أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - خالد صبيح - في إنصاف النقد














المزيد.....

في إنصاف النقد


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:05
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يطرح بين حين وآخر في الصحافة الالكترونية نقد موجه لسلوك ونشاط وتاريخ الحزب ‏الشيوعي العراقي، واغلب هذا النقد يوجه من قبل أشخاص عاشوا تجارب هذا ‏الحزب وعايشوا مراحل معينة في مسيرة عمله ونشاطه السياسي والتنظيمي. ‏وطبيعي ان خلفية المعايشة تمنح هؤلاء النقاد أرضية جيدة من المعطيات والفهم ‏العميق لما ينقدونه وتؤهلهم، كما يفترض، لهذه المهمة، وتمنح في نفس الوقت ‏نقدهم المزيد من المشروعية. لكن للأسف ليس كل ما كتب يمكن تصنيفه وقبوله ‏على انه نقد جاد ومسؤول. لان النقد كممارسة ثقافية وفكرية يشترط، برأيي، ‏الموضوعية والجدية ونزاهة الدافع. وإذا فقد هذه الأساسيات سوف يتحول إلى ‏مشاجرة وتبادل شتائم وتعبير عن أحقاد شخصية ولن يخدم في النتيجة أحدا، ولن ‏يوصل رسالته او يبلغ أهدافه في معالجة الواقع او بلورة موقف مخالف يستند إلى ‏أسس عقلانية.‏
من هنا أرى ان النقد ألذي وجه للحزب الشيوعي العراقي حركته دوافع ومنطلقات ‏يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام:‏

الأول هو نقد مبني على حقد شخصي يسعى لتصفية حساب ناتج عن مرارة ‏شخصية او خيبة أمل، وغالبا ما يكون هذا النقد ممتزجا بموقف فكري مغاير ينتج عن ‏تحول شامل في توجهات صاحبه ويكون مختلف اختلافا جذريا عن منطلقات الحزب ‏الفكرية باتجاه لبرالي او روحاني كما يدعي أصحابه. ويتسم هذا النقد بأسلوب ‏تجريحي وشخصاني وميال إلى لغة الاحتقار والاستهزاء، وهي لغة لا يمكن قبولها ‏في دائرة النقد العلمي. كما ان هذا النقد او الرؤية يفترضان ان ليس هناك أي شيء ‏منطقي ومقبول وسليم ليس في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي والعاملين فيه ‏فحسب، وإنما في كل تاريخ الحركة الشيوعية وفي عموم الفكر اليساري. كما يرافق ‏هذا النقد سعي حثيث لإلحاق الأذى النفسي والمعنوي بمن يعتنق هذا الفكر. ومن ‏بين سلوكيات هذا النقد هو افتعال المناسبة لتوجيه النقد او إقحامه في أوقات ‏ليست هناك ضرورة مقنعة لها، او باختيار توقيت يكون النظر فيه مشدودا للحزب ‏فيحاول ان يسيء إليه ليؤثر سلبا على نشاطه، كما هو عليه الحال في هذه الأيام ‏على سبيل المثال، حيث ينشط الكثير من الشيوعيين ومؤيديهم للتعبئة لحملة ‏الانتخابات المحلية. وهي فترة حرجة يكون أي كلام فيها ينال من الحزب، مالم تكن ‏له مبررات قاهرة، سلوكا عدوانيا. في هذا التوقيت بالذات، خرج علينا شخص بمقال ‏يسخر فيه ويفند كل جذور وقيم الحزب الشيوعي العراقي التي هي، بالمناسبة، ‏ليست ملكا للحزب بقدر ما هي ملكا لجميع من عمل وناضل في صفوفه، وبالتالي ‏فان الانتقاص من هذه القيم وتشكيل صورة كاريكاتورية مشوهة لها ولماضي الحزب ‏يسيء لهذا التاريخ ولحامليه. ومع ان الرأي يحترم في كل الظروف والمناسبات لكنه ‏يفقد، بتقديري، مصداقيته وجدارته ولن يحظى باحترام المتلقي حين يكون وراءه ‏دافعا شخصيا غير سوي، ويكون هدفه هو مجرد إلحاق الأذى والإساءة لتاريخ ‏يتشارك فيه كثيرون. ‏

ان المرارة الكامنة وراء هذه الرؤية والممارسة يمكن ان تكون مفهومة لكنها غير ‏مبررة، لان النقد هو موقف ناتج عن رؤية وفهم وتحليل وليس انفعال عاطفي ساخط ‏يسيء بالمحصلة لصاحبه أكثر مما يسيء لمنقوده.‏


‏ والثاني هو نقد ينطلق من أرضية فكرية وأخلاقية مغايرة تماما، ويأتي من أشخاص ‏تحولوا تحولا كاملا في أفكارهم وانتماءاتهم وسلوكهم وانتقلوا إلى صفوف معادية، ‏وارتبطوا بنظام صدام حسين قبل سقوطه، وانتظموا بعد سقوطه في اطر عمل ‏سياسية وربما تنظيمية قريبة او متداخلة مع تنظيمات وأنشطة البعثيين. وهذه ‏الخلفية بحد ذاتها تجرد نقد هؤلاء، برأيي، من أي قيمة. ‏

يتسم نقده هؤلاء عادة بالحدة والعنف مستعينين في طرحه بقاموس مفردات البعث ‏البالية والشكلية كالخيانة، والعمالة وغيرها من الأوصاف الجاهزة التي لا تعبر عن أي ‏عمق فكري ولا تقوم على أي أساس تحليلي. ويكون في غالب الأحيان طرح هؤلاء ‏غير موضوعي وتلفيقي ويعتمد معلومات كاذبة ومشوهة هدفها تسقيط من يوجهون ‏إليه النقد.‏

اما الثالث فهو الأقل شهرة لكنه الأكثر صدقا وربما تأثيرا لأنه نقد موضوعي وعقلاني ‏وملتزم بأدب الحوار، ويكون مبنيا في العادة على معطيات صحيحة ورؤية عقلية ‏منضبطة وأسلوب ملتزم ومنهجية ناضجة. ويكون أصحاب هذا النقد في الغالب أصحاب ‏رؤية يسارية تتشارك مع أصول الحزب الفكرية ولكنها تختلف معه في الرؤية وفي ‏الفهم والتحليل وبالتالي في الموقف. وهدف نقد هؤلاء هو تحقيق تطور في الرؤية ‏السياسية لليسار وتعميق فهمه للواقع من خلال طرح البدائل والمعالجات الجادة ‏للمشاكل والأخطاء والممارسات الشاذة التي يمارسها الحزب الشيوعي العراقي او ‏أي جهة يسارية ما او أفراد منهما.‏

هذا التصنيف مهم جدا لأنه يؤدي إلى فرز ضروري بين من يمارسون النقد، ويحدد ‏طبيعة هذه الممارسة وأشكالها وأهدافها لكي لا يقع خلط، مقصود في الغالب، بين ‏هؤلاء الناقدين. فهناك، ممن هم من داخل الحزب، سوف يستفيدون بالتأكيد من هذا ‏الخلط ليظهروا للملأ ان النقد، كل النقد، الموجه للحزب او لأفراد داخله لا قيمة له ‏لأنه لا تحركه أسس موضوعية وليس لديه أهداف جادة.‏

‏ ان المستفيدين من أوضاع الحزب الشاذة، وحارقي البخور من كتابه من مدمني ‏المديح الرخيص، يهمهم كثيرا ويفرحهم هذا الخلط ليسهل لهم وضع كل النقاد في ‏خانة واحدة لكي يفلتوا هم من تسليط الضوء على ممارساتهم السيئة، وكشف ‏قصوراتهم السياسية وسلوكهم الشخصي والتنظيمي او الإداري. ‏

‏ من هذا المنطلق علينا ان نعيد للنقد صلاحيته وجدارته بتنظيف ساحته من أدران ‏الحقد والشخصانية ونعلي من قيمته ونحوله إلى سلاح تغيير وإعادة بناء وليس أداة ‏لتصفية حسابات لا تفعل شيئا سوى أنها تديم الخطأ وتنقذ المخطئ.‏



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحراجات غزة
- أدوات العدوان الإسرائيلي
- غزة والعرب
- حذاء الزيدي ووجوه البعثيين
- لماذا اتحاد لكتاب الحوار المتمدن
- اتحاد كتاب الحوار المتمدن
- الحوار المتمدن رتوش في طريق التطور
- دكتاتورية مبطنة بحرير الديمقراطية
- عذرية البنادق
- صحوة اليسار
- بشتاشان بين نارين
- ورقة من شجرة الوطن
- كتّاب وكتابة الانترنيت
- الرسائل من كردستان الى الانترنت
- تمخض الجبل فولد القاضي رزكار محمد امين
- أمطار النار... عتبة مرتفعة في عالم الدراما العراقية
- في إنصاف سلمان رشدي
- نوشيروان مصطفى... سقوط ورقة التوت
- أحضان دافئة
- للحوار اخلاقه ايضا


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - خالد صبيح - في إنصاف النقد