أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلورنس غزلان - قليل من العقل والضمير ( فيما يخص غزة)















المزيد.....

قليل من العقل والضمير ( فيما يخص غزة)


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2524 - 2009 / 1 / 12 - 06:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


رفضت إسرائيل قرار مجلس الأمن 1860 واستمرت في عمليتها" الرصاص المنهمر" أو الصواريخ المنهمرة والقذائف المنهمرة..وأغلقت آذانها حيال القرار " حتى تحقيق أهدافها" ــ حسب رأي الصحف العبرية ــ دون أن ننسى التصريحات التي تصدر عن هذا الطرف أو ذاك..وكل يحاول أن يجني مكتسبات سياسية وانتخابية واستراتيجية عسكرية ثمنها آلاف الضحايا من سكان غزة بين قتيل وجريح جلهم من المسالمون والأطفال،..ناهيك عن التدمير الرهيب لكل مناحي الحياة الاقتصادية والسكنية لغزة ذات الكثافة الأكبر سكانياً في العالم.
ــ ماهي الأهداف التي قصدتها السيدة تسيبي ليفني وأولمرت في رفضهما وكل الطاقم المصغر للحكومة الإسرائيلية؟
ــ هل ستدمر وتشل قدرة حماس العسكرية والسياسية في القطاع؟
الهدف الأول باعتقادي ليس انتخابيا فقط، بل ليثبت الجيش الإسرائيلي لكل المحيط العربي والمنطقة بعد خسارته في لبنان تموز 2006 أنه مازال يملك القدرة الضاربة والمرعبة لكل من يفكر من الدول المجاورة أن يرفع سبابته العسكرية بوجه إسرائيل، وكي يقدم درساً لإيران بأنه سيظل المهيمن والأقوى في المنطقة وعليها أن تفكر ألف مرة قبل أن تنازعه الهيمنة ومخفر الحراسة على الشرق الأوسط، وأنها لا تستطيع أن تقيس قدرتها حتى لو امتلكت السلاح النووي بقدرة إسرائيل وتملك المقدرة على ردع إيران متى شاءت ــ وكيف لنا أن ننسى أن تسيبي ليفني نفسها صرحت إبان حرب تموز في لبنان أنها تحارب إيران من خلال حزب الله ــ وهاهي باعتقادي تعتمد نفس التفكير فتحارب إيران من خلال حماس وقد سبق وصرح أكثر من مسؤول إسرائيلي: أنه لا يود لذراع إيران أن تمتد حتى جنوب إسرائيل!.
لكن كيف نفسر كل هذا الخراب والدمار والتقتيل المتعمد ؟ ...هل تحارب إسرائيل فعلاً حماس في قطاع غزة؟
من يُقتل في القطاع هو الشعب الفلسطيني، وحماس جزء من هذا الشعب وكان قد اختارها في فترة الانتخابات واحترمنا اختياره رغم اختلافنا مع أيديولوجية حماس ، لكن إسرائيل ترفض حماس ومن ورائها كل الأطراف المؤيدة لإسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا...وهذا يعيد للذاكرة ما جرى لانتخابات الجزائر عام 1992 حين نجحت" جبهة الإنقاذ " في الانتخابات الجزائرية فدفعت فرنسا بالعسكر للانقلاب على السلطة وتسلم مقاليد الأمور مما أوصل البلاد لحرب أهلية ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم ، وأعني بهذا أن ما تقوم به إسرائيل لن يضعف حماس بقدر ما يقويها ويجعل منها ضحية وبطلة بعيون الكثيرين وسيؤدي بشكل حتمي إلى ظهور الكثير من الحركات السلفية وانتشار الإرهاب ليس في فلسطين وحدها، بل ستطال شروره كل بقاع المعمورة، ويكفي أن نرى جموع الشباب الغاضب لكرامته وهويته الجريحة وضعف ثقافته واقتصارها على انتمائه العربي الإسلامي، لنرى أن ملامح القادم مخيفة ومرعبة حتى هنا في الغرب، والدليل على هذا التعاطف والامتداد ما قام به " الأخوان المسلمون السوريون في بيانهم الصادر الخميس 8/01/2009 " معلنين تجميد نشاطهم المعارض للنظام السوري وتكريس قواهم وجهودهم في سبيل نصرة فلسطين ورفاقهم في حماس باعتبارها امتدادا أخوانياً ، وهكذا يفعل أخوان مصر وتقوى شوكتهم أي أن إسرائيل بفعلتها ستقلب كل موازين القوى لغير صالح المنطقة وأمنها ، بل ومستقبلها وهذا ما يفسر تخوف مصر وتحسبها لكل خطوة مع أن ردود الأفعال غالبا ما تأتي عكسية وتزيد " الطين بلة " فمخاوف مصر خاصة بما يتعلق بفتح المعابر ربما أعطى مفعولا سلبيا تجاهها أكثر مما كانت تسعى إليه، علماً أني لا أعول على أي موقف عربي فكل في موقعه أضعف من منظمة صغيرة ..وكل هذه الدول لم تصل بعد لميزات الدول وتمارس دور الطوائف السياسية والقبائلية التي تحاول أن تحمي مشيختها ليس أكثر ولم تقدم للفلسطينيين سوى شعارات وهتافات وحروب كلامية بينها ، وجميعها سيثبت الوقت أن إسرائيل ستخضعهم لجدولها الإستراتيجي القادم ولمطالبها بعد أن تُجَدوِّل خريطة المنطقة من جديد، رغم مايزعم هذا الطرف وذاك أنه سيوقف محادثات السلام ، ندرك ويدرك معنا الجميع أن الأنظمة العربية قاطبة غير قادرة على تحصيل أي حق عن طريق القوة كما تفعل إسرائيل ، التي تصل لغاياتها وأهدافها في الاستيطان والانتشار وتوسيع رقعة دولتها عن طريق القوة والحرب والقتل والتدمير، لترسم خرائط جديدة في كل مرة وتحصل على تنازلات أفدح وأكبر من قبل العرب بعد كل ضربة. كما أن إسرائيل تريد أن تعيد الثقة بالنفس لجيشها بعد حرب تموز وتدرس مدى استيعابه للدرس وتجاوزه للأخطاء وتختبر قدرته الجديدة الضاربة وما غزة إلا حقل تجارب ! علما أن قدرة حماس لا تقارن بقدرة حزب الله ولا بتسليحه ووضع غزة السكاني يختلف كليا عن وضع الجنوب اللبناني، والجنوب جزء من دولة تمتد سلطتها نوعا ما على لبنان كله ، لكن التقسيم والخلاف السياسي الفلسطيني كان أيضا نقطة ضعف فلسطينية وقوة لصالح إسرائيل إلى جانب اختيار الوقت المناسب قبل رحيل بوش وقدوم باراك أوباما، حيث تهيء له إسرائيل أرضية لا يمكنه إلا أن يتعامل معها كواقع مفروض!.
ــ أما ما ستكسبه حماس فبكل تأكيد ستحصد على مكاسب سياسية على الأرض واعتراف بها كقوة فلسطينية سيحسب لها حسابها عربياً وفلسطينياً في الانتخابات القادمة، ولهذا رفضت هي الأخرى قرار مجلس الأمن والخطة المصرية بحجة أنه " لم يؤخذ رأيها مسبقاً"! ..وهذا يعني أنها تحفظ لنفسها المكانة التي تليق بها! مكانة القيادة ولو أن الثمن باهظ وباهظ جداً راح ضحيته حتى الآن 800 شهيد وما يقارب الأربعة آلاف جريح.
ما أود قوله ، كنت أتمنى لو حَكَّم العرب ضمائرهم وعقولهم قبل التصرف الآني المهادن وحسابات أصحاب الدكاكين الريفية، ولو أولوا العناية لغزة الضحية قبل الخوف من السياسة الحماسية وحسابها على إيران ، التي تقف الآن ويتوقف دعمها وينكشف سرها النحيل عند حد المظاهرات والشتائم للحكام العرب وهاهي تركز اهتمامها بالحكم العراقي القادم وتوليه رعايتها، كي لا تفلت الورقة الأهم والأقرب من يدها.
السؤال المطروح أمام هذه الأنظمة البلاء، من سيعيد بناء غزة ؟.
وهل ستنتظرون بعد قبل أن تتخذوا موقفا فيه بعض الضمير والرجولة وقبل أن يلفظكم التاريخ وتلعنكم الأجيال، فلديكم من الأوراق ما يكفي للدفع بإسرائيل لإيقاف عدوانها!.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الأعياد، لا يليق بغزة سوى الموت ثوباً!
- فرسان الحرية وحقوق الإنسان!
- نحن والشيطان والغيبية والتغيير
- شمعة سابعة نشعلها للحوار..لنا في نورها وهجاً وفي استمراره أم ...
- مجتمع بقياس موحد - NIS SEX - وبوجهين- -.DOBLE FACE
- في متاهة الحاضر الإسلامي
- يكذبون حتى يصبح الكذب ملح حياتهم...لأنهم لا يخجلون!
- اغتيال من اختصاص سوري مع الاعتذار من ميشيل كيلو
- العنف ضد المرأة.
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم - 3 الاغتصاب -.
- القرعة تتباهى بجدائل ابنة خالتها - مثل شعبي-
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم -2 - صور من عالم الفقر ...
- نحن أبناء العالم الحزين والبؤس المقيم...لماذا؟ (الحلقة الأول ...
- العالم من حولنا يتغير ونحن نعيش الثبات وننام في سبات!
- أطلق غناء الفرح بميشيل ومحمود ( إهداء لحريتهم )
- السر السوري الخطير في الرد السوري الكبير على الغارة الأمريكي ...
- الليلة الأطول انتظاراً إلى معتقلي إعلان دمشق في محاكمتهم ال ...
- درس سوري جديد في الإنصاف!
- حاميها حراميها
- لماذا تتلبس ثوب القاتل بعد أن تكون ضحيته؟ لماذا ترتبط كينونت ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فلورنس غزلان - قليل من العقل والضمير ( فيما يخص غزة)