعد العمل الصحفي واستخدام الإذاعة والتليفزيون في الترويج للموقف الرسمي وإخفاء الحقيقة أو عدم البحث عنها في أفضل الحالات،ويمكن رصد معالم المعالجة الصحفية لأحداث الكشح الأولى والثانية في عدد من النقاط:-
** الغياب عن الحدث: أول أساسيات العمل الصحفي هى الذهاب لمكان الحدث من أجل التعرف والوصول للحقيقة والعجيب أن الصحفيين المصريين غابوا عن أحداث الكشح الأولى والثانية في حين أن الصحفيين الأجانب من كافة الوسائل الإعلامية ذهبوا هناك للالتقاء مع أهالي الضحايا ولمقر المطرانية للوقوف على حيثيات الموقف.
**ترديد الرواية الرسمية فقط: كان هناك محاولات من الصحفيين لطمس الحقيقة وذلك يظهر في ترديد الرواية الرسمية عبر صفحات الجرائد،وحتى محاولات لقاء الأنبا ويصا كانت غير دقيقة لتصريحاته عند النشر،ويذكر ويصا أن ميشيل بسادة المحامي روى له أنه أثناء تواجده مع عدد من صحفيين"الأهرام أبدو" في مكتب الأنبا ويصا صمم محاميه أن يكون الحديث مكتوب ويوقع عليه الصحفيين والأنبا ويصا وبالفعل حدث ذلك لكن هذا الحوار لم ينشر حتى الآن.
**النشر السلبي: عندما عجزت الصحافة المصرية عن نشر الحقيقة المؤلمة للسلطة قامت بنشر ما ينفيه وهناك أمثلة صارخة تؤكد ذلك منها ما يتعلق بالتقرير الذي أصدرته" المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"حيث لم تتمكن صحيفة من نشره على الرغم من أنه أرسل لرؤساء تحرير الصحف والعديد من الصحفيين ولكن تم نشر أجزاء منه مبتورة والرد عليها،وكذلك الحال مع تقرير الصحيفة البريطانية حيث نشر الرد عليه دون نشره هو.
**النشر الانتقائي على طريقة شهد شاهد من أهلها: أي نشر تصريحات مبتورة لشخصيات قبطية من مجلسي الشعب والشورى ورجال دين مسيحي داخل وخارج الكشح بما يتناسب مع السياق العام لحملة الوحدة الوطنية.
**الهوية الدينية للضحايا: الهوية الدينية للقتلى في تلك النوعية من الأحداث من المهم ذكرها لأنها تشير إلى طبيعة الحدث ومن ثم توعية الرأي العام،ولم تصدر جريدة واحدة سوى"وطني"الهوية الدينية للضحايا.
**توجيه الاتهام للمجني عليهم بعد المذبحة: تجاهل الحقائق كان سمة الإعلام المصري لكن الأخطر هو توجيه الاتهامات بشكل مباشر وغير مباشر للمسيحيين في الكشح ومثال على ذلك اتهام الصحافة نقلاً عن النيابة القمص جبرائيل عبد المسيح اتهامات من قبيل إلقاء أعيره نارية على المسلمين ومن ثم المساهمة في تأجيج الحدث مع العلم أن القمص كان في ذلك اليوم بـ "البلينا" عند الأنبا ويصا.
رصد الجزء الخامس والأخير ردود فعل أقباط الداخل والخارج على تلك المأساة وهو يرى أن رد فعل أقباط الخارج يمكن تقسيمه في ثلاث فئات :
الأولى: فئة متشددة ونشيطة من خلال استخدام كافة الإمكانيات المتاحة في المجتمعات الحرة والديموقراطية كالتظاهر والاتصال بمنظمات حقوق الإنسان وبرلمانات الدول التي يعيشون فيها،وذلك نتيجة شعور أفراد تلك الفئة بعدم الثقة في إمكانية استجابة مؤسسات الدولة المصرية لمطالبهم.
الثانية: فئة معتدلة ترى أن الحوار مهم ويؤدي للتوصل للحل مع الزمن ولكن تلك الفئة أصبحت على وشك الاقتناع بعدم جدوى معالجة ملف الأقباط بتلك الطريقة.
الثالثة:وهم الغالبية والذين يترددون على الكنائس للصلاة ولأسباب أخرى اجتماعية وهؤلاء لم يكونوا متابعين للأحداث التي تقع للأقباط داخل مصر لكن بعد الكشح وقبلها بزمن ليس بالبعيد يتابعون عن كثب ما يحدث ويشاركوا من حيث لأخر ببعض المظاهرات.
أما أقباط الداخل فهم يفتقدون لوجود قيادات مدنية منهم لذلك جاء رد الفعل من الأسماء الشهيرة تحت الضغط الإعلامي والسياسي عازفاً للنغمة المعتادة عن الوحدة الوطنية والإنكار التام للتأثير السلبي والخطير لحادث بحجم الكشح.






#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رشيدة داتي.. ونقاش ساخن
- كلمات تشعرني بعمق الحب
- كتاب -الثورات- للراحل -سلامة موسى-
- العلاج السيكولوجي
- نحو مزيد من العشش
- الأرمن والغرب والإسلام... جناة وضحايا ومتهمون
- عم محمود وأستاذ أحمد
- مأساة شابين
- عرض كتاب -عصا الحكيم- ل -توفيق الحكيم-
- أنه يحبني أليس كذلك؟
- في الوقت الضائع- للراحل توفيق الحكيم
- مكتئبات بدعوى الأمومة
- عرض كتاب أحاديث إلى الشباب للراحل سلامة موسى
- حوار مع بائعة متجولة
- حوار مع د. يحيى الجمل
- هل سبق وأن تعرضتِ لتحرش جنسي؟
- عمل المرأة وإحساس الرجل بذاته
- حوار مع . نادية عيلبوني
- التوائم مفاجأة سارة ومخيفة معاً للأم
- نساء وحيدات


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - باسنت موسى - الكشح ...هل مازالت الحقيقة الغائبة؟