أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق قديس - العرب ظاهرة فوق صوتية !














المزيد.....

العرب ظاهرة فوق صوتية !


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


أذكرُ جيِّداً أنني حين قرأت كتاب (العرب ظاهرة صوتية ) للكاتب عبدالله القصيمي، والذي صدر بطبعته الأولى عام 1977، كيف وقفت منه موقفاً سلبياً ، وكيف انتابتني ثورة عارمة من الحقد نحو المؤلف، حتى أني أذكر كيف قذفت بالكتاب إلى الأرض بعنف ، ومن ثم أسندت ظهري إلى المقعد، فيما أنا أمسح وجهي قائلاً : " ما هذا الهراء؟ العرب ظاهرة صوتية فقط ! يا له من كلامٍ فارغ ".

أذكر جيداً كيف كنت أرفض رفضاً مطلقاً تلك المقولة التي تقول أن العرب أمة أقوالٍ لا أفعال، وأرفض ما يُقال بأن الأمة العربية أمة اعتادت منذ نشأتها على فن الخطابة فقط ، ونسج القصائد – خاصة قصائد الفخر – حتى في الفترات التي كانت تحاول أن تتمدد بها عسكرياً على أكبر مساحةٍ ممكنة من الأرض ، فالشعر وحده ظل بوقاً لتلك الأمة في فترات صعودها وفي فترات انكسارها ، فظل معه بذلك صوت العرب هو الأعلى أينما حطلوا رحلهم ، حتى على صوت السيوف وطبول الحرب حين تُقرع !

أذكر جيداً ذلك الموقف الذي وقفتُ نفسي عليه لسنوات طويلة ، ووضعته نصبَ عينيَّ ، غير أنني لم أكن أن أتوقع أن تدور بي الأيام، فأرى نفسي أنقلبُ على نفسي درجاتٍ كثيرة، فأصبح من المتشككين بما آمنت به، وأن تصل بي المواصيل إلى أن أجد العذر لمن نادى من قبلُ بأن العرب ظاهرة صوتية ! خاصة في الظروف الحالية للعرب وتواصل العدوان الإجرامي على قطاع غزة من قبل القوات الإسرائيلية برَّاً وبحراً وجوَّاً.

فالأمة العربية لم تستطع أن تأخذ موقفاً موحداً فاعلاً ومؤثراً تجاه العدوان الدامي على أهالي القطاع ، للدرجة التي جعلت البلدان العربية غير قادرة على التحرر من أسر الخطاب الدبلوماسي المتنقل بين الشجب والإدانة والاستنكار، وغير مستجيبة لمطالب شعوبها التي رأت في المسيرات والمظاهرات وسيلة حضارية للتأثير في المواقف الرسمية العربية ، وذلك لنصرة أبناء غزة المرابطين تحت وطأة المدافع والحصار.

فعبارات الشجب والاستنكار المتنقلة عبر الأثير ظلت تتطاير بين البلدان العربية ، في الوقت الذي كان فيه عدد الشهداء والجرحى يتزايد ساعة فساعة ، فظلَّ معها الموقف الرسمي العربي كما هو دون تغيير، ودون أن تتمكن أصوات الجماهير الغاضبة في العالم كله من أن تُحدث ولو إزاحة بسيطة في فيه تجاه الأزمة الراهنة، وقد جاءت النتيجة مخيبة للآمال بشكل يدعو إلى الدهشة والسخرية معاً ، ولعل الدليل الأكبر على ذلك هو أن جامعة الدول العربية لم تتمكن حتى الساعة من عقد اجتماعٍ عربي طارئ تناقش فيه الأوضاع الحالية في فلسطين على مستوى الدول العربية، فيما هيئة الأمم المتحدة قد استطاعت إلى الأمر سبيلاً !

ومع تزايد عبارات الشجب والاستنكار يوماً بعد يوم ، زاد يقيني بدرجة كبيرة الحكومات العربية أصبحت مقتنعة هي ذاتها بأن العرب ظاهرة صوتية غير ذات تأثير على المستوى الدولي، لذا فهي في كل مرة تعمد لتأكيد هذه المقولة في أذهان الجماهير التي تسعى دوماً إلى التغيير ، أملاً بمجيء غدٍ أفضل، كما أنه زاد يقيني بشكل أكبر أن من ينادي بأن العرب ظاهرة صوتية غير مُلام البتة ، بل إنه ربما يكون ممن يسعون إلى تجميل الواقع ، حيث أن كل الدلائل أصبحت تشير لدى كثير من المحللين أن العرب ما عادوا مجرد ظاهرة صوتية فقط، وإنما قد تخطوا هذه المرحلة منذ زمن وذلك لكي يحصلوا على مرتبة أعلى ، بأن يصبحوا ( ظاهرة فوق صوتية ) !



#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروج مصر من التاريخ
- لغز تفجيرات مومباي!
- عصرالنازيين الجدد
- إيران وهبوط سعر النفط
- أوباما هو الحل!
- هل ترقصين؟
- هنا تايلاند !
- أسمهان في رمضان
- حرب الإخوة الأعداء
- تكريم شاعر مرهف
- دفاعاً عن حسن ومرقص
- نهاية الجنرال في باكستان
- درويش .. لماذا تركت الحصان وحيداً؟
- هل تذكرون ناجي العلي ؟
- ليلة سقوط رادوفان كرازيتش
- الرَيِّس عمر حرب
- سؤال يبحث عن إجابة
- البلاطة السوداء
- امرأة برائحةِ التُفَّاح
- امرأة عابرة فوق سريرعابر


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طارق قديس - العرب ظاهرة فوق صوتية !