أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - الانتخابات اصل الديمقراطية














المزيد.....

الانتخابات اصل الديمقراطية


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانتخابات هي صلب اللعبة الديمقراطية بمفهومها الواسع ،وفي مجتمعات بعيدة عن الاستبداد السياسي او الطبقي او العنصري ،فهي لا تتفق مع الاستبداد او ديكتاتورية الفرد او الحزب الواحد او العائلة واذا ما شهدت تلك النظم نوعا من الديمقراطية فهي لا تعدو ان تكون مجرد تسويغ لحكمها وشرعنة لسطانها أمام التطور المستمر لمبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها وأمام التغييرات الايديلوجية والطبقية للمجتمعات الإنسانية ، لاسيما في ظل قيام الثورات التحررية وحضور الفكر الاشتراكي الذي وصل الى مراحل مؤثرة في فترة الحرب الباردة وانتشار الفكر الماركسي الذي نازع النظم الرأسمالية في عقر دارها ،مما اقتضى سعيها لتطمين شعوب تلك الأنظمة على دورها السياسي في المساهمة باختيار من يمثلها في إدارة المجتمع ،صارت القاعدة العامة في أنماط الحكم المتطورة هي سيادة الديمقراطية ،وهي في المقابل مقياس مقبولية النظام السياسي في المجتمع الدولي،لذلك نجد الأنظمة الاستبدادية تلجأ مجبرة لطرح خيار الانتخابات في تزويق حكمها ،وقد شهد العالم العربي عددا من الفعاليات الانتخابية وهي لا تعدو ان تكون مجرد نتائج معدة سلفا لكي تدعم نظام الحكم الجاثم على صدور شعوبها منذ عقود من الزمن ،لتعلن النتائج دائما بنسب خيالية لرئيس النظام او للحزب الحاكم ،وهزيمة لخصومهم قد تصل حد التصفيات الجسدية فيما بعد ..الديمقراطية عرفت منذ عصور قديمة كما في أثينا ، حيث كان يجتمع كافة المواطنون في مكان عام من اجل النقاش واتخاذ القرارات الهامة التي تتعلق بأمور الإمبراطورية. بل استقي اسمها اصلا من مقطعين هما (ديمو) ويعني (حكم) و(قراسي) ويعني ( الشعب) ولكن الإشكالية تقع اذا ما عرفنا بان ذلك العصر يمثل إحدى مراحل تطور المجتمع الإنساني وهي مرحلة (الرق والعبودية) فاذا ما علمنا بان عدد سكان أثينا في ذلك الوقت كان يبلغ عدة عشرات من الآلاف، الا أنهم كانوا مفروزين الى أقلية من الأحرار يقارب عددها أربعة آلاف مواطن، وأغلبية من العبيد والنساء ،وهذا يعني انه لم يتم اعتبار كافة سكان أثينا مواطنين .. من خلال كل ذلك نرى أن من أهم متطلبات المجتمع الديمقراطي، هي منح الحق لجميع المواطنين في المشاركة في اختيار المجالس النيابية بمختلف أنواعها وانتخاب من سيمثلهم ويدافع عن حقوقهم ويعكس رغباتهم. وهذا يتحقق من خلال تنظيم انتخابات عامة. وليست الانتخابات بهذا المعنى هدفا بحد ذاته، وإنما هي وسيلة تهدف إلى تعزيز بناء المجتمع المدني ، وهي طريقة يمكن بواسطتها اعلان إرادة الشعب لكي يكون مصدر السلطات كما اضمن ذلك معظم دساتير العالم ومنها الدستور العراقي .. فالانتخاب هو الاقتراع بمفهومه اللغوي، وهو مأخوذ من المُقَارَعةُ وهي المساهمة يقال قَارَعَهُ فَقَرَعَهُ إذا أصابته القرعة دونه كما هو مستقى من بعض معاجم اللغة ، ولعل من مفارقات الدهور ان تشتهر قرعة نبي الله يونس (ع) حيث تروي كتب السير ،انه ركب سفينة في البحر فلجت بهم،وثقلت بما فيها، وكادوا يغرقون فتشاوروا فيما بينهم على أن يقترعوا، فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة. فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبي الله يونس فلم يرضوا به، فأعادوها ثانية فوقعت عليه أيضاً، فاستعد ليخلع ثيابه ويلقي بنفسه، فأبوا عليه ذلك، ثم أعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضاً فلم يجدوا حلا غير ألقائه في البحر، وبعث الله عز وجل حوتاً عظيماً من البحر فالتقمه ،الى آخر السيرة ـ وفي الحديث عبرة ـ..والاقتراع اصطلاحا Voting)) هو وسيلة تتبع لأخذ رأي قطاع معين من الناس في أمر ما أو اتخاذ قرار في أمر مصيري ،وقد تتنوع أشكاله وألوانه حسب التجارب الانتخابية ومدى مصداقيتها ،فهو وسيلة لحسم المباراة التنافسية بين عدد المرشحين للمجالس النيابية او النقابية او غيرها ،حيث يختار المقترع الشخص الذي يجده أهلا لتمثيله ،ليكون الفوز من حصة أكثر المرشحين اصواتا ،فيما نجد الأمر أدق من ناحية اختيار الرأي او القرار في مجلس او هيئة ينبغي عليها إقرار شيء ما ،لذا فليس أمام أعضاء مجلس النواب او المجالس المشابهة بدا من اللجوء الى الاقتراع لحسم قرار او نص مختلف عليه لتكون الارجحية فيما بعد للطرف الأكثر اصواتا بحدود النصاب القانوني المتفق عليه .. وبذلك فلابد من ان يقع الاقتراع بصورة سرية ،اي لا يعلن عن شخصية المقترع بقصد تمييزه بقدر ان يكون المغزى لصوته أكان ايجابيا ام سلبيا ام امتناعا ،وذلك لدفع الحرج عنه او منحه الحرية الكاملة في التعبير عن راية دون خوف او ريبة او حياء او مجاملة ..كما ان من الناحية العملية يستحيل إجراء انتخاب او اقتراع على المستوى العام بصورة غير صورة الاقتراع السري..لقد فسرت بعض مراكز الإفتاء الديني الانتخابات بأنها نوع من الشهادة بالمصطلح القرآني وإن لم يرد اللفظ في القرآن ، كما أنها تعد ضرورة واقعية وفريضة شرعية ، حتى لو كانت الدولة تزور تلك الانتخابات ، فلا يكن التزوير سببا في تخلي المواطن عن أن يدلي بصوته .

إذا كان لفظ الانتخاب بمعناه السياسي لم يرد في القرآن الكريم، أما الأدلة على وجوب الانتخاب (الشهادة) فمنها قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ﴾ (البقرة: 283).و ﴿وَلاَيَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا﴾(البقرة: 282). و ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ﴾ (البقرة:140).و ﴿وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الآثِمِيْنَ﴾ (المائدة: 106). كما ان القاعدة الفقهية تنص على ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) لذا فان إصلاح الفساد الاداري وتطور العملية السياسية لا يتم إلا بمشاركة انتخابية قوية وحماية لأصوات الناخبين




#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرائم الانتخابية .. الإجراء والجزاء
- الحماية القانونية للانتخابات من القوة والتهديد بها
- هل نسينا مؤتمر السقوط الايديلوجي للبعث ؟!
- الانتخابات العراقية والتحالفات السياسية
- قراءات في لوحات زيتية لم ترسم بعد
- الحوار المتمدن نافذة المثقف الاممي على العالم
- أحكام الدعاية الانتخابية وجزاءات مخالفتها
- الدعاية الانتخابية .. استحقاقات الناخب والمرشح
- الدوائر الانتخابية آليات وملاحظات
- لمن يحق الترشيح لمجالس المحافظات ؟
- القائمة المفتوحة .. ملاحظات في موضوعية الصياغة القانونية
- القائمة المفتوحة نظام انتخابي حافظ على امتيازات القائمة المغ ...
- أي رسالة وراء فاجعة اغتيال الشهيد كامل شياع ؟!
- احتساب مدة الخدمة للمفصولين السياسيين بين النص والاجتهاد
- ماذا يحدث لو انقطعت الكهرباء؟!
- من حقيبة لبقايا جندي على مشارف المدن المؤنفلة
- الاتفاقية الأمنية بين العراق وأمريكا ..مخاوف مشروعة ومفارقات ...
- خلية لإنضاج القوانين قبل الاختلاف او التصويت عليها
- الجرائم الأخيرة وعوامل تجدد موجة الارهاب
- استحقاقات الشعب بين السلب والإيجاب


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طالب الوحيلي - الانتخابات اصل الديمقراطية