أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - دين السلطه ام سلطة الدين














المزيد.....

دين السلطه ام سلطة الدين


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدوله العربيه ليست دولة مواطنه لا احد يختلف على ذلك وليست دوله دينيه بالمفهوم الدقيق للكلمه ولكنها تزاوج بين السلطه والدين بشرط ان يكون هذا التزاوج لصالح السلطه دائما وتبريرها, ماساه غزه المعاشه تثبت ذلك وتوكد اصرار السلطه العربيه على حماية مكاسبها وانه لاثوابت الا بقائها واستمرارها , لم تابه لهيجان الشارع العربى فهى ليست معنيه بذلك فالوطنيه تتمثل فى بقاءها واستمرارها وعاد منها وفد علماء المسلمين بخفى حنين لانه لايملك سوى النصيحه فهى المتفضله بحضانته وبقاءه بجوارها للاستخدام وقت الحاجه التى تراها هى. فالسلطه العربيه عادة لاتحتاج الدين مع الخارج بل تلتحف بشعارات يعرفها هذا الخارج بل وتدخل فى تكوينه ومراحل تطوره مثل الديمقراطيه والشفافيه والمجتمع المدنى الخ فحاجة الدين لديها داخليه فى الدرجة الاولى لتبرير وجودها وعدم الخروج عليها واضفاء الصبغه الدينيه على افعالها وكراماتها فعلماء الدين لديها للاستهلاك المحلى . ثمة بون شاسع بين سلطة الدين ودين السلطه فدين السلطه هو مايعمل على استمرارها وبقائها وخداعها وتنكرها للتاريخ ولسنة التطور اما سلطة الدين فهى مطلقه وترعى مصلحة الامه , ما نراه هو او مايبرز لنا من الدين هو دين السلطه ورجاله رجال سلطه فى المقام الاول.
ففى الوقت الذى تفقد فيه السلطة في العالم آليات الشراسة التي عرفت عنها وتصبح أكثر قبولاً وتجاوباً ، تزداد السلطة العربية بطشاً وتنكيلاً ومراوغة وخداعاً للتاريخ حتى في اضعف أوقاتها وهوانها على الناس وفقدانها لنقطة الحياء الأخيرة في وجهها الذى زالت مع الزمن آدميته وانسانيته . أنها حالة من الشذوذ التاريخي لم يشهد العالم لها مثيلاً من قبل ، حتى أن الإنسان العربي بدأ يتلمس أطرافه وينظر الى نفسه في مرآة الزمن ليتأكد من كونه بشراً سوياً مثل غيره ، تبدأ السلطة العربية بالمغازلة في حالات وبالاحتواء في حالات أخرى لتنتهي بعد ذلك بالانقضاض على فريستها فرداً كان أو مجتمعاً وتلتهمه ومن يشذ فهو مطاردُ حتى أطراف الدنيا ومطلوب لنشوزه حتى آخر العمر .
كانت السلطة العربية صماء بكماء لا تعرف للحوار سبيلاً لها رجال مخلصون ينفذون أوامرها وكأنها من لدن عزيز حكيم . حتى مع تغير الظروف وانكشاف القناع عن صورتها البشعة لا تلجأ الى الحوار إلا على استحياء وسرعان ما يدفـــع من أجبرها على ذلك الثمن غالياً . كم هو مسكين الإنسان العربي عندما يُتهم في تركيبته النفسية كونها سبب إفراز مثل هذا النمط من السلطة ، ثمه تناقض يسحب أطرافه في كل اتجاه وصوب فهو من ماض لـه ثقافة في بعض أبعادها تدعوه الى الانصياع والخضوع استجابة لفهم تاريخي للنصوص " كما تكونوا يولى عليكم " وسلطان جائر خير من فتنه تدوم ، وبأنها اختيار ألهي لابد من الأيمان به والرضوخ لــــه . وفي أبعاد ثقافية أخرى تؤكد لـه على حرية الإنسان في اختياره لقدره ومصيره ومن يتولى أمره ، لعل اللحظة الفارقة في تاريخنا العربي فشلت في إدراج العقل كمنهج للقياس وحسمت الأمور لغير ذلك . ففي الوقت الذى يعتمد فيه عالم اليوم على قوة أخرى معرفيه غير البطش والتنكيل تقوم على استيعاب الآخر المعارض بل والعمل على إيجاده لتكتمل الصورة حيث باضدادها تتمايز الأشياء ، تعيث السلطة العربية في الأرض فساداً بدءأً بالمناهج التربوية وانتهاء بنواحي الحياة الأخرى المتعددة لتجنى بعد ذلك مجتمعاً مروضاً تسجنه في خطاب معين مموج مضمونه التسبيح بحمدها آلاء الليل وأطراف النهار ليخرج بعده جسداً مستعبداً . إن هوية الإنسان في قدرته على الاختيار فيما يهم أمور حياته من مهده الى لحده ولكن السلطة العربية سلبت منه عبر حياته نعمة الاختيار إلا فيما يتعلق بمكان لحده وكيفية الانضواء داخله جسداً دون روح . إن حرية الفضاء الذى نمارس فيه صيحاتنا وشتائمنا لنأوي بعد ذلك الى مخادعنا راضين بما قدمناه لمجتمعنا ولأجيالنا صورة أخرى من صور تنكيل السلطة العربية بوعي إنسانها المقهور حيث يظن أن الوضع قبل صراخه شئ وبعده أصبح شيئاً آخر ، ولم يدرك بأن للتاريخ عبء يتطلب أكثر من ذلك وغاب عن باله أننا أكثر شعوب العالم صراخاً وفخراً وبكاء على الأطلال .
لقد بلغ بالسلطة الأمر أنها تستدعي المجتمع لإصلاحه حين علت صرخات ودعاوى الإصلاح من أطراف العالم المختلفة بدلاً من أن تعود هي أدراجها لتستلهم المشروعية من داخلـــــه ، عجزت عن استخلاص الاحترام لها فزرعت الخوف بدلاً عنه فهو صناعه سلطوية عربية بكل اقتدار ، فالعربي خائف في جوعه وفي شبعه في صدقه وفي كذبه حتى في انتصاره خائف ، كيف نعجب حين يتحول النصر عندنا الى هزيمة والهزيمة الى نصر حسب رغبة السلطة طالما هي من يملك حق التفسير وكتابة التاريخ وعلى الشعوب تحمل فاتورة ذلك نصراً كان أم هزيمة ، والأدهى حين تغضب وتزمجر عندما يتدخل الغير للعلاج كيف لا وهي أدرى بالعلاج وبمواطن الألم والمرض ولم تدرك لحظة أنها بيت الداء والخبث أو لعلها تدرك ولكنها في أتساق مع الانتقاء الثقافي لتراثنا الذى لا يجعل مكاناً آخر يمكن القبول به بين صدر العالمين أو القبر .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلباب العروبه وعورة الانظمه العربيه
- هل يستحى العرب
- مصر والبحث عن الذات الدور العربى والآم الفقد
- الى غزه - اشكو العروبة ام اشكى لك العربا-
- الكيمياء القاتلة التطرف بين الذات الانسانيه والعقيده الدينيه
- الكيمياء القاتله
- -الحج- والبعد الانسانى
- المجتمعات الجاهزه- ومأزق الحراك الاجتماعى
- -المجتمعات الجاهزه- ومازق الحراك الاجتماعى
- مهرجان -مزايين- الديمقراطيه
- دول الخليج وسؤال الهويه
- بناء الشخصيه الوطنيه كيف؟
- مجتمع على صفيح ساخن- قطرى-مابعد الحداثه-
- حتى لاتنام نواطير الامه عن ثعالبها
- نحو مواطن اقل هذيانا
- المواطن بين - الفرقه الناجيه واليتم الاجتماعى
- قطروالسعوديه.........التاريخ يتحدث والجغرافيا تشهد
- العلمانيه فى العالم العربى الغياب الذى نتصوره حضورا
- فى نعى العربى الاخير
- ابعاد الهويه واشكالاتها


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد العزيز الخاطر - دين السلطه ام سلطة الدين