أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - من القلب .. أطردُ الملائكة















المزيد.....

من القلب .. أطردُ الملائكة


إبراهيم المصري

الحوار المتمدن-العدد: 776 - 2004 / 3 / 17 - 09:08
المحور: الادب والفن
    


( 1 )
كنتُ مُثقلا بالوعي
وبالضرورة
بكوبِ الشاي
ووجبة الغداء
بالمساءِ الذي يأتي
وتأتي معه زوجتي
مُثقلةً بالحاجةِ لي

انقسامُ نواة
والشجرة التي أصبحت الآن غابة
تضجُ بالحنين

كانت الجنة على العتبة
ووعدُ الآخرةِ الأبيضْ

وكنتُ مُثقلا بنومي
حين أفقتُ على قطٍ أسودْ
يئنُ على صدري .
 
( 2 )
ما الذي تعرفه عينا الرخ عن جناحيه
عن قلبهِ الأشيب
وضفائرهِ المحلولةِ فوق الجبال

ما الذي يعرفه الرخ
عن اسمهِ الصولجان
ونومهِ الكئيب في الأسطورة

عن القطار
وحاملاتِ الطائرات
واشتباكِ الأفاعي
في زبدِ البحر

ما الذي يعرفه الرخ
هل كان يعرف .. ..
أنَّ ساقيه تعضان الأرضَ شوقاً
إلى لغةٍ تتوارى
كي تتغذي اليرقاتُ بالصمت
فوق جناحيه
أو فوق هذا الكلام .
 
      ( 3 )
من أي أسرةٍ أنتَ
أيها الباشق
ومن أي سُلالة

يرقد الرصيفُ لانقضاضك
والمدينة المحاصرة
بالرمل والمغزى
تنهض صباحاً .. وبين يديها
حطامٌ وأساطير

لم يكن للنخلة كي تتسامى
أنْ تشرب الرمل
أو يصبح اقتصاد السوق
شقيقها الأكبر

كنت أحكي عن الموت
وعن المعدن الأجوف لأنفاسنا
وعن نهوضنا كل صباح
إلى حصتنا من المشانق .
 
      ( 4 )
       يا رب .. ..
من لانكسار النهار
في الفسقيةِ الرمادية
ومن لاشتعال الليل
في ضراوةِ القمر الآفل

يا رب .. ..
من لذهاب اليقين عن عافيتي
وانحلالي غريقاً
ضللته المصابيح

يا رب  .. ..
كان الخوف حاضراً
والكتبُ السماوية
تُمسكُ الفمَ من قدرته على الصراخ

وكنت وحيداً ...
أرمي ظلالَ يومي
أرمي أثاثَ غرفتي ، ومن القلب
أطرد الملائكة .
 
 ( 5 )
المدى بربطةِ العنق
الكأس بإصبعين
يجسان نبيذه الفاتر
الرحيل بالحيطة
وزاد الكلام
عن بلادٍ جديدة

نعرف أننا أشقياء
واليوم بيومهِ يمر
دون عزاء
ودون بارجةٍ توقظ المسنين
على أسنانهم الصلدة

نعرف أنَّ الرخام مرايا
تعثرت في الغباء
وفي ابتلاع كتان كانت تظنه
غذاءَ روحها

نعرف كلَّ شئ
وأنَّ بلادنا المُرَّة
رقصة مذبوحة لفرس النهر
ومجد غائب لآشوريين وبابليين وفينيقيين وفراعنة

نعرف أن العنقاء
نقشٌ على الرمل
إذ يتوارى الرأس
ويبقى جسد بجناحيه .
 
( 6 )
من أضاف الوترَ الخامسَ للنفس
من أضافَ قطرةً على الروح
ففاضت  .. ..

من أضافَ المدى على السعال
وأضفى قمراً
على بكاءِ الحدائق

من علمنا الكتابة والقراءة
وأرضى بنا غمَّ نفسه
وأراح المطايا من محبين
لم يألفوا سُنن العيش

من أرهف البنكنوت
وأعطى بلاداً وزنَها خيبة
واستفاق بنا على شجر
ظللته الحرائق
وهياكلُ برية
لخيول الغيم

يبصقُ من محنتهِ
سؤالٌ .. ..
ويبصقُ عصفورٌ
على الفضاء .
 
 ( 7 )
كأنما .. تغيبين 
في ملاءآتِ النفس
وفي الطبقات السفلى
من الجنون

حيضك بحرٌ
وارتعاش الأنف برتقالة
تتوهجُ في البرد

وأنتِ تفتحين الباب
كانت الضفائرُ سبَّاقة إلى الريح
كأنما .. أُفرجَ عن غيبٍ
من كتبِ الله
واستفاقَ عشبٌ على خديكِ

كأنما .. تسبقين أغانيكِ باللوعة
وبالهجران الضارب في الزمن
وبالأساور تسقط من المعصم الأيمن
مذبوحة بيسار الخوف

كأنما .. نناديك في طريق
نخشى أن نموت فيه وحدنا .
 
 ( 8 )
وأنتَ تنازل الأسلاف
في صور ...
علقتها الجدرانُ من ياقاتها

تقبلُ الهزيمة من حاجبين كثيفين
ومن فم مُوارب
وتسمع الزفير
حين تطقطق الأطرُ النحاسية
والخشبُ الدافئُ
من وَجْدِ الأزمنة

وترى ...
لا البيتَ وحده
وإنما الطرقات والساحات
منهوبة بأقدام المتعبين
من نومهم الراكد في الزوايا
وفي عظامكَ الباردة

وتردُ النطفة لامتثال القمع
وترى أحفادكَ أيضاً
منهوبين بالغيظ الضاربِ في الزمن
وبأجدادك الجاهزين دوماً
      للقفز على زوجتك .
 
( 9 )
لزبدٍ أبيض
لفراغ من شأنه
أنْ يمازحنا

لحقيقةِ أننا غرباء
نهدرُ بالحنين والأسماء
وبالأوطان أيضا
إلى حسِّنا المُدار بالحكومات
والبنك الدولي
ومجلس الأمن

إلى حسِّنا الصافي
في ارتعاش فتاةٍ
كبرت فجأةً على الشهيق
يشقق أثلامَ فخذيها
ورضا أصابعها
عن استدارة النهدين والزمن

إلى حسِّنا المراق
بلا ثمن في الأرض
أو في اقتدار حلمنا على الحلم
وعلى الجنةِ المنبوذة
في فراغ أعمارنا .
 
( 10 )
آخذاً خصركِ النحيل
إلى لغتي ...
إلى السرير يطفو
باختلافِ الدول العظمى
على حظها من جسدينا

آخذاً عنصرَ الزمان
وحيداً
بفرادةِ نهديك
وبالأقمار
تتجولُ في عينيك الرماديتين

آخذاً عنوانَ الله
وصندوقه البريدي في الفؤاد
واحتمالَ أنْ ندعوه
ضيفَ محبين ضاقوا من العشق
ومن السؤال عن المغزى
حين يرنُ اليقين بعيداً
مطعونا بحرابنا البدائية
وبالشك
في قدرةِ الله على الفراغ

آخذاً لساني
أنشوطةً
لرغبةِ الفم في العواء .

إبراهيم المصري
شاعر وصحفي



#إبراهيم_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما وراء الحجاب .. والأكمة ؟
- بلطة صدام حسين
- لنصفق لجماعة الإخوان .. بمرارة
- بعث العراق سلطة صدَّام قياماً وحُطاماً كتابٌ للقراءة .. مرتي ...
- باسمي .. باسمي فقط


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم المصري - من القلب .. أطردُ الملائكة