أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف المنيّر - إرهاب الحرب !














المزيد.....

إرهاب الحرب !


عبد اللطيف المنيّر

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرص نخبة من السياسيين والمفكرين والأدباء السعوديين والعرب، وبعض السفراء والخبراء الاجانب، على حضور مجلس الطبيب رشاد فرعون الذي كان يعقد صباح كل يوم في الرياض، لسماع آرائه والنهل من خبرته السياسية كمستشار سياسي لملوك العربية السعودية على مدى عقود خلال القرن الماضي، والتزود من تجاربه كمحارب ضد الجيش الفرنسي في سوريا، وكوزير، وديبلوماسي عتيد تحت علم المملكة.

وأثناء احدى زياراتي لمجلس الدكتور فرعون في ثمانينات القرن الماضي، سأله سائل عن رأيه في الرئيس الفرنسي الجديد آنذاك فرنسوا ميتران، هل سيكون مواليا لقضايا العرب أم سيدعم اسرائيل؟ أجاب: "علينا أن ننتظر أولى سفراته خارج فرنسا، فان توجه الى دولة عربية، سيكون مناصرا لقضايا العرب، أما اذا ذهب الى اسرائيل أولا فسيكون العكس".

أوباما حاول جاهدا أن يطمئن المشككين بالتزامه تأييد اسرائيل. اجتمع بالقادة اليهود أثناء حملته الانتخابية، وأكد لهم ذلك، ليبرهن انه صادق. ذهب الى النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست مرتديا القلنسوة. أثنى على معجزة اسمها اسرائيل. وقال للرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس: "أنا هنا لكي أؤكد على العلاقات المميزة بين اسرائيل والولايات المتحدة، وعلى التزامي الثابت للحفاظ على أمن اسرائيل". كما زار بلدة سيديروت التي تتعرض دائما لصواريخ "حماس"!

أوباما الذي أصر في حملته الانتخابية، أن القدس هي عاصمة اسرائيل، وأنه سيستمر في محاربة الارهاب، كلف في منصب رئيس الامن القومي الجنرال البحري جيمس جونز الذي شغل سابقا منصب القائد الاعلى لقوات حلف "الناتو"، وعيّن هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، التي قال فيها الحاخام تورك، وهو من اليهود الارثوذكس في ميامي فلوريدا، "ان هيلاري كلينتون كانت أكثر وضوحا في دعمها لاسرائيل، وسجلّها في التصويت لاسرائيل كاملا. كما أبقى روبرت غيتس وزيرا للدفاع، كما اختار رهام ايمانويل، الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية، رئيسا لفريق العمل في البيت الابيض، والذي بدأت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية فرحة عنوان افتتاحيتها العريضة باسمه. كما يأتي استمرار صمت أوباما السلبي عن حرب الابادة الجماعية التي تدور رحاها في قطاع غزة – فلسطين، مما يؤكد ما ذهب اليه النقاد بقولهم: أميركا مستمرة وستبقى كما كانت على سياساتها!

أكد ذلك المؤرخ الاميركي الشهير هيوارد زين (••) عندما ألقى محاضرته في جامعة بينغهامتون – نيويورك Binghamton University تحت عنوان الحرب والعدالة الاجتماعية، بعيد أيام من فوز المرشح أوباما بمقعد الرئاسة الاميركية، اذ علق على شعار الحملة الانتخابية ساخرا، يجب أن نقول باستمرار ما يتعين علينا ان نؤمن به، بدلا من التغيير الذي يتعين علينا ان نؤمن به!

يقول هيوارد زين: ان الاعذار التي يجترّها البنتاغون والعسكريون الاسرائيليون، على مسامعنا عند إلقاء قنابل وصواريخ على أحياء سكنية بحجة ان الارهابيين يختبئون بين المدنيين، عرضيا وبطريق الصدفة، هي ذرائع زائفة ويمكن دحضها بسهولة. فاذا تم القاء قنبلة عمدا على بيت او حافلة ركاب لمجرد الشك أن في داخلها ارهابيا، مع ملاحظة ان كلمة الشك هنا تعني بكل وضوح أن الهدف غير مؤكد! فان مصرع نساء وأطفال يمكن أن يكون غير مقصود، ولكنه بكل تأكيد ليس عرضيا او بطريق الصدفة، والوصف الصحيح لهذه الحالة انه (حتمي). ولهذا فان أي عمل عسكري يؤدي حتما الى قتل مدنيين أبرياء هو غير اخلاقي، مثل أي هجوم ارهابي على مدنيين عمدا.

ويضيف هيوارد:... يكشف تاريخ الحروب التي نشبت بعد الحرب العالمية الثانية عدم فائدة العنف بشكل عام، فقد عجزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، رغم تسليحهما الهائل، عن هزيمة حركات المقاومة في بلدان صغيرة وضعيفة وفقيرة، مثلما جرى في فيتنام – أميركا، وفي أفغانستان – الاتحاد السوفياتي، ولم يجدا مناصا من الانسحاب، يجران أذيال الخيبة وراءهما.

ان ردود الفعل على الهجمات الارهابية باعلان الحرب هنا وهناك، وبدك الآلة العسكرية الاسرائيلية وتوجيهها الى صدور الاطفال والنساء في غزة، هو عمل غير اخلاقي بكل تأكيد، ولهذا فانه من الواجب البحث عن وسائل أخرى لمكافحة الارهاب، بما في ذلك ارهاب الحرب، لان الهجمات العسكرية الانتقامية ليست غير أخلاقية فحسبي، بل انها ارهاب بكل ما تعنيه كلمة الارهاب من معنى، شاء ساسة البيت الابيض والكنيست في اسرائيل أم لا. وعليهم ان يعيدوا حساباتهم من جديد.

بيد أن أكثر من مليون مدني قتلوا في فيتنام جراء القنابل الاميركية العرضية، ومثلهم في العراق، أضف اليهم الضحايا المدنيين في أفغانستان والصومال، وشهداء فلسطين، بمن فيهم الشهداء المدنيين في قطاع غزة الان. ولو جمعنا عدد ضحايا الهجمات الارهابية التي تمت طوال القرن الماضي، فانها لن تبلغ نصف هذا العدد!

فهل نحن في حاجة ملحة اليوم الى تجديد الدعوة التي أطلقها زعيم دولة عربية راحل عندما طالب العالم بعقد مؤتمر دولي لتعريف معنى الارهاب؟

كاتب سوري مقيم في أميركا- عضو المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا


(••) هيوارد زين، من مواليد 1922 مؤرخ وكاتب مسرحي أميركي، وأستاذ جامعي في قسم العلوم السياسية في جامعة بوسطن الاميركية. له اكثر من عشرين مؤلفا، لكن الاكثر شهرة كتابه "تاريخ الشعب الاميركي" A People s History of the United States الذي كان متميزا في قائمة النشر والمبيعات، إذ كانت أول طبعة منه عام 1980، ويباع منه أكثر من مليون نسخة كل عام. بالاضافة الى ان المؤلف ناشط حقوقي وداعم للحريات المدنية، بل انه مناهض شرس ضد الحرب بكل أشكالها.



#عبد_اللطيف_المنيّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتوتة الموت
- الكوفة من الطنبوري إلى الزيدي
- خيال وبخور
- الشراع والصياد
- بعيداً عن الثرثرة السياسية
- الديمقراطية بين الشرق والغرب
- خطر مادة الزئبق على البيئة والبشري
- أزمة -بعض- الكُتّاب الثقافية
- سوريا بين الحرية والإقتصاد
- البوصلة السياسية التركية
- اشكالية العلاقات اللبنانية السورية
- الرهان السياسي
- -رغيف- الدمار الشامل
- ثمانية أخطاء سياسية
- العودة إلى الجذور
- الحس المعرفي لمفاتيح اللعبة الدولية
- الانفصاليون الجدد: مائة عام من العزلة
- المعارضة السورية عجزت عن تحقيق شعاراتها الرنانة وتحويلها إلى ...
- التغيير في سوريا بين الخداع البصري والمشروع البديل
- الذات الرئاسية : حسني مبارك نموذجاَ


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف المنيّر - إرهاب الحرب !