أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - مرحلة (ما بعد غزة)














المزيد.....

مرحلة (ما بعد غزة)


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب ان يكون للدبلوماسية العربية دور ولو كان بسيطا في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب العربي الفلسطيني في مدينة غزة، ذلك ان قوة القرار الدبلوماسي تتأتى من محصلة مجموع القوى التي تمتلكها سياسة الدولة او مجموع الدول المتحالفة، وهذا ما ليس متوفرا لدى الدبلوماسية العربية .

هذا على فرض ان الدبلوماسية العربية موجودة اصلا.. أي على فرض ان هناك تنسيقا وتوافقا على القرار ما بين الانظمة العربية مجتمعة، وكذلك رؤية موحدة الى الأزمة.

الحقيقة المؤلمة ان قرارا عربيا موحدا ليس متاحا حتى هذه اللحظة، فالأنظمة العربية مختلفة في تعاطيها مع ما يجري لمدينة غزة، بسبب وجهة نظر كل منها الى الحدث والى مسبباته، ولأول مرة تلتقي الأنظمة العربية على هدف واحد هو وقف العدوان الاسرائيلي، ولكن.. ففيما يرى البعض وقفه حالا ودون قيد او شرط كما هو مطلب حماس، ترى أنظمة اخرى ان يتم ذلك بعد ان يُقضى على حماس نهائيا باعتبارها المتسببة في هذه (الكارثة) ولأنها خارج ما يسمى الشرعية الفلسطينية.

ان التحدي الحقيقي للنظام العربي سيتجسد واضحا في (ما بعد غزة).. أي ما بعد انجلاء دخان المعركة وبغض النظر عن نتائج الصراع، حيث سيكون النظام العربي بأكمله وبتناقضاته امام ازمة وجود حقيقية، ليس امام الشعوب العربية وقواها السياسية المعارضة بل حتى في نظر القوى الإقليمية والدولية ذوات التأثير.

ستخشى إسرائيل من انكشافها على طوق من صحارى متشابهة وذات رمال متحركة قد تغير ليس من طبيعة الصراع فقط انما حتى من أساليبه، وان يتولد مثل هذا الشعور لدى كيان إسبارطي يرى نفسه محاصرا فمعناه اللجوء الى اخذ زمام المبادرة وربما حتى السعي الى محاولات التوسع من جديد وهذه المرة تحت مظلة دولية، فالذرائع متاحة وموجودة ولا داعي الى البحث عنها او اختلاقها. معنى هذا ان الاعتماد على النظام العربي في كبح جماح الحركات الراديكالية سيكون موضع مراجعة لدى صانع القرار الاسرائيلي .

كذلك على الأنظمة العربية عدم إغفال ما سيكون عليه الدور الإيراني والتركي بتوجهيهما الاسلامويين بعد انجلاء الموقف واستثماره لصالح استراتيجيتيهما. هذان اللاعبان القريبان جدا من بؤرة الصراع، وما يمتلكانه من اوراق هي محصلة امتداداتهما الثقافية في الداخل العربي لا بل وحتى في الذهنية العربية. اضافة الى محاولاتهما الدؤوب للابقاء على قرارهما المستقل بعيدا عن أي تأثير من أية قوة دولية او إقليمية يتقاطع ومصلحتهما القومية .

وفي ظل الانهيار الاقتصادي العالمي وتراجع سعر برميل النفط ومحاولات دول الاوبك (ترشيد) الانتاج، من المحتمل ان تتغير الكثير من سياسات واستراتيجيات الدول ذات التأثير في مناطق العالم ومنها منطقة الشرق الاوسط، وقد تكون نتائج الصراع الحالي في غزة بمثابة البوابة التي تنفتح على جحيم تبدلات المواقف من النظام العربي .

كل هذه الاحتمالات سوف تدفع في اتجاه تبدلات في المواقف من النظام العربي في مجمله ومن بعض الأنظمة العربية وبخاصة التقليدية منها .

ان ما يجري اليوم في العديد من البلدان العربية من قمع للتظاهرات ومن اعتقالات لبعض رموز الحركات الراديكالية التي تدعو وتنظم مثل تلك التظاهرات، او منع ذلك أصلا تحت طائلة قرارات تعتبر التظاهر استنكارا لما يجري من مجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة نوع من التحريض، كل ذلك علاوة على انه يعد تجاوزا فجا على حق الإنسان في التعبير، فستكون له تداعيات خطيرة على النظام العربي شبيهة بتلك التداعيات التي حصلت لذات النظام في فترة الخمسينيات من القرن الماضي .

وقد يتبادر الى أذهان البعض عدم تأثر الأنظمة العربية حتى الان بنتائج ما جرى من احتلال للعراق. وسبب ذلك طبيعة العلاقة بين النظام السياسي العراقي السابق والأنظمة العربية الاخرى، وكذلك طبيعة الصراع في العراق والمختلفة تماما عنها في غزة، وبالرغم من هذا فان الوقت ما زال مبكرا على ظهور نتائج ذلك التغيير بسبب التداخلات الإقليمية الواضحة والمؤثرة التي أطالت في امد ظهور تلك النتائج وكذلك التباين في مواقف مكونات المجتمع العراقي ولكن حتما ان ذلك لن يمنع من ظهورها قريبا، اذ ستكون عاملا اخر يضاف الى نتائج ما بعد غزة .

وعودة الى البداية فان الدبلوماسية العربية اليوم مشلولة تماما أمام هول ما يجري في غزة بسبب تباين الرؤية العربية الى الحدث وبالتالي تشظي القرار العربي، ولن يكون بامكانها لا وقف العدوان ولا التخفيف من آثاره المستقبلية، هذا اذا سلمنا جدلا ان هناك قرارا عربيا وليس قرارات ونظاما عربيا وليس انظمة..



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن غزة التي تذبح وسط صمت مريب.. مجرد سؤال!!
- الانتخابات المقبلة في العراق.. الطموح والواقع
- دلالات الحذاء العراقي.. من «أبو القاسم الطنبوري» حتى «منتظر ...
- في ضوء تقرير بعثة الأمم المتحدة في العراق : ما الذي تغير.. ! ...
- اوباما.. تصورات عراقية
- المسرح والممثلون..
- حين يكون الكلام من دبابيس..!
- أقلمة الاتفاقية الأمنية
- بورصة الانتخابات المحلية المقبلة ورجال الدين
- كامل شياع .. اغتيال الكلمة
- المسؤولون العراقيون.. الخطاب والواقع
- العراق: يد مع المصالح المشتركة واخرى للمصائر المشتركة
- من الرفض المطلق الى القبول.. تبدلات السياسة والسياسيين في ال ...
- حروب الدبلوماسية الامريكية
- المشهد العراقي اليوم...!!
- جند السماء أم جند الأرض!؟
- الظاهرة الحسينية.. انسجام الغاية والوسيلة
- العاصفة التي يخبئها الهدوء
- قانون النفط والغاز..الدوافع والاهداف
- بين واقع الحال وتصريحات المسؤولين


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - مرحلة (ما بعد غزة)